عضوة المجلس الامريكي للعلاقات الخارجية اشارت الى اسباب انجذاب الدول العربية الى الكيان الصهيوني، واعلنت ان دولة الامارات العربية لن يكون لها القدرة على الوقوف بوجه قرار الضم الصهيوني.

وكالة مهر للانباء-القسم الدولي- فاطمة صالحي: ان مسألة تطبيع العلاقات بين الامارات والكيان الصهيوني مازالت تستحوذ على عقول الكثير من المحللين السياسين وتثير حيرتهم، هذا الاتفاق يظهر خيانة الدول العربية للقضية الفلسطينية.

وادّعت دولة الامارات العربية ان قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني هو لمنع الكيان الصهيوني من تنفيذ قرار الضم، الذي يسعى من خلاله لضم اراضي الضفة الغربية الى الاراضي المحتلة، الا ان الكيان الصهيوني صرّح بانه لن يوقف مشروعه.

ومما جذب انتباه المحللين السياسين ان صفقة بيع المقاتلات الامريكية (اف-35) للامارات كانت من ضمن بنود صفقة التطبيع، حيث كانت تتوقف اتفاقية السلام بين الامارات والكيان الصهيوني على هذه الصفقة، في حين ان هذه المسألة اصبحت نقطة خلاف بين الطرفين.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر "فاطمة صالحي" حوار صحفي مع "شيرين هانتر" عضوة المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية والبروفيسورة  بجامعة "جورج تاون" الامريكية. واتى نص الحوار على الشكل التالي:

س: أثيرت قضية بيع المقاتلات الامريكية (F-35 ) إلى الإمارات جدلا في الفترة الاخيرة وتم طرح هذه القضية كجزء من اتفاقية التطبيع التي تمت بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني، كيف تقيّمين هذا الموضوع؟ وهل ستكون الولايات المتحدة مستعدّة لبيع المقاتلات الامريكية إلى دولة الامارات؟

في الوقت الحالي الامر ليس واضحا ما اذا كانت امريكا سوف تقوم ببيع المقاتلات الامريكية (اف-35) الى دولة الامارات ام لا، دائماً ما يسعى ترامب الى الحصول على الاموال من خلال بيع الاسلحة.

من وجهة نظري، القضية الاساسية ستكون قضية الكيان الصهيوني وداعميه في الولايات المتحدة، فعلا علی الرغم من الاتفاق الاخير، فالكيان الصهيوني كان له تحفظ بشأن بيع الاسلحة المتطورة للدول العربية، وکما يبدوا هناك خلاف في وجهات النظر بالنسبة لهذه القضية بين قادة الكيان الصهيوني.

في الوقت الراهن أعتقد أن فرص بيع المقاتلات الامريكية (اف-35) هي 50%.

س: يعتقد البعض أن الخطة الأمريكية لبيع المقاتلات الامريكية من طراز (F-35 ) لدولة الإمارات مقابل تطبيع علاقات أبو ظبي مع تل أبيب، في حين ان دولة الامارات اعلنت منذ البداية انها وافقت على التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل عدم تنفيذ الكيان الصهيوني لخطة الضم و الكيان الصهيوني نفى هذه المزاعم. بعبارة أخرى، انه تم طرح صفقة المقاتلات الامريكية على نحو يجذب الرأي العام نحو صفقة الإمارات والولايات المتحدة بدلاً من صفقة الضم الصهيونية. ما هو تقيیمك لهذا المضوع؟

ان مسألة تاخير ضم اجزاء من اراضي الضفة الغربية الى اراضي الاحتلال هي بسبب رفض ومعارضة الدول الاوروبية وحتى امريكا لهذا المخطّط وليس بسبب رفض الامارات له.

وقامت الامارات العربية بإثارة قضية الضم، لتبعد عنها الانتقادات التي ستطالها من قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني.

إذا كان نتنياهو مصمّماً على ضم هذه الأراضي، فلن تتمكن الإمارات من منعه.

إذا كان نتنياهو مصمّماً على ضم هذه الأراضي، فلن تتمكن الإمارات من منعه، ويجب الاشارة الى ان قوة الامارات تعتمد على القوة الاقتصادية فقط، حتى التدخلات العسكرية التي تريد القيام بها يقوم بها مرتزقة من دول مختلفة.

لو لم تكن  الامارات مدعومة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية لما كان باستطاعتها ان تفعل اي شئ.

ان إقامة الامارات لعلاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، هي في الواقع مقابل هذا الدعم التي تحصل عليه.

س: لماذا تم اختيار دولة الامارات من بين الدول العربية لتقوم بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في هذا الوقت بالذات؟

برأيي الشخصي هذا يتعلق بشخصية ولي عهد ابوطبي "محمد بن زاید"، فهو يسعى لان يكون حليفاً للولايات المتحدة، ويعتقد ان من خلال تطبيعه للعلاقات مع الكيان الصهيوني سوف يساعده على كسب ودّ الولايات التحدة.

 ومن ناحيةٍ اخرى دولة الامارات العربية لديها مخاوف من الجمهورية الاسلامية الايرانية، لهذا السبب يرون ان الكيان الصهيوني سيكون درعاً لهم ضد ايران، خاصةً وان دول الخليج الفارسي قلقة من تقليص امريكا لوجودها العسكري في المنطقة، لذلك يرون ان العلاقات مع الكيان الصهيوني ستكون رادعاً لايران.

س: البعض يستنتج ويرى أنه مع سعي دول الخليج الفارسي في السنوات الأخيرة للحصول الی المزید من الثروات و توطيد علاقاتهم مع الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة، فإن القضايا المركزية في العالم العربي بما في ذلك "العروبة" والقضية الفلسطينية" قد أزيلت إلى حد كبير من أجندتهم واهتماماتهم. ان دول الخليج الفارسي بسبب هيكلها الديموغرافي وتريكيبها السكاني وثقافتهم، فإن هذه القضايا في الأساس ليست من أولوياتها. حتى بعض الدول العربية مثل مصر أو الأردن تعتمد مالياً على دول الخليج وتتّبع سياساتهم الخاصة. إلى أي مدى توافقيني على هذا التقييم؟

هناك نقطتان أساسيتان يجب أخذهما بعين الاعتبار:

أولاً، انه منذ البداية کانت الوحدة العربية غير عملية، لطالما كانت الدول العربية على خلاف مع بعضها البعض.

علاوة الى ذلك، في السابق دعت جميع الدول العربية إلى ان تتشكل وحدة فيما بينهم تحت قيادات عربية، في حين انه تم التنافس بين مصر والسعودية على زعامة العالم العربي في الستينيات والسبعينيات.

ثانياً: في الحقيقة منذ البداية لم تكن هنالك اية دولة عربية تتبنى القضية الفلسطينية، بل ان القضية الفلسطينية تم استغلالها من قبلهم.

دول الخليج الفارسي لديها في الواقع "هيكل قبلي"، فلم تكن أبدًا قادرة أو مستعدة لدعم القضية الفلسطينية، لذلك لم تعد القومية العربية مهمة عندهم او من ضمن اولوياتهم.

اضافة الی ذلک بعدما ضعفت مصر و صالحت اسرائیل، کان من الواضح ان باقي الدول العربیة ستمضي خلفها علنا او سرا. و بعد انتصار الثورة الإسلامیة في ایران اعتبرت هذه الدول ان ایران ستکون لها تهدیدا مما ادی الی تقارب اکثر بین الدول العربیة و اسرائیل.

/انتهى/

سمات