١٧‏/١٠‏/٢٠٢١، ٥:٠٣ م

تقریر خاص لـ " مهر":

العراق... ما هي السيناريوهات المحتملة بعد اعلان نتائج الانتخابات النهائية

العراق... ما هي السيناريوهات المحتملة بعد اعلان نتائج الانتخابات النهائية

يمر العراق في هذه الايام بحالة تشبه الى حد ما عدم التوافق السياسي بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وهذا على عكس ما كان المجتمع العراقي يتوقعه من اجراء هذه الانتخابات.

وکالة مهر للأنباء _ وداد زادة بغلاني: انه يخشى الكثير من المتابعين للشأن العراقي ان يصبح العراق مرة أخرى خلال الفترة القادمة ساحة جديدة لمؤامرات ومخططات معادية من قبل الحلف الصهيو أمريكي العربي والذي ساهم كثيرا في عدم استقرار العراق خلال الفترة التي تلت عام 2003.

حيث جرى الكلام بعد احتجاجات عام 2019 عن ان الحل يكمن في اجراء انتخابات مبكرة لتحقيق طموحات الشعب العراقي وانتهاء الاحتجاجات والتي باتت يطلق عليها "احتجاجات تشرين" من قبل المشاركين فيها. ودون الخوض بكافة التفاصيل التي مر بها العراق بعد هذه المرحلة فقد اتفقت الأحزاب السياسية على اجراء الانتخابات المبكرة بعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي والتوافق على مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء للفترة الانتقالية. وبعد تلك الفترة فقد استمرت مراحل الاعداد لهذه الانتخابات حوالي سنتين من الزمن.

والواقع يشير الى ان الساحة العراقية شهدت نوع من الهدوء الى حد ما بعد التوافق الذي حصل بين الأحزاب والمكونات السياسية العراقية على اجراء الانتخابات المبكرة، وصار الكثير من الشعب العراقي يعقد آمالا كبيرة على هذه الانتخابات بأمل ان تولد لهم حكومة متفق عليها من قبل الجميع، المفترض ان تكون منبثقة من رأي الناخب العراقي وذلك لتحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية وانطلاق مرحلة جديدة من الاعمار والبناء في البلاد وتعمل على خلق فرص العمل للشباب ومعالجة همومهم، بسبب ما شهدها العراق من مأساة عديدة بعد احتلاله من قبل أمريكا عام 2003.

لا يمكن ان تكون النتائج المعلنة نزيهة بشكل كامل بالرغم من إعادة فرز الأصوات يدويا وعدم حصول تغييرا كبيرا في نتائج الانتخابات عما كانت معلنة قبل فرز الأصوات بهذه الطريقة

وفي خضم هذه الاحداث فقد انطلقت الانتخابات المبكرة في 8 أكتوبر 2021 حيث صوت خلال هذا اليوم القادة العسكريون ليتسنى لهم بعد ذلك القيام بدورهم وهو تأمين الانتخابات لسائر شرائح الشعب العراقي والمشاركة في التصويت بتاريخ 10 اكتوبر2021.

لكن على ما يبدو ان هنالك الكثير من الجهات الداخلية والخارجية لم تكن تريد النجاح لهذه الانتخابات، بل على العكس من هذا فقد تبين ان هذه الجهات قد بذلت كل ما في وسعيها لضرب مكونات سياسية لها مكانتها بين الشعب العراقي ويأتي في مقدمتها الحشد الشعبي والتيارات الداعمة لهذا المكون السياسي والعسكري الذي ساهم بشكل بارز في انقاذ العراق من الخطر الإرهابي والتكفيري الذي اجتاحه عام 2014.

ويعتقد الكثير من انصار تحالف الفتح ان الكثير من الخروقات حصلت اثناء اجراء العملية الانتخابية وقبلها وذلك لحرمان هذا التحالف من الحصول على عدد كبير من المقاعد في البرلمان القادم ويأتي هذا في اطار تلك المساعي المبذولة من قبل الجهات المعادية لضرب ركائز الحشد الشعبي حتى لو كان ذلك عبر طرح قضايا مثل ضرورة العمل على دمج الحشد الشعبي مع القوات المسلحة او ضرورة مكافحة السلاح المنفلت وغيرها من المسميات الأخرى.

وفي هذا السياق وجهت الكثير من الاتهامات الى الامارات المتحدة العربية ودول اخرى بانها عملت على تزوير الانتخابات او تغيير نتائجها لصالح جهات معينة تراها معادية للحشد الشعبي او انها تبذل جهودا لتقليص دور هذه المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية مستقبلا. ويقول الذين باتو يشككون بنتائج الانتخابات النهائية العراقية ان الكثير من المواطنين قد حرموا من المشاركة في عملية التصويت، ولا يمكن ان تكون النتائج المعلنة نزيهة بشكل كامل بالرغم من إعادة فرز الأصوات يدويا وعدم حصول تغييرا كبيرا في نتائج الانتخابات عما كانت معلنة قبل فرز الأصوات بهذه الطريقة.

الواضح انه لازال الكثير من العراقيين يعتقدون انه في حال استمرت الخلافات حول نتيجة الانتخابات فقد يبقى خيار الغاء نتيجة الانتخابات مطروحا بالرغم من ان اعتماد مثل هذا الخيار من المحتمل انه سيولد مشاكل جديدة بسبب احتجاج الأحزاب التي تعتبر نفسها قد كسبت جولة الانتخابات خلال هذه المرحلة. وفي ظل استمرار كل هذه التعقيدات فقد أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية عن النتائج النهائية بالرغم من أنها أكدت ان باب توجيه الطعون والشكاوي سيظل مفتوحا في حال كانت هناك أي شكاوي على نتيجة الانتخابات خلال الفترة القادمة.

الواضح انه لازال الكثير من العراقيين يعتقدون انه في حال استمرت الخلافات حول نتيجة الانتخابات فقد يبقى خيار الغاء نتيجة الانتخابات مطروحا بالرغم من ان اعتماد مثل هذا الخيار من المحتمل انه سيولد مشاكل جديدة بسبب احتجاج الأحزاب التي تعتبر نفسها قد كسبت جولة الانتخابات خلال هذه المرحلة

وبناء على ما تمت الإشارة اليه فقد يسال الكثير من المتابعين عن السيناريوهات القادمة حيث نحاول طرح عدد من السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة القادمة:

السيناريو الاول: تشكيل تحالف بين كتلة الصدر وكتل التيار التنسيقي التي هي دولة القانون وتحالف الفتح وقوى الدولة والوطنية تجمع الحكيم و العبادي وحزب الفضيلة والبعض من المستقلين.

السيناريو الثاني: تشكيل تحالف بين الشيعة والاكراد، هذا التحالف من المحتمل انه سيواجه معارضة من قبل فئة من الشارع العراقي ويمكن ان تنهار أي حكومة جديدة تشكل من قبله في وقت قصير.

السيناريو الثالث: ان يكون هناك توافق شيعي بين كتلة الاطار التنسيقي مع الكتلة الصدرية، ورئيس الوزراء المنتخب سيكون مصطفى الكاظمي والمرشحين للفضاء الوطني سيكونون من كتلة الحلبوسي و البارزاني وباقي الكتل الاخرى، في هذه الحالة من المحتمل أيضا ان الحكومة العراقية الجديدة ستكون ضعيفة وليس من الوارد ان عمرها سيكون طويلا بالرغم من انها من الممكن ان تحظى بمقبولية اقليمية ودولية.

ويمكن القول ان هذه السيناريوهات هي الأكثر احتمالا ان تشهدها الساحة العراقية خلال المرحلة القادمة وان رئيس الوزراء العراقي سيكون شيعيا من حزب الدعوة او الكتلة الصدرية او تيار الحكمة.

ننتظر جميعا ان نرى ماذا تحمل الأيام القادمة من احداث جديدة للعراق سيبقى السؤال الأساسي هو: متى ستكف أمريكا وحلفاءها من العراق وعن التدخل السافر في الشأن الشعب العراقي، وان يفسحوا الساحة للعراقيين ان يختاروا مستقبلهم دون تدخل كما جرت العادة منذ عام 2003 حتى اليوم.

/انتهى/

رمز الخبر 1918973

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha