اكد محافظ بغداد السابق الدكتور، صلاح عبدالرزاق، ان أمريكا وبريطانيا تسعيان للمحافظة على مصالحهما في العراق والمنطقة من خلال دعم التنظيمات المؤيدة لها في المنطقة.

وكالة مهر للأنباء - القسم العربي: بعد معانات دامت لسنوات عديدة في العراق، تم على اثرها اجراء انتخابات مبكرة في محاولة لتخفيف حدة تلك الازمة على الشعب العراقي والتسريع في ايجاد الحلول المناسبة. فانه بعد اجراء تلك الانتخابات، وصدور نتائجها لم يكن الشعب العراقي راض عن تلك النتائج فطالب باعادة الفرز اليدوي، وبعد تنفيذ الطلب، لم تتغير النتيجة، وفاز السيد مقتدى الصدر باغلبية المقاعد في البرلمان.

لكن الان هناك تساؤلات عديدة حول ماسيحدث في العراق وعن التغييرات التي ستطرأ على العراق والشعب العراقي؟، فقد حان الوقت ليحصل الشعب العراقي على مقومات الحياة اليومية.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "هبه اليوسف"، حوارا صحفيا مع محافظ بغداد السابق السياسي المستقل الدكتور "صلاح عبدالرزاق"، الذي تحدث لنا حول مجريات هذا الامر، وفيما يلي نص الحوار:

* ماهي الانعكاسات السياسية على العراق بعد انتهاء الانتخابات ؟ وماهي التحالفات المحتملة ؟

يلاحظ أن الانقسام الشيعي هو الأبرز في هذه الانتخابات، إذ انقسم الشيعة بين محورين هما (الإطار التنسيقي) الذي يضم عدة كتل سياسية وزعامات شهيرة، و (الكتلة الصدرية) التي تضم السيد مقتدى الصدر لوحده.

وقد ساهم في تبلور هذا الاستقطاب الشيعي هو حصول الكتلة الصدرية على (٧٣) مقعداً، في حين خسرت زعامات تقليدية مثل السيد هادي العامري والسيد عمار الحكيم والدكتور حيدر العبادي وفالح الفياض، إضافة إلى حزب الفضيلة، بينما تمثل دولة القانون الفائز الوحيد (٣٤ مقعداً) في الإطار التنسيقي.

التحالفات السياسية ما زالت في مرحلة التفاهمات ريثما يتم البت في طعون الخاسرين والمصادقة على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية

من جانب آخر ظهرت حركات وتيارات جديدة مثل (إمتداد) التشرينية، و(تصميم) البصرية، و(إشراقة كانون) المنسوبة للسيد جواد الخوئي، إضافة إلى فائزين (مستقلين)، هذه القوى تحمل برامج متنوعة ولها أهداف مختلفة قد تلعب دورآً مؤثراً في البرلمان القادم.

أما التحالفات السياسية فهي ما زالت في مرحلة التفاهمات ريثما يتم البت في طعون الخاسرين والمصادقة على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية، ويبقى الشيعة هم المحور في تشكيل التحالفات لأن عدد مقاعدهم تتجاوز (١٨٠) مقعداً، وهو أعلى من مقاعد السنة والاكراد مجتمعين، ولذلك تتجه الأنظار إلى ما ستقدم عليه الكتل الشيعية سواء بقائها في قطبين أو حدوث تفاهمات بينهما، فالكرد والسنة ينتظرون الشيعة وكيف سيتوصلون إلى تفاهم شيعي، ثم يتحالفون معهم.

الجميع يسعى لتشكيل الكتلة الأكبر أي النصف + ١ من عدد مقاعد البرلمان، فالمطلوب تحالف شيعي كردي سني لا يقل عن (١٦٥) مقعداً وهو الحد الأدنى من النصاب. أما التحالفات المحتملة فهي:

- الإطارالتنسيقي + الكرد + تقدم وعزم.

- الكتلة الصدرية + بعض الكتل أو الشخصيات الشيعية + الكرد + السنة.

* ما التغييرات الجديدة التي ستطرأ على العراق في المرحلة القادمة ؟، وماذا عن التدخلات الامريكية في العراق ؟

التغييرات تتمحور في:

- من سيشكل الكتلة الأكبر من الشيعة؟ أي الإطار التنسيقي أم الكتلة الصدرية؟ وطبيعة تحالفات كل منهما، والاتفاق على تسمية الرئاسات الثلاث.

- دور القوى الجديدة الفائزة في الانتخابات في التحالفات، أي هل ستتحالف مع أحد القطبين الشيعيين أم ستذهب إلى المعارضة كما يظهر من تصريحاتها وأدبياتها التي تؤكد عدم استعدادها للتعاون مع الكتل السياسية التقليدية التي تتهمها بالفشل والفساد وتضييع مصالح الشعب والوطن.

أمريكا وبريطانيا تسعيان للمحافظة على مصالحهما في العراق والمنطقة من خلال دعم التنظيمات المؤيدة لها في العراق

أما العوامل الخارجية فهي دولية مثل أمريكا وبريطانيا التي تسعى للمحافظة على مصالحها في العراق والمنطقة من خلال دعم التنظيمات المؤيدة لها في العراق.

كما أن تركيا بذلت جهوداً في تقريب مواقف زعيمي (تحالف تقدم) محمد الحلبوسي و(تحالف عزم) خميس الخنجر، عندما جمعهما الرئيس التركي في مكتبه واتفقوا على إنشاء تحالف وتوزيع المناصب بين الكتل السنية التي حصلت على أكثر من (٥٠) مقعداً.

* برأيك ماذا يعني تقدم السيد مقتدى الصدر في الانتخابات ؟ وماهو تعقيبك على كلمة الصدر بعد تسلمه الانتخابات والوعود التي قدمها ؟

يرجع الخبراء تقدم الكتلة الصدرية في الانتخابات إلى فهم طبيعة القانون الجديد المعتمد على الدوائر الانتخابية المتعددة في المحافظة الواحدة، وتوزيع مرشحيهم عليها بل وحتى داخل الدائرة الواحدة، وضمان تصويت ناخبي التيار حسب التوجيهات المعطاة لهم. ومعروف أن التيار وأنصاره لديهم إنضباط عال وطاعة شديدة لتوجيهات الصدر وقياداته. في حين تشتت أصوات الكتل الشيعية الأخرى على عدة مرشحين في الدائرة الواحدة وتنافسهم على المقعد نفسه، وبالتالي خسارتهم كلهم.

ما طرحه السيد الصدر في تغريداته اليومية تمثل أفكاره وتوجهاته في البرنامج الحكومي القادم فيما لو تمكن من تشكيل الكتلة الأكبر وترشيح رئيس وزراء من التيار الصدري. وهذه الأفكار لازالت في مرحلة أولية لأن عليه التفاهم حولها مع بقية الشركاء الشيعة والسنة والكرد الذين لديهم أهداف ومطالب في الحكومة القادمة./انتهى/