وكالة مهر للأنباء: القسم العربي: تُحيي الأمة الإسلامية اليوم مراسم إحياء ذكرى ولادة سيد المرسلين بشير العالمين سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم. وانطلقت أيضاً اليوم في إيران مراسم الدورة ال34 لمؤتمر الوحدة الإسلامية الذي تحييه طهران في كل عام تحت عنوان "التعاون الإسلامي في مواجهة الكوارث والبلايا".
وتأتي هذه المناسبات الكريمة بالتزامن مع أزمات سياسية يعانيها العالم الإسلامي على رأسها هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني. لكل هذا وكأثر اجرت وكالة مهر للأنباء لقاء صحفي مع رئيس اللجنة العلمية لمراجعة وتدقيق المصحف الشريف، ورئيس لجنة تحكيم المسابقة الهاشمية الدولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره في الأردن "سميح احمد خالد عثامنة" لمناقشة أهمية هذه الذكرى الكريمة في توحيد البيت الإسلامي والإعتصام بحبل الله تعالى لمواجهة حلف الشيطان وقوى الإستكبار.
وكانت المقابلة على الشكل التالي
استاذي الكريم بما اننا نقترب من اسبوع الوحدة نود ان نسمع رأيكم حول أهمية الوحدة بين الامة الإسلامية
أعتقد أن أول مقصد في الإسلام وهو أجله وأعظمه هو توحيد كلمة المسلمين وجمع قلوبهم على غاية واحدة وهي إعلاء كلمة الله تعالى وتوحيد صفوفهم ونصرة المستضعفين منهم.
لو وقفنا مع أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه بالوحدة لعرفنا الأسس التي قامت عليها وعرفنا الآيات الآمرة بذلك وكيف حصن القرأن المجيد المسلمين من التفرق والتشرذم، وحتى لو وقع شئ من ذلك وبحثنا في القرآن الكريم لوجدنا كيف عالج القرآن هذا الخلاف بين المسلمين وكم حذر من بقاء التفرق ومن أضراره على الامة بمجموعها وأفرادها.
لاشك أن كتاب الله العزيز يجسد أسمى معاني وحدة الأمة بأبهى صورة وأروعها، نصاً قطهياً واضحاً صريحاً لا يحتاج إلى تأويل وتفسير، بقدر حاجته إلى اعتقاد وتطبيق واقعي، كلنا يسمع قول الله تعالى " إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وفي آية اخرى وأنا ربكم فاتقون وكلنا يسمع ويتلوا قول الله تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا... واضح ان الله يأمر بالألفة ويأمر بالإجتماع وينهى عن الفرقة لأنها هلكة والجماعة والإعتصام بحبل الله هي النجاة وهي العصمة لهم.
أنا دائماً أقولها في خطبي وفي بعض الندوات بأن جميع الطوائف الإسلامية على اختلاف مسمياتهم كلهم يؤمنون بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولا ويؤمنون بالإسلام دينا بل يدينون الله بكل ذلك كل هؤلاء إذا صلوا صلوا إلى الكعبة يؤمنون أنها قبلة ويؤمنون بالقرآن كتاباً ويؤمنون بالقيامة موعداً ويؤمنون بالجنة ثواباً للمؤمنين ويؤمنون بالنار مثوى للكافرين وكلهم يضحون كما ضحا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال " وهذا عمن لم يضح من أمة محمد صلى الله عليه وسلم" وذكر شرطين ممن شهد لله بالوحدانية وشهد لي بالبلاغ هؤلاء الأولى والأحرى بهم ان لايكون بينهم قتال أو سفك دماء بل عليهم أن يجتهدوا بالحق ويجنحو إليه تعبداً لله واتباعاً لهدي كتابه الكريم.
قد تختلف الأمة في مذاهبها في طروحاتها في إعتقاد بعض مسائلها لكن هذا يستدعي كما جاء في الكتاب الكريم الحوار الهادف المثمر الهادء في ظلال التسامح والمودة والمحبة والتعاون وحسن الظن بالطرف الآخر، فأصول الإسلام متفق عليها من عقيدة وعبادة وأخلاق اما الفروع _مدار الخلاف_ فالمتفق عليه بها أكثر من ثلثيها وما بقي من خلاف يعذر بعضنا بعضا
كيف يستفيد الكفار من خلافاتنا و يدخل بيننا لكسب مصالحه؟
من مخاطر الفرقة وهو ما سعى إليه الغرب الكافر. لو رجعنا في التاريخ قليلاً لوجدنا ان الدور الذي يلعبه أعداء الإسلام باستغلال عوامل الفرقة والإستفادة منها في إثارة النزاعات وبذر الشقاق وبث العداوات في مابينهم ولا أدل على ذلك من هذا القرن الأخير الذي شهدنا فيه ربما ما لم يشهده الإسلام في عصوره السابقة تصعيداً لهذا النشاط وفي الظاهر أن المستعمرين حققوا أغراضهم ومآربهم من خلال تقسيم العالم الإسلام على أساس القوميات وإختلاف اللغات والأقاليم وأثيرت الحروب بين المسلمين لأغراض لا تخدم إلا هؤلاء المستعمرين وقد هُزِمَ المسلمين للأسف عندما تناسوا القواسم المشتركة بينهم والمصالح العامة وتخلوا عن أسس وحدتهم وعن حبل اعتصامهم الذي يجمعهم ويؤلف بينهم وللأسف نرى أن المسلمين اليوم قدموا الإنتساب إلى العرق والقومية والإقليم واللغة على الإنتساب إلى الدين على خلاف تعاليم الكتاب وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
للأسف استطاع هؤلاء المعتدون الآثمون أن يصنعوا من الوطن الإسلامي الكبير كيانات صغيرة فاقدة لمقومات القوة والحياة والإستمرار بل حرصوا ومازالوا يحرصون على إضعافها وخلق المعضلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية بين الدول التي جزأوها حتى تبقى أسيرة الحاجة وحتى تبقى فريسة الصراعات حتى يتسنى لهؤلاء المستعمرون أن يتحكموا بمصالح شعوبها والسيطرة على مقدراتها وهذا واقع اليوم نعيشه ولا نستطيع أن نغطي الشمس بالغربال، للأسف اليوم العالم الإسلامي وبفعل أؤلئك الذين استعمروا البلاد بات يشكل بؤرة الفقر والحاجة والفاقة وأنظري إلى كثير من دول العالم العربي والإسلامي ما هي إلى ميادين لصراعات يصعب حلها وفي نفس الوقت نحن نعاني من هذه الحروب وقتل العباد وتدمير البلاد بينما تدار عجلة الصناعة في الغرب بوقود امتنا وخيرات بلادنا بل إن الإقتصاد بجله في هذه الدول الدول المعتدية على بلاد المسليم يقوم على خيرات بلاد المسلمين.
أقول ونحن نعيش في رحاب هذا الشهر المبارك الذي ولد في النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه آن الأوان لهذه الامة أن تعود إلى رشدها آن لقادة هذه الأمة أن يحرروا أنفسهم وان يعتقوا رقابهم ممن للأسف يقودهم إلى حتفهم آن الأوان لهذه الامة أن تفيق من كبوتها وأن تعود إلى دينها وأن تعتصم بكتاب ربها الذي يدعوا إلى الألفة والوحدة والمحبة والإعتصام بحبله المتين ويدعوا حتى للتعايش مع غيرنا من الامم ويدعوا للتسامح والحب والإيثار وغير ذلك، فهذه أخلاق ديننا فحري بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ان تعود إلى الألفة والمحبة ومهما كان الخلاف بيننا فيجب علينا أن يعذر بعضنا بعضنا. والخلاف من سنة الله في خلقه ولا يجب للخلاف أن يفسد في الود والمحبة والألفة أي قضية.
/انتهى/