قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، خلال حواره مع قناة المنار، نحن نعتمد بشكل أساسي على الإنتاج الداخلي كما نفعل بخصوص أعمالنا الأخرى.

وكالة مهر للأنباء _ قال وزير الصحة الايراني خلال حواره الخاص مع قناة المنار: "سلامٌ عليكم، وأنا بدوري أرحّب بكم، وأبعث بتحيّاتي إلى الشعب الشريف، إخوتي وأخواتي اللبنانيّين".

وتابع، على أيّ حال، نحن التزاماً بالبروتوكولات والتزاماً منّا بتعليم الناس، فإنّني منذ الأيام الأولى لدخول فيروس كوفيد 19 أو الكورونا، حاولتُ أن لا أحضر في أيّ مكانٍ دون ارتداء الكمامة، وأينما تتمّ مراعاة البروتوكالات والمسافة، فإنّ هذا بمثابة تعليم للناس وقد ارتديتُ الكمامة لحثّهم على الالتزام هم والمسؤولين بارتداء الكمامة.

قال سعيد نمكي بالنسبة إلينا لم تعد المسافة الآن تقتصر مثل الأيام الأولى على متر أو مترين، فالآن ومع التعقيدات التي طرأت على هذا الفيروس، فإنّنا داخل القاعات المغلقة

واضاف انه في حقيقة الأمر، بالنسبة إلينا لم تعد المسافة الآن تقتصر مثل الأيام الأولى على متر أو مترين، فالآن ومع التعقيدات التي طرأت على هذا الفيروس، فإنّنا داخل القاعات المغلقة، حيث يُمكن للفيروس أن ينتقل إلى شخص آخر من خلال التكلّم ومن خلال العطاس والسعال أن ينتشر لمسافة عشرات الأمتار ويدور في الجو، فمن المهمّ جدّاً بالنسبة إلينا أن يرتدي جميع الناس الكمامات في الأماكن المغلقة، وحتى في الأماكن المفتوحة، إذا كانت المسافة أقل من مترين، لا شكّ في وجود خطرٍ في حال عدم ارتداء الكمامة.

واستطرد قائلاً: "نحن ونظراً لكون الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة واحدة من الدول التي لديها سوابق قيّمة جدّاً في مجال الصحّة والعلاج، فنحن لدينا حوالي الـ17500 مركز صحّي، ولدينا مراكز صحيّة في أبعد القرى الحدوديّة، لدينا المئات من مراكز السلامة والمراكز الصحيّة، وبصفتنا بلداً يملك حوالي الـ66 جامعة وكليّة تُعنى بالعلوم الطبيّة ومنتشرة في أقاصي نقاط البلد وفي شتّى المحافظات؛ حسناً، قبل أن يدخل الفيروس إيران، وعندما التفتنا بأنّه تمّ التعرّف على هذا الفيروس في الصين، جهّزت فريقي على الفور.

وتابع: وقد كانت لديّ تجربة والشكر لله، فقبل 30 عام كنت مسؤول الصحّة في البلاد، مشروع اجتثاث مرض الملاريا، ومشروع اجتثاث شلل الأطفال، والقضاء على الحصبة، وداء الكزاز، هذه المشاريع كانت من المشاريع التي كنت قد أدرتها في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، إضافة إلى قضيّة كوليرا الطور والعديد من الأمراض الالتهابيّة الأخرى، حسناً، ولحُسن الحظّ، مع ما كنت أملكه من تجارب منذ ثلاثين سنة. 

ونوّه وزير الصحة الايراني الى انه إضافة إلى تجارب الأصدقاء الذين كانوا بجانبي، كنّا قد جهّزنا أنفسنا لهجوم الفيروس الشديد، ورفعنا جهوزيّتنا بشكل كبير، وصنّعنا الفحوصات بأنفسنا، رغم أننا لم نكن قد حصلنا بعد على اختبار الpcr وحصلنا عليه بعد أن انتشر الفيروس في قم وجيلان، صنّعنا بأنفسنا الاختبار على الفور بعد الحصول عليه في معهد باستور، فحصنا كلّ الداخلين إلى البلد، وقبل شهر من الإعلان عن أوّل فيروس كورونا، جهّزنا 36 مدخلاً إلى البلاد بفرق المراقبة، حاولنا تقريبا في تاريخ 27 كانون الثاني قطع رحلاتنا إلى الصين، جهّزنا كافّة جامعات العلوم الطبيّة للتصدّي لهجمات الفيروس. 

وذكر نمكي انه جهّزنا حوالي الـ80 ألف سرير بمساعدة القوات المسلّحة وآخرين من أجل أن نكون مستعدّين للسيطرة على أي إعصار، أعدنا 57 طالباً جامعيّاً من طلابنا الذين كانوا في ووهان، وفحصناهم بالأساليب التي كانت لدينا، وحلّلنا النتائج، وراقبناهم، وأبقيناهم في الحجر، وانطلقنا في عمليّة شراء الأدوية حول العالم التي كان من المحتمل أن تكون مؤثّرة، بدأنا عمليّة التعليم العامّة، أرسلنا رسائل نصيّة لجميع أفراد شعبنا وأطلعناهم على أساليب الوقاية من الفيروس. 

وقال: ثمّ بعد أن تلقينا أول تقريرٍ بشأن الفيروس في أواسط شباط، أخبرنا الناس على الفور، وتفشّى الفيروس بشكل كبير جدّاً في قم، ثمّ بعد ذلك في جيلان، وبسبب الجهوزيّة التي كان يتمتّع بها فريقنا، استطعنا لحُسن الحظّ أن نعمل بطريقة أدّت إلى أن لا يبقى مريضاً واحداً واقفاً على باب أيّ من المستشفيات، ورغم الهجمة الدعائية التي مارستها بعض القنوات الأجنبيّة ضدّنا، ونظراً إلى أنّهم لم يكونوا قد أُصيبوا بعد بالفيروس في أوروبا وسائر الأماكن، ولم يكونوا ليصدّقوا بأنّ بلدنا أدار الأمر وسيطر عليه بهذه الروعة، شهدنا أياماً قاسية، لكنّنا لم نشهد أيام عجز في التصدي للفيروس.

واشار نمكي الى انه مباشرة بعد هذه المرحلة، بدأنا مرحلة أخرى تمثّلت في عمليّة شاملة للعثور على المرضى،وذلك عبر الاستفادة من قدرات الشبكة الصحية العلاجية في البلاد، والمراكز الصحية العلاجية، ومن خلال مشروعٍ أسميناه التعبئة الوطنيّة لمكافحة كورونا، حيث استفدنا من كوادر وقوات التعبئة، والقوات الأمنيّة والعسكريّة، وأيضاً المؤسسات الشعبيّة، وسائر الأعزاء الذين وقفوا بجانبنا، فكانت هذه تجربة كنت قد خضتها منذ 30 سنة في قضيّة تعبئة الناس من أجل القضاء على شلل الأطفال، ومع الأيام الأولى لاستلامي مسؤولية وزارة الصحة.

وقال: وقبل بدء المواجهة مع فيروس كورونا، كانت لدينا التعبئة الوطنيّة للسيطرة على ضغط الدم حيث استطعنا بالتعاون مع الإخوة في التعبئة والهلال الأحمر والآخرينالتعرّف على 30 مليون و700 ألف إيراني كانوا ضمن الفئات التي تقع ضمن مستوى مرتفع من الخطر، وقسنا ضغط دمهم وتعرّفنا على الأشخاص الذين كانوا ضمن الفئات الخطرة وأرشدناهم وبدأنا بعلاجهم. في هذه المرحلة الثانية نجحنا بشكل كبير في منع تدفّق المرضى إلى المشافي وتلقّينا مساعدات بالغة التأثير فيما يتّصل بالسيطرة على المرض.

واشار وزير الصحة الايراني الى عدة نقاط كان اهمها:

** الغطرسة الامريكية

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، ان الأمريكيّون رغم هذه الكذبة الكبيرة التي كانوا ينشرونها بأن لا شأن لنا بالأدوية والمعدات الدوائية، مارسوا الظلم فعلاً بحقّ بلدنا، فنحن خلال الأيام الأولى أيضاً، لو أردنا الحصول على كمامة أو رداء واقٍ من الفيروس لأحد موظفينا، أو دواء معيّن، وفيما يتصل بالأدوية كنا نواجه المشاكل قبل انتشار الفيروس، فلم يقتصر الأمر على كوفيد، بل فيما يخصّ مرضى السرطان لدينا ومرضى الأمراض الخاصّة، رغم أنّنا نصنّع في الداخل أكثر من 97 بالمئة من حاجاتنا الدوائية، إلا أنّهم كانوا يمارسون العداء الشديد لنا فيما يتّصل بمرضى الأمراض المستعصية ومرضى السرطان. 

قال وزير الصحة انه رغم أنّنا لم نكن ننجح في ذلك، ونشكر الله أنّنا اعتمدنا على الإنتاج والصناعة الداخليّة وأصبحنا في غضون ما يقارب الـ55 يوماً أحد المنتجين الكبار للكمامات

وتابع، ونحن خلال هذه الأيام وقبل انتشار الكوفيد، كنا نأتي بصعوبة بالغة من عدّة أماكن بهذه الأدوية، وبعد انتشار كوفيد، أضيفت إلى الأدوية الصعوبات الكبيرة في تحصيل المعدات الطبية، الكمامات وأثواب الجراحة وأمثال هذه الأمور، تسبّبوا لنا بمشاكل كثيرة وكنا نحاول عبر مسارات متعددة وعبر الالتفاف على الكثير من المسارات الحصول على هذه المستلزمات.

واضاف انه رغم أنّنا لم نكن ننجح في ذلك، ونشكر الله أنّنا اعتمدنا على الإنتاج والصناعة الداخليّة وأصبحنا في غضون ما يقارب الـ55 يوماً أحد المنتجين الكبار للكمامات، أجهزة التنفّس الصناعي، والأثواب الواقية للممرضين والعاملين في الـicu، وأيضاً الأدوية التي كانت ناجحة في العالم، فقد دعونا مختلف شركات تصنيع الدواء الناجحة وبدأنا بتصنيع أدوية مثل فاويبيرابين، رمدسفير والأدوية التي كانوا يقولون في العالم أنّها مؤثّرة إلى حدّ معين، وتحوّلنا في غضون شهرين إلى أحد كبار منتجي هذه الأدوية ولبّينا كل احتياجاتنا بشكل كامل، وإنّنا اليوم ولحسن الحظّ مستعدّون لتصدير أجهزة التنفس الصناعي، الكمامات، أثواب الجراحة وأيضاً الأدوية المكافحة للفيروس التي يتم استهلاكها حول العالم.

** بداية انتشار الجائحة

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، عندما كنا في مرحلة مواجهة أزمة كوفيد 19، صنّعنا على الأقل حوالي الـ2500 سرير icu  في فترة قصيرة، ونحن نملك حوالي الـ 80 ألف سرير للمنتجعات الصحية، وقد أوصلنا هذا العدد مؤخراً إلى حوالي الـ 120 أو 130 ألف سرير، بحيث لو تدفّق المرضى إلى المشافي سنكون قادرين على الاستفادة من هذه الأسرّة، ونحن نفخر اليوم بالقول أنّنا ولحسن الحظ حتى وإن اجتاحتنا لا سمح الله موجة رابعة، فإننا جهّزنا ما يكفي من أسرّة المشافي. 

وتابع، وخلال هذه الموجات الثلاث السابقة لم يبقى أيّ شخص في البلاد واقفاً ينتظر عند باب أيّ مشفى، هذا أمرٌ نفتخر به. والجمهوريّة الإسلاميّة حقّقت عدّة مفاخر كُبرى: أوّلاً، خلافاً للعديد من البلدان التي كانت تملك بنى تحتيّة اقتصاديّة وصحيّة وعلاجيّة ضخمة، ورأيتم كيف أنّ مرضاهم بقوا مستلقين على المروج والأعشاب وخلف أبواب المشافي، وواجهوا العديد من المشاكل الخاصّة، لم يبقَ في الجمهوريّة الإسلاميّة مريضٌ واحدٌ حتى تائهاً خلف باب أيّ مشفى، لا فقط مرضى كوفيد 19، بل كان لدينا مرضى كانوا يُصابون بجلطات دماغيّة. 

قال نمكي ان المفخرة الثانية التي حققناها، أن لم يبقَ أيّ شخصٍ خلف أبواب المشافي ودون تقديم الخدمات إليه بسبب عدم امتلاك المال

واشار الى انهم كانوا يسقطون عن دراجاتهم النارية، أو يصطدمون بإحدى السيارات، وكانوا يأتون بهؤلاء المرضى إلى غرف الـicu، لقد أدرنا الأمور بحيث أننا في ذروة تفشّي فيروس كورونا، استطعنا إعطاء أسرّة الـicu للمرضى بغير فيروس كورونا ممّن كانوا يحتاجون إليها، ولو كان ليحصل لا سمح الله لأيّ من هؤلاء مكروه خلف باب أحد المشافي، كنتم سترون أيّ بلبلة ستثيرها هذه القنوات التي تعادي الجمهوريّة الإسلاميّة حول العالم.

واكّد على ان المفخرة الثانية التي حققناها، أن لم يبقَ أيّ شخصٍ خلف أبواب المشافي ودون تقديم الخدمات إليه بسبب عدم امتلاك المال، لقد عالجنا مرض الكورونا لدى أكثر من 200 ألف أفغاني هنا، حتى أولئك الذين لم يكونوا يملكون بطاقة إقامة، والمفخرة الثالثة التي حققتها الجمهورية الإسلامية في ذروة التضييق الاقتصادي والحظر، كانت أنّنا لم نميّز أبداً بين الكهل والشاب، الغنيّ والفقير، ومختلف الفئات والقوميات، كالأكراد واللّور والبلوش والشيعة والسنّة، الجميع تلقّوا الخدمات بشكل متساوٍ، لم نقدم على فكّ جهاز التنفّس الصناعي عن كهل ونصله لشاب، أو بالعكس، ولم نرفض فلان بسبب قوميّته، ولم نرفضه بسبب مذهبه، لحسن الحظّ تلقّى الجميع في أقاصي نقاط هذا البلد الخدمات بشكل متساوٍ وعادل، والشكر لله هذه من مفاخر الجمهورية الإسلاميّة البارزة جدّاً.

** الجهوزية الايرانية / لقاح كورونا 

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، نحن فيما يتّصل بالطفرات كنّا دائماً على أهبة الاستعداد، وكان واضحاً بالنسبة إلينا بأنّ الفيروسات لا تحتاج إلى تذاكر، وبإمكانهم كما استطاع فيروس ووهان إيصال نفسه إلى القطب الجنوبي، فإنّ الفيروس البريطاني أو البرزيلي أو الافريقي أيضاً قادرٌ على التنقّل، خاصة وأننا نتابع أخبار البلدان الجارة، وقد حصلنا على تقارير الطفرات الكاملة من هناك، لقد زوّدنا كافّة مداخل البلد بفحوصات خاصّة، لكن كنا نعلم بأنّه من الممكن أن يظهر من مكانٍ ما، وكنّا قد جهّزنا أنفسنا مسبقاً، والآن أيضاً نحن نقيّم بشكل مستمرّ العيّنات مع الNGS، وحتّى هذه اللحظة لم تردنا تقارير عن وجود الفيروسين الافريقي والبرازيلي، وظهر الفيروس البريطاني فقط، طبعاً، العلاج هو نفس العلاج المتّبع مع سائر الفيروسات، ونحن نعلّم شعبنا ونوصيهم بمراعاة المسافات، والالتزام بالبروتوكولات، ونعلّمهم كلّ ما ينبغي علينا تعليمهم إياه بشأن الفيروس المتحوّر.

وتابع نمكي حتّى هذه اللحظة، لم يتمّ الإعلان في أيّ مكانٍ من العالم عن علاجٍ خاصّ بفيروس كورونا، طبعاً، لدينا هذه التجربة التي تقول بأنّ المريض المصاب في حال برزت عليه العلامات في الأيام الأولى واستطعنا مساعدته بواسطة الدواء على تخفيض نسبة انتشار الفيروس في جسده، فإنّ مريضنا في المرحلة التالية التي هي مرحلة التهاب أنسجة الرئة، سيواجه مشاكل أقلّ، هذه هي التجربة التي حصل عليها زملاؤنا خلال هذه الفترة. لدينا نقاشٌ يحمل عنوان الinfection  أو الإصابة المتكررة، وقد تمّ إثبات أنّ جميع الأشخاص قد يُصابون بعد مرور شهرين أو ثلاثة.

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، نحن نعتمد بشكل أساسي على الإنتاج الداخلي، كما نفعل بخصوص أعمالنا الأخرى

واضاف: نحن نعتمد بشكل أساسي على الإنتاج الداخلي، كما نفعل بخصوص أعمالنا الأخرى، ولدينا شركات علميّة المحور في غاية القوّة، لدينا معهد رازي ومعهد باستور اللذين يعملان منذ مئة عام في مجال صناعة اللقاحات، وأوّل خطوة اتخذتها بشأن اللقاح كانت جمع القوى الداخليّة والاعتماد على الإنتاج الداخلي.

واشار انه لحُسن الحظ استطعنا جمع فريق جيّد وفي مؤسسة بركت تخطّى لقاحنا المرحلة الأولى بنجاح، وبدأ المرحلة الثانية، ولقاح رازي بدأ اليوم المرحلة الإنسانيّة، ونحن نعمل بهذا النّحو على تصنيع اللقاحات الجديدة وإنتاج المزيد منها، لكن هذه اللقاحات قد تستغرق وقتاً حتى أوائل أو أواسط الربيع حتى تصبح متوفرة في الأسواق، مثل لقاح باستور وبركت، وسنقوم بإنتاجها إن شاء الله واستهلاكها وتصديرها أيضاً

واستطرد قائلاً: ننتج سائر اللقاحات بشكل تدريجي، لكن فيما يخصّ السكان المعرّضون بشكل أكبر للخطر، تقرّر أن نستورد اللقاحات من الخارج، ما قاله الإمام الخامنئي فيما يتّصل بأمريكا وبريطانيا، يُمكن أن يتمّ تحليل هذا الكلام في كلّ من النواحي السياسية، الثقافية، العلميّة والتاريخية، نحن لا نقدر على الوثوق بدولة حجزت أموالنا في مكانٍ من العالم ولا تسمح بأن نشتري دوائنا بمالنا الخاصّ من أجل المحتاجين من شعبنا، ما الذي جعله يُشفق علينا عندما حان الدّور للقاح؟

ونوّه الى انه يحقّ لوالد أيّ عائلة أنّ هذا البلد ليس مشفقاً لدرجة أن يمنحنا اللقاح، والاستغلال الذي مارسه الأمريكيّون خلال هذه الأعوام يؤدي إلى تكوّن مثل هذه الفكرة، لكن فيما يتّصل باستيراد اللقاح من المصادر الموثوقة، فإنّ الإمام الخامنئي أوصى شخصيّاً بأن ننطلق في عمليّة تلقيح الفئات المعرّضة للخطر بشكل كبير، كادرنا الصحّي والعلاجي، والأشخاص بعمر ما فوق 65 سنة، وذوي الأمراض المستعصية والخاصّة.

ونحن بدأنا عمليّة استيراد اللقاحات من مختلف المصادر، استوردنا اسبوتنيك الروسي الذي كما أشرتم قمت من أجل تطمين الناس ولكي يعلموا بأنّ دماء أبنائنا ليست أهمّ من دماء سائر أبناء هذا الشعب، بجلب إبني وكان أوّل شخصٍ تلقّى اللقاح، بحيث إن برزت أيّ عوارض يكون هو أوّل من بادر لأخذ اللقاح، هذا ما حصل، ولحُسن الحظ، بدأ تلقيح كوادرنا الصحيّة في أقسام الـICU، وكانت الأمور جيّدة، فلم نشهد أيّ عوارض غير عاديّة، وسوف نبدأ غداً وبعد غد بتلقيح حوالي الـ100 الف جرعة أخرى، ونعمل على استيراد لقاحات من الصين، ومن أماكن أخرى، كما أنّه تقرّر أن يبدأ إنتاج اسبوتنيك في إيران.

وقال نمكي: نعم، نحن فيما يخصّ إنتاج اللقاح الروسي اسبوتنيك، لحُسن الحظّ سافر زملاؤنا في مؤسسة الدواء والغذاء إلى روسيا، ووقعوا اتفاقية، وإن شاء الله، سنتمكّن خلال الشهر المقبل البدء بتصنيع هذا اللقاح. وفي كوبا أيضاً، لدينا تجارب جيّدة بخصوص تصنيع اللقاحات، مثل لقاح التهاب الكبد، ولقاح بنوموكوك، وقد تمّ عقد اتفاقية بفضل الله أيضاً بخصوص لقاح كورونا، وبعد نقل العلم التقني من كوبا إلى معهد باستور،  من المقرّر إن شاء الله أن نبدأ تصنيع ذلك اللقاح أيضاً قريباً في إيران، ورأيي هو أنّه سيكون أحد أفضل اللقاحات في العالم إن شاء الله.

وأضاف: لاحظوا، نحن نعتقد أنّ أيّ بلدٍ في العالم اليوم لم يستطع تلقيح عددٍ كبير من السكّان، وفيما يخصّ القدرة الإنتاجيّة للعالم، لن تتخطّى القدرة الإنتاجيّة للقاح نسبة العشرة بالمئة في أحسن الأحوال، لا يُمكن العثور على بلدٍ قام بذلك عدا البلدان الصغيرة جدّاً، وهم مجاورون لنا، وهم قاموا بتنفيذ المرحلة الثانية والثالثة أي الاختبارات الإنسانيّة بواسطة لقاح آخر وأطلقوا على ذلك اسم التلقيح، وهم أيضاً لم يبادروا للتلقيح بلقاحٍ تخطّى المراحل أبداً.

وتابع: نحن قمنا بشكل موازٍ بإطلاق عمليّة التلقيح وحصلنا على اللقاح، والأمريكيّون لم يكونوا يسمحون لفترات بأن ينتقل المال الذي يتوجب علينا دفعه ضمن إطار الكوفاكس من حسابنا إلى حساب سويسرا الذي هو الحساب المتداول من أجل كوفاكس. انقضت فترة من الوقت بسبب هذه المسألة، أي بسبب الحظر والضغوط التي يفرضها الحظر، وبسبب مشكلة نقل الأموال، لكننا بدأنا لحُسن الحظ عمليّة التلقيح، ومن الآن فصاعداً، نعمل على تسريع هذه العمليّة. 

واكد نمكي انه بالطبع هذا لا يعني أنّنا حتى وإن سرّعنا هذا اللقاح، فإنّنا سنضمن عدم إصابة شعبنا -ولسنا نحن فقط بل كلّ العالم- فأنتم رأيتم أنّ الأمريكيّين بدأوا اللقاح قبلنا ووفياتهم بلغت الـ5300 إصابة يوميّاً في ذروة عمليّة التلقيح لديهم، والبريطانيّون بدأوا العمليّة ووصلت وفيّاتهم إلى 1860، في نفس الأيام التي كانت الوفيات لدينا تحت الستين، على أيّ حال هذا لا يعني بأنّنا لو بدأنا عمليّة التلقيح قبل شهر وبسرعة فإنّ عدد إصابات شعبنا كانت ستنخفض بشكل كبير، فلا يقدر أيّ أحد في العالم على أن يُعلن بأنّ نسبة التلقيح العالية ستضمن حتماً قطع سلسلة الإصابات.

ونوّه الى انه ما يأمل به العالم هو أنّه في حال تمّ تلقيح نسبة 70 بالمئة من سكّان أي بلد، 70 إلى 80 بالمئة على الأقل من عدد السكان، وفي حال لم تكن الطفرات الجديدة مقاومة للقاحات السابقة، يُمكن الادّعاء حينها بأنّه تمّت المساعدة بشكل حقيقي على قطع سلسلة الفيروس، ونحن إن شاء الله قد نتمكّن حتى شهر أيلول من هذا العام من أن نكون من الدول النادرة في هذا العالم التي ستقدر عبر الاعتماد على القدرات المحليّة والاستيرادات المنظّمة من استيراد حوالي 16 مليون و800 ألف جرعة عبر كوفاكس واشترينا حوالي الـ40 مليون جرعة، أي اشتريناها مسبقاً، ويتمّ استيرادها بشكل تدريجي، وأيضاً، بمجرّد أن ينطلق الإنتاج الداخلي لدينا في شهر أيار، لن نكون بحاجة لاستيراد اللقاح، نحن نأمل بأن نتمكّن حتى شهر آب من تلقيح غالبيّة السكان داخل البلد.

** التجهيزات الطبية / تصدير الادوية

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، ما أستطيع قوله باختصار هو أنّ عدد أسرّة المشافي لدينا مقارنة بما كان عليه قبل انتصار الثورة، تضاعف تقريباً حوالي الضعفين ونصف، وهذا يصدق على البنى التحتيّة لمشافينا أيضاً، فيما يخصّ عدد المراكز الصحيّة، أستطيع أن أدّعي أنها تضاعفت عشر أضعاف على الأقل، وفيما يتّصل بجامعات العلوم الطبيّة في البلد، كنا نملك قبل انتصار الثورة حوالي الست جامعات، واليوم لدينا على الأقل 66 جامعة علوم طبيّة في كافّة الاختصاصات.

وتابع: قبل انتصار الثورة الإسلامية، كان عددٌ كبيرٌ من مرضانا يتعالج خارج البلاد، ونحن اليوم لا نرسل أيّ مريض لتلقّي أيّ نوع من العلاج إلى خارج البلاد، ونحن أيضاً نستقبل مرضى المنطقة من أجل زرع الأعضاء ونعالج بعض مرضى الأمراض المستعصية الأخرى أيضاً. قبل انتصار الثورة الإسلاميّة كانت نسبة وفيات الأطفال عشر أضعاف ما هو عليه اليوم في كلّ 1000 ولادة، حيث تلعب أعراض الولادة وأمراض الأمهات دوراً في ذلك، وهذه واحدة من الإنجازات الكبيرة لتطوير البنى التحتيّة.

وأضاف: وفي حكومة سماحة الشيخ الدكتور روحاني، ارتفعت نسبة الدخل القومي الإجمالي لحُسن الحظ من 6,3 إلى أكثر من 9%، وهذا كان إنجازٌ كبيرٌ للغاية بطبيعة الحال، وفي مشروع تطوير النظام الصحي الذي أنجز في هذه الفترة، تراجعت تكاليف العلاج الملقاة على عهدة المريض بشكل كبير، وفيما يخصّ مرضى المشافي القرويّة فإنّهم يدفعون نسبة 6% وفي مشافي المدينة نسبة 10%، وتتكفّل مؤسسات الضمان الحكوميّة بدفع باقي التكاليف. 

واشار الى انه فيما يخصّ تواجد الأطباء في المناطق المحرومة، وتطوير البنى التحتيّة، ففي هذا العام ورغم كلّ المشاكل في قضيّة كورونا، نحن على مشارف أن نضيف 11 ألف سرير، ففي كلّ السنوات السابقة وبعد انتصار الثورة الإسلامية، لم نشهد مثل هذه الإضافة في أسرة المشافي، ونحن لدينا جلسة في الأسبوع المقبل وسنفتتح مشاريع فائقة الأهميّة، وقد أزحنا اليوم الستار عن 700 سرير طلابي لطلاب جامعة طهران للعلوم الطبية، إضافة إلى مكتبة وسائر الأمور الترفيهية الأخرى، هذا غير أنّنا في كلّ أسبوع، وخاصّة في المناطق المحرومة، نضيف عدداً كبيراً من الأسرّة، نحن سنطلق إن شاء الله حوالي 1400 مشروع صحي وعلاجي حتى شهر أيار المقبل، وبين هذه المشاريع إضافة 11 ألف سرير خاص بالمشافي.

قال وزير الصحة الايراني انه في مجال تصدير الأدوية، للأسف لا أذكر الرقم الدقيق، سأطلب من الإخوة حتماً أن يزودوكم بالرقم  الدقيق، لكنني أستطيع اليوم أن أقول بأننا أحد المصدّرين المهمّين جدّاً للدواء، وبشكل خاص في مجال أدوية ال HIGH TECH و الـBIO TECH. ونحن في مجال الأدوية المناعية المضادة، والأدوية التي يتلقاها أصحاب الأمراض الخاصّة، كنا مستوردين في السابق وأصبحنا اليوم في عداد المصدّرين.

وتابع: وفي العام  الماضي، سأقول ذلك ضمن قوسين، وفّرنا مبلغ مليار دولار من العملة الصعبة في مجال استيراد الأدوية والمعدّات الطبيّة، فقد كنّا نستورد الأدوية والمعدّات الطبية من الخارج، قلّصنا في العام السابق فقط المبالغ المدفوعة ووفرنا مليار دولار عن العام الذي سبقه. وفي هذا العام أيضاً، سنقلّص الاستيراد بنسبة 25%، ومن جهة ثانية نحن نزيد نسبة تصديرنا بنسبة تُقدّر بين 25% و30% في كلّ عام، وفي المستقبل القريب إن شاء الله، سنكون في عداد الدول الناجحة جدّاً في مجال نقل المعرفة التقنية في مجال تصنيع الأدوية والمعدات الطبية.

واكد انه لحُسن الحظ، منذ القدم كانت بعض مدننا مثل شيراز ومثل طهران ومثل أصفهان مركزاً لاستقطاب السواح في المجال الصحّي، وقد وضعنا هنابمساعدة وزارة السياحة والإرث الثقافي، إجراءات بحيث نتمكّن في هذه المدن من تقديم تسهيلات خاصّة بسواح المجال الصحي، وخلال فترة تفشي كورونا، حيث كان أحد هواجسنا. 

وتابع: حاولنا فصل مشافي الكورونا عن المشافي الخالية من مرضى كورونا بشكل كامل، ونحن فيما يخصّ سائح المجال الصحي نحاول عبر إجراء فحص ال PCR  وسائر الفحوصات، أن ندرس حالة المريض من ناحية فيروس كورونا، ونأتي به في حال كانت نتيجة الفحص سلبيّة، ونرسله إلى مشفى خالٍ بشكل كامل من فيروس كورونا، وجميع الموظفين هناك لا يتواصلون أبداً مع أيّ أحد من مرضى كورونا. أي أنّنا فصلنا بشكل كامل أقسام معالجة فيروس كورونا والمشافي الخاصّة بالفيروس عن تلك الخالية من مرضى كورونا، وقلّصنا احتمال إصابة سائح المجال الصحي الذي يدخل البلد إلىالصفر.

** زرع الاعضاء البشرية

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، لاحظ، فيما يخصّ قضيّة زرع الأعضاء، فإنّ هذا القسم من الأقسام فائقة الأهميّة في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية والذي تكوّن بجهود الأساتذة البارزين، بدأنا عملية زرع الكلية بعد انتهاء الحرب، ثمّ بدأت عمليّات زرع الكبد، وهو الآن من الأقسام فائقة النجاح لدينا في شيراز ويُدار بواسطة أحد العلماء في هذا المجال، أعني الدكتور ملك حسيني وفريقه، في العام الماضي ذهبت في جولة إلى هناك ورأيت أحد الأطبّاء اللبنانيّين يتعلّم هناك لكي يعود إلى لبنان ويتمكّن من إطلاق قسم عمليّات زرع الكبدلأعزّائنا في لبنان. 

وتابع: ونحن إضافة إلى هذا الأمر لدينا في طهران واصفهان والعديد من الأماكن الأخرى، وفي نفس مشفى مسيح دانشوري افتتحنا إضافة إلى قسم زرع الكبد، قسم زرع البنكرياس وزرع القلب أيضاً مع الاستفادة من مختلف المتبرّعين، خاصّة أولئك الذين أصيبوا بالموت الدماغي، نقوم بإيصال هذه الأعضاء بأسرع وقت ممكن عبر مروحيات الإسعاف في مختلف أنحاء البلد ونزرع القلب، ونزرع أيضاً الرئة داخل البلد بنجاح، ولحسن الحظّ تحوّلت إيران إلى واحدة من أهم مراكز زرع الأعضاء وأيضاً معالجة مرضى الأمراض المستعصية، وكذلك زرع نخاع العظم، فمن النجاحات الكبيرة للجمهورية الإسلامية، إطلاق فرع زرع نخاع العظم بنجاح.

** الحظر الامريكي

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، لاحظوا، أستطيع أن أقول بأنّ الحظر الأمريكيّ ألحق بنا أضراراً كثيرة، أي أنّه جعلنا نعيش ظروفاً صعبة إن كان فيما يتصل بتحويل الأموال أو الاستيرادات، لكنّ الخدمة الكبرى التي قدّمها لنا هذا الحظر كانت أن جعلنا نقف على قدمينا. 

وتابع: أستطيع أن أدّعي بجرأة أنّنا خلال الفترة التي جعلتنا فيها أمريكا نعيش أسوء الظروف وحاولت فعلاً حرمان شعبنا من أدنى المستلزمات، إلا أنّ أعظم لطف من الله خلال هذه الأيام كان أنّ أطبائنا واختصاصيّينا وصانعو الأدوية لدينا وصلوا إلى هذه القناعة بأن عليهم أن يحلّوا مشاكلهم بأنفسهم، نحن اليوم من البلدان القويّة حول العالم في المجال الطبيّ وفي مجال التعليم الطبّي ومجال استقبال الطلاب الجامعيين من خارج البلاد. 

واشار الى انه في صناعة الأدوية وبشكل خاص أدوية الـHIGH TECH التي تحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة، فنحن في مجالي النانو والBIO من الدول المعتمدة على نفسها لحسن الحظ ورغم وجود الحظر، ونرى للجمهوريّة الإسلاميّة مستقبلاً مشرقاً في هذه المجالات. بطبيعة الحال، ونظراً لحاجة بعض مرضانا إلى العلاج بالأشعّة والتكنولوجيا النووية، فإنّ الضغوط الأمريكيّة استطاعت فرض حدود قاسية على مرضانا هؤلاء، وآذتهم في واقع الأمر. 

واكد الى ان الطاقم الطبي مازال يحاول عبر بعض الآليات حلّ هذه المشكلة بالنسبة لمرضانا، وآمل في المرحلة المقبلة بأن تعود العقلانية لمديري أمريكا ومسؤوليها أن نشهد نسبة أدنى من المظلومية والحرمان بين شعوب العالم والتي هي ناتجة عن أنانية مسؤولي أمريكا، لعلّه يُمكن الادعاء بجرأة أن من أسوء الأيام كانت الأيام التي حكم فيها مجنونٌ أمريكا واستطاع بدهسه لكافة القوانين الدولية والإنسانية توجيه ضربات قاسية جدّاً لشعوب العالم، ومن بينهم الشعب الأمريكي أيضاً، آمل أن نشهد مرحلة جديدة من العقلانية لدى الحكومة الأمريكية تجعلهم يتمكنون من تحسين علاقاتهم مع العالم.

** طفرة الفيروس

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، لقد قلت مراراً لزملائي بصفتي مختصاً في علم المناعة وبناء على معرفتي بنظام المناعة ومعرفتي بالفيروس ومعرفتي بردود فعل نظام المناعة على أسباب المرض، قلت لزملائي منذ البداية بأنّ هذا الفيروس مجهولٌ بالكامل، وعلينا أن نلعب الشطرنج مع هذا الفيروس لفترات طويلة، ولن نتمكن على الإطلاق من توقع ما سيكون عليه مستقبل هذا الفيروس، وفي أي مسار واتجاه سيذهب هذا الفيروس. 

وتابع: وكم سيطول الوقت حتى يتمكن العالم من التغلّب على هذا الفيروس، أنا أظنّ أنّك لو وجهت هذا السؤال أيضاً للسيد تدروس، الأمين العام لمنظمة الصحة العالميّة، لن يجيبك أيضاً سوى بهذا الجواب، أظنّ أنّنا سنبقى جميعاً في صراع مع هذا الفيروس بنحوٍ من الأنحاء إلى ما بعد عام على الأقل، هذا الفيروس أثبت أنّه لا يتجه نحو التراجع بل إنّه متجه نحو التطوّر والتمرّد. 

واضاف: فهذه الطفرات والتحوّرات التي تشاهدونها اليوم نابعة من هذا التمرّد. آمل أن نتمكّن بعد الحصول على اللقاح، وبعد اكتشاف الأدوية الجديدة، والأهمّ من كل شيء أن نتمكن من خلال الالتزام بالتباعد الاجتماعي وأيضاً القواعد الصحية من تقليل عدد وفيات هذا الفيروس الخطير.

قال وزير الصحة الايراني، سعيد نمكي، في ختام الحوار: على أيّ حال أنا أظنّ أن على الناس الأعزاء أن يعلموا بأنّ الخطوة الأولى التي ينبغي لهم القيام بها تتمثّل في تغيير نمط الحياة بشكل حقيقي، نحن لا نستطيع أن نجتمع كالسابق مع بعضنا، علينا أن نتقبّل هذا الأمر، نحن لا نستطيع أن نشارك كما في السابق في جلسات الأصدقاء ونقبّل بعضنا البعض ونعانق بعضنا البعض، رغم أنّنا نستصعب هذا الأمر. 

واضاف نمكي الى انه نحن لا نقدر على التعامل كما كان الحال في السابق في حفلات الأعراس، نحن لا نقدر أن نتصرّف كما في السابق في مراسم دفن أعزّائنا وتأبينهم، توصيتي للناس الأعزاء في كلّ مكان وبشكل خاص البلدان التي هي أن يعملوا حتماً أكثر من السابق على تخفيض عدد الإصابات وخفض عدد الوفيات والتقليل من البروتوكولات، وكلّما تمرّد هذا الفيروس أكثر وازداد تعقيداً، علينا أن نرفع من مستوى التزامنا بهذه البروتوكولات.

/انتهى/