شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، في ظل دعوات موجّهة لدمشق لعودتها مجددا إلى المشاركة بالجامعة العربية والعودة للمنظمة الاقليمية.

وكالة مهر للأنباء- القسم العربي: في تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا جراء الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها البلاد.

وفي ذلك الوقت تحفظت الجزائر رفقة العراق على قرار تجميد تلك العضوية، وحتى بعد تولي "تبون" رئاسة الجزائر أكد موقف بلاده السابق حيث دافع عن عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

بعد سنوات طويلة من المقاطعات من قبل العديد من الدول مع سوريا، تعود من جديد لتطرق الابواب مستاذنة بالدخول الى دمشق، انها مفاجأة صادمة وغير متوقعة من الامارات ان تطرق باب دمشق معلنة استعدادها لمساندة الشعب السوري.

بالاضافة الى ان مسألة عودة دمشق تم طرحها في القمة العربية الـ35 التي تستضيفها الجزائر بعد 10 سنوات من تعليق العضوية.

وفي آذار الماضي، دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ "عبدالله بن زايد آل نهيان" إلى ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها بجامعة الدول العربية.

وقال "عبدالله بن زايد آل نهيان" في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي "سيرجي لافروف" بالعاصمة أبوظبي، في تلك الفترة، إنه من الأدوار المهمة لعودة سوريا هو أن تعود لجامعة الدول العربية، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من "الزملاء في الجامعة العربية".

** التوقعات حول عودة سوريا

التوقعات بشأن فك تجميد مقعد دمشق في الجامعة العربية تأتي بعد مؤشرات داعمة لهذا الاتجاه لا سيما بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري ميدانيا والقضاء بنسبة كبيرة على الجماعات الإرهابية خاصة تنظيم داعش، علاوة على التفاهمات التي تم التوصل إليها مع المعارضة المسلحة.

إضافة إلى ما سبق تصاعد الدعوات إلى إيقاف نزيف الدماء المستمر لقرابة عقد من الزمان في سوريا وضرورة استعادة دمشق الى مكانتها السابقة، في ظل تحركات دبلوماسية عربية ودولية تحمل في طياتها هدفا واحدا هو عودة تلك البلد التي استهلكتها الحرب إلى وضعها الطبيعي كعضو في جامعة الدول العربية.

جدير بالذكر ان مسالة عودة سوريا الى قمة الجزائر تعتبر من أبرز الملفات فيها.

وقال وزير الخارجية الإماراتي "عبدالله بن زايد آل نهيان"، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، ان الأمر يتعلق بالمصلحة العامة، أي مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة، لافتا إلى أن هناك "منغصات" بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن سوى العمل على عودة سوريا إلى محيطها.

وأضاف أن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة، أي مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة، لافتا إلى أن هناك "منغّصات" بين الأطراف المختلفة، لكن لا يسعنا العمل إلا على عودة سوريا إلى مكانها.

** خطوات هامة في سبيل العودة

من هنا كانت ابوظبي هي من ضغطت زر البدء بكسر الجمود السياسي و الدبلوماسي مع سوريا، والامر المثير للدهشة ايضا انه بعد كل تلك الضغوط وحرب العقوبات الامريكية التي عانت منها سوريا خلال تلك السنوات الماضية علاوة على التحولات الاستراتيجية التي مرت بها، طرقت باب سوريا.

وعلى مايبدو ان سوريا ستخرج اخيرا من عزلتها السياسية والاقتصادية، لان هذه الخطوة التي قامت بها الامارات ذات ابعاد كثيرة، على سبيل المثال البعد السياسي و الاقتصادي.

وفي هذا الصدد، صرّح المستشار بالحكومة السورية "الدكتور عبدالقادر عزوز" إن هناك مساعي حالية تقوم بها عدد من الدول العربية في مقدمتها مصر، الإمارات، الجزائر، العراق، لعودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية مرة أخرى.

وعليه فقد اعلنت الجزائر عن استضافتها للقمة العربية في مارس المقبل، ليعيد فتح ملف مقعد سوريا الشاغر منذ 10 سنوات بالجامعة العربية، خاصة مع مواقف العديد من الدول العربية الداعية لعودة دمشق للمنظمة الإقليمية. فيما يقول محللون سياسيون انها خطوة قوية وضرورية نحو انهاء والسيطرة على مسألة التدخلات الخارجية التي أضرّت بالملف السوري بشكل فادح، معتبرين أنه من الأهمية بمكان المضي قدما في تبني هذه الآراء والبناء عليها.

** العودة أمر إيجابي ؟

دعا رئيس الجزائر "تبون"، في مقابلة تلفزيونية، شباط 2020، لعودة دمشق إلى الجامعة العربية، وقال إنها "تستحق العودة إلى جامعة، لأنها وفية لمبادئها، كما أنها مؤسسة لها، وهي من أعرق الدول العربية".

فيما قال السفير المغربي السابق في سوريا "محمد الإخصاصي" في تصريحات خاصة، ان "عودة سوريا الشقيقة إلى الجامعة العربية في القمة المقبلة أمر مرغوب فيه وننتظره، خاصة أن تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية كان متسرعاً، وزاد من تعقيد ملف الأزمة السورية".

ويؤكد المستشار بالحكومة السورية الدكتور "عبدالقادر عزوز" على ضرورة تصويب الأمر، وإعادة تصحيح مسار عمل جامعة الدول العربية الدول العربية كأحد أهم مؤسسات العمل العربي المشترك خاصة في هذه المرحلة الدقيقة والتي نجد فيها احتدام الصراع والتنافس الإقليمي والدولي على المنطقة العربية من أجل المصالح، لافتاً إلى أن هناك العديد من الأطراف والأشقاء العرب معنيين بإعادة تصحيح الأمور وعودتها لمسارها الصحيح، وعودة سوريا للجامعة.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الإماراتي "عبد الله بن زايد" في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف" في أبوظبي في مارس الماضي، إن التعاون الإقليمي ضروري لبدء مسار عودة سوريا إلى محيطها، قائلا إن هذا الأمر لا بد منه، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من "الزملاء في الجامعة العربية.

واضاف عضو مجلس الشعب السوري "آلان بكر"، قائلا: "ان سوريا تبذل مساعي حثيثة للعودة لجامعة الدول العربية، لكن يواجه ذلك بعض المحاولات لعرقلة ذلك ممن يقحمون أنفسهم في الملف السوري، لافتاً إلى أن مشاركة سوريا في القمة العربية وعودتها لمقعدها في الجامعة، لا بد أن يسبقها خطوات أبرزها عودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وعدد من البلاد العربية، وعلى وجه الخصوص الدول التي جمدت علاقاتها الدبلوماسية. وتابع «أن المشاورات بين دمشق وبعض العواصم العربية قائمة".

/انتهى/