وكالة مهر للأنباء، المجموعة الدولية – مهدي عزيزي: استنكرت دولة الامارات ردة فعل الجمهورية الاسلامية الايرانية الرافضة لقرار التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني، واستدعت الامارات العربية المتحدة القائم بالاعمال في السفارة الايرانية بأبوظبي احتجاجاً على ردة فعل الجمهورية الاسلامية.
ان هذا التصرف من جانب الامارات هو اكثر من ان یکون مجرّد نقطة سلبية في الدبلوماسية الاماراتية، بل ان ردة الفعل الجمهورية الاسلامية كانت نقطة قوّة لايران ودليل على احقّية وشرعية طهران التي اصرّت عليها منذ بداية انتصار الثورة الاسلامية الايرانية.
ان السلوك الغير عقلاني والغير اخلاقي للامارات ولبعض زعماء العرب في هذه الایام و التی وضع حجره الاساس منذ سنوات ماضیة، اثبتت صحّة نهج الجمهورية الاسلامية الايرانية السياسي التي تنتهجه تجاه فلسطين ودول المنطقة.
في السنين الاولى من انتصار الثورة الاسلامية الايرانية، حینما کان یسعى البعض ان يفسر تقديم الدعم الى الشعب الفلسطيني و خطاب المقاومة بالتدخّل في الشؤون العربية وعدم تأثّر الرأي العام في الدول العربية والاسلامية بخطاب الثورة الاسلامية، بذلت جهود للاشارة الى ان ايران كانت تسعى فقط الى توسيع نفوذها في الدول العربية.
ان استخدام عناوين مثل "الهلال الشيعي" و"المحور الشيعي" كان يقصد منها الايحاء بان الجمهورية الاسلامية تدعم فقط الاحزاب وحركات المقاومة الشيعية في المنطقة بسبب الانتماءات المذهبیة، وبالطبع ان هذا الموضوع يمكن ان يحدث شرخاً في بين ايران والرأي العام العربي، وتم التسليط على هذه النقطة في بعض وسائل الاعلام العربية والعبرية خلال حرب تموز التي انتصر فيها حزب الله على الكيان الصهيوني وألحق بالكيان المحتل هزيمةً دوّنت في التاريخ، واظهار واستبدال الجمهورية الاسلامية الايرانية بدلا من الكيان الصهيوني على انها العدو الحقيقي للدول الاسلامية والعربية واستخدام مصطلحات "الخطر الايراني" و"الخطر الشيعي".
ايران من خلال دعمها لفصائل المقاومة في المنطقة، اظهرت انها لا تعمل على اساس الانتماء الديني، ودعم الفصائل الفلسطينية دليل على ذلك.
ان ايران من خلال دعمها لفصائل المقاومة في المنطقة، اظهرت انها لا تعمل على اساس الانتماء الديني، ودعم الفصائل الفلسطينية دليل على ذلك.
ايران دعمت ودافعت عن فلسطين والقدس منذ قيام الثورة الاسلامية، حيث جعلت اولويتها وهدفها الاساسي لسياستها الخارجية هو معارضة ومجابهة الكيان المحتل، وخلال هذه السنوات ايران لم تتراجع عن اولويات سياستها الخارجية على الرغم من كل السيناريوهات التي واجهتها من الحرب والعقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية.
ان الدول التي نفخت وزمّرت بشعارات رنانة حول العروبة والقومية تكشف الان عن علاقات مثيرة للسخرية مع الكيان الصهيوني، ومن المثير للدّهشة انه عندما يتعلّق الامر بالكيان الصهيوني المحتل تسعى هذه الدول الى استخدام عبارات ومصطلحات "التسامح" و"التعايش" و"الامن"، ويعلّمون كيفية التعايش بسلام مع الآخرين لتبرير علاقاتهم مع الكيان، لكن عندما يتعلّق الموضوع بالجمهورية الاسلامية الايرانية وحلفائها في المنطقة يستخدمون عباراة "التكفير، بدعة، فتنة" على امل محاولة ايجاد شرخ مذهبي وديني وطائفي وعرقي بهدف حفظ امن الكيان الصهيوني.
مما لا شك فيه انه ليس من الصعب تفسير سلوك دولیة امارات وبعض الدول الصغيرة في اقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، بسبب غياب الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية.
فهناك دول تم بناؤها وانشارها لتخدم المصالح الامريكية في المنطقة، وفي حالة التطبيع التي نواجهها اليوم يمكن ان يتم استخدام هذه الدول لتخدم مصالح الكيان الصهيوني ايضاً ضمن دور محدد سلفاً لها من قبل الولايات المتحدة.
*حكام من دون دعم شعبي، لا خيار أمامهم سوى تقديم تنازلات لتل أبيب
بعض هذه الدول ليس لديها خيار سوى تقديم تنازلات للكيان الصهيوني بسبب عدم وجود دعم شعبي لها ونقص في هيكل السلطة الوطنية فهذه الدول لا خيار أمامهم سوى تقديم تنازلات لتل أبيب لضمان حياتها السياسية واستقرار هيكل حكومتها.
خاصة في الوضع الراهن حيث يحتاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للّوبي الصهيوني لتأمين فترة الحكم الثانية من الانتخابات الرئاسية، وما أفضل هدية يقدّمها ترامب للّوبي الصهيوني من المكافأة المجانية "التطبيع" الإماراتي والبحريني ثم السعودية لاحقًا.
/انتهى/