وكالة مهر للأنباء - عبدالله مغامس: یعیش الكيان الصهيوني الآن ذروة العلو والإفساد ورغم القوة العسكرية التي يمتلكها وتحالفه مع الولايات المتحدة الأمريكية وحمايته في المؤسسات الدولية فإن هذا الكيان لا زال يعيش أزمة الوجود وأزمة الجغرافيا والتاريخ، فهو لايزال في رؤية الكثيرين في المنطقة وفي رؤية الجماهير العربية والإسلامية كيان غريب عن المنطقة لا ينتمي لها وهو لا يستطيع أن يندمج فيها ولا يمكن أن يكون جزءا منها، هو يعيش أزمة التاريخ لأنه زور التاريخ وحاول أن يستجلب دعاوى توراتية وتاريخية عن أحقيته في هذه الأرض، لكن كل شيء اليوم وبعد مرور 72 عاما على الاحتلال يؤكد أن هذه الأرض قبل أن ينشأ هذا الكيان كانت فيها شعوب ولا يزالون موجودين حتى الأن وكان فيها شعوب سكنت هذه الأرض.
في هذا السياق ولدراسة سبل توحيد صفوف الأمة الاسلامية من اجل تحرير الاراضي محتلة والنهج الذي حدّده الامام الخميني للتصدي للمشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الخبير في الشؤون الصهيونية
إليكم نص الحوار:
س: بعد مرور 72 عاما على احتلال الاراضي الفلسطينية، كيف تقيم اوضاع الكيان الصهيوني سياسيا واجتماعيا وكيف يتعامل هذا الكيان مع أزمة الهوية؟
ان الفلسطينيين كانوا جزءا من تاريخ هذه الأرض، ورغم أن الكيان الصهيوني قام بعملية طرد وتهجير ومجازر ضد الشعب الفلسطيني قبل 72 عاما حتى يمشي على أنقاض هذه الجرائم إلا أن الميزان الديموغرافي اليوم يبين بشكل واضح بأن ال 150 ألف فلسطيني الذين بقوا في ذلك الوقت في مناطق ال48 باتوا اليوم مليونين، والفلسطينيون في مناطق ال67 باتوا الأن 5 مليون وبالتالي فإن الميزان الديموغرافي بات لصالح الفلسطينيين، فلسطين الأن يسكنها 13 مليون شخص نصفهم فلسطينيون والباقي صهاينة وبعد 20الى 30 عاما ستكون الأغلبية هنا للفلسطينيين 64 بالمئة فبالتالي وبحكم هذه المعطيات وبحكم التاريخ فإنه لامستقبل لهذا الكيان، بالإضافة إلى أن هذا الكيان يعيش صراع الهويات بين طوائفه وأقطابه وأحزابه المختلفة ما بين الشرقي والغربي وحتى ما بين الشرقيين فهناك من هو مغربي وتونسي وعراقي وكل له ثقافته الخاصة، أما بالنسبة للغربيين فهناك الروسي والامريكي وبالتالي فإن التمييز واضح جدا بين هذه الطوائف و أن التعامل مع هذه الطوائف يتم بشكل مختلف على سبيل المثال التعامل مع الطوائف الغربية يتم بطريقة مختلفة عن الطوائف الشرقية، ونحن نرى كيفية التعامل مع هذه الطوائف وعلى سبيل المثال مع الأثيوبيين اليهود الذين تم إستجلابهم إلى فلسطين المحتلة وكيف كان التعامل معهم وكيف أن التعامل العنصري معهم كما حدث في إنتفاضتهم قبل عدة شهور والتعامل معهم بقسوة وقتل واحد منهم من خلال المظاهرات التي ظهرت و قبل 21 عاما بالتسعينات خرجت مظاهرات بسبب رفض أخذ تبرعات من اليهود الأثيوبيين بإعتبارهم أنهم يحملون مرض الإيدز، فهذا الكيان على مستوى الهوية وعلى مستوى التاريخ وعلى المستوى الإجتماعي وعلى المستوى السياسي يعيش أزمة متواصلة ومستمرة، لا توجد هوية سياسية واضحة لهذا الكيان، فالهويات متغيرة متعددة فالهوية السياسية الآن في التقسيمات الحزبية تقوم على البعد الشخصي وليس على البعد الذي يتناول أزمات هذا المجتمع، نرى هذا بنتياهو زعيم حزب الليكود كتلة اليمين والآخر هو زعيم حزب الوسط، وقبل تشكيل الحكومة والمصادقة عليها كان هناك هدف نتنياهو أن يترأس الحكومة رغم إتهامه بالفساد بأي طريقة والآخر غاتس هدفه أن يسقط نتنياهو وبأتي بدلا منه في رئاسة مجلس الوزراء، فالأزمة ستبقى متواصلة ومستمرة في هذا الكيان.
س: ما يميز محور المقاومة عن ماضيها وما هي انجازاتها في المجال العسكري؟
محور المقاومة أعتقد الأن وصل لمرحلة يعتبر فيها قوة لا يمكن تجاوزها ولا يمكن لأي أحد من المحور الآخر (الأمريكي والصهيوني) في المنطقة أن يتصدى لهذا المحور أو يفشل مخططات هذا المحور، ووصل هذا المحور لمرحلة يستطيع فيها من خلال أدواته أن يشل دولة الكيان الصهيوني بشكل كامل، ونحن نرى دول المقاومة تنتمي لهذا المحور في شمال فلسطين وفي جنوب فلسطين فحزب الله والجهاد الإسلامي وحماس والحوثيين في اليمن وايران في كل مكان نجد هذه القوى تتطور بشكل كبير جدا، وهذا يفسر سر الإعتداءات الصهيونية لتقييد وتضييق جهود هذا المحور لتأسيس ولتطوير الأدوات العسكرية إستعدادا للمعركة الفاصلة مع هذا الكيان الصهيوني، فمحور المقاومة بات يمتلك من القوة والقدرات والإمكانيات ما يستطيع به أن ينتقل إلى مرحلة الإنتصار وإندهار هذا الكيان والتغلب عليه وتحرير الأرض وإعادة الشعب الفلسطيني إلى أرضه التي هجرمنها منذ 72 عاما.
س: ما هي دوافع وكواليس تسريع عملية التطبيع مع اسرائيل؟ هل يمكن اضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني من خلال الاجراءات التطبيعية؟
التطبيع الذي يتم الترويج له مع بعض الكيانات العربية هو تطبيع لا يمس ولا يعكس طبيعة الرفض للعالم العربي والإسلامي لهذا الكيان، فالجماهير العربية على إمتداد الوطن العربي والإسلامي ترفض هذا الكيان بشكل كامل وترفض التعامل معه، هناك محاولات من قبل وسائل الإعلام العربية وبعض المسؤولين العرب تحت عنوان التهديد الإيراني للإقتراب من هذا الكيان، ونشكيل محور هو محور عربي أمريكي صهيوني يحاول أن يصدر مشاكل أخرى في المنطقة ويحاول ان يحرف الصراع عن بوصلته، الصراع هو فلسطين مع هذا الكيان، لكن هو يحاول من خلال بعض علاقاته مع الكيانات العربية ووسائل الإعلام العربية أن يظهر أنه هناك حاله من القبول لهذا الكيان بين الجماهير العربية و الإسلامية وهذا غير صحيح بتاتا، هناك أطراف تطبع وتحاول أن تخرج هذا التطبيع لوسائل الإعلام كما ظهر في مسلسل "ام هارون"، لكن هذا لا يعكس حقيقة الواقع أنه حتى الان لا يستطيع أي صهيوني حتى في ظل علاقات قائمة وإتفاقيات سلام في الاردن ومصر مع هذا الكيان أن يتحرك بسهولة وهو غير مقبول ومرفوض ولا يستطيع أن يبرز ملامحه اليهودية في الأردن ويطلب منه أن يدخل للأردن أن يزيل القبعة الصغيرة التي تدل على يهوديته، بالتالي هذا الكيات مرفوض من قبل الجماهير، النظام العربي أجزاء منه تريد أن تطبع له وتروج له لكن هذا لا يعكس حقيقة ما يحدث.
س: ما هو هدف الامام الخميني (رحمه الله) من تسمية يوم القدس؟ هل هو مجرد مناسبة اسلامية لاقامة مسيرات او مخطط لاحباط المؤامرات الرامية الى تهمیش القدس؟
فكرة الإمام الخميني (رحمه الله) منذ أن تم الإعلان عن يوم القدس العالمي كانت مؤشرا واضحا للتركيز على أن الصراع هو الصراع في فلسطين قلب العالم الإسلامي مع الكيان الصهيوني، وفلسطين هي القضية المركزية وهي في القلب، في القدس يوجد المسجد الأقصى وقبلة المسلمين، فكان هذا إستشرافا من الإمام الخميني (رحمه الله) لمرحلة قادمة قد يحاول فيها البعض أن يحرف البوصلة عن طبيعة وشكل هذا الصراع مع الكيان الصهيوني، فإحياء هذا اليوم من الجمعة الأخيرة من رمضان يعطي إشارات واضحة لكل الأطراف التي تحاول أن تلتف على القضية الفلسطينية وتلتف على قضية القدس وتقبل وتصمت على ما يفعله هذا الكيان في فلسطين المحتلة هذا اليوم يؤكد ويعطي إشارات واضحة للجميع بأن فلسطين حاضرة وأن الجماهير التي تخرج في هذا اليوم تعلن عن ولاءها وتضامنها وأن قيتها المركزية هي القدس، فالقدس هي قبلة المسلمين الأولى فيجب أن يلتف ويدافع عنا كل المسلمين، وأنه من ينحرف عن هذا الطريق ينحرف عن القرآن والعقيدة الإسلامية.
س: ما هو دور الشهيد قاسم سليماني في مواصلة واكمال مسار تحرير القدس ومكافحة الارهاب؟
الشهيد قاسم سليماني رحمه الله يحمل إسم فيلق القدس ونحن في يوم القدس العالمي مع هذا الإسم، نقرأ أنه كان يحمل قضية القدس في مسار حياته وعمله الدؤوب والمتواصل من أجل فلسطين والجميع يفهم الأن ويدرك الدور الذي كان يقوم به الشهيد سليماني على إمتداد رقعة الوطن العربي والإسلامي في العمل من أجل القدس والعمل من أجل فلسطين من خلال علاقاته وتمتين علاقاته بكل قوى المقاومة وخاصة في فلسطين (الجهاد الإسلامي وحماس) وكل ما قيل من معلومات يؤكد كل الجهود التي تبذل على تطوير السلاح وتطوير مستوى أداء المقاتلين في فلسطين أو على مستوى تطوير السلاح حيث كان للشهيد قاسم سليماني دورا مهما فيها وأعتقد أنه هو وضع اللبنة الأساسية التي تستند عليها المقاومة الفلسطينية الآن في التصدي للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وباتت هذه المقاومة الفلسطينية ذات تأثير وقوة واضحة بحيث أنها استطاعت أن تردع الكيان الصهيوني على سبيل المثال في قطاع غزة أو في شمال فلسطين أو في الجنوب اللبناني (حزب الله) استطاعت أن تردع وتمنع عدوان على المقاومين وعلى الشعب الفلسطيني، فبالتالي بصمات الشهيد سليماني واضحة في فلسطين وفي القدس ويكفي أن يكون فيلقه فيلق القدس الذي كان يترأسه، كان هذا الفيلق أساسيا في التحضير للمعركة المستمرة والمتواصلة و الأساسية التي ستنتهي بإذن الله والتي ستنتهي بنهاية هذا الكيان وزواله، فزوال هذا الكيان حتمية ولا يوجد أي مستقبل لهذا الكيان في منطقتنا أو في فلسطين مهما بلغ من قوة وشأن.