رأي المحلل السياسي اللبناني ان هناك  توافق امريكي- سعودي علی التعاون مع الکاظمي وعلی محاولة جذب السياسة العراقية بعیدا عن ایران معتبرا ان عودة نشاط داعش الی العراق تحمل رسالة الی الكاظمي بان "امريكا والسعودية مستعدتان للتعاون معه في مواجهة داعش لکن فی مقابل الابتعاد عن ایران .

وكالة مهر للأنباء - سمية خمار باقي: وافق مجلس النواب العراقي يوم الخميس على منح الثقة لحكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، دون إقرار جميع الوزراء الذين اقترحت أسماؤهم كما صوّت المجلس -خلال جلسة حضرها 255 نائبا من أصل 329- لصالح تأييد المنهاج الحكومي لحكومة الكاظمي الذي أدى رفقة أعضاء حكومته اليمين الدستورية أمام المجلس. هذا وشهدت جلسة منح الثقة لحكومة الكاظمي، مقاطعة كتلة دولة القانون برئاسة نوري المالكي والمنضوية في تحالف الفتح برئاسة هادي العامري. 

وفي بيان أدلى به الكاظمي قال إن حكومته "حكومة حل لا حكومة تأزيم ويسعى لمواجهة عاجلة للقضايا الملحة" كما تعهد بمعالجة تداعيات الأزمة الاقتصادية من خلال ترشيد الإنفاق والتفاوض لاستعادة حصة العراق من تصدير النفط. وفي هذا السياق اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء حوارا مع أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية والخبير في قضايا إيران والشرق الأوسط اشار فيه الى نیل حكومة الكاظمي ثقة مجلس النواب موضحا:  "یبدو علی ان هذا الامر ناتج عن التفاهم الذی حصل سابقا حول شخصية الكاظمي بین مختلف الاطراف السیاسیة والشيعية بشکل خاص وخصوصا الاتفاق علی توزیع الوزراء لهذه الجهات السیاسية هذا من جهة، ومن جهه ثانية هناك رغبة في الانتقال الی مرحلة جديدة في العراق لانه فشل الكاظمي یعنی حالة فراغ كبيرة في العراق وبقاء عادل عبدالمهدي في تصریف الاعمال او التفکیر في عودة عادل عبدالمهدی امر یحتاج الی موقف جدید من المرجعية ومن القوی السیاسية و هذا غیر ممکن ولهذا السبب حصل هذا التفاهم واتفقت الکتل السياسية الشيعية على الرغم من  الرفض الاول الذی کان لدى بعض الاطراف تجاه الکاظمی اذن هذا ربما یفسر ثقه مجلس النواب التی اعطیت للکاظمی."

وفي سياق اتصال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالكاظمي اكد عتريسي انه لا ينفصل عن اتصال الامریکی بومبيو برئيس الحكومة العراقية وهذا يعني ان هناك  توافق امريكي- سعودي علی التعاون مع الکاظمي وعلی محاولة جذب السياسة العراقية بعیدا عن ایران او خلق توازن قوی یمیل لمصلحتهم  في مواجهة ایران.

واكد ان الولایات المتحدة والسعودية تحاولان ان تستفیدا من هذا الوضع المزري في العراق من  خلال الضغوط التی تمارس علی الحشد الشعبي وعودة نشاط داعش الی العراق لتوجیه الرسالة الی رئیس الحكومة جدید بان "نحن مستعدون للتعاون معك ودعمك سواء فی مواجهة داعش لکن فی مقابل الابتعاد عن ایران و الانصياع للقرار الامریکی".

وراى ان السماح باستئناف تصدیر الغاز الایرانی الی العراق فی الاشهر المقبلة هو یاتي في هذا الاطار یعنی إطار مد الید الامریکي الى رئیس الحكومة الجديدة في العراق .. معتبرا ان الهدف واضح و وحید وهو ابعاد العراق عن العلاقه مع ایران، وممارسة الضغوط علی الحشد الشعبی والتهديد  بورقه داعش من جدید ولهذا السبب السعودیه تتصل ووزیر الخارجية الامریکی یتصل وهذا هو التحدی الذی سیواجهه رئیس الحكومة العراقیه الجدید، التحدی الذی یتعلق بسیاسات العراقیه الخارجية والعلاقة مع ایران.

وتابع ان  تطویر العلاقات مع ایران لا يتعارض وتطویر العلاقات مع دول اخری من حیث المبدا، الا ان  ایران لاتقبل بان یکون هذا العمل علی حسابها.