وكالة مهرللأنباء، كتب الكاتب اللبناني علي خيرالله شريف مقالا حول الاتهامات التي تنسبها اعداء ايران في المواقع الاجتماعية وعبر الاعلام المعادي تجاه تدخل ايران في الشؤون اللبنانية ويشير الى دلايل تثبت بان ايران دولة صديقة للبنان وليست دولة معادية.
نص المقال في ما يلي:
إيران تدعم كل لبنان، وإيران تدعم حزب الله بصفته لبنانياً لا غبار على لبنانيته، وبصفته مقاومة ضد أي خطر يهدد لبنان، بكل أراضيه وكل طوائفه وكل جهابذته وفلاسفته ومُنَظِّريه ومتفلسفيه، لا تميز بين الحاقدين والمحبين ولا بين المنبطحين والشرفاء. تدعمه بكل معابده ووعاظ معابده، مهما تلونت لهجتهم ونبرتهم ورتبهم العسكرية والسياسية والدينية، ومصادر تمويلهم وهوية مُوجِّهِيهِم.
إيران لم تتدخل يوماً بشؤون لبنان الداخلية؛ لا بوزير ولا بنائبٍ ولا بحاكم مصرفٍ ولا بنواب الحاكم، الأول والثاني والثالث والرابع، ولا بمديرٍ ولا بتشكيل حكومةٍ ولا بانتخابات. وإيران لم تـُملِ يوماً رأياً، ولم تُصدِر فرماناً، ولم تَـقُل يوماً "يجب أو لا يجب"... (والكل يعلم مَن يقولها).
إيران لم تَبنِ في بيروت سفارةً بمساحة نصف العاصمة، ولم تُقِم عليها قاعدةً عسكرية، ولم تجلب إلى لبنان طواقم بلاك ووتر وأسراب الطائرات العامودية
إيران لم تَبنِ في بيروت سفارةً بمساحة نصف العاصمة، ولم تُقِم عليها قاعدةً عسكرية، ولم تجلب إلى لبنان طواقم بلاك ووتر وأسراب الطائرات العامودية، ولم تفتتح سفيرتها آباراً أرتوازية في البلدات البقاعية مصحوبة بطائرات الهليكوبتر العامودية العسكرية وقوات مارينز مجوقلة، لم تقطع الطرقات على اللبنانيين لمرور موكبها، ولم تُقِم المطارات العسكرية في سفارتها، ولم تخطف عميلاً وفاسداً ومتآمراً لمصلحتها..
إيران لم يتجول سفيرها دون كلل أو ملل بين البيادق كالأفعى الرقطاء، ولم يُصَرِّح بالفتنة الطخياء، ولم يُصَنِّف فئةً أو زعيماً على لوائح بلاده الخاصة السوداء والمزركشة. وإيران لم تُصدِر قوانينها التي تتيح لها التدخل بشؤون الآخرين فتحاصر بها كلَّ مَن لا يروقُ لها وكلَّ من يقول لها "أعطني حريتي"...
إيران لم تخطف رئيس حكومة لبنان ولم تجبره على الاستقالة، ولم تحشد أموالاً ودولاً ومرتزقةً ضد لبنان. وإيران لم ترسل سيارات مفخخة لتفجيرها في أهل لبنان وأطفاله كما فعلت ممالك الخير، ولم تحرض الكيان والأميركان لسحق لبنان على رؤوس أصحابه كما فعل الملوك والأمراء الدواشر، على حساب نفطها الأسود، فقط لمجرد أن فريقاً لم ينحنِ لها.
إيران لم تفلت إعلامها للفتنة والكذب، ولم تُمَوِّل قنواتِ التحريض المحلية والدولية، كما فعل الفاعلون وحَرَّضَ الـمُحرِّضون بكل وقاحةٍ وحقدٍ وعنجهية.
إيران لم تفلت إعلامها للفتنة والكذب، ولم تُمَوِّل قنواتِ التحريض المحلية والدولية، كما فعل الفاعلون وحَرَّضَ الـمُحرِّضون بكل وقاحةٍ وحقدٍ وعنجهية.
نعم إيران تتدخل. ولكن كيف؟
الأمرُ واضح وضوح الشمس لمن يريد أن يرى، ولمن لديه نظر، ولمن لديه الحد الأدنى من الإنصاف؛ تتدخل لدعم لبنان دون قيدٍ أو شرط.
إيران عرضت خدماتها وهباتها بكل احترام ومحبة ودون أي شروط، فرفضناها فقط لأنها من إيران، ولأننا في لبنان مذهبيون حتى العظم ومأجورون حتى العظم وحاقدون حتى العظم.
إيران قدمت لنا تسليح الجيش بلا مقابل، وقدمت لنا الكهرباء بلا مقابل، وقدمت لنا معالجة النفايات بلا مقابل، ومعالجة التلوث بلا مقابل. إلا أننا رفضنا كل ذلك وفضلنا السلاح الأميركي الصدِئ المهجور، ورصاصاتهم الرطبة المعدودة، وآلياتهم المستعملة والمتروكة خارج الصلاحية، ورينجراتهم البالية، وأغطيتهم العفِنة.
أيها الـمُنَظِّرون والمتفلسفون على وسائل التواصل وعلى الشاشات المشبوهة.
أيها الشتامون لإيران دون وجه حق.
إن لم يكن عندكم ذوق، فقليلٌ من الحياء. وإن بقي عندكم ذرة من وطنية فتوقفوا عن بث السم والفتنة والكذب والبهتان بحق الدولة المستقلة الحرة الوحيدة في هذا الشرق التي تقف إلى جانبكم بلا مقابل، والتي تريدكم أن تكونوا مثلها أحراراً. ولكنكم للأسف تصرون على الركوع والخنوع والتذلل تحت أحذية من يستخف بكم ويذلكم وينهبكم ويسخر منكم. وإيران تدعم لبنان لأنها لا ترضى له صفات الذل، بل تريد له العزة والكرامة والكبرياء.
/أنتهى/