أكد عضو مجلس الشعب السوري احمد مرعي علی أن الكيان الصهيوني يعاني من إنعدام العمق الأمني في محيطه وإنه لايشعر بالأمن والإستقرار بعد مرور ۷۲ عاما منذ إنشائه نتيجة تصاعد دور المقاومة.

وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى نكبة الفلسطينيين حيث تم اقتلاع شعب بأكمله من وطنه وتدمير كيانه وتهجيره ظلمًا وعدوانًا ، على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي الديمقراطية والحضارة والإنسانية ، النكبة التي فرضت على الشعب الفلسطيني وجعلته يسكن المخيمات ويعيش حياة اللجوء والهجرة ، يعيش حياة البؤس والفقر والحرمان والمرض ، وحرمانه من هويته الوطنية.
لم يكن تاريخ الخامس عشر من أيار/مايو ۱۹۴۸، والذي يعرف باسم يوم "النكبة" لدى الفلسطينيين، سوى ترجمة لسنوات طويلة سبقته، من التخطيط "الصهيوني" والبريطاني، لطرد الفلسطينيين من أرضهم، وإقامة الدولة اليهودية عليها.
لقد رأى العالم خلال اثنين وسبعين عاماً أن هذا الشعب الأبي لايمكن أن يقبل بهذا الهوان والظلم الذي أصابه ولم يسقط وطننا ولم تسقط قضيتنا الفلسطينية كما أراد لها الطامعون والمحتلون وأذناب الاحتلال والمطبعون.
وفي هذا السياق اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء حوارا مع عضو مجلس الشعب السوري أحمد مرعي.


س: كيف تقيم الأوضاع الحالية للكيان الصهيوني بعد مرور ۷۲ عاما علی إنشائه والأزمات التي يعيشه؟
اعتقد بأن هذا الكيان كان يخطط بأنه خلال فترة زمنية من بعد إنشائه سيمل المقاومون من مقاومة هذا الكیان نتيجة الدعم الذي حظي به من قبل بريطانيا أولا و من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ثانيا تبين فيما بعد بأنه علی مدی ۷۲ عاما حتی اللحظة لم ينعم هذا الكيان من الأمن والإستقرار بل علی العكس حتی الأجيال التي لم تولد في فلسطين تؤكد علی حق العودة إلی فلسطين وبأن التطور خاصة تطور وسائل القتال لايقتصر اليوم علی الكيان الصهيوني بل إنما علی كل محور المقاومة وبالتالي هذا الحق علی رغم من مرور هذه العقود لم ينتهي بل علی العكس تصاعد دور محور المقاومة وتصاعد الإحتضان لهذا المشروع أی مشروع المقاومة وفي مقدمة هذه الدول هي ايران و سورية التي لاتزال تشكل الجبهة الحقيقية ضد الكيان الصهيوني وتمتد من لبنان إلی فلسطین و سوريا وايران وهذا ما يعول عليه شعب المقاومة.


س: ماهو رأيك في شأن قيام المحتلين الاسرائيليين باتباع سياسة إعتقال الفلسطينيين بهدف تحقيق اهدافهم؟
أعتقد بأن اسرائيل كلما أمعنت في قتل الفلسطينيين وفي اغتصاب هذه الأرض كلما زادت سجلها من الجرائم ومما يؤكد علی أنها كيان مغتصب وتقوم بجرائم دولية وهذا يعني بأن الكيان الصهيوني قائم علی أساس الجرائم والفصل العنصري وهذا يزيد من احتمالية إسقاطه.


س: كيف تری الخلافات السياسية الحالية بين التيارات الصهيونية داخل الكيان المحتل؟
مايجري اليوم في فلسطين أو داخل الكيان الصهيوني من حراك سياسي بين التيارات السياسية هو ليس خلاف حول قضايا استراتيجية بل إنه بسبب الرشاوی من قبل هؤلاء الساسة وهذا يشير إلی أنه هناك خلل داخل الكيان الصهيوني وينذر بامكانية أن يحدث عدم التوازن بين هذه التيارات نتيجة أن أكثر من رئيس وزراء أكثر من مسئول اسرائيلي متهم اليوم بالرشاوی يحقق فيها مصالحهم الشخصية وليست الأمور الاستراتيجية التي تعنی بالكيان الصهيوني لذلك من المعلوم بأن الخلل يبدو بأنه صاعد من الداخل بالاضافة أنه كما قلنا الكيان الصهيوني لايشعر بالأمن والإستقرار نتيجة تصاعد دور المقاومة . 


س: كيف تقيم إنعدام العمق الأمني في محيط الكيان الصهيوني وماهي الخطوات التي تتخذها تل أبيب في هذا الشأن؟
الكيان الصهيوني يسعی اليوم إنشاء نوع من الدول المحيطة فيه التي تعمل علی التطبيع مثل ما تقوم به بعض دول الخليج الفارسي وما نشهده اليوم من مسلسلات تشير إلی التطبيع ولكن الحقيقة بأن دائما التعويل يكون علی الدول التي تحمل مشروع المقاومة والتي هي لبنان وفلسطين وتدعمها ايران وأيضا الشعب الفلسطيني الذي لم يمل حتی اللحظة منذ احتلال فلسطين من المقاومة لذلك هو يريد أن ينشئ نظام أمني محيط بإسرائيل حتی لاحظنا بأن إتفاقيات السلام التي تم عقدها في وادي عرب مع الاردن وكامب ديفيد مع مصر لم تحقق النتيجة المرجوة.


س: هل حققت إسرائيل اهدافها في مجال ردع قوة المقاومة الفلسطينية واللبنانية عبر شراء منظومة القبة الحديدية؟
كلما تطور اسرائيل في وسائل وأدوات القتال أيضا كلما تطور المقاومة في وسائل مقاومة هذا المشروع الاسرائيلي لذلك الأمر لايختصر علی جانب الأمر دون الأخر وكل هذا الدعم العالمي للكيان الصهيوني لم يمنع المقاومة من تحقيق الإنتصارات وتحرير أراضيها ونتحدث عن غزة وعن جنوب لبنان وإن شاء الله نحن باتجاه تحرير الجولان وكل الأراضي التي يحتلها الكيان الصهيوني بما في ذلك فلسطين لذلك لم ينجح مشروع الكيان الصهيوني في ضرب المقاومة وعلی العكس المقاومة في تصاعد مستمر ويشير عدم تحقيق الأمن والإستقرار في الكيان الصهيوني علی مدی ۷۲ عاما إلی أن هذا الكيان زائل لا محال عنه. الصراع مع الكيان الصهيوني ليس الصراع علی جزء من الأراضي بل صراع ضد الثقافة الصهيونية والثقافة التي تقول بأن جميع العالم هو خدمة لليهود وهذا الصراع هو صراع وجودي