افادت وكالة مهر للانباء، ان وزير التعليم العالي الإيراني الدكتور "منصور غلامي" اكد أن إيران تمكنت من تحقيق المرتبة الخامسة عشرة علميا ضمن التقييمات الدولية في عام 2020، مشددا على أن إيران تتبوأ المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط من حیث المؤشرات العلمیة وعدد المقالات وجودتها والمقالات الدولیة.
واستضافت هذه الحلقة من برنامج "من طهران" على شاشة قناة العالم الإخبارية وزير التعليم العالي الإيراني د.منصور غلامي لدراسة آخر التطورات العلمية في إيران في ظل تفشي جائحة كورونا وقيام إيران بمعالجة هذه الظروف التي تعصف بالعالم.
وفي هذا الصدد اجرت قناة العالم مقابلة مع وزير التعليم العالي الإيراني الدكتور "منصور غلامي" حول آخر التطورات العلمية في إيران في ظل تفشي جائحة كورونا والعقبات الامريكية على ايران. واتى نص المقابلة على الشكل التالي:
*بما أننا على أعتاب فتح أبواب الجامعات، ونظرأ إلى أن هذه السنة هي خاصة وتشهد ظهور جائحة كورونا، ما هي أبرز الإجراءات التي قمتم بها؟
كما تعلمون فإن هذه السنة إستثنائية في العالم في جميع الميادين والمجالات الخاصة بالأنشطة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والعلمية، فهذا المرض الذي ظهر حديثا قد أمسك بالعالم، ما استوجب على كل دولة القيام بإجراءاتها الخاصة للتحكم فيه والحيلولة دون إنتشاره والقضاء عليه.
لحسن الحظ، قامت بلادنا بعد انتشار الجائحة بإدارتها على أكمل وجه، وفي قسم المراكز العلمية والبحثية قمنا بإغلاق الجامعات على الفور كخطوة احترازية وعلقنا حضور الطلبة والعاملين من جهة، ومن ناحية أخري قمنا بتحويل الدروس والمحاضرات إلى شبكة الإنترنت وفقا للبرامج الموجودة على هذه الشبكة.
ومن الطبيعي أنه توجد فروق بين الجامعات وفقا لتاريخها وعدد الطلبة والطالبات والأساتذة وشهاداتهم العلمية، لكنني أستطيع القول إنه بعد مرور خمسة وأربعين يوما أو خمسين يوما من إنطلاقة التعليم على شبكة الإنترنت، نجحت 95% من جامعاتنا في جميع أنحاء البلاد من جذب الطلبة والطالبات إلى شبكة الإنترنت حيث انطلق التعليم الافتراضي على الشبكة المذكورة.
إنتهي الفصل الدراسي الحالي وقد أقيمت الإختبارات، في الحقيقة وحتي أواخر اب/أغسطس المنصرم إنتهت الإختبارات ونحن الان على أعتاب الفصل الدراسي الجديد للجامعات.
*أشرتم إلى موضوع الدراسة عبر الإنترنت وعدم حضور الطلاب في الجامعات، لكن هناك بعض الأحيان ضرورة تقتضي قيام الطلاب بدراسة دروسهم داخل الجامعات، هل لديكم دراسات خاصة حول هذا الموضوع كي لا يتسبب هذا الموضوع بالخطر على الطلاب؟
خلال الفصل الدراسي المنصرم، كان الطلاب ينقسمون إلى مجموعتين، مجموعة الماجستير وشهادة البكالوريوس، وهذه المجموعة لم تكن هناك ضرورة قصوي لأعضاءها الحضور، أما فيما يخص الطلبة والطالبات في مرحلة الدكتوراه فقد قمنا بتنظيم وإعداد البرامج بشكل يسمح لهم بالتردد على الجامعات والمراكز العلمية ومقابلة الأساتذة والإستفادة من المختبرات وورش العمل المختلفة المرتبطة بأبحاثهم، علما أن جميع التعليمات والإرشادات الصحية الصادرة من قبل وزارة الصحة تمت مراعاتها على أكمل وجه.
إضافة إلى أننا أجرينا إختبارات كبيرة في مختلف أنحاء البلاد خلال الأيام القليلة الماضية ولحسن الحظ فقد أثبتت الإختبارات نجاحنا في التحكم في التعليمات والإرشادات الصحية في المباني وللنصف الثاني من العام نتوقع حضور الطلبة بصورة متنوعة ومن مختلف المستويات التعليمية.
إذا كانت هناك حاجة لتواجد البعض في الجامعات ومقابلة الأساتذة لبعض الوقت، فقد وضعت الجامعات برامج في هذا الصدد ويجب أن تنفذ.
*كورونا اثر على كل شيء منذ ظهوره، هل اثر على وتيرة التقدم العلمي في إيران وهل تمضي هذه الوتيرة ببطء؟
ما يقوله أخصائيو تشخيص الأمراض علم الأوبئة، انه يجب علينا الإستعداد الكامل لقضاء حياتنا مع هذا المرض لفترة زمنية طويلة، لهذا يتوجب علينا إدارة الحياة مع هذا المرض، ومن الطبيعي أن صحة وسلامة أفراد الشعب تأتي في المقام الأول بالنسبة لنا، وفي الجامعات والمراكز العلمية تكون صحة الطلبة والأساتذة وجميع العاملين في هذه الأجواء من إهتماماتنا الرئيسة.
نحن لدينا تعليمات وإرشادات للجميع، وقد كان الأمر على هذا المنوال منذ بداية إنتشار الجائحة وحتي يومنا هذا.
على هذا الأساس يمكن القيام بالأنشطة والفعاليات العلمية في هذه الظروف الإستثنائية، إلى جانب القيام بالفعاليات البحثية ودفعها إلى الأمام.
بالطبع لايمكن للأنشطة المشار إليها أن تكون كالسابق بنسبة مائة بالمائة، أي فترة ماقبل الجائحة، ولكن من المؤكد إمكانية قيامنا بتنفيذ أعمال مؤثرة وإعطاء دفعة لأنشطتنا العلمية كي تتقدم إلى الأمام بإذن الله.
*نفهم منكم بأن الوتيرة العلمية في إيران تعاني من بطء لكن هناك دراسات لمعالجة هذا الوضع، أليس كذلك؟
في الحقيقة كان هذا مسعانا وقد نجحنا فيه، بحيث أن طلابنا لم يواجهوا أي وقفة خلال المرحلة الدراسية، وحتي لو كانت الاثار أقل من الفترة التي سبقت إنتشار الفيروس أو أن الخدمات التعليمية والبحثية واجهت بعض الصعوبات أو النقائص، إلا أنه من الطبيعي أن تكون الخدمات مقبولة في ظل إنتشار هذا المرض نحن نسعي إلى عدم تعرض اي شخص إلى أي ضرر في هذه الظروف الإستثنائية.
*ما هو موقع إيران العلمي في منطقة غرب آسيا وفي العالم، وما هي خطط إيران للمستقبل التقدم العلمي الإيراني؟
بالتأكيد يجب الإنتباه إلى هذه النقطة، ففي عملية تقييم المراكز العلمية والجامعات وتصنيفها توجد مراكز في العالم مستقلة، وليست ضمن الدول التي تخضع لعملية التقييم والتصنيف، تقوم هذه المراكز سنويا بعملية التقييم والتصنيف وفقا للمؤشرات التي تضعها هي والمعلومات التي تجمعها.
منذ سنوات ونحن نتبوأ مراكز ممتازة من بين الدول، أود أن أشير إلى أن عمليات التصنيف والتقييم لسنة 2019 قام بها مركز تايمز للتصنيف ومركز اي إس اي والتصنيف وفقا لإسكوبوس ولاحقا "دنيا العلم"، كل هذه العمليات الخاصة بالتصنيف تثبت في الحقيقة مكانة وموقع الجمهورية الإسلامية في إيران بين دول العالم حيث إحتلت المرتبة السادسة عشرة، علما أن مركزنا العلمي عام 2020 وفقا لتقييم "اسكوبوس" بلغ المرتبة الخامسة عشرة.
سوف أذكر لكم قارة آسيا والمنطقة، ففي المنطقة الشرق الأوسط نحن نتبوأ المركز الأول من حيث المؤشرات العلمية وعدد المقالات وجودتها والمقالات الدولية، كما أن تركيا تشاركنا هذا المستوي العلمي، كما توجد دول إقليمية تحتل مراكز علمية جيدة مقارنة بتعداد سكانها الذي يقل عن إيران، فلو إستخدمنا هذا العدد القليل في عملية المقارنة لوجدنا أن مراكز هذه الدول العلمية ممتازة ولكن طبعا بشكل عام فنحن في مركز متقدم، وفي غرب قارة آسيا موقعنا العلمي متقدم أيضا، وفي الحقيقة فأن منطقة الشرق الأوسط تتصل بغرب آسيا من حيث الجغرافيا ولكن في مجمل قارة آسيا يتغير الميزان قليلا، والسبب هو وجود الصين ودول أخرى، وبالتالي فنحن نحتل موقعا متميزا في نطاق مجالنا وقد تعرضت مؤشراتنا إلى إختبارات وعمليات تقييم.
*هل لديكم تعاون علمي مع باقي الجامعات في دول المنطقة او العالم؟
خلال العام الماضي كان لدينا 430 مشروعا للتعاون المشترك مع عدد من الجامعات قارة أوروبا، إلى جانب جامعات من جنوب أفريقيا وأستراليا والصين ودول قريبة كتركيا وبقية الدول.
أحد الأعمال والذي يحظي بأهمية من قبلنا يتمثل في التعاون العلمي مع جميع الدول، أي الجامعات ومراكز الأبحاث ليست لدينا محدودية في التعاون، ولكن بالطبع حينما نتعاون علميا مع إحدى الجامعات، يجب أن يكون التوازن العلمي بين الطرفين قد تم إثباته وتبلور بالفعل، ولهذا السبب تحقق التعاون العلمي مع جامعات كبيرة لها شأن في المجالات العلمية فخلال العام الماضي على سبيل المثال، كان لدينا 430 مشروعا للتعاون المشترك مع عدد من الجامعات قارة أوروبا، إلى جانب جامعات من جنوب أفريقيا وأستراليا والصين ودول قريبة كتركيا وبقية الدول.
ما حصلنا عليه من التعاون هو إطلاع وتعرف باحثي هذه الجامعات على طاقاتنا وقدراتنا أكثر من ذي قبل، وفي الحقيقة نحن نقوم بتعريف العالم بمستوانا وموقعنا العلمي من خلال هذا التعارف الذي يتم بين جامعاتنا ومختلف جامعات العالم. المخرجات العلمية ملك لجميع دول العالم، لاشك أن كل مشروع تنتج عنه مقالة وتطبع ومن ثم توزع على الجميع وتكون تحت تصرف جميع باحثي العالم الذين يمكنهم الإستفادة منها، ففي حقيقة الأمر هذا العمل ماهو إلا إشراك جميع البشر في النتاجات العلمية أعتقد أن هذا العمل من ضمن البرامج التي سوف ندفع بها إلى الأمام في المستقبل بفضل المركز العلمي الذي نتبوأه وبسبب الرغبة التي تبديها الدول في الإنضمام إلى هذا البرنامج وغيره من البرامج.
*هل لجائحة كورونا تاثير على هذه العلاقات او هذا التعاون بين الجامعات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباقي الدول؟
نعم، لهذا السبب ذكرت الرقم الخاص بالعام الماضي وإلي جانب ماسبق ذكره كانت هناك زيارات لباحثين من جامعات ومراكز أبحاث في الخارج إلى داخل إيران وأيضا من جانبنا إلى هذه الجامعات والمراكز العلمية، أما هذه السنة فأن الزيارات قلت إلى حد كبير على الرغم من أن المشاريع لازالت مستمرة إلا أن قسم من هذه الأبحاث يتطلب ذهاب الباحثين إلى المختبرات والعمل وفقا لطاقاتها وقدراتها، وللأسف فقد فعل هذا المرض فعلته وسبب في تقليل الزيارات المتبادلة.
*كيف يمكن معالجة هذا الوباء بما أن هناك تعايش معه؟
الان هناك من ينتظر ظهور هذا اللقاح، ولكن ماهو مطلوب في الظروف الراهنة هو تعريف التعليمات والأساليب الامنة لتبادل الزيارات واللقاءات بين أفراد المجتمعات المختلفة، وهذا الأمر بالطبع من المواضيع المطروحة على بساط البحث في العالم بأسره.
أي حدث أو عمل جيد يتبلور في العالم سوف نستفيد منه بالتأكيد بهدف التقليل من اثار هذه المشكلة وهذه الظاهرة والقضاء على هذا المرض، يجب علينا الدعاء كي يرفع الله سبحانه وتعالي هذا البلاء من المجتمعات دون إستثناء.
*بالنسبة الى الحظر الأميركي، هل هناك تأثير للحظر الأميركي على إيران الذي تصفه واشنطن بالأشد على الناتج العلمي في البلاد؟
بداية على أن أبدي أسفي على الظروف السائدة في العالم حيث تقوم بعض الدول المتمكنة ماديا والمتقدمة علميا وتقنيا بفرض ارائها على بقية المجتمعات.
الحظر الامريكي على ايران اثر على تطوّر الانشطة والانجازات العلمية الايرانية، وبسبب فرض هذه القيود والمحدوديات على الانشطة العلمية نرغب بالإستفادة من كل طاقاتنا وقدراتنا بهدف تطوير العلم والأنشطة العلمية.
في حقيقة الأمر هذا الموضوع يعتبر إشكالا، من الطبيعي أن يكون لجانب من هذه القضية تأثير على قسم من الأنشطة العلمية، ولكن بالنسبة لنا فقد أوجدت هذه الحالة فرصة للبلاد، لايجب النظر إلى الجانب السلبي فقط من المحدوديات والقيود، فحينما يوجد البعض حالة من القيود، تقوم الشعوب بالتفكير في ايجاد حلول لمشكلاتها، وهذه فرصة لنا أيضا، للعلم أن الكثير من إحتياجات الجامعات والمراكز العلمية كانت تتحصل من أماكن أخري بسهولة خلال الاعوام الأخيرة هذه الجامعات بدأت توفر هذه الإحتياجات بنفسها وذلك بسبب الحظر الإقتصادي، ليس في الأنشطة العلمية فحسب، بل حتى إستخدام نتائج إنجازاتنا العلمية وتطبيقها بصورة عملية وذلك عن طريق تبديلها إلى تقنيات بهدف حل المشكلات والمواضيع المختلفة وبسبب هذه الإنجازات بدأ مختلف أقسام المجتمع بمراجعة الجامعات للحصول عليها، لذا يتم الطلب من جامعاتنا ومراكزنا العلمية والبحثية للتقدم بحل لبعض المشكلات ولحسن الحظ كانت ناجحة جدا في ايجاد الحلول لهذه المشكلات من حيث التكنولوجيا وتقديم الإستشارات الضرورية.
كما شاهدنا نماذج وأمثلة ممتازة في جائحة كورونا حيث شاركت مراكزنا العلمية جنبا إلى جنب بقية الفاعلين والمشاركين في إنتاج مواد التعقيم والكمامات وصنع أجهزة التنفس الصناعي التي بدأت بعض الدول في إرسال الفائض منها إلى دول أخري لهذا نحن نشعر بالأسي بسبب فرض هذه القيود والمحدوديات ونرغب بالإستفادة من كل طاقات وقدرات العالم بهدف تطوير العلم والأنشطة العلمية. ومن جهة أخري نحمد الله سبحانه وتعالي على هذه الطاقات العالية المتوفرة لدي مجتمعنا العلمي والذي أوجد لنفسه فرصا في خضم هذه القيود والمحدوديات، وبالتأكيد سوف يكون هذا التقدم العلمي رأس مال دائم وثابت لمجتمعنا.
*هل اعاق الحظر الأميركي العلاقات العلمية بين إيران وباقي الدول؟
كلا، شخصيا أعتقد أنه لا وجود لأي تأثير، والسبب أن المراكز العلمية ولحسن الحظ تفكر بصورة دقيقة كما أن نظرتهم ليست سياسية إلى حد كبير بالرغم أنه بالإمكان حصول بعض القيود والمحدوديات لهذه المراكز بسبب التأثيرات الخارجية وليس من داخلها، ولكن يبدو أنهم لم ينجحوا في هذا المسعي، أو على أقل تقدير لم يكن هناك تأثير يذكر.
*في الظروف الراهنة عدد لا يستهان به من الطلاب الأجانب يواصلون الدراسات العليا في إيران بما أننا نعيش ظروف كورونا وهذا الوباء، كيف تقدمون الخدمات لهؤلاء؟
نعم، نحن لدينا عدد كبير من الطلبة الأجانب في جامعاتنا ومراكزنا العلمية إمتنعوا عن الحضور إلى الحرم الجامعي أسوة بالطلبة الإيرانيين وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا، ولكن عدد كبير من هؤلاء الطلبة يواصلون تعليمهم من خلال شبكة الإنترنت. كما أن البعض من الطلبة الأجانب عادوا إلى بلدانهم بينما البعض الاخر لايزالون متواجدين في إيران. تتمحور برامجنا في تقديم الخدمات التعليمية للجميع سواء كانوا من الأجانب أم من المواطنين الإيرانيين، والسبب أننا لانضع أي فروق في التعامل مع طلبتنا. لهذا نأمل بإعطاء دفعة لنظامنا التعليمي إلى الأمام كي نتمكن من تقديم الخدمات التعليمية الشاملة ذات الجودة العالية للطلبة الأجانب أيضا وأن تستحوذ على إهتمامهم ورغبتهم. تتمتع جامعاتنا ومراكزنا العلمية بطاقات وقدرات ممتازة من حيث المواضيع المتخصصة كالتاريخ والدروس الإسلامية والأدب بما فيه الأدب العربي، لهذا فأن الطلبة الأجانب الذين يفدون إلى البلاد يدرسون وفقا لأساليب خاصة في المراكز العلمية مرة أخري نأمل أن ينحسر هذا المرض إن شاء الله، فنحن نثمن كثيرا حضور الطلبة الأجانب ونودهم كثيرا أيضا.
*بعض العلماء الإيرانيين اعتقلوا بذريعة كاذبة في الولايات المتحدة وباقي الدول، ماذا فعلت وزارة التعليم العالي الإيراني لإحقاق حقوق هؤلاء الإيرانيين الذين في بعض الأحيان غادروا البلاد ودخلوا إلى بلاد المستضيف بدعوة الرسمية من تلك الدولة؟
هذا الأمر يبعث على الأسى حينما نرى العلماء والباحثين الذين يعملون ويكدّون من أجل بلادهم ويقومون بأنشطة علمية يتعرضون للعراقيل والمشكلات.
نأمل ألا تحدث هذه الأمور مرة أخرى، ولكن للأسف من الطبيعي أن توضع هذه القضايا ضمن إطار القوانين والعلاقات الدولية التي تربط دول العالم، ونحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تابعنا هذه القضايا وعلى الأخص العراقيل والمشكلات التي وضعت في طريق بعض أساتذتنا في أميركا، فقد سعت الحكومة إلى رفع هذه القيود والمحدوديات ويبدو أن هذه المساعي قد نجحت، فقد عاد أساتذتنا وباحثونا، وفي الحقيقة أن هذا الموضوع الذي كان بالإمكان حله من خلال الدور العالمي والحقوق الدولية، إلا أن وزارة العلوم تابعته حتى النهاية.
*كيف ينظر إلى المقالات العلمية الإيرانية في المجاميع الدولية؟ وكيف ينظر إلى المستوى العلمي للمقالات العلمية الإيرانية؟
المؤشرات التي تحدد المقالات العلمية في المحافل العلمية المختلفة عبارة عن مؤشرات عالمية تضعها مؤسسات ومعاهد أخرى.
أما فيما يتعلق بتصنيف الجامعات والمركز العلمي للبلاد فحقيقة الأمر أن أحد مؤشراتنا يتمثل في جودة المقالات واثارها في الأجواء العلمية، كما توجد مؤشرات كخبرة الباحثين والمجلات التي تطبع هذه المقالات، علما أن هذه المجلات لديها تقسيم يبدأ من "كيو واحد" وينتهي ب"كيو ثلاثة"، لهذا فنحن في أنشطتنا العلمية، وعلى الأخص تلك التي تطبع في القسم الدولي، يسعى العاملون بكل ما أوتوا من جهد بتقديم وعرض أعمال بارزة علميا وبسبب هذا الإهتمام فنحن نتبوأ مكانة علمية ممتازة.
بإمكان باحثي العالم الإدلاء بشهاداتهم في هذا الصدد، وكيف هي الأعمال التي تقدم من إيران، كما بإمكان المجلات التي تطبع المقالات القادمة من إيران إبداء وجهات نظرها بخصوص المقالات الإيرانية، فهذه المجلات لا تنشر أية مقالة تصلها.
*ينظر في الاونة الأخيرة إلى موضوع الشركات المبنية على المعرفة لاسيما في مجال الإقتصادي بنظرة مميزة جدا، كيف تنظرون إلى التقدم الإيراني في مجال الشركات المبنية على المعرفة؟ هل للجمهورية الإسلامية تقدم ملحوظ في هذا المجال؟ وما الخطط المستقبلية؟
لأعود قليلا إلى الوراء، في الحقيقة ازدادت حاجتنا للقوي البشرية المتعلمة والجامعية في مرحلة من المراحل، لهذا السبب تطورت جامعاتنا بسرعة قياسية ولاحقا انصب إهتمامنا وحاجتنا على القوي البشرية النوعية، وبعد أن تم سد إحتياجاتنا الإبتدائية تشكلت الدراسات التكميلية أو الدراسات العليا، كدورات شهادة الماجستير وشهادة الدكتوراه، كان نتاج الدورات يتمثل في نتائج الأبحاث والمقالات والتقنيات التي كان المجتمع ينتظر منها المساهمة في حل مشكلات أفراده في مختلف القطاعات.
ولهذا السبب إنطلقنا قبل 20 عاما ووفرنا الفرص لإنشاء الشركات والمجموعات ذات الأفكار التكنولوجية إلى جانب الجامعات، كما أقمنا مراكز لنمو وتطوير التقنيات، نتاج هذا المجهود بالتدريج تمثل في تكوين واحات التكنولوجيا المنتجة.
اليوم لدينا في البلاد 43 واحة للتكنولوجيا أي بمعدل واحة في كل محافظة من محافظات البلاد. كما لدينا أكثر من 195 مركزا للنمو في الجامعات وبعض واحات التكنولوجيا، تكون تيار طبيعي من العلوم والتقنيات إلى جانب خريجي الجامعات ومراكز النمو والشركات المؤسسة حديثا والشركات القائمة على المعرفة نحو إستخدام المعرفة والتقنيات في عمليات الإنتاج وزيادة الثروة وحل مشكلات المجتمع. فاليوم تتمتع بعض شركاتنا القائمة على المعرفة مكانة علمية ممتازة في العالم، بمعني أنها أصبحت معروفة لدي بعض الدول وبشكل عام توجد في الواحات التكنولوجية والجامعات مايقارب من ستة الاف شركة معرفية نشطة ينتج بعضها أجهزة ممتازة تصدر إلى خارج البلاد وبهدف الحفاظ على الشركات المعرفية في وزارة العلوم وتثبيتها نقوم بدعم وحماية هذا التيار كما نقوم بتقوية واحات التكنولوجيا ومن هنا عبر شاشة قناتكم الموقرة أقولها نحن على استعداد تام لوضع خبراتنا بتصرف جيراننا الأعزاء، فنحن نمتلك خبرات قيمة في هذا المجال وقد ساعدتنا كثيرا في هذه الظروف الصعبة التي فرضوها علينا.
/انتهى/