وکالة مهر للأنباء، انه ولد الإمام الهادي (علیه السلام) في قریه (صرّیا) بإحدى نواحي المدینه المنورة وکان رسول الله محمد (صلى الله علیه وآله) قد بشرّ بولاده الإمام الهادي (علیه السلام) بقوله: ((إن الله تعالى رکب فی صُلب الإمام الجواد (علیه السلام) نطفة… بارة مبارکة، طیبة طاهرة، تسمى عنده سبحانه وتعالى بعد الولادة المیمونة علي بن محمد (علیه السلام) إذ ألبسهما السکینة والأسلمة العظیمة) وأودعها العلوم وأسرار الحیاه والممات))، وقد عُرف الإمام الهادی (علیه السلام) أنه إذا لقی شخص وفی صدره شیء أنبأه به. وقد اختلف المؤرخون قلیلاً فی تاریخ ولادته (علیه السلام) فقیل أنه ولد فی شهر رجب سنه ۲۱۲هـ أو سنه ۲۱۴هـ وقیل عن یوم ولادته (علیه السلام) أنه في النصف من شهر ذي الحجة أو السابع والعشرون منه.
اسمه وکنیته الشریفین:
اسمه: علي، وکنیته: أبو الحسن
ألقابه الشریفة:
الهادي، النقي، النجیب، المرتضى، العالم الناصح، العسکري.
والده ووالدته المقدّسین:
والده هو الإمام محمد بن علي الجواد. وأمهُ – السیده سُمانة المغربیة وقیل أنها أم الفضل وقیل أن أسمها عاتکه أو سوسن.
حیاه الإمام الهادي (علیه السلام):
عاش الإمام الهادي (علیه السلام) فی المدینة المنورة مع والده الإمام الجواد (علیه السلام) زهاء سبع سنوات فی بیت محاط بارکان الإیمان والفضیلة والإمام الهادي (علیه السلام) هو أحد الأئمه المنصوص على إمامته من جده رسول الله (صلى الله علیه وآله) وذلك فی مواد ونصوص عدیده، وروى المسعودي فی کتاب (إثبات الوصیة) إن الإمام الجواد (علیه السلام) لما حضرته الوفاه نص على إمامه الإمام الهادي (علیه السلام) وکان قد سلمه بالمدینة المنورة.. سلاح رسول الله (صلى الله علیه وآله) ومواریث الأنبیاء.
الإمام الهادي (علیه السلام) وحکام عصره:
حین غادر الإمام الجواد (علیه السلام) المدینة المنورة متجهاً نحو بغداد بطلب من الخلیفه العباسي (المعتصم) بقی الإمام الهادي (علیه السلام) وأخوه موسى الملقب بـ(المبرقع) فی المدینة المنورة ولما استشهد الإمام الجواد (علیه السلام) نحبه مسموماً ببغداد حضر الإمام الهادي (علیه السلام) عنده، وقام بتغسیله والصلاة علیه ودفنه.
وإذ امتازت الفتره التی حکم بها بني العباس بالاضطرابات والصراع على السلطه فیما بینهم بأوقات ومناسبات لیست قلیله فقد عاصر الإمام الهادي (علیه السلام) تلک الظروف العصیبة والمخاطر المتربصة به بالذات وبالإسلام الحقیقي فی کل لحظه خاصه وأنه عاصر عده خلفاء أمتاز بعضهم بالمزاج الحاد ومعاداه أهل بیت النبی محمد (صلى الله علیه وآله) ومنهم الإمام الهادي (علیه السلام) هو نفسه حیث عاصر الإمام الهادي من خلفاء العباسیین الخلیفة المعتصم والخلیفة الواثق والخلیفة المتوکل والخلیفة المنتصر والخلیفة المستعین والخلیفة المعتز بعد أن أجاز کل من هؤلاء الخلفاء إضافه کلمة (بالله) إلى أسمائهم فأصبح یقال عن المعتصم (المعتصم بالله) وعن المتوکل.. (المتوکل بالله) الخ فی حین کان معظم هؤلاء الخلفاء یعادون النبي محمد (صلى الله علیه وآله) ورسالته الإنسانیة فی شخوص عترته الطاهرة من أبنائه رغم علمهم أنه (صلى الله علیه وآله) قد أوصى بهم (المحبه) و(الموده) وبهذا الصدد ینقل أبو فرج الأصفهاني فی متن کتابه الشهیر – مقاتل الطالبیین فی الصفحه۳۹۵
(کان المتوکل شدید الوطأه على آل أبی طالب، غلیظاً على جماعتهم، مهتماً بأمورهم شدید الغیظ والحقد علیهم، وسوء الظن والتهمه لهم.
واتفق أن عبد الله بن یحیى بن خاقان – وزیره – کان یسیء الرأی فیهم، فحسن له القبیح فی معاملتهم، فبلغ فیهما ما لم یبلغه أحد من خلفاء بنی العباس قبله).
الإمام الهادی (علیه السلام) والخلیفه المتوکل:
بعد وفاه الإمام محمد الجواد (علیه السلام) وانتقال الإمامه إلى ولده الإمام علی الهادي (علیه السلام) مکث الإمام الهادي (علیه السلام) فی المدینة المنورة حتى بلغ من العمر ما زاد على العشرین سنة وکان أهل المدینه یجلّوه ویعظموا منزلته لنسبه الشریف ومن الطبیعی فإن إلتجاء العامه الناس إلیهم فی حل مشاکلهم وما کان یشغل بالهم من مسائل الشرعیه یحدد هو (علیه السلام) أفضل الحلول الدینیة لها قد زادت من شعبیة الإمام وفی سنة ۲۲۳هـ حین استلم الخلیفه المتوکل منصه الحکم أظهر حقده الإجرامی المریض ضد آل رسول الله (صلى الله علیه وآله).
وکان والی المدینة المنورة عبد الله بن محمد یرفع التقاریر إلى المتوکل بعد أن یشبعها بکلام التحریض ضد الإمام الهادي (علیه السلام) إذ تجرأ الوالی عبد الله بن محمد على کل ما له صله برموز الإسلام لما کتب إلى المتوکل هذه الکلمات:
(إن کان لک فی الحرمین (مکة والمدینة) حاجه فأخرج علی بن محمد منهما، فإنه قد دعاء الناس إلى نفسه، وأتبعه خلقاً کثیر).
أولاد الإمام الهادی (علیه السلام):
کان للإمام علی الهادی (علیه السلام) أربعه أولاد ذکور وبنت واحده وهم بحسب تسلسل ولادتهم:
۱- السید محمد
۲- الإمام الحسن العسکری (علیه السلام)
۳- جعفر
۴- الحسین
۵- علیَّة
من أدعیه الإمام الهادي (علیه السلام):
((الحمد لله الذی لا من شیء کان، ومن لا شیء کوّن ما قد کان، مستشهداً بحدوث الأشیاء على أزلیته، وبما وسمها به – من العجز – على قدرته، وبما اضطرها إلیه – من الفناء – على دوامه))
ومن کلمات الإمام الهادي (علیه السلام):
((إن الله جعل الدنیا دار بلوى، والآخره دار عُقبى، وجعل بلوى الدنیا لثواب الآخره سبباً، وثواب الآخره من بلوى الدنیا عوضاً)).
(( الحِلم أن تملک نفسک، وتکظم غیظ مع القدره)).
وقال للخلیفه المتوکل یوماً فی جواب بکلام دار بینهما:
((لا تطلب الصفا ممن کدرت علیه، ولا الوفاء من غدرت به، ولا النُصح ممن صرفت سوء ظنک إلیه، فإنما قلب غیرک لک لقلبک له)).
تاریخ استشهاد الإمام الهادي (علیه السلام):
رغم اختلاف المؤرخون فی تاریخ استشهاد الإمام علی الهادي (علیه السلام) إلا أن هناک شبه إجماع فیما بینهم على ترجیح الثالث من شهر رجب سنه ۲۵۴هـ یوماً لانتقال روحه الطاهره إلى سماوات باریها.
وقصه استشهاده بحسب أکثر مصادر التاریخ توثیقاً قد حدثت بعد أن ذاعت شهره الإمام الهادي (علیه السلام) حیث استدعاه الخلیفه المتوکل من المدینة المنورة إذ خاف على زوال حکمة ودولته إلیه بما له من محبة وتأیید الناس للإمام (علیه السلام) ولذا فقد أسکن الخلیفه المتوکل الإمام الهادي (علیه السلام) فی عاصمه خلافته سامراء ثم دس له السم وکان عمره آنذاک (۴۰) سنه ودفن فی داره في سامراء.
/انتهی/