وكالة مهر للأنباء - حسين الديراني: الكيان السعودي تجاوز كل الحدود في طريقة تعاطيه مع الاحداث السياسية الاقليمية والدولية، وعندما يجد نفسه محشورا في زاوية ومأزوما سياسيا وميدانيا على كافة الجبهات يقوم بممارسة الارهاب العسكري والفكري والسياسي على كافة الاصعدة وبصورة متهورة فاضحة.
وظهرت اخر ممارساته الارهابية ضد لبنان وشعبه وسيادته من خلال الهجمة الاعلامية الشرسة الظالمة على وزير الاعلام اللبناني السيد جورج قرداحي بسبب لقاء اعلامي متلفز مع سعادته قبل اسابيع من تسلمه منصب وزير الاعلام اللبناني في حكومة نجيب ميقاتي الجديدة، والذي اجاب على سؤال وجه اليه لابداء رأيه في الحرب على اليمن فرد قائلا: " ان هذه الحرب عبثية، ودافع عن حق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه امام عدوان التحالف " دون الاساءة للسعودية.
وما قاله كان اقل بكثير مما ذكره الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيريس ووصفه الحرب على اليمن بالعبيثة ويجب ان تقف من دون ان يعترض على كلامه احد من قبل الكيان السعودي المتورط في الحرب العدوانية على الشعب اليمني.
تم تشكيل الحكومة اللبنانية بعيدا عن رغبات السعودية التي تريد فرض هيمنتها على لبنان بالتهديد والاستبداد والعنجهية
الكيان السعودي استخدم تصريحات الوزير جورج قرداحي التي كانت مجرد رأي اعلامي حر ليشن حربه العدوانية على لبنان المقاوم، وجاء ذلك بعد فشل كل مشاريع السعودية في اشعال حرب اهلية في الداخل اللبناني من خلال اذرعها وعملائها في الداخل اللبناني المستعدين لكل ما تطلبه مملكة الشر السعودية لادخال لبنان في اتون حرب داخلية تريح العدو الصهيوني المتربص بالمقاومة، ومجزرة خلدة التي حصلت قبل اشهر، ومجزرة الطيونة قبل اكثر من اسبوع جزء من هذه الحرب العدوانية السعودية باذرع لبنانية.
لكن كل هذه الاستفزازات والاعتداءات الارهابية ضد بيئة المقاومة وجمهورها قوبلت بأعلى درجات التحلى بالصبر والعض على الجراح من قبل المقاومة وجمهورها، رغم الخسائر الفادحة المؤلمة لم تنجر المقاومة الى المستنقع الفتنوي الذي يسعى اليه اعداء المقاومة، وعدم الرد على تلك الاعتداءات ليس من باب الضعف والاستكانة، بل من باب القوة والحرص على السلم الاهلي اللبناني، وعدم الانجرار الى حيث يريد العدو لحكومة نجيب ميقاتي التي حصلت على الثقة في المجلس النيابي اللبناني قبل اسابيع قليلة.
هذه الحكومة تم تشكيلها بعيدا عن رغبات السعودية التي تريد فرض هيمنتها على لبنان بالتهديد والاستبداد والعنجهية، فهي تمارس الانبطاح امام الادارة الامريكية والاهانات القاسية التي تتلقاها من الادراة الامريكة، بينما تمارس العنجهية والفوقية على لبنان وتنتهك سيادته ظننا انها تعوض عن هزائمها في اليمن وتريد الهروب الى الامام، وهناك ملفات تلاحق محمد بن سلمان المتهم بقتل المواطن السعودي عدنان خاشقجي، وكما ارسل فرقة موت لاغتيال رجل الاستخبارات السابق سعد الجبري.
الهجمة على الوزير اللبناني هي هجمة على الحكومة والشعب اللبناني الذي يرفض الهيمنة والتهديد السعودي، وما تمارسه السعودية اليوم بحق لبنان من خلال تجييش دول الخليج الفارسي والاساطيل الاعلامية لممارسة الابتزاز والتهديد ضد لبنان من خلال طرد السفراء وتهديد العمال اللبنانيين في مصدر ارزاقهم لهو ابشع من العدوان العسكري، وينطوي على همجية قبلية بدوية مارقة، وعنصرية مقيتة.
اذا كانت تستطيع السعودية شراء بعض المرتزقة باموالها من اعلاميين وسياسيين، فبكل اموالها لا تستطيع شراء ضمير انسان حر شريف
اننا نؤكد على ان هذه البلطجة لن تحقق اهدافها، ولبنان عصي على الانحناء امام عاصفة تدخلات السعودية، لبنان الذي هزم الكيان الصهيوني بكل جبروته، وهزم المشروع الامريكي في المنطقة لا يلتفت الى صراخ المهزومين ولا الى عويلهم وهم ينالون العقاب الصارم على ايدي الشعب اليمني العظيم، يتألمون في مأرب فيصرخون على بيروت.
لا شك ان كثيرا من الدول الاوروبية غير راضية على السلوك السعودي وتعاطيها مع لبنان بالعنصرية وتهديد الحكومة اللبنانية لاجبارها على الاستقالة بسبب رأي اعلامي حر، وغدا تهدأ العاصفة وتعود السعودية الى مركزها الطبيعي لتتلقى مزيدا من الهزائم على جبهة اليمن، فعلت ذلك من دولة قطر ولم تفلح بعزلها، فالرياح تأتي دوما بما لا تشتهيه سفن السعودية، واذا كانت تستطيع شراء بعض المرتزقة باموالها من اعلاميين وسياسيين، فبكل اموالها لا تستطيع شراء ضمير انسان حر شريف.
اننا اليوم نشاهد التضامن العالمي من كافة احرار العالم مع الصوت الحر، والضمير الحي الذي مثله معالي الوزير جورج قرداحي والذي كان ضحية الارهاب الاعلامي السعودي، ولم ينحني امام هذه الهجمة الظالمة الشرسة السعودية، وربح قلوب الملايين من شرفاء واحرار العالم.
/انتهى/