أثارت قناة ال"mbc" جدلاً كبيراً هذا العام بسبب المسلسلات الرمضانية التي عرضتها والتي تحمل رسالة التطيع بشكل واضح وصريح، الأمر الذي أزعج الشرفاء وأفرح العملاء.

وكالة مهر للأنباء نقلاً عن" الوقت": لا يكاد يمر شهر واحد إلا وتغرز السعودية، خنجراً جديداً في ظهر الأمة العربية، لتضيف فصلاً أسوداً آخر إلى فصول مكائدها وخبثها وخنوعها، فلم يَسلم حتى شهر رمضان الفضيل من شرور المملكة ومسؤوليها، حيث تطل علينا قناة  الـ “mbc” التابعة لآل سعود، هذا العام بلسان عبري وبجوارح صهيونية وكأنها تُبث من "تل أبيب" ، وهذا ما أكدته صحيفة الغارديان البريطانية التي أشارت في تقرير لها إلى أن المسلسلات الرمضانية السعودية هذا العام هدفها التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، فالمسلسل الأول يعرض تاريخ اليهود في منطقة الخليج الفارسي، أما الآخر فيشير إلى أن الكيان الصهيوني قد لا يكون عدواً، وأن الفلسطينيين لم يكونوا في يوم من الأيام من الممتنين والشاكرين لمساعدات مملكة بن سلمان، وذكرت الصحيفة أن مجرد عرض المسلسلين على شبكة  “mbc” السعودية لا يدع مجالا للشك أنها حصلت على موافقة من سلطات البلاد، وقد أعرب المشاهدون العرب عن غضبهم من تحول الدراما الرمضانية إلى منبر سياسي للأعداء، و يدعو للتطبيع معهم.

مسلسل "أم هارون"

تضع قناة الـ“mbc” شعار "رمضان يجمعنا" في هذا الشهر الفضيل، لكنها تطلب المستحيل في أن  يجمعنا شهر الصوم على التطبيع مع العدو، فقد أثار مسلسل "أم هارون" بلبلة حتى قبل البدء بعرضه، وحركت حلقاته الأولى الرأي العام العربي، لأنه يروي قصة امرأة يهودية عاشت في منطقة الخليج الفارسي، وتعرضت لمعاملة سيئة من المجتمع بسبب انتمائها الديني، ورأى المشاهدون أن العمل ما هو إلا دعوة للتطبيع مع الكيان الصهيوني بضوء أخضر من حكام آل سعود.

ويقول محللون أن عرض مثل هذه المسلسلات يعد أفضل خدمة تقدمها ممكلة بن سلمان للكيان الصهيوني، خاصة في ظل التمادي الصهيوني على الفلسطينيين، وشروع الكيان في تنفيذ خطة سياسية لضم الضفة الغربية المحتلة، وإن مايراد من تزوير التاريخ وقلب الوقائع والحقائق هو تحقيق غاية وهدف الصهاينة في فلسطين، ولا غرابة في أنَّ تكون بصمة القيادات السعودية واضحة إلى هذا الحد في تمويل ونشر تلك الأفكار المسمومة والخطيرة.

مسلسل "مَخرج 7"

ليس غريباً أن تناقَش قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدراما العربية، لكن المؤسف أن تناقش بلسان حال العدو نفسه،  على اعتبار أنها من القضايا المصيرية والهامة بالنسبة للشعوب العربية، وبذلك ليس مطلوباً من الدراما أن تنفصل عن الواقع ومايثار فيه من أمور، بل أن تحافظ الدراما العربية وبخاصة الخليجية على الحد الأدنى من الأخلاق تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، وعلى مايبدو أن سلطات بن سلمان اتخذت القرار في التطبيع الأكبر مع العدو الصهيوني، حيث أن  مسلسل "مَخرج 7" السعودي، يتناول مسألة التطبيع و الصراع العربي الصهيوني من خلال عائلة "دوخي" الأب الأربعيني، الذي يقلق على ابنه الصغير بعد أن اكتشف صحبته مع "عزرا" الإسرائيلي، من خلال الألعاب الالكترونية.

مسلسل "النهاية "

أطل مسلسل "النهاية" الرمضاني على وسائل الإعلام المصرية، الذي تنتجه أحد أضخم شركات الإنتاج في مصر، ليشكل صفعة لآل سعود والكيان الصهيوني في آن واحد، وتدور أحداث العمل في العام 2120 ، حول مهندس يحاول ردع مقاومة سيطرة التكنولوجيا على الحياة البشرية، لكن محاولاته تقوده إلى مواجهات خطيرة خاصة مع ظهور رجل آلي مستنسخ منه.

واستعرضت الحلقة الأولى من المسلسل الذي لاقى رواجاً كبيراً بين المشاهدين، مشهداً لأطفال في فصل دراسي عام 2120 يتعلمون عن "حرب تحرير القدس"، وتُظهر هذه الحلقة أنَّ الدول العربية قامت بالقضاء على عدوها الصهيوني في حرب سميت بحرب "تحرير القدس"، وانتهت تلك الحرب سريعاً وأدت لتدمير الدولة المزعومة للصهاينة قبل أن تمر 100 سنة على تاريخ احتلالهم ، ويظهر العمل أن الغالبية العظمى من اليهود فروا ورجعوا إلى بلادهم الأصلية.

ويعرض المسلسل خريطة "هولوغرامية" مقسمة للولايات المتحدة الأمريكية، وتبين أحداث المسلسل أنَّه في النصف الأول من القرن الواحد والعشرين، بدأ ميزان القوى في العالم يتغير، وأن كل دول أمريكا الشمالية كانت متحدة وكان اسمها الولايات المتحدة الأميركية وبدأت تصاب بالضعف والانهيار و التفكك وتحارب بعضها البعض، ويَذكر العمل أن أمريكا كانت الداعم الأول والرئيس للكيان الصهيوني.

المثير في الأمر، أنَّ وزارة خارجية الكيان الصهيوني هاجمت العمل و وصفت أحداثه بالمؤسفة وغير مقبولة على الإطلاق، خاصة أن الكيان الصهيوني أبرم مع مصر اتفاقية سلام منذ 41 عاماً. /انتهى/