وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: بعد تقديم وزير الاعلامي اللبناني "جورج قرداحي" استقالته لرئيس الحكومة اللبنانية محاولة منه لتهدئة الخلاف الدبلماسي مع السعودية، على اثر التصريحات الاخير له بشأن الحرب على اليمن. يرى البعض ان هذه الإستقالة اتت قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرياض على أمل أن يساعد خلال الزيارة في تخفيف حدة الأزمة التي أشعلتها تصريحات جورج قرداحي، حين انتقد دور السعودية في حرب اليمن.
وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر حواراً صحفياً مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور "طراد حماده"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
* استقالة وزير الاعلام اللبناني "جورج قرداحي" هل فُرضت عليه هذه الاستقالة ام انها كانت شجاعة منه لتخفيف الضغوط على الحكومة اللبنانية ولحلحلة الازمة بين لبنان ودول الخليج الفارسي وعلى رأسها السعودية ؟
قدم وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته بعد تدخل الرئيس الفرنس ماكرون مع الحكومة اللبنانية وكذلك القوى السياسية المعنية في سبيل مبادرة لتسوية العلاقات اللبنانية السعودية التي وصلت الى حدود القطيعة التامة، وبالفعل استطاع الرئيس الفرنسي من تحريك المسألة، كالذي يرمي حجراً في بركة راكدة.
ولكن الامور لا تزال خاضعة لتواصل الجهود الدبلوماسية من اجل عودة العلاقات الى ما كانت عليه وان كان الامر يبدو صعبا للغاية.
* هل ترى بأن الإستقالة ستُمهّد الطريق لحل مُحتمل للخلاف الديبلوماسي بين لبنان والسعودية، وتتم اعادة العلاقات ؟، ومن هم الرابحون والخاسرون من هذه الاستقالة ؟
قلت ان عودة العلاقات بين لبنان والسعودية الى سابق عهدها تبدو صعبة وتتطلب جهوداً دبلوماسية حثيثة، وحتى الان لم تظهر بوادر حسم ايجابي لهذه المسألة، من الرابح والخاسر في الموضوع ؟، الأمر يتعلق بقطف الثمار، لا شك ان الرئيس ميقاتي وجد دعماً فرنسياً قوياً، وكذلك الرئيس الفرنسي سوف يربح من ورقة لبنان في دعم مرقفه في الانتخابات، وكذلك من نتائج زياراته في السعودية والامارات.
واعتقد ان الرابح الاساسي هو جورج قرداحي الذي كانت استقالته تثبيتا لاصل موقفه من حرب اليمن العبثية وفق تعبيره الذي اغاظ النظام السعودي.
* هل كانت أزمة العلاقات بين لبنان والسعودية مُقتصرة على تصريحات وزير الاعلام اللبناني "جورج قرداحي" أم انها اكبر من ذلك ؟
العلاقات اللبنانية السعودية لا تختصر في ما حدث مع الوزير جورج قرداحي، بل تنال من شبكة معقدة من المصالح، ومن اطماع السيطرة، واستغلال الظروف اللبنانية الصعبة، وعملية الاستكبار السياسي لدولة تستفيد من مصادرها لفرض سياساتها على الدول الاخرى.
لكن لبنان قوي بشعبه ومقاومته، ومتمسك بحقه في السيادة والحرية، وحق التعبير، وحرية للاعلام، وهو اساس في صلب الحياة للسياسية اللبنانية./انتهى/