وكالة مهر للأنباء، مباركة البراهمي: في الوقت الذي عملت فيه العديد من الدوائر الإقليمية والدولية على تشويه ومعاداة الثورة الإسلامية الإيرانية وقائدها الراحل الإمام الخميني رحمه الله، قام سماحته بالإعلان عن أسبوع الوحدة الاسلامية في خطوة متقدمة الوعي عنهم مستغلا الخلاف حول تاريخ ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم.. فأعلن عن أسبوع الوحدة الإسلامية الذي تحييه الأمة هذه الأيام. فكان مناسبة عظيمة وخيمة كبيرة تجمع المسلمين لتجاوز خلافاتهم في عديد المسائل وتوحّد الموقف في مواجهة قضايا الأمة.
وقد شغلت مسألة وحدة المسلمين عموم الضمير الاسلامي فحُشّدت الحشود وانعقدت المؤتمرات والملتقيات والورشات العلمية والثقافية والسياسية.. وتعددت الهياكل والمؤسسات في الدول العربية والإسلامية.. كلها تدعو إلى وحدة المسلمين
لكنها فشلت جميعا وذهبت رياحها سُدى لأنها لم تحدد القاعدة التي ستُبنى على أساسها هذه الوحدة.
لكنها فشلت جميعا وذهبت رياحها سُدى لأنها لم تحدد القاعدة التي ستُبنى على أساسها هذه الوحدة.
هل سيتّحِدُ المسلمون على قاعدة بناء أمتهم وتوحيد امكانياتها والدفاع عنها وبناء نهضتها؟ ام تتحد كما يريد لها الاستعمار والصهيونية، على اساس التفريط في السيادة الوطنية لدولنا والإرتهان للآخر والتطبيع مع العدوّ؟
ألم يقل الله تعالى في كتابه العزيز "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا"
وقد دعا سبحانه عموم المسلمين إلى التآخي والتآزر والتعاون فقال في محكم تنزيله "وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ".. ودعا سبحانه الى وحدة القوى والامكانيات المادية والبشرية لمواجهة كل اعتداء على الأمة بقوله تعالى "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّى اليكم وانتم لا تظلمون"
فإذا كانت هذه بعض معايير الوحدة الحقيقية بين المسلمين التي وردت في كتاب الله تعالى فهل تُبْنى وحدة وتُبنى عليها آمال مع دولة السعوديين -مثلا- وهي التي تشنُّ حرب إبادة استهدفت البشر والحجر والشجر في اليمن الشقيق منذ اكثر من خمس سنوات، وهل تبنى الوحدة الاسلامية مع دول موّلت الحرب الظالمة على الشعب السوري الذي يقتّلُ ويُشرّدُ منذ عقد من الزمن ولازال؟
أم هل من رجاءٍ -مثلا- في من سمُّوا انفسهم -إخوانا ومسلمين- دولا أو جماعات أو أحزابا وهم يُنفّذون أجندات الإستعمار والصهيونية في تخريب دول وتشريد شعوب؟
أم هل من رجاءٍ -مثلا- في من سمُّوا انفسهم -إخوانا ومسلمين- دولا أو جماعات أو أحزابا وهم يُنفّذون أجندات الإستعمار والصهيونية في تخريب دول وتشريد شعوب؟
إنَّ مشروع الوحدة الإسلامية لن يكون إلّا قِوّة الحق عندما تقارع قوّة الباطل فتهزمها ولو بعد حين. وان مشروع الوحدة الإسلامية لا يكون الا على أساسِ فرز القوى.. مَنْ مع الحق ومن ضده، من يَنصُرُ المظلوم ومن يقف مع الظالم في مواجهة المظلوم. . وهنا فقط يكمن الفرق بين الوطني والعميل.. بين من يقف مع شعبه ومن ضد شعبه. من مع الاستعمار ومن ضده. وكل متابع جدّي يكتشف ان الحق في امتنا لم ينصره الا محور المقاومة – على قلّتِهِ- ولم يخذله الا محور الخونة والمطبعين مع العدو -على كثرتهم-.
قال تعالى "واذكروا اذا انتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون ان يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون"
الا انه رغم الحصار الشديد المفروض على كل من يتصدى لهيمنة الامبريالية العالمية والصهيونية على شعوب المنطقة فان التضحيات الجسام التي قدمها محور المقاومة وقوافل الشهداء على طريق إنهاء دولة الاحتلال الصهيوني واستئصالها هي تباشير للنصر القادم بلا ريب.
قال تعالى: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وانفسهم فضّل الله المجاهدين على القاعدين درجة وكلّا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما "
على هذه القاعدة تبنى الوحدة وتفرز القوى. وما حملة التطبيع الاخيرة التي يتسابق فيها النظام الرسمي العربي لنيل رضا العدو الصهيوني وتصديقا لوهم الحماية الأمريكية لعروشهم الا دليل على ان الساقطين والخونة لا يمكن ان يُستأمنوا على مصير امة.
وبالمقابل فان الانتصارات التي حققها محور المقاومة في جبهاته المختلفة دليل على فضل الله ومِنّتِهِ على المخلصين الصادقين. قال تعالى " يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم".. ولذلك، كانت دائما كلفةُ المقاومة أقل بكثير من كلفة النصر. وانكسر الجيش الذي لا يقهر وتحوّل عتاده الى خردة متناثرة في متحف المقاومة بجنوب لبنان المحرر.
الوحدة الإسلامية هي محور قال ففعل فانتصر..
وغير ذلك مضيعة للوقت والجهد.
مباركة البراهمي
نائب سابق بالبرلمان التونسي
تعليقك