صرحت الناشطة الاعلامية ومديرة تحرير جريدة "الجمهورية اليوم دوت كوم"، سها جادالله، ان الجولة انتهت واثبتت المقاومة وجودها بقوة للجميع وأنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه.

وكالة مهر للأنباء - عبدالله مغامس: تكمن أهميّة أحداث فلسطين اليوم، سواء نوعيّة إنجازات المقاومة العسكرية أو حجم الهبّة الفلسطينية وامتدادها على مساحة خريطة فلسطين، في وضعها في سياقها التاريخي في إطار الصراع مع العدوّ من جهة، والديناميكيات الداخليّة لمشروع "دولة" الاحتلال الصّهيونيّ من جهة أخرى.

ويغيب عن المواطن العربيّ النظر في تاريخ الصراع من منظور العدو و"شعبه"، فالسردية المهيمنة في الذاكرة العربية هي سردية "هزائم" مفترضة في الستينيات، وتفوق عسكري حتمي للمشروع الصهيوني و"نجاحه" وتقدّمه. ومن أحد أهم أسباب رواج هذه السردية، عدم فهم العدو ومشروعه، وبالتالي التسليم بتصورات مختلقة ومزيّفة عنه.

الا ان المقاومة الفلسطينية حققت انتصاراً لا لبس فيها على العدو الصهيوني، هذه الحقيقة تأكدت بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وهذه أبرز أسباب هزيمة الاحتلال وأبرز نتائج انتصار المقاومة.

وكان وقف إطلاق النار الذي توافقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة- وعلى رأسها حركة حماس- بوساطة مصرية مع الكيان الصهيوني قد دخل حيز التنفيذ في الثانية من فجر الجمعة 21 مايو/أيار. وفي تلك اللحظة كان هناك مشهدان متناقضان تماماً على الأرض. مسيرات وتجمعات احتفالية في غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة بانتصار المقاومة، يقابلها مشهد إسرائيلي داخلي يغلب عليه تبادل الاتهامات بشأن ما وصفوه "بالفشل".

وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا صحفيا مع الناشطة الاعلامية ومدير تحرير جريدة الجمهورية اليوم دوت كوم "سها جادالله" من فلسطين من قطاع غزة. واليكم نص الحوار:

*ما هي اسباب انتصار المقاومة والشعب الفلسطيني على العدو الصهيي في حرب غزة ؟ وماهي نقطة الحسم في هذه المعركة، كيف تم حسم المعركة ؟

ان وقف إطلاق النار الذي توافقت عليه فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة- والعدو الصهيوني بوساطة مصرية في الثانية من فجر الجمعة 21 مايو/أيار، نقطة تحول لصالح القضية الفلسطينية، وقد ظهر ذلك جليا في خروج مسيرات وتجمعات احتفالية في غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة احتفالا بانتصار المقاومة ودعما لها، وعلى الرغم من الدمار على الأرض، وفي الطرف الآخر كانت الهزيمة والانكسار واضحة في المشهد الإعلامي والسياسي داخل الكيان أظهر ملامح الهزيمة وتداعياتها، وغلب عليه تبادل الاتهامات بشأن ما وصفوه "بالفشل".

حيث شنت الصحافة والمراسلون والمحللون الإسرائيليون هجوماً حاداً على أداء الحكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة، والسبب الرئيسي في انتصار المقاومة هي الوحدة بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، ووقوف كافة الشعب مع المقاومة ودعمها.

كما أنه قوة ضربات المقاومة، وتفاجأ الاحتلال بحجم رد المقاومة ساهم في الإسراع بإعلان الاحتلال وقف لإطلاق النار من جانب واحد، والذي يعد في العلوم العسكرية هزيمة.

وإحدى الأسباب ما حدث في الداخل المحتل من مظاهرات واعلان عدم سيطرة شرطة الاحتلال على مجريات الاحداث، ودعم الداخل المحتل لغزة، أيضا بمدن الضفة والقدس، وخروج المظاهرات من دول عربية مثل الأردن ولبنان وصولها للحدود الفلسطينية شكل ضغط على الحكومات وعلى الاحتلال ايضا، جميع هذه الأسباب وغيرها ما دارت في الخفاء ساهمت بوقف إطلاق النار.

إفلاس جيش الاحتلال واستهدافه للمدنيين الآمنين وهدم بيوتهم، هزيمة واضحة لا أحد ينكرها وان بنك الاهداف هم المدنيين الابرياء والاطفال

نقطة الحسم كانت في الخسائر التي تعرضت لها مدن الاحتلال، وايضا تهديد القسام بضرب كافة مدن الاحتلال ساهم بحسم المعركة، وذلك بحسب تصريحات الناطق الرسمي باسم القسام ابوعبيدة، قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ.

ان ما جرى في الكواليس وجعل المقاومة توقف القتال، ما يزال مخفيا، ولكن يبدو أن هناك شروطًا وافق عليها نتنياهو، ويبدو أنه طلب عدم الكشف عنها.

ويعد إفلاس جيش الاحتلال واستهدافه للمدنيين الآمنين وهدم بيوتهم، هزيمة واضحة لا أحد ينكرها وان بنك الاهداف هم المدنيين الابرياء والاطفال.

وايضا تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن وضغطه على نتنياهو، إضافة إلى خسائر إسرائيلية اقتصادية بالملايين إن لم تكن بالمليارات، جمع هذه الأسباب ساهمت بوقف إطلاق النار.

*ماهي النتائج والمسارات المرتقبة ؟

أهم نتيجة هي دخول أمريكا كلاعب أساسي في المنطقة، ومساندتها لمصر وقطر، وأيضا عودة القضية الفلسطينية للساحة بقوة، ومعرفة العالم أجمع بوجود مقاومة قوية تدافع عن شعبها وأصبح لها وزن وقوة ويحسب لها بأي حل قادم.

قضية فلسطين عادت إلى الشارع العربي والعالمي

وإن الخسائر لا تُقاس بالأرقام وإنما بالنتائج، والنتيجة هنا أن إرادة الاحتلال الصهيوني انكسرت، وبدأ صاحب القضية والأرض يستعد للعودة لأرض الآباء والأجداد، والامل بات قريبا، كما ان قضية فلسطين عادت إلى الشارع العربي والعالمي، واتضح ذلك من خلال التضامن الذي أعطى قوة للفلسطينيين، وهذه القوة أصبحت عزة لها ومساندة في وجه المحتل.

*هل ستقوم الدول المطبعة مع العدو الصهيوني بسحب اتفاقياتها وطرد سفراء الكيان ؟ هل مسارات التطبيع تلقت انتكاسات كبيرة بعد انتصار غزة على العدو الصهيوني ؟

بالنسبة لسحب اتفاقيات التطبيع لا اعتقد سوف يتم، لكن ما حدث بغزة تغيير استراتيجي، حيث سوف يحجم التطبيع ويقلل منه، وبالفعل يعد انتكاسة كبيرة للاحتلال، حيث ما جرى بغزة وتفاعل العالم العربي مع الأحداث سوف يوقف قطار التطبيع لفترة من الزمن.

*هل تري ان انتصار غزة ازال اوهام صفقة القرن ؟

صفقة القرن انتهت قبل حرب غزة مع انتهاء فترة ترامب، ولكن الانتصار الذي حدث بغزة غير شكل المنطقة وانهى بشكل تام أي تفكير يسعى لتهويد القدس وطمس قضية فلسطين.

*هل تعتقدين ان المعركة انتهت ام ان فصلا جديدا منها قد بدأ ؟ وماهي المعادلة الجديدة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على العدو المحتل ؟

مادام الاحتلال قائم فالمعركة لم تنتهي انما جولة انتهت واثبتت المقاومة وجودها بقوة للجميع وأنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه.

الجولة انتهت واثبتت المقاومة وجودها بقوة للجميع وأنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه

المقاومة قبل الحرب في التصعيدات الاخيرة استطاعت ان تحقق معادلة القصف بالقصف، وقد فهم الاحتلال الرسالة جيدا، وايضا ظهر ذلك بقوة في الحرب، فكان رد المقاومة بحجم رد الاحتلال.

اما على المستوى العسكري فالمقاومة في غزة كسرت قوة الردع من خلال المقاومة المسلحة والصواريخ، حيث اثبتت المعادلة نفسها اليوم، واكدت أن الفلسطيني بصموده استطاع كسر إرادة العدو في غزة والقدس وفي الشيخ جراح وفي الأقصى ومدن 48 ومدن الضفة.

بالنهاية ما قبل حرب غزة ليس ما بعدها، هناك تغيير جذري لصالح القضية الفلسطينية في المنطقة ./انتهى/