وافادت وكالة مهر للانباء، ان كريمة الإمام الخميني الأمينة العامة لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني الدكتورة "زهراء مصطفوي" بعثت رسالة حذّرت فيها رؤساء الدول الإسلامية والعربية من تداعيات تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، ودعت إلی توحيد الصفوف ضد العدو المشترك للامة الاسلامية.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد..
الموضوع: دعوة لإتخاذ موقف أو إجراء أو قرار مناسب بشأن التطبيع مع العدو الصهيوني
في الفترة الأخيرة كثر الحديث عن تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني و بعض الدول الإسلامية، نظراً لحساسية الموضوع، وانطلاقاً من الشعور بالواجب الإسلامي والإنساني، ونود التنبيه والتحذير والإشارة إلى نقاط هامة من خلال الرسالة الآتية لاتخاذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب بشأن هذا التطور الخطير الذي يتطلب منا جميعاً إتخاذ موقف مشترك تجاه عدونا المشترك.
استمرار احتلال فلسطين والقدس الشريف إهانة مستمرة للأمة الإسلامية، كما ان استمرار السياسات الصهيونية العدوانية هي تهديد خطير لأمن ومصالح كافة دول المنطقة.
إن الإيمان بطموحات الشعب الفلسطيني وضرورة تحرير القدس والأقصي المبارك هو مبدأ من البمادئ الإسلامية المشتركة، لأن استمرار احتلال فلسطين والقدس الشريف إهانة مستمرة للأمة الإسلامية، كما ان استمرار السياسات الصهيونية العدوانية هي تهديد خطير لأمن ومصالح كافة دول المنطقة. فهذه الغدّة السرطانية كما وصفها الإمام الخميني (رض) لن تكتف بفلسطين فقط، فهذا الكيان يتّبع سياسة احتلالية يهدف لفرض هيمنته على المنطقة بأكملها. لقد مر 72 عاما على نكبة فلسطين الأليمة ومازالت الدول الإسلامية عاجزة عن إتخاذ موقف جاد وبناء في سبيل إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره.
إن مرور 72 عام على اغتصاب ارض فلسطين و تشريد أهلها واستمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين هو أكبر دليل علي عجز أو الدول الإسلامية عن ضمان حقوق الشعب الفلسطيني واسترداد ما اغتُصِب منه خلال سنوات الاحتلال.
خطوات التطبیع هي دلالة علي التنازل عن خط الجهاد لتحرير دار الإسلام من براثن الكفر وأعوانهم، أو كما قال قائد الثورة الإسلامية "اية الله السيد علي الخامئني" إن إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني خيانة كبري لفلسطين والأمة الإسلامية.
لاشك ان تجاهل القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني من قبل قادة العالم الإسلامي إلي جانب الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات سياسية مع الصهاينة المحتلين هي خطوات مناقضة للتعاليم والتشريعات القرآنية؛ {وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرينَ عَلَي الْمُؤْمِنينَ سَبيلاً} (النساء-141) كما انها خطوات تستهدف الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية؛ {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. (آل عمران- 103) إن هذه الخطوات هي دلالة علي التنازل عن خط الجهاد لتحرير دار الإسلام من براثن الكفر وأعوانهم، أو كما قال قائد الثورة الإسلامية "اية الله السيد علي الخامئني" إن إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني خيانة كبري لفلسطين والأمة الإسلامية.
الكيان الصهيوني أقيم علي أساس مبادئ وتعاليم يهودية محرفة. إن الله سبحانه وتعالي عرف اليهود علي انهم ألد أعداء المؤمنين كما أمر بعدم إقامة العلاقة معهم فمن يعمل خلاف ذلك يكون قد خرج من دائرة الإمان وأصبح واحداً منهم؛ قال تعالي: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىأَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. (المائدة-82) إن التطبيع مع العدو الصهيوني وتطبيع العلاقات يعد بمثابة قبول احتلال أرض فلسطين و التحالف مع ألد خصوم الإسلام والمسلمين. إن التطبيع يجرح مشاعر الأمة بأكملها ويؤدي إلي حالة غضب عارمة ضد الذين اختاروا طريق الاستسلام والتطبيع مع العدو. ونحن إذ نحذّر من خطورة التطبيع مع العدو الصهيوني، نذكّر بمصير الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات.
إن مصير الشعوب والحكومات القديمة التي أكد القرآن الكريم علي دراستها، تؤكد بأن الحكومات ستزول لكن الشعوب باقية، فالشعوب الحرة ستوبخ وستحاسب الحكام الخونة. وعليه يمكن القول إن الشعوب الإسلامية ستنتقم من الحكام الذين أعلنوا الصداقة مع ألد أعداء الأمة الإسلامية.
إن جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني والاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية الداعمة لفلسطين وهما منظماتان اهليتان رافعتا صوت الحقيقة وإرادة ومطالب الشعب الإيراني وكافة أعضائهما الحقيقيين والحقوقيين (في الداخل والخارج) تريان أنّ من واجبهما الشرعي والإنساني إتخاذ موقف مضاد للتطبيع إلي جانب تحذير الدول العربية والإسلامية من تداعيات التآمر علي القضية الفلسطينية والتعاون مع العدو الصهيوني. لاشك ان الاقدام علي هذه الخطوة سيجلب إلي بلادكم بنتائج سلبية عديدة في كافة الأصعدة والمجالات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية.
إن الكيان الصهيوني يريد التواجد في شمال افريقيا ومنطقة غرب اسيا خاصة في منطقة الخليج الفارسي وهذه سياسية استراتيجية يتبعها الصهاينة منذ زمن بعيد.
إن الكيان الصهيوني يريد التواجد في شمال افريقيا ومنطقة غرب اسيا خاصة في منطقة الخليج الفارسي وهذه سياسية استراتيجية يتبعها الصهاينة منذ زمن بعيد. تأكيد مدبر مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا "أرييل شارون" علي ضرورة تواجد القوات الكيان الصهيوني في الخليج الفارسي والسيطرة علي نفط المنطقة هو دلالة واضحة علي ان الهدف النهائي للكيام المحتل هو السيطرة علي جغرافية العالم الإسلامي، فهي ومن أجل تحقيق هذا الطموح تنتهج سياسة خادعة وكاذبة تريد تنفيذها من خلال أبواب السلام وتطبيع العلاقات. إن الوقوع في هذا الفخ سيعرض مصالح الدول الإسلامية وأمنها للخطر، ومن الطبيعي ان الدول الصغيرة سوف تكون أكبر المتضريين من هذه التداعيات.
نحن نحذّر جميع الدول العربية والإسلامية من الوقوع في الفخ عبر الاقدام علي خطوة التطبيع من العدو الصهيوني. لاشك ان تضامن الدول العربية والإسلامية مع الشعب الفلسطيني والمحور الداعم للقضية الفلسطينية بزعامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي جعلت "على مدار 42 عاماً الماضية" تحرير الأراضي الفلسطينية من براثن الاحتلال على سلّم أولويات سياستها الخارجية، سيساهم في استمرار خط المقاومة وبالتالي تحرير الأراضي الفلسطينية وبذلك تكون الدول العربية والإسلامية قد ساهمت في سبيل تحقيق أمن واستقرار المنطقة بعد القضاء علي السبب الرئيسي وراء انعدام الأمن في منطقتنا. لا يوجد أدنى شك ان القوي الاستعمارية لاتهمها مصالح المنطقة كما انها لاتريد للمنطقة وشعوبها الأمن والاستقرار. إن الكيان الصهيوني هو نتيجة لتجربة طويلة من الاستعمار، فالقوي الاستعمارية تريد تمهيد الظروف المناسبة لكي يتمكن الصهاينة من بسط السيطرة الكاملة علي المنطقة بأكملها وهذا ما أعلن عنه الرئيس الأميركي حيث قال ان ثروات المنطقة كبقرة حلوب سيتم ذبحها عندما حان الوقت. وختاماً نقول:{قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدي وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ الَّذي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ} (البقرة-120)
الدكتورة زهراء مصطفوي (الخميني)
أمين عام جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني وأمين عام الاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية الداعمة للشعب الفلسطيني.
/انتهى/
تعليقك