وكالة مهر للأنباء - القسم العربي: منذ بداية الازمة في لبنان ظهرت قيادة المقاومة بأعلى مستوى من الوعي والحكمة، فقد كانت ولا تزال قريبة من الناس وحاضرة بكل ما اوتيت من قوة وقدر امكاناتها في كل الساحات لتقديم كل عون ومساعدة للمواطنين دون ان تتخطى السلطة، لا بالعكس نادت وطلبت انه في حال لم تستطع الحكومة ان تكون موجودة فهي موجودة ولكل الاطياف ساعية اي قيادة المقاومة لتعزيز قيم العيش المشترك، والتوافق بين جميع اللبنانيين، مقدمة الحل تلو الآخر.
وحول آخر المستجدات على الساحة اللبنانية لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات "اللبنانية _ الخليجية"، اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد"، حوارا صحفيا مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب الدكتور السيد "إبراهيم الموسوي"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
* الحرب على المقاومة لم ولن تتوقف وان اختلفت الطرق والاساليب والمسببات والتوقيت، ولكن أن تصل الأمور الى تحميل "حز ب الله" مسؤولية الازمة مع بعض دول الخليج الفارسي في لبنان يجعلنا نسأل أي دلالات وتداعيات يحملها هذا الأمر، وكيف سيواجهها "حزب الله" واي خيارات يمتلكها لاسيما مع تشرط السعودية لعودة العلاقات كف هيمنة "حز ب الله" وحصر سلاح المقاومة بيد الدولة ؟ وما المسار الذي ستأخذه هذه الاحداث او هذا الموضوع ؟
صحيح ان الحرب على المقاومة لم تتوقف ومستمرة بأساليب ووسائل مختلفة ومن جهات متعددة، نحن اليوم نتحدث عن محورين كبيرين في المنطقة، هناك محور له امتداداته العالمية وصولا إلى الاستكبار العالمي المتمثل برأس الطاغوت الاميركي، وهنا نتحدث عن "اسرائيل" وكل من يدخل بحلف مع "اسرائيل" سواء اكان دول تسمي نفسها عربية في حين ان العروبة منها براء، نحن الآن ننظر الى كل هذه الحروب والوسائل والحرب الناعمة وحرب التضليل والافتراء والظلم والطغيان والحصار والعقوبات، وتحميل المسؤولية الى حزب الله الى ما آلت اليه الامور سواء في لبنان او في سوريا، والخلاف مع بعض دول الخليج الفارسي.
قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة ان ما حصل من قبل السعوديين تجاه لبنان هو افتراء وظلم وتضليل وزور وتنكر لحقوق الانسان، وتنكر للحريات العامة ولحرية الرأي والتعبير
ننظر الى كل هذه الامور والكل يعلم ببواطن الامور، الكويت ليس هذا موقفها الحقيقي انما تتعرض لضغوطات جبارة وكبيرة من الاخ الاكبر السعودية ( اذا كنا نصطلح على تسميته هكذا من رواية جورج اوريل )، والبحرين هي تابعة وملحقة ولم تكن يوما ذات قرار مستقل، وعُمان متمايزة بدرجة كبيرة وكذلك قطر، وحتى ان هناك زيارة لوزير الخارجية القطري الى لبنان من اجل الوساطة، وحتى في دولة الامارات المشيخات المختلفة ليسوا كلهم في صف واحد، وان كان هناك ضغط عليهم في هذا السبيل.
ما حصل من قبل السعوديين تجاه لبنان هو افتراء وظلم وتضليل وزور وتنكر لحقوق الانسان، وتنكر للحريات العامة ولحرية الرأي والتعبير، قاموا بحملة كبيرة مضللة وظالمة ضد شعب بأكمله بسبب تصريح قاله وزير قبل ان يكون بالوزارة، وهو تصريح عادي جدا، لا يرقى بأن يسبب اي نوع من الحرج او اي نوع من الاهانة لأحد عندما تحدث عن الحرب العبثية، الدنيا كلها تتحدث وتحدثت عن ان حرب السعودية على اليمن هي حرب عبثية، حرب ظالمة، هي عبارة عن سلاسل لا تنتهي من المجازر ضد هذا الشعب وما حمله من حصار وعقوبات وموت، بالتالي هذه حجة لا قيمة لها ولا وزن، ولا تقنع احدا ابدا، واعتقد ان هذا عدوان سعودي واضح فاضح لكل الناس للبنانيين والعرب ولكل دول العالم.
اما الحديث عن هيمنة حزب الله والاحتلال ايراني مردود على كل من يقول به، اذا كان حاكم مصرف لبنان علاقاته مميزة مع الولايات المتحدة، واذا كانت قيادة الجيش علاقتها مميزة مع امريكا، واذا كان القضاء بلبنان مستقل، نرى كيف ان هناك العديد من الدول تؤثر على هذا القضاء وعلى العديد من اركان هذه الدولة، فكيف يمكن القول ان لبنان خاضع لهيمنة حزب الله، هذا نوع من البروباغندا الرخيصة من اجل ارضاء الاميركيين و"الاسرائيلين"، ومن اجل ممارسة مزيد من الضغوط.
الآن هم يريدوا ان يهيئوا الارضية لمزيد من الضغوط ليحدثوا شقاقا بين حزب الله وقاعدته الشعبية تحت عنوان الحصار والعقوبات والضغط المعيشي والاجتماعي على كل المستويات، ولكن نحن نعلم بأن هذا محور لديه ايمان عميق وراسخ بقضيته.
السعودية اليوم قد ذلت في اليمن وذلت في العراق، وفي سوريا وخسرت وها هي تحاول التعويض بالساحة اللبنانية ولكن هيهات ان يكون لها ذلك.
* من هنا نسأل ونلاحظ بأن التصعيد السعودي مع لبنان يتزامن مع مناورات "اسرائيليه" عربية اميركية اوروبية مع حركة نشطة في الزيارات والمواقف "الاسرائيليه" مع انظمة عربية في اطار التطبيع إضافة لاشعال الفتنه في لبنان والتصويب باستمرار على المقاومة، هل نحن امام تصعيد مع المقاومة ؟، أم أمام ربع الساعة الاخيرة لولادة التسويات في المنطقة ؟
العدو الصهيوني يحسب الف حساب قبل ان يقوم بأي عدوان او حماقة، ويدرك تماما ان المقاومة جاهزة وحاسمة ولن تتردد ولو بلحظة في الرد على اي حماقة قد يأتون بها
لا اعتقد ان هناك تصعيد مع المقاومة، الضربات مستمرة في سوريا وفي اكثر من مكان، هناك معادلة ردع وتوازن قوية جدا ارستها المقاومة، والعدو الصهيوني يحسب الف حساب قبل ان يقوم بأي عدوان او حماقة، العدو يعرف تماما ان المقاومة جاهزة وحاسمة ولن تتردد ولو بلحظة في الرد على اي حماقة قد يأتون بها، وبالتالي ان معادلة الردع التي رسختها هذه المقاومة، فهي قادرة على تأمين شبكة امان وحماية كاملة للبنان، والاسرائيلي لن يكون امام جولة تصعيد كبرى مع المقاومة.
وكذلك لا اعتقد اننا في الساعة الاخيرة لولادة تسويات في المنطقة، هناك امور لا يمكن ان نصل بها الى اي تسوية مثل قضية فلسطين قبل ازالة الاحتلال الاسرائيلي برمته من البحر الى النهر، وقبل ان تتحرر فلسطين، لن يكون هناك تسوية على مستوى المنطقة، واذا كان هناك تسويات لها علاقة بالملف الايراني او لها علاقة بالوضع في اليمن، هذا لا يعني ابدا نسيان فلسطين، ففلسطين ستبقى بوصلة الاحرار والشرفاء والمقاومين والمجاهدين، وسوف تبقى القضية المركزية الاولى.
لن يشتت انتباهنا عنها وتركيزنا عليها اي امر آخر مهما كان عظيما ومهما، لانها تبقى بوصلة الجهاد، وبوصلة الحق، وكل من لا يؤيد القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية قد ضيع البوصلة تماما، لذلك انا لا ارى اننا امام تسويات في المنطقة، نحن امام بناء مزيد من الاقتدار في سبيل تحرير أرضنا، في سبيل تحرير شعبنا، في سبيل الدفاع عن مقدساتنا ونفطنا وسمائنا ومائنا وثرواتنا وارضنا ان شاء الله".
* فيما يخص ملف تحقيقات الطيونه هل صحيح ما يحكى عن مساومة بين ملفي الطيونه والمرفأ ؟، وماذا عن القاضي البيطار الذي يبدو انه لن يتنحى عن ملف انفجار بيروت، وماذا عن خطوات "حزب الله " المقبلة في هذا الموضوع ؟
ملف تحقيقات الطيونة اعتقد انه اصبح شبه مكتمل، الجيش اللبناني والجهات المعنية تقوم بتحقيقاتها على اكمل وجه وبجدية وبحرفية عالية جدا، لان الموضوع لم يكن سهلا لولا حكمة الحكماء ولولا حكمة حزب الله وحكمة قيادته وانضباط المجاهدين، وكذلك الاخوة في حركة امل لكنا امام مشهد آخر في البلد، وبالتالي ليس هناك اي نوع من المقايضة، ليس هناك اي نوع من المساومة، وهناك فصل تام ما بين الطيونة وموضوع انفجار المرفأ، نحن نريد الحقيقة والحقيقة الكاملة الصادقة النزيهة الشفافة في كلا الامرين.
اما فيما يتعلق بموضوع القاضي بيطار، القاضي بيطار قد ادار ملف التحقيق في انفجار المرفأ بكثير من العلامات والاشارات والتصرفات التي تدعو الى الكثير من الارتياب، ويلقي بظلال الشبهة على كل ما يقوم به، لانه مارسه بإستنسابية كبيرة، وطلب الحضور والتحقيق مع بعض الضباط والمسؤولين، فيما لم يقم بذلك مع ضباط ومسؤولين آخرين كانوا على نفس السوية ويتحملون نفس المسؤولية، حيّد القضاء، في حين تجاوز صلاحياته الدستورية، تجاوز حد السلطة كذلك تعديه عليها من خلال تدخل في شأن سلطة مستقلة تماما هي سلطة مجلس النواب.
من المعروف ان المجلس الاعلى لمحاكمة الوزراء والرؤساء فيه قضاة وفيه نواب وبالتالي انها مسؤولية المجلس النيابي ان يتولى هذا الموضوع، هو تجاوز حده في ذلك، وعلى مجلس القضاء الاعلى ان يبت بهذا الموضوع، وعلى الحكومة بإعتبار ان هذا الملف وطني سياسي كبير بإمتياز ان تتدخل لوضع الامور في سياقها الصحيح والمنطقي حتى لا يضيع التحقيق، حتى لا يضيع المجرم الحقيقي ويجرى تحقيق استنسابي في هذا المجال.
نحن مستمرون ومصرون وسنستمر في الاصرار والمطالبة بإستكمال التحقيق بطريقة شفافة ونزيهة وعادلة لكي نكشف الوجه الحقيقي للمجرم ولا نضيع دماء هؤلاء الشهداء العزيزين جدا علينا سواء كانوا في انفجار المرفأ وفي كمين الطيونة".
* ماذا عن استعدادات "حزب الله" للإنتخابات ؟، وهل الارضية جاهزة فعلا لإجراء هذه الانتخابات ؟، وماذا عن الخارطة السياسية التي ستفرضها هذه الانتخابات في ظل خلط الاوراق بالداخل اللبناني ؟
حزب الله يريد الانتخابات في لبنان، وهو جاهز كل الجهوزية، لكل الفرق السياسيين فيها مصاعب بسبب الضغوطات المعيشية والاجتماعية، ونحن مطمئنون اطمئنانا كاملا بأن قاعدتنا الشعبية راسخة، وهناك مصاعب على الجميع، الا اننا نحن الاقل تأثرا لاننا الاكثر صبرا والاكثر ايمانا بقضايانا، ولان كل مسارنا ومسيرنا كان مليء بالمصاعب وبالعقبات وبالمكائد، وبالاعمال العدوانية من جانب الاعداء، وبالتالي نحن نعلم ان هذا المسار سيؤدي بصبرنا وبصمودنا وبتوكلنا وبايماننا الى مصير واحد هو النصر بإذن الله.
نحن حاضرون وجاهزون للانتخابات، ومستعدون كل الاستعدادات، نقوم بدراسة وقمنا بدراسة جيدا، ولدينا تصوراتنا حول نوع التحالفات التي سنقوم بها، وسوف ننجح في هذه الانتخابات بإذن الله".
* في ظل ما يمر به لبنان من ازمة اقتصادية خانقة في ظل ما يمتلكه لبنان من ثروات ومنها اراضٍ شاسعه غير مستفاد منها او ما يعرف بأرض المشاع، لماذا لا تقدمون مقترح للمجلس النيابي لاستثمار هذه الاراضي من قبل المزارعين وبالتالي يعود هذا بالنفع على المزارعين وعائلاتهم وعلى الوطن بأكمله ليساهم بتحريك المياه الراكده اقتصاديا في لبنان ؟
في لبنان توجد ازمة بنيوية حقيقية تتأصل بأصل تركيبة النظام السياسي والاقتصادي القائمة على الاحتكارات، على النظام الريعي، على نظام الخدمات، ليس هناك نظام انتاجي حقيقي، كان البلد يعيش على الخدمات وعلى السياحة وعلى التدفقات المالية التي تأتي بمناسبة او بغير مناسبة الى هذا البلد، ولم يركز ابدا على قطاعات انتاجية مثل الزراعة والصناعة الخفيفة والالكترونيات، والصناعات التحويلية، لم يقوموا بإنشاء بنى تحتية كاملة.
اليوم بعد ما صرف 40 مليار على الكهرباء لا زلنا من دون كهرباء، هذا الفساد الكبير الحاصل، نحن كحزب الله لم يقتصر عملنا في موضوع التشريع على الاستثمار هناك قوانين واقتراحات قوانين سواء ببناء سد العاصي في الهرمل، هناك قانون للضم والفرز، هناك قانون لازالة الشيوع، هناك قانون لاستثمار الاراضي المشاع، هناك اقتراحات عديدة جدا لا زالت في مجلس النواب، ولدينا الكثير في جعبتنا من اقتراحات قوانين ومشاريع نريد ان ننفذها على مستوى لبنان ككل، وعلى مستوى المناطق الاكثر حرمانا وحاجة سواء في بعلبك الهرمل او في البقاع او في عكار.
ونأمل عجلة التشريع وانجاز الاعمال ان تدور بسرعة من اجل القيام بورشة عمل اصلاحية على المستوى الاداري والسياسي، ورشة عمل حقيقية تطال كل هذه الجوانب من اجل ان نكون جاهزين للانطلاق في اقرب فرصة بحال قدر لنا وسيقدر لنا ان نستثمر نفطنا وغازنا للانطلاق مجددا في انعاش الوضع الاقتصادي.
نحن بحاجة للصبر، للتوكل على الله، نحن بحاجة للثقة بقيادتنا وبمقاومتنا بحكمتها بحلمها وبرؤيتها وان نتبعها، واعتقد انه رغم كل السواد ورغم كل الازمات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والنقدية نحن لم نعدم الوسيلة من اجل ان ننهض وهناك امل وتفاؤل وفرص حقيقية واعدة في هذا المجال.
قلناها سابقا ان المشكلة في لبنان ليست في قلة المال انما المشكلة في فائض اللصوص، في الفساد الكبير، والذي نريد ان نطلق كل العجلة وان نمكن ونفعل القضاء لكي يستطيع ان يكافحه، وان نرفع ملفاتنا اليه وان يبت بها من خلال احكام حقيقية تضع المجرمين والمذنبين والسارقين واللصوص كبارا كانوا ام صغارا خصوصا الكبار منهم وراء القضبان، ان تسوقهم الى العدالة وان تسجنهم وان تعيد الحق الى اصحابه بإذن الله.
/انتهى/