الشعب العراقي منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا يعاني من أزمات كثيرة وتعتبر الأزمة الأخيرة في مجال انقطاع الطاقة الكهربائية بشكل متكرر رغم ارتفاع درجة الحرارة الى نصف الغليان في بعض المحافظات وخصوصا في المحافظات الجنوبية، من أهم الأزمات خلال هذه الفترة.

وكالة مهر للأنباء _ وداد زادة بغلاني: يقول متابعون انه عندما فشلت جميع مخططات الولايات المتحدة لمواجهة الحشد الشعبي، لجأت أمريكا الى اشعال أزمة الكهرباء في العراق لإثارة غضب الشارع العراقي وخلق حالة من الفوضى والبلبلة في البلاد وذلك لضرب الامن والاستقرار في هذا البلد كما عملت على ذلك أمريكا طيلة الأعوام الماضية. ويقول هؤلاء المتابعين ان مما لا شك فيه هو ان الهجوم عل أبراج نقل الطاقة الكهربائية ومحطات الكهرباء ليس صدفة بل هو مخطط ممنهج والمستفيد الأكبر من هذا المخطط هي أمريكا والمجموعات الإرهابية وليس أي طرف أخر.

حيث ان أمريكا باتت تستخدم هذه الأيام مرة أخرى "داعش" لتنفيذ خططها الارهابية بعد ان واجهت ارادة الفصائل المقاومة والشعب والبرلمان العراقي لإخراج قواتها من العراق. وفي هذا الصدد أكد القيادي في تحالف الفتح العراقي عدي الخدران، ان امريكا الرابح الاكبر من حرب الكهرباء في العراق. وقال الخدران، ان "امريكا هي من تقف ضد اي تطوير حقيقي لمنظومة الكهرباء في العراق ووضع فيتو على الشركات الالمانية وغيرها كلها ادلة تؤكد بان واشنطن كانت ولاتزال تمارس ضغوطا كبيرة لإبقاء معاناة 40 مليون عراقي مستمرة الى اشعار اخر".

قال الخدران ان امريكا هي من تقف ضد اي تطوير حقيقي لمنظومة الكهرباء في العراق ووضع فيتو على الشركات الالمانية وغيرها كلها ادلة تؤكد بان واشنطن كانت ولاتزال تمارس ضغوطا كبيرة لإبقاء معاناة 40 مليون عراقي مستمرة الى اشعار اخر

وبالإضافة الى الدور الأمريكي المخرب في أزمة الكهرباء والأزمات الأخرى التي يعاني منها العراق، يعتقد عدد أخر من المتابعين ان أحد الاسباب الاخرى المرتبطة بهذه الازمة (أزمة الكهرباء) هي وجود ملفات الفساد لبعض الكتل السياسية والاقتصادية وتأثير هذه الملفات سلبا على مفاصل الحياة ومن ضمنها أزمة الكهرباء في العراق.

وفي هذا السياق يقول الخبير الامني كاظم الحاج ان "هناك منع اميركي بأن يكون هناك تطوير واصلاح لهذا القطاع وهذا الامر فيه تصريحات مهمة وخصوصاً لسفراء أجانب كالسفير الالماني وكذلك على مستوى مافيات وملفات فساد في وزارة الكهرباء من قبل كتل سياسية فضلاً عن استغلال هذا الملف لتحقيق مكاسب سياسية وكذلك اقتصادية ويستخدم في ملفات انتخابية".

كما انه اعلنت وزارة المالية والوزارات الاخرى بتوفير كل التسهيلات للمعالجة العاجلة للإشكالات التي تعاني منها وزارة الكهرباء، الى جانب تقديم خطة عمل طارئة للمعالجات كي لا تؤثر على تجهيز المواطنين بالكهرباء".

وأشار إلى أنه "تمت مناقشة حماية ابراج الطاقة الكهربائية من استهدافات المخربين والارهابيين، حيث قدمت قيادة العمليات المشتركة تقريرا عن اجراءاتها لحماية الابراج الكهربائية، وشدد رئيس مجلس الوزراء في هذا الصدد على بذل اقصى الجهود لتعزيز الحماية لأبراج الطاقة.

وفيما يخص البعد الإقليمي لأزمة الكهرباء في العراق نرى ان ابواق اعلامية تدور بالفلك السعودي، تحاول توزيع الاتهامات وخصوصا لإيران، واتهامها بتخفيف امدادات الغاز، لكن تقاريرا من شركة الغاز في الجمهورية الإسلامية تظهر عكس ما يدعيه الاعلام السعودي، حيث تظهر هذه التقارير استمرار تدفق الغاز الى العراق وذلك رغم ان إيران هي نفسها تعاني هذه الأيام من انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المدن ومن بينها العاصمة طهران اثر ارتفاع استهلاك الكهرباء من قبل المواطنين بسبب ارتفاع نسبة الحرارة في البلاد.

صرح احمد موسى ان إيران لاتزال تزود العراق بالكهرباء رغم الوصول للذروة وحاجة إيران لها، مبينا ان أحد اسباب تراجع الكهرباء الايرانية هو تعرض خط ديالى لأعمال ارهابية بشكل شبه يومي

ومن جهة أخري اكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية احمد موسى استمرار الجمهورية الاسلامية في ايران بتزويد العراق بالغاز والكهرباء عبر 4 خطوط وهي خط خرمشهر بصرة، كرخة ميسان، مرصاد ديالى والاخير سربل ذهاب.

واضاف، ان إيران لاتزال تزود العراق بالكهرباء رغم الوصول للذروة وحاجة إيران لها، مبينا ان أحد اسباب تراجع الكهرباء الايرانية هو تعرض خط ديالى لأعمال ارهابية بشكل شبه يومي.

واوضح ان تراجع دفعات الغاز يعود الى عدم دفع المستحقات المالية المترتبة على العراق ولكنها مستمرة بدفعات الغاز ولم تنقطع فضلا عن الكهرباء وان انخفضت طاقتها.

وتبقى ازمة الكهرباء في العراق مشكلة حياتية وتحتاج الى جهد كبير عبر الاستعانة بشركات رصينة ومحطات كبيرة وهذا يتحقق بالوحدة في القرار السياسي والانسجام الشعبي والابتعاد عن الضغوط الاميركية.

/انتهى/