وكالة مهر للأنباء، دمشق ـــ مهدي عزيزي: من المقرر إجراء الانتخابات السورية في 25 أيار في كافة المدن السورية، طبعا باستثناء القليل من المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات الارهابية، محمود مرعي وبشار الأسد وعبد الله عبد الله هم المرشحون لانتخابات الرئاسة السورية.
هذه هي الانتخابات الرئاسية الثانية في سوريا منذ 2014، مع كل الضغوط لتشويه سمعة هذه الانتخابات أو اعتبارها غير ذات أهمية والتشكيك في نتيجتها وعملية إجرائها، لا بد من القول إن نوع وطريقة إجراء هذه الانتخابات في كانون الاهتمامات.
واشنطن والغرب يشككون في هذه الانتخابات بينما في نفس الوقت يعتبرون النظام الملكي للإمارات العربية، والسعودية حقًا طبيعيًا ولا تلتزم الصمت إزاء هذه الأنظمة العربية فحسب، بل تدعم كذلك الأنظمة العربية التي تقمع أوضح أمثلة وتعريفات الديمقراطية.
هناك على الأقل المعايير الرئيسية لإجراء الانتخابات من حيث التعريف الغربي في سوريا.
تواجد الشعب السوري في مراكز الحملة الانتخابية في دمشق وجميع المدن السورية أعطى وجهًا مختلفًا لهذا البلد المضطرب، بلد لا يزال يعاني من تداعيات الدمار والحرب، ومن ناحية أخرى، أثر قانون قيصر عليه بشدة.
يبدو أنه إلى جانب المشاركة في الانتخابات، هناك فهم صحيح وسليم للمواطنين السوريين حول التطورات في المنطقة، وكذلك السيناريوهات التي تم تنفيذها لهذا البلد الواحد تلو الآخر.
مما لا شك فيه أن من بين المشاركين في الانتخابات من ظن في الأيام الأولى للجماعات الإرهابية في سوريا أن عملية إصلاحية آخذة في التبلور.
لقد أدرك السوريون والعراقيون، أكثر من أي دولة أخرى، وحشية وانعدام الأمن في التفجير الانتحاري، الذي هو مزيج من الفكر الوهابي والتكفيري مع الدعم السياسي والمالي من الولايات المتحدة. هذه المرة أيضًا، تُبذل جهود لتمهيد الطريق لعودة داعش من خلال منع إقامة عملية سلمية وديمقراطية.
كان الدافع الكامل للإرهاب في سوريا هو محاولة إضعاف إحدى الركائز الأساسية للمقاومة، كانت التطورات على مدى الأشهر القليلة الماضية في المنطقة الجغرافية للمقاومة من النوع الذي قد يؤدي، بالنسبة للبعض، مرة أخرى إلى سوء التقدير، مثل ما حدث في بداية الأزمة السورية والحرب اليمنية، الآراء المتسرعة التي تصورت أن سوريا ستسقط في الأسابيع الأولى وأن اليمن ستدمر في عملية عاصفة العزم في الأسبوع الأول.
لقد ارتكب نهج ترامب السياسي تجاه السياسات الإقليمية، لا سيما الأراضي المحتلة، هذا الخطأ الاستراتيجي لأصدقاء أمريكا في المنطقة، والذي أوشك على الانتهاء.
ومن هنا وضعت بعض هذه الدول العربية كل ممتلكاتها في سلة ترامب ونأت بنفسها عن الهيكل السياسي الأمريكي والأحزاب والتيارات الأخرى.
رغم أن ترامب كان يحاول تطبيع العلاقات مع العرب، أو بعبارة أخرى، إضفاء الطابع الرسمي على التطبيع والخطط مثل خطة ضم الضفة الغربية، صفقة القرن ونقل السفارة كاستهلاك داخلي، واستخدام كورقة انتخاباتية لنفسه ولنتنياهو، لكن التطورات اللاحقة أظهرت عكس ذلك.
هذه التطورات وعدم الرد الجاد عليها، من ناحية أخرى، أدت إلى بعض الأحداث الإقليمية التي دفعت البعض للاعتقاد بأن القضية الفلسطينية والمنطقة، وبشكل عام حلقة المقاومة الكاملة، قد ولت إلى الأبد.
لكن في الأيام الأخيرة حدث شيء مهم يمكن وصفه بأنه فصل جديد في تاريخ المقاومة، فصل سيعترف به كنقطة مكملة في جغرافية فلسطين المختلفة والمقاومة، وبداية التفكك للمجتمع الصهيوني.
وبذلك يمكن القول إن إجراء الانتخابات في سوريا، التي كانت المحور الرئيسي للمقاومة الأمريكية والكيان الصهيوني، إلى جانب عملية المقاومة الميدانية الفريدة، بعد كل الإجراءات التي اتخذها ترامب لخيبة أمل العرب والدول الإسلامية مرة أخرى المقاومة في الساحة السياسية، لذلك يمكن القول أن مبادرة الميدان والسياسة اليوم في يد المقاومة.
/انتهى/