١٠‏/٠٥‏/٢٠٢٠، ٩:٥٥ ص

محلل تركي:

لا مستقبل للكيان الصهيوني على أرض فلسطين

لا مستقبل للكيان الصهيوني على أرض فلسطين

رأى المحلل والكاتب التركي حمزة تكين انه لا مستقبل للكيان الصهيوني على أرض فلسطين، مهما حاول سياسيا وعسكريا وأمنيا وثقافيا وإعلاميا، وهو يعاني من الداخل سياسيا واجتماعيا وحتى في مكان ما يعاني ثقافيا، لأنه أصلا مكون من شعوب متعددة جمعوها من مختلف دول العالم.

وكالة مهر للأنباء - محمد مظهري: بعد مرور 72 عاما على إقامة الكيان الصهيوني على أنقاض فلسطين في العام 1948، وتشريد الشعب الفلسطيني، يتواصل فعل التهجير المخططات الاستيطانية ، سواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 أم في الداخل الفلسطيني المحتل منذ النكبة عام 1948. 

ويستمر هذا الصراع في ظل "صفقة القرن" وتوافق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وخصمه حتى وقت قريب الجنرال بني غانتس، على مخططات الضم المقترحة لبسط سيادة دولة الاحتلال على ما تبقّى من فلسطين التاريخية، حتى لو جنح بعض العرب إلى "سلم" وهمي كمبرر لتصفية القضية الفلسطينية وتحويلها إلى قضية حدود لا قضية وجود، لأن الحدود التي تريدها إسرائيل اليوم لا تبقي للفلسطينيين بيتاً ولا مكاناً، بل تحوّلهم إلى رعايا تحكمهم دولة الاحتلال بالحديد والنار بنظام أبرتهايد فاشي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ونظام تمييز عنصري مخفف في فلسطين 48. وبمناسبة قرب يوم النكبة ولتسليط الضوء على ما فعله الكيان الصهيوني طولال سنين الاحتلال اجرينا حوار مع المحلل والكاتب التركي حمزة تكين. فيما يلي نص الحوار:

1. بعد مرور 72 عاما على احتلال الاراضي الفلسطينية، كيف تقيم اوضاع الكيان الصهيوني سياسيا واجتماعيا وكيف يتعامل هذا الكيان مع ازمة الهوية؟
رغم كل هذه السنوات الطويلة للاحتلال، ورغم الدعم الهائل الذي يتلقاه الاحتلال من دول عديدة ومنظمات كثيرة ونافذين كثر حول العالم، لم يستطع حتى الآن ـ ولا أظنه أنه سيستطيع مستقبلا ـ أن يرسم إطارا سياسيا يعمل من خلاله ليكون "نموذجا للديمقراطية" في المنطقة كما يسعى هو ويدعي، فمن يتابع الحياة السياسية داخل هذا الكيان يدرك حقيقة أن المشكلات تدب فيه عند كل استحقاق سياسي داخلي، حيث يتأخر تشكيل الحكومات لفترات طويلة ويحل "الكنيست" لأتفه الأسباب، وهذا يدل على عمق الصراعات الموجودة بين مكونات هذا الكيان المحتل.
ونفس الصورة يمكن إسقاطها على الواقع الاجتماعي لهذا الكيان، حيث نرى دائما التناقض والخلافات بين فئات المجتمع الصهيوني، وخاصة فيما يتعلق ببعض الأمور الثقافية أو الدينية، فنرى اليوم على سبيل المثال صراعا قويا بين تيار المتطرفين دينيا وبين تيار معاكس لهذا التوجه يقدم نفسه أنه "منفتح".. وفي النهاية كلهم متطرفون محتلون.
رغم كل الدعم العالمي ورغم كل الإمكانيات، نعم لم يستطع الكيان الصهيوني أن يرسم هوية محددة له يقدمها للعالم، يُعرف بها في الخارج، تكون مسار حياة في الداخل.

2.  هل تمكن الكيان الصهيوني من تحقيق هدفه في ترسيخ مكانته في المنطقة من خلال الابادة الجماعية وتشريد الفلسطينيين؟
على الإطلاق، نحن نعلم تاريخ هذا الكيان بالمجازر والحروب الوحشية الدموية والإبادة الجماعية التي ارتكبها جيشه أو عصاباته، إلا أنه مازال يعيش على رمال متحركة في المنطقة، مازال لا يخيف شرائح واسعة جدا من شعوب المنطقة، وخاصة هو لا يخيف الشعب الفلسطيني صاحبة القضية، فنرى أن حركات المقاومة مازالت حية تلفظ هذا الكيان، وترفض وجوده على أرض فلسطين.
يمكن أن نقول أن الوحشية التي تعامل بها الكيان الصهيوني مع الفلسطينيين ومع شعوب المنطقة ـ وما زال يتعامل بهذا ـ لم تنفع ولم تخف الفلسطينيين ولم تخف الشعوب، وبالتالي مكانته مازالت في الحضيض.. وستبقى.

3. هل تعتقد ان مشروع القبة الحديدة مشروع ناجح واين وصل مسار اكمالها؟ ولماذا المقاومة الفلسطينية تواصل عملياتها ضد اسرائيل على الرغم من وجود هذه القبة؟
مشروع القبة الحديدية أثبت فشله بمواجهة صواريخ المقاومة في غزة، وهذا الكلام سمعناه من كثير من السياسيين الصهاينة وكذلك في الإعلام الصهيوني، فهذه المنظومة الدفاعية قدمها الاحتلال على أنها الحل للحماية من "صواريخ غزة"، علما أن الصواريخ محلية الصنع أي أنها ليست بتطور صواريخ العالم الأخرى، ورغم ضعفها لم تستطع تلك القبة من إسقاطها عندما تطلقها المقاومة تجاه الأراضي المحتلة، والتاريخ يشهد على هذا، وحتى الحاضر أيضا، لأننا نرى بين الفينة والأخرى كيف تستخدم المقاومة هذه الصواريخ من غزة ولا تستطيع القبة الحديدية إسقاطها بشكل كامل، رغم أن هذه القبة متطورة وحديثة كلفت ملايين الدولارات، كما يقول الاحتلال.
الكفة هنا لصالح المقاومة وقوتها وشجاعتها وصناعاتها، وهذه المعادلة أدرتها المقاومة في غزة، وبالتالي مازالت تستخدم صواريخها ضد الاحتلال عند أي استحقاق عسكري، لأنها تدرك ضعف القبة الحديدية، ولأنها تمكنت من تفكيك ثغرات هذه القبة، وهذا نجاح عسكري كبير للشعب الفلسطيني.

4.كيف تصف التوازن الذي اوجدته المقاومة في المنطقة؟ هل اسرائيل قادرة على تغيير هذا التوازن؟
طبعا الكيان الصهيوني يعمل منذ سنوات على تغيير التوازنات في المنطقة لصالحه ولإضفاء شرعية على وجوده، ولكن لا أظن أن هذا الأمر قد نجح، وما يؤكد كلامي ما رأيناه من رفض شعبي كبير جدا وواسع جدا من شعوب المنطقة لـ"صفقة القرن" هذه الصفقة التي تلبس الاحتلال بشكل واضح لباس الشرعية وتجعله حمامة سلام في المنطقة.. أي أن مقاومة الشعب الفلسطيني وموقف الشعوب الثابت تجاه هذا الاحتلال جعل هذا التوازن في غير صالح الصهاينة، وأظن هم أدركوا هذه الحقيقة، لذلك الخوف أن يتوجهوا لحماقات عسكرية جديدة هنا أو هناك، انتقاما ممن يرفضهم.

5. كيف ترى مستقبل اسرائيل في ظل الازمات السياسية والاجتماعية التي تواجهها وخاصة انها تفتقد تاريخ حقيقي وتعاني ازمة الهوية؟
باختصار، لا مستقبل لهذا الكيان على أرض فلسطين، مهما حاول سياسيا وعسكريا وأمنيا وثقافيا وإعلاميا، لا مستقبل له على أرض فلسطين، هو يعاني من الداخل سياسيا واجتماعيا وحتى في مكان ما يعاني ثقافيا، لأنه أصلا مكون من شعوب متعددة جمعوها من مختلف دول العالم، شعوب متناقضة بالتفكير والتوجه لا تجمعها إلا فكرة "الاحتلال وظلم الآخرين".
المستقبل هو للشعب الفلسطيني ولكل من يقف معه بصدق وإخلاص بعيدا عن الشعارات الإعلامية الجوفاء. 


6. كيف تعلق على مسار التطبيع السياسي والثقافي الذي تحاول بعض الانظمة العربية تسريعه؟
برأيي ما تسعى إليه تلك الأنظمة ليس مجرد تطبيع بل اعتراف بشرعية هذا الكيان المحتل على حساب الشعب الفلسطيني، وهنا الخطر الحقيقي، ولكن من الواضح جدا أن الشعوب حية فعلا وترفض التطبيع والاعتراف بهذا الكيان، لذلك أرى أن مسار "صفقة القرن" نهايته وخيمة على كل نظام يحاول أن يعترف بـ"إسرائيل" اليوم على حساب الشعب الفلسطيني.
الشعوب ترفض التطبيع السياسي والثقافي مع هذا الكيان وبالتالي لا قيمة لأي محاولات من قبل أي جهة في المنطقة تسعى للاعتراف بالكيان وشرعيته.
أنا شخصيا على سبيل المثال، حاولت عدة جهات إعلامية صهيونية إجراء مقابلات تلفزيونية أو حوارات صحفية معي ولكنني رفضت رفضا قاطعا لأنني أرى أن هذا يدخل في باب التطبيع والاعتراف بهذا الاحتلال.. وأنا كفرد لا أعترف به أبدا حتى لو اعترف بوجوده كل العالم.

7. هل تعتقتد ان نقل السفارة الامريكية الى القدس قلب المعادلات لصالح اسرائيل؟
على الإطلاق لم يغير المعادلات لصالح الكيان الصهيوني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأتباعه في المنطقة ظنوا أن نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، سيفرض أمرا واقعا على الساحة وأن هذه المدينة أصبحت "عاصمة إسرائيل" شاء من شاء وأبى من أبى، ولكن الواقع يكذب ذلك فلا معادلات سياسية تغيرت لصالح الاحتلال ولا معادلات شعبية فلسطينية أو عربية أو إسلامية تغيرت لصالح الاحتلال، هي مجرد خطوة إعلامية، لأن أمريكا أصلا تتعامل مع الأمر على أن "القدس هي عاصمة إسرائيل" أي أن الثقل السياسي الصهيوني موجود أصلا في القدس المحتلة وليس في "تل أبيب"، يعني الأمر مجرد رسائل إعلامية ثقافية للتأثير على الشعوب، وقد فشلوا بذلك.. "صفقة القرن" التي تتضمن بنودها نقل السفارات إلى القدس المحتلة ولت ميتة لا مستقبل لها ولا مستقبل لأي دولة أو كيان أو إدارة أو شخص أو نطام يصفق لها.


 

رمز الخبر 1903971

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha