وكالة مهر للأنباء نقلا عن الميادين: أثار مسلسل "أم هارون" الكويتي موجة من الانتقادات في الشارع العربي في أول أيام عرضه، حيث اعتبره "تمهيدا للتطبيع مع إسرائيل" و "تشويه للحقائق التاريخية" من خلال حرف التاريخ إذ يتحدث المسلسل في مقطع عن تأسيس الكيان الاسرائيلي عقب إنهاء الانتداب البريطاني على "أرض إسرائيل" عوضا عن فلسطين.
يروي مسلسل "أم هارون" قصة طبيبة يهودية في أربعينيات القرن الماضي، والتحديات التي واجهت أسرتها والجالية اليهودية في دول الخليج الفارسي.
وفي هذا السياق نشر موقع قناة الميادين مقالا بقبم غسان بدو جدو. فيما يلي نص المقال:
أم عطا هي صاحبة البيت.. أم هارون هي سارقة البيت..
أم عطا هي شرعية المفتاح.. أم هارون هي مافيا المفاتيح.
أم عطا هي الأصيلة على أرض فلسطين.. أم هارون هي المتشردة مغتصبة أرض فلسطين.
أم عطا هي طهارة المقدس.. أم هارون هي نجاسة اللامقدس.
أم عطا هي رمز العزة والكرامة.. أم هارون هي عنوان الذل والهوان.
أم عطا هي لسان الصدق والوفاء.. أم هارون هي ثرثارة النفاق والغدر.
أم عطا هي صوت الإنسانية والحرية والأحرار.. أم هارون هي نشاز العبودية والسادية والاستزلام.
أم عطا هي عباءة القدس.. أم هارون هي لصّة القدس.
على الأمة أن تختار بين "أم عطا" وبين "أم هارون"..
عليها أن تقرر وتفعل وليس أن تسكت وتستكين.
على الأمة أن تختار بين السمو والشموخ والثبات على المبدأ أياً كانت الضغوط والمغريات، وبين التبعية والتزوير والخنوع وتجميل الاستسلام بالأوهام.
من يحسب أن "أم عطا" هي مجرد دراما تاريخية لملء فراغ، فرؤيته قاصرة، وتقديره يجانب الصواب.. ومن يتعامل مع "أم هارون" على أنها مجرد مساحة يسمونها عملاً فنياً يستحق فرصة، فهو شريك في الرذيلة والجريمة الموصوفة.
أم عطا هي شرف هذه الأمة.. أم هارون هي خزي أصحابها.
بل إنها تجسد العار، والمدفوع الأجر في أي بار.
واعزتاه لأم عطا ومعها، ولمن اختار زمن اللاتردد، وشجاعة الموقف والاقتحام.. واذُلاّهُ لأم هارون، ولمن اختار صفوف اللصوص والجبناء في زمن يريدونه للتفريط في كل شيء، لا بل في أي شيء..
هذا هو زمننا: "أم عطا" في مواجهة "أم هارون" ومشتقاتها..
"حنظلة" في مواجهة "أم هارون" ومن وراءها..
على الأمة أن تختار..
هي ليست معركة بين الحروب.. هي حربٌ مفتوحةٌ..
هي بلا شك حرب منصورة.. مهما طال الزمن.. فالأمة لا يمكن إلاّ أن تختار "أم عطا"، حتى لو طالت كذبة "أم هارون"..
هو ذا جوهر الموضوع.. هي ذي الحكاية.. هي ذي الرسالة..
تعليقك