وكالة مهر للأنباء، ان الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) هو سبط النبي محمد(صلوات الله عليه وآله) و هو من جمع السيادتين سيادة شباب أهل الجنة و سيادة الشهداء و خامس أصحاب الكساء الذين نزلت فيهم آية التطهير و ريحانة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخو الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) .
ولد الإمام الحسين(عليه السلام) بالمدينة المنورة في السنة الرابعة للهجرة في الثالث من شهر شعبان المعظم في بيت النبوة و محط الملائكة، و تربى في كنف النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) و في كنف ولي الله أبوه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أمه بنت خير خلق الله الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء بنت محمد(صلوات الله عليهما وآلهما )، و كان للإمام الحسين (عليه السلام) اهتمام خاص من قبل النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كان هذا الاهتمام يوحي إلى عظمة هذه الشخصية منذ الطفولة و كان (صلوات الله عليه وآله )يوصي بحب الإمامين الحسن و الحسين(عليهما السلام) حيث قال فيهما :( من أحبّ الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبّه الله، ومن أحبّه الله عَزَّ وجَلَّ أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله خلَّده في النار)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم ): (حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً حسين سبط من الأسباط).
وولادة الامام الحسين (ع) الذي هو نور من نفس النبي، كانت الثورة في حركته نحو تحقيق الخلافة. وكانت عصمة الامام الحسين (ع) تستوعب حركة التاريخ الاسلامي.
وإستطاع الامام الحسين (ع) ومنذ ولادته أن يحرك بركة الصمت فقد عرف المجتمع الاسلامي من خلال احاديث وسلوكيات جده وابيه عليهما السلام ان الامام الحسين (ع) يمثل الشكل المستقبلي للاسلام. وتعتبر أصل الولادة معجزة وبيان للامة من منبع رباني.
لقد أقرّ المسلمون.. قديماً وحديثاً على مرّ العصور، أنّ الفضل لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لا يضاهيه بيت آخر، ثمّ الفضل والكرامة لمَن والاهم. وأمّا مَن جحدهم وهو يعلم، فذلك الظالم المنافق.. وكيف لا وقد سُمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول على مسامع المسلمين ومشاهدهم ـ مرّاتٍ عديدةً ـ فيها: «حسينٌ مني وأنا من حسين». «مَن سرَّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلْينظرْ إلى الحسين». «حسين سبط من الأسباط». «مَن أحبّني فلْيُحبَّ حسيناً». وخاطبه قائلاً: «إنّك سيد ابن سيّد أبو سادة، إنك إمام ابن إمام أبو أئمّة، إنك حجّة ابن حجّة أبو حُجج تسعة من صلبك، تاسعهم قأئمهم»
مع ميلاد الإمام الحسين(عليه السلام) تنبثق من الأفئدة العطشى نداءات (وا حسيناه) متطّلعةً الى الرّواء الذي ما انفكّ يصبّ في ثنايا الرّوح معاني الخصب الولائيّ أبد الدهور.
فقد صلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ركعتين شكراً لله عند ولادة الحسين(عليه السلام) بعد المغرب ومن ثمّ عقّ عنه(صلى الله عليه وآله) في اليوم السابع من عمره.
وروى الشيخ الطوسي(رحمه الله) وغيره بأسانيد معتبرة عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه قال: (...قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة الحسين(عليه السلام) نفّستها به، فجاءني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هلمِّ ابني يا أسماء، فدفعتُه إليه في خرقةٍ بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن(عليه السلام). ثمّ قالت: وبكى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) ثمّ قال: إنّه سيكون لك حديث، اللهمّ العنْ قاتله، لا تُعلِمِي فاطمة بذلك»، فقالت أسماء: فلمّا كان في يوم سابعه جاءني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هلمّي ابني. فأتيتُه به، فعقّ عنه كبشاً أملح، وأعطى القابلة الورك ورجلاً، وحَلَق رأسه وتصدّق بوزنه ورقاً (فضّة)، وخلق رأسه بالخلوق، ثمّ وضعه في حجره، ثمّ قال: يا أبا عبد الله عزيزٌ عليَّ (مقتلك)، ثمّ بكى، فقالت: بأبي أنت وأمّي فعلت هذا في اليوم وفي اليوم الأوّل فما هو؟ قال: أبكي على ابني تقتله فئةٌ باغية كافرة من بني أميّة لعنهم الله ولا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجلٌ يثلم الدين، ويكفر بالله العظيم، ثمّ قال: اللهم إنّي أسألك فيهما (الحسن والحسين عليهما السلام) ما سألك إبراهيم في ذرّيته، اللهمّ أحبّهما وأحبّ من يحبّهما والعنْ من يبغضهما ملء السماء والأرض).
وروى الشيخ الكليني في الكافي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: (لم يرضع الحسين من فاطمة(عليها السلام) ولا من أنثى، كان يؤتى به الى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فيضع إبهامه في فمه فيمصّ منها ما يكفيه ليومين وثلاثة، فنبت لحم الحسين(عليه السلام) من لحم رسول الله ودمه(صلى الله عليه وآله)، ولم يولد لستّة أشهر إلّا عيسى بن مريم والحسين بن علي(عليهما السلام)).
/انتهى/