وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان في الخامس و العشرين من شهر محرم الحرام استشهد ناعي كربلاء، من أجرى الدموع على قتيل الطف أكثر من ثلاثين سنة، لم يقدّم له طعام و لا شراب إلا مزجه بدرر عينيه. فعلى رواية استشهد زين العابدين و سيدالساجدين عليه السلام في هذا اليوم من سنة 95 للهجرة و عمره 57 سنة.
ولد سلام الله عليه يوم الخميس 15 جمادى الأولى عام 36 هجري، وقيل: الخامس من جماد الأولى سنة 38 للهجرة، قبل وفاة أمير المؤمنين عليه السلام بسنتين. وقيل: سنة 37، فعلى الأول عاش مع عمه الحسن عليه السلام عشر سنين ومع أبيه اثنان وعشرين سنة، وهكذا تلقفت أركان الإمامة السجاد بالعلم والأدب وحكمة الأنبياء وصفاء الأولياء، بعد أن اختار الله تعالى له هذا الاسم المبارك (علي) زين العابدين وسيد الساجدين.
كان عليه السلام كثير الصلاة والسجود والتضرع إلى الله، فلقب بسيد الساجدين و زين العابدين وكان له خريطة فيها تربة الحسين عليه السلام إذا قام في الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى تجري دموعه عليها. وكان في السنة مرتين أو ثلاث مرات يقرض الثفنات التي كانت على مواضع سجوده فعرف بذي الثفنات. وصفته جاريته في كلمات وجيزة، فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً، و لا فرشت له فراشاً ليلاً قط، فأي زهد وعبادة بعد هذا.
عُدّ من البكائين الخمس الذين اقرحت الدموع جفونهم و غيرت ملامح وجوههم، فقد رأى مصارع إخوانه و أعمامه و أبيه سيدالشهداء عليه السلام، و قد فصل بين أجسادهم و رؤوسهم، غُسلُهم الدماء واكفانهم الرمال.
اتخذ الدعاء سلاحاً لتنوير القلوب وارشاد العقول في ظرف ملأها التقية. فخلف صحيفة مشتملة على 54 دعاءً عرفت بالصحيفة السجادية.
دسّ إليه السّم بأمر من الوليد بن عبد الملك واستشده بالمدينة سنة ۹٥ هـ عن ٥۷ سنة و دفن في البقيع الغرقد.
ومن اقوال الإمام زين العابدين عليه السلام: مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح و أدب العلماء زيادة في العقل.
/انتهى/
تعليقك