أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على ضرورة الحفاظ على الشعائر والتقاليد العاشورائية الطيبة التي لا شبهة فيها.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه وفي كلمته خلال ليلة العاشر من شهر محرّم الحرام في المجلس المركزي الذي يُقيمه حزب الله في باحة عاشوراء، توجّه سماحته بالشكر لكلّ من شارك في المجالس والتزم بالإجراءات الوقائية، وإلى جميع الأخوة والأخوات المشاركين في تنظيم المجالس في كلّ المناطق. 

السيد نصر الله توجّه بالشكر لكل من ساهم في إقامة وتجهيز هذه المجالس وللقرّاء والخطباء والعلماء، وإلى جيران كلّ الباحات والمجالس على سعة صبرهم.

السيد نصر الله أشار إلى الإتفاق مع حركة أمل بعدم إجراء مسيرات يوم العاشر كما كلّ سنة وذلك بسبب الأوضاع الصحية. وبهذا ستكون قراءة المصرع الحسيني عند الساعة السابعة صباحاً، ثم سيلقي خطابه عند الساعة التاسعة.

السيد نصر الله لفت إلى أنّنا نتعلّم في المجالس الحسينية أن نكون أصحاب رسالة وقضية، مؤكّداً أنّ قضيّتنا هي خدمة عيال الله والحفاظ على عزّتهم وشرفهم وآخرتهم ودنياهم. 

جملة من دروس كربلاء

وعدّد سماحته بعضاً من دروس كربلاء، ومنها تحمّل المسؤولية وعدم القعود والتّخاذل وعدم المبالاة، إذ أنّ كربلاء درس في وجوب نصرة الحقّ أينما كان، ودرس في عدم الوقوف على الحياد، وفهم وتنظيم الأولويّات.

ومن دروس كربلاء أيضاً عامل الإيمان والعقيدة، فأي جماعة تتبنّى قضية وتحمل راية وتمشي إذا كان القادة والأصحاب والرّجال فيها لا يملكون الإيمان والعقيدة الكافية لن يستطيعوا أن يستمروا. 

وأضاف أنّ الذين خرجوا مع الإمام الحسين(ع) لأسباب سياسية ومصالح سياسية ودنيوية، هؤلاء عندما تبيّن لهم أنّ المسألة مختلفة تخلّوا عنه، والذي أكمل إلى نهاية المطاف هي الجماعة المؤمنة المعتقدة المجاهدة. 

وقال إنّ هناك قوم يسقطهم العطش وقوم يسقطهم الخوف وقوم يسقطهم أنّ أطماعهم لم تتحقّق.

وتابع السيد نصر الله أنّ من دروس كربلاء بوضوح القيادة وشفافيتها ومصارحتها للناس، حيث لا تُخفي ولا تُفاجئ ولا تُخادع، مشيراً إلى أنّه عند استشهاد مسلم بن عقيل كان يستطيع الإمام الحسين(ع) إخفاء الخبر حتّى يصل إلى كربلاء لكنه لم يفعل ذلك ولم يخدع الناس بل جمعهم وأخبرهم وأبرأ ذمتهم في الذهاب فتفرّق الناس عنه وبقي معه أصحابه الذين جاؤوا من المدينة.

كما من جملة الدروس بحسب سماحته الأخذ بالأسباب مع اللجوء الدائم إلى الله، بحيث أنّ الإمام الحسين(ع) خرج من المدينة يبحث عن الأرضية والمكان والبيئة والأنصار ونظّم وأدار وقاتل حتى استشهد. 

وكذلك الإستفادة القصوى من كلّ المتاح إعلاميًا والحفاظ على الحرمات حتى لو كنا في معركة مقدّسة، لافتاً إلى أنّ أحد أسباب استعجال الإمام الحسين (ع) في الخروج من مكة هو تجنيب مكّة والمسجد الحرام والشهر الحرام من الدماء. 

وفي السياق، رأى السيد نصر الله أنّ من الدروس أيضاً التنوع في الجماعة، إذ يقول لنا الإمام الحسين (ع) أن هذه المسيرة الإلهية تحتاج إلى الرّجال والنّساء والصغار والكبار والسادة والعبيد وكلّ المستويات الثقافية والعلمية والاجتماعية.

التنافس أيضاً هو من دروس كربلاء أوضح سماحته، وذلك من خلال من تقدّم من الأصحاب في يوم المعركة. بالإضافة إلى درس الثبات في الموقف. لذلك عندما خُير الحسين(ع) بين البيعة والقتل قال جملة "ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة".

وقال السيد نصر الله إن من دروس كربلاء العمل بالواجب حتى آخر لحظة. ففي كربلاء قاتلوا قتال الأشداء وليس قتال اليائسين. ومن كربلاء نتعلم درس التحمل والصبر في المصائب والفجائع، كما صبروا يجب أن نصبر ونثبت.

آخر الدروس التي ذكرها السيد نصر الله هي "ليلة العاشر"، مشيراً إلى الحب بين الإمام الحسين(ع) والأصحاب، والعشق والرحمة والبكاء لفراق بعضهم، وإلى الوفاء والعشق لله والشوق للقاء الله.

المصدر: العهد

/انتهى/