وکالة مهر للأنباء، عامر الحسون: خاصة وان الاعداء والاصدقاء على حد سواء كانوا يتوقعون (باندفاعة او حذر) أن يكون المشهد الانتخابي وارهاصاته كبوة تضع نظام الجمهورية الاسلامية ودولة الولي الفقيه امام تحديات التآكل والانهيار السياسي والمجتمعي بفعل حالة احباط وتنازع و ازمة معيشية حادة جرآء عقوبات (امريكية-اوروبية) ظالمة هي الاقسى والأشرس على الإطلاق وظروف صحية خطيرة بسبب وباء الكورونا، وادارة حكومية متعثرة واتفاق نووي تحولت احلامه الى سراب بعد انقلاب ترامب عليه .
نعم ما حصل يوم امس كان بمثابة زلزال ضربت امواجه الارتدادية العنيفة والمعبِّرة الواقع الداخلي، لتصبغه بثوب جديد مغاير لِما كان على عهد الاصلاحيين او المعتدلين الذي امتد لدورتين رئاسيتين كان من المؤمل أن تكون واعدتين، فجاءت النتائج على العكس والأسباب كثيرة.
لا شك في ضوء المعطيات والنتائج أعلاه ان تكون ايران بعد ١٨ /حزيران/ ٢٠٢١ ليست كتلك التي كانت قبل ذلك
ايران المتأرجحة بين التيارات الاصولية الثورية بجناحيها المتشدد والمعتدل وكذلك التيار الاصلاحي بجناحيه ايضاً المتشدد والمعتدل، اختارت في عرس انتخابي قل نظيره امتد الى ما بعد منتصف الليل، ان تكون متشبثة بالخيار الثوري و الاصولي كرد فعل على عداوة الاعداء المعاندين و عقاباً للاداء السيء او الفشل الذي سجله الاصلاحيون والاعتداليون.
في الحيثيات والشكل والمضمون والنتائج فان تسجيل حضور ما يزيد على ٥٠٪ من اجمالي عدد الناخبين المؤهلين للاقتراع، في ظروف اقتصادية قاهرة و احباط من تنازع القوى السياسية وتكالب وهجمة اعلامية مثبطة قادتها امبراطوريات الاعلام والحرب الناعمة الغربية والعبرية والرجعية العربية عِبر اكثر من ٢٢٠ قناة ومحطة تلفزيونية تنطق بالفارسية وشبكة مهوولة في الفضاء الافتراضي ( الانترنت)، علاوة على بعض الارهاصات التي رافقت ذات العملية الانتخابية بسبب شطب بعض الاسماء من قِبل مجلس صيانة الدستور وما رافقه من انعكاسات سلبية، اضافة الى طقس حراري حاد خيّم بدرجات تلامس الخمسين مئوية في بعض المدن، كل هذا لم يمنع الجمهور الايراني الذي يتمتع بحس ووعي وطني خارق قل نظيره وهو في العقد الخامس من مسيرة مخضبة بالدماء والتضحيات الجسيمة والصعوبات والفشل والفوز، ليسجل ملحمة اخرى لم تدع مجالاً لاي منصف وعيون راصدة إلا أن تسجل اعجابها ودهشتها لهذه الارادة الفولاذية والمشهد الفريد !!
الجمهورية الاسلامية وهي تصطرع مع الغرب في جولات لا ترحم ثنائية وفي الاقليم وعلى كل المستويات وخاصة اقتصادياً، كانت بحاجة الى مثل هذا الانجاز العظيم الذي عزز امنها القومي و مكانتها الجيو سياسية ليُعطيها زخما غير مسبوق في ترتيب اوراقها الحكمية والادارية والتنموية الداخلية وكذلك في فرض ارادتها واوراقها السياسية على المسرح الدولي الذي لا يرحم .
ولا شك في ضوء المعطيات والنتائج أعلاه ان تكون ايران بعد ١٨ /حزيران/ ٢٠٢١ ليست كتلك التي كانت قبل ذلك .
فمفاعيل القوة عندها تضاعفت و مخاطر انعدام المشروعية تلاشت واحلام المتربصين بها الدوائر في الداخل ومن حولها تبددت، وها هي على عكس ما ضمر وخطط لها اعدائها وصنع بها بعض ابنائها، تعدّت منزلق الهاوية لتقفز وبدماء شابة جديدة ومتحدة صوب غدٍ واعد باذن الله .
حتى بعض الاصدقاء والحلفا، فانهم سيكونون امام دولة تستحق مزيداً من الثقة والاحترام و التعويل على حُسن العلاقة والتحالف معها
استحقاقات النصر الانتخابي الديمقراطي الايراني ستفرض نفسها على المشهد الاقليمي الذي يفتقر الى قاعدة جماهيرية-انتخابية، كالتي هي عليه ايران الاسلامية، وليس امام ثالوث الشر (اسرائيل وامريكا والسعودية) إلّا الإذعان لحقيقة صلابة وقوة الجمهورية الاسلامية وانعدام القدرة على تجاهل ارادتها وحقوقها وعلى رأس ذلك الملف النووي المرجح أن يشهد انفراجاً لصالح صمود ايران اذا عَقِل الاعداء وأدركوا الرسائل ؟!
وحتى بعض الاصدقاء والحلفاء فانهم سيكونون امام دولة تستحق مزيداً من الثقة والاحترام و التعويل على حُسن العلاقة والتحالف معها .
انها دولة الولي الفقيه منذ عهد مؤسسها الامام الخميني(رض) وراعيها الامام الخامنئي(حفظه الله) ما انفكت يوماً من صناعة الانتصارات المتوالية لها ولحلفائها رغم شراسة اعدائها وهي في مسيرة تكاملية تصاعدية على كل المستويات وما خفي كان أعظم ؟!
(( يُريدون أن يُطفئُوا نور الله بأفواهِهم ويأبى اللهُ إلّا أن يُتِم نُورَهُ ولوّ كَرِه الكافرون ))
/انتهى/