وأفادت وکالة مهر للأنباء نقلا عن المیادین أنه خلال شهادة له ضمن وثائقي "الساعة الأخيرة" على شاشة الميادين، روى عبد المهدي تفاصيل مكالمة بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل 3 أيام من تنفيذ عملية الاغتيال، وقال عبد المهدي إن "ترامب اتصل به عشية ليلة رأس السنة في حدود الساعة التاسعة، وقال ترامب خلال المكالمة إن الأميركيين لا يعرفون الإيرانيين جيداً، بل العراقيين هم مَن يعرفونهم جيداً".
فأجابه عبد المهدي بأن "الإيرانيين يقولون إنهم لا يريدون حرباً، وكذلك أميركا، واقترح على ترامب إما التفاوض المباشر مع الإيرانيين، وإما اتفاقات ضمنية كمان يحصل منذ 2003".
فرد ترامب بحسب عبد المهدي "أنتم مفاوضون جيدون، ما تستطيعون فعله في هذا الشأن، نحن مستعدون له".
وانتهت المكالمة بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء العراقي آنذاك، وكانت هناك موافقة ودعوة رسمية لأن يأتي الشهيد سليماني للعراق للتباحث، وذلك بحسب ما أفاد عبد المهدي للميادين.
وأكد عبد المهدي أن "عملية الاغتيال لم تكن قد صُمّمَت خلال يوم أو يومين وإنّما لا بدّ أنها قُرّرَت قبل ذلك بفترة ليست قصيرة".
وكشف عبد المهدي، أن الحكومة العراقية أصدرت حينها قراراً بتعليق أخذ موافقات مباشرة في كل عمليات الطيران، من أي طرف كان، خصوصاً بعد أن علمت أنّ "إسرائيل" دخلت على الخط، وهذا قيّد حركة الجميع، مضيفاً أنه كان هناك اعتراض أميركي كبير على هذا الإجراء.
من جهته، وضمن الوثائقي ذاته، كشف علي محمّد تقي، مدير مطار بغداد، أن "هنالك مجال جوّي فُتح وخُصّص لطائرات الاستطلاع الأميركية لاستطلاع المواقع العسكرية الموجودة في العراق".
هذا المجال الجوي وفق تقي، مسموح له أن "يستقبل طائرات استطلاع عدد إثنين"، موضحاً أنه "قبل يوم الحادث، دخلت ثلاث طائرات إلى المجال الجوي المسموح به للاستطلاع، المفروض أن تكون طائرتين، إذا دخلت طائرة ثالثة خلال مدّة قليلة إحدى الطائرات تنسحب، لكن لم يستجيبوا للنداء الذي كان من برج الرقابة الجوية ووقع خرق غير مُسَيطر عليه".
وسط هذا الكتمان وتلك السرّية في التحرك كيف بلغت أسماع الأميركيين ساعة وخطة لقاء سليماني بالمهندس؟ ومَن الذي أكّد وجودهما ضمن سيارتيّ تشريفات الحشد؟
عمليةٌ دقيقة كان مجال الخطأ فيها معدوماً، نفّذتها طائراتٌ لا تُستخدَم إلا بعد التحقّق من الهدف. وهي استراتيجية شرحها أحمد الشريف، وقال للميادين إن "مسألة الاستطلاع الإلكتروني في الرصد والاستمكان مُتاحة ليس على مستوى حدود العراق فحسب، بل سوريا وعموم المنطقة".
وتابع الشريف: "فإذاً مسألة الاستمكان أنا في تقديري أنها كانت في سوريا، حيث رُصد التوقيت"، مشيراً إلى أن "فترة تحليق الطائرة تُتيح لهم، لأنه ممكن أن تبقى في الجو 40 ساعة".
الدكتور علي الخفّاف معاون رئيس هيئة الحشد الشعبي والطبيب المقرّب من المهندس، أكد للميادين أن الأخير في آخر الأيام "كان يحرص جداً أن يتحرك وحده، لأنه كان يتوقع الضربة في أي لحظة".
/انتهی/