وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه كان الحسين بن علي حفيد النبي محمد ( آخر نبي في الإسلام )، ولد الحسين ابن علي في السنة ال620م لعائلة اشتهرت القيم من الحب والشرف و السلام. وكان الحسين زعيما معروفا بالرحمة والحكمة والنزاهة. في تلك الفترة عاث الفساد السياسي و الاجتماعي في الأمة الاسلامية تحت حكم الظالم يزيد من بني أمية.
أمر يزيد الحسين بمبايعته وإعطائه الشرعية في حكمه. رفض الحسين مبايعة يزيد لأنه يعيث الفساد في الأمة و يظلم الناس و يضطهدهم و لا يطاوعه ضميره اعطاء ولائه لحاكم كهذا حتى لو كلفه الأمر حياته.
إختار الحسين اتخاذ موقف، و بدأت الانتفاضة الصغيرة – ترك مدينته رافضا المبايعة ليبدأ رحلته شرقا نحو العراق. سافر حسين مع عائلته و ٧٢ من رفاقه موضحا أنه لا يريد العنف، ولكن كان على استعداد كامل للدفاع عن نفسه و يضحي بكل ما يملك لخير شعبه.
وصل خبر رحيل الحسين الى يزيد الذي أمر بارسال جيشا من ٣٠،٠٠٠ لوقف الحسين وأنصاره عن مسارهم خوفا من أن تكتسب ثورتهم زخما. منع جيش يزيد الحسين من الرحيل الا اذا تعهد بالولاء ليزيد، لكن الحسين قاوم. فأمر يزيد جيشه بمهاجمة وقتل الحسين وأنصاره، و حصل ذلك في اليوم العاشر من شهر محرم والذي يعرف باسم يوم عاشوراء.
أوقف جيش يزيد الحسين وأنصاره في صحراء تسمى كربلاء ( في العراق )، حيث حرموا من الوصول إلى الماء لمدة ٣ أيام. و في فجر يوم عاشوراء، أقام الحسين و رجاله الصلاة، مع العلم أن ما كان أمامهم هو الهزيمة و الموت لكنهم ظلوا جميعا متمسكين بمبادئهم و ايمانهم.
بدأت معركة كربلاء في ظهرا حيث توافد الرجال ببسالة وشجاعة من معسكر الحسين للقتال ضد جيش يزيد. واحدا تلو الآخر حاربوا واستشهدوا حتى بقي الحسين في نهاية المطاف وحيدا على أرض المعركة.
كان الحسين يقاتل العدو بشجاعة حتى سقط على الأرض. هاجمه العدو من جميع الجوانب بالسيوف والرماح والسهام حتى تقدم رجل من جيش يزيد يدعى شمر بن ذي الجوشن وذبح الحسين بلا رحمة في سهول كربلاء المحترقة و قطع رأسه ووضعه على رمحه.
مع أن الحسين استشهد في المعركة، الا أنه كان منتصرا من خلال مبادئه حيث أثارت تصرفاته و الموقف الذي أدلى به في كربلاء سلسلة من الانتفاضات الصغيرة ضد نظام يزيد المستبد مما أدى إلى انهيار هذا النظام. أخذ جيش يزيد النساء والأطفال من مخيم الحسين كأسرى حرب و سار بهم من العراق إلى سوريا، حيث تم احتجازهم.
قامت شقيقة الحسين السيدة زينب وابنه زين العابدين، بالوقوف بوجه يزيد وتحديه في حرمه الخاص في الخطبة الشهيرة الذي وصلت أصداؤها لجميع الموالين والمعارضين. من هناك بدأت عائلة الحسين المتبقية بنشر خبر ما حصل في كربلاء والجرائم التي ارتكبت في يوم عاشوراء.
يتذكر الناس من حول العالم الحسين بن علي و يرون فيه رمزا للثورة و النهضة الانسانية.
ويتوافد الملايين من كل نواحي العالم لزيارة مرقد الحسين وأصحابه في كربلاء. لتقديم الاحترام و الاجلال للموقف السامي و الشجاع الذي و قفه الحسين.
في يوم عاشوراء، يقوم العديد من المسلمين بتنظيم تجمعات سلمية كبيرة حيث يقرأون القصائد عن الحسين وتضحياته حيث يقوم البعض بالتباكي وضرب الصدور تعبيرا عن حزنهم وفقا للتقاليد الثقافية. كما يحيي العديد من الناس يوم عاشوراء بالقيام بأعمال البر والإحسان كوسيلة للتعبير عن نفس المبادئ والقيم التي قدم الحسين حياته من أجلها.
/انتهي/
تعليقك