وجاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة تحت عنوان "رفاهية السعودية وأحلامها الكبيرة تصطدم بالحائط"، واضاف التقرير: أن جائحة كورونا ليست وحدها التي تعيد تشكيل نمط حياة السعوديين، بل إن انخفاض أسعار النفط يسرق من المملكة الثروة الهائلة التي اكتسبتها.
ووصف التقرير الأزمتين بأنهما "ضربتان موجعتان تهددان بإغراق الأجندة الاجتماعية والاقتصادية لمحمد بن سلمان"، في ظل غياب السياحة أيضا التي ظهرت كحركة جديدة لتنويع مصادر الدخل في المملكة.
ولفت التقرير إلى أن ما يحدث في السعودية من قرارات لكبح جماح إنفاق الحكومة، ما هو إلا دليل على تأثير هذه الأزمات على خفض مستوى الرفاهية الذي طالما عاش فيه المواطن السعودي.
ونقل التقرير عن مايكل ستيفنز، محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في العاصمة البريطانية لندن، قوله إن "رؤية 2030 انتهت إلى حد ما".
وأضاف أن "السعودية تواجه أصعب أوقاتها، وهي بالتأكيد أيضا أحرج فترة في ظل حكم محمد بن سلمان".
ورغم ذلك، أفاد التقرير بأن محمد بن سلمان يبدو أنه لا يضع الآن في حساباته إلغاء أي من خططه الخاصة، بما في ذلك مشروع مدينة "نيوم"، الذي قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إنه ومشاريع أخرى ستؤجل فقط.
وفي السياق، خلص التقرير إلى أن الوضع الجديد سيعيد تشكيل ملامح علاقة الحكام السعوديين والجيل الجديد من المواطنين الذين سيجدون أنفسهم محرومين، مما استمتع به أجدادهم من سعة الرزق ودعم رسمي كبير للوقود والكهرباء، ووظائف حكومية مريحة وتعليم ورعاية صحية مجانيين.
وأبرز التقرير إعلان الحكومة السعودية، الإثنين الماضي، أنها ستضاعف ثلاث مرات ضريبة القيمة المضافة للبلاد على السلع والخدمات لترتفع من 5 إلى 15 في المئة، وتلغي مخصصات شهرية تقارب 266 دولارًا لموظفي الدولة، وستراجع المزايا المالية الأخرى المدفوعة للموظفين والمقاولين.
واستشهد التقرير ببيان الجدعان الذي جاء فيه: "نواجه أزمة لم يشهدها العالم في التاريخ الحديث. التغييرات في الضرائب والمزايا مهما كانت صعبة، فهي ضرورية ومفيدة للحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي الشامل".