وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: بدأت المرحلة الأولى من عملية الإنتخابات النيابية اللبنانية، من خلال اقتراع اللبنانيين المغتربين في الدول العربية والإسلامية، حيث فتح اول صناديق الاقتراع امام المغتربين اللبنانيين للإدلاء بأصواتهم بالإنتخابات النيابية منذ يومين في دول الخليج.
وتأتي هذه الإنتخابات بعد إنتفاضة شعبية عارمة شهدها لبنان خريف 2019 طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحمّلتها مسؤولية التدهور المالي والإقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة، وينظر كثر إلى الإنتخابات كفرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية وأنهكته أزمات متراكمة.
المعركة الإنتخابية التي ستحصل في لبنان تحمل الكثير من علامات الإستفهام المتعلقة بالبرامج الإنتخابية لكل مرشح ولكل حزب. وهناك تساؤلات حول أنه هل ستحمل الإنتخابات النيابية اللبنانية مجلس نيابي جديد مع تركيبة مغايرة عما كانت عليه في السابق ؟، وماذا عن تركيبة لبنان الطائفية؟.
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة ممهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الإعلامية البارزة "بتول أيوب"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** لماذا تولي الدول الخارجية القريبة والبعيدة، أهمية خاصة لهذه المحطة الإنتخابية ؟
المقاومة ونجاحها عسكريا دفع بمن يدعم "اسرائيل" كأميركا وشركائها في الداخل أن يحاولوا عبر العملية الإنتخابية سحب الغطاء الشعبي عن المقاومة، ومن هنا كان الرهان على ثورة تشرين وتعمل إستنساخ لتجربة أوكرانيا وثورات الربيع العربي.
لكن اللبناني بتجاربه السياسية وبوعيه السياسي اكتشف باكراً حقيقة الحصار وحقيقة المشروع الأميركي لمحاصرة لبنان، وتحديدا استهداف المقاومة.
المعركة الإنتخابية ستكون معركة خاسرة وفاشلة ضد المقاومة، فالشعب اللبناني بوعية وتجاربه السياسية أدرك حقيقة المشروع الأميركي لمحاصرة لبنان
هذه الدول تريد أن ترى نتاج إستثمارها السياسي و المالي إلى أين أوصل لبنان؟؛ هذا الدعم لجماعات الـNGoS وللحركات السياسية المناقضة للمقاومة، علماً أن للبنان نكهة إنتخابية خاصة، فإن صح التعبير والوصف أن لبنان هو درة نتاج محور الممانعة والمقاومة نظراً لتجربة المقاومة وإنتصارها على "اسرائيل"، وإنتصارها على التكفيريين، ودورها في تطوير نجاح هذه التجربة.
كان الرهان على تكسير هذا النموذج من خلال هذه الدول سواء عبر الدور المخابراتي الذي لعبته، أو عبر الدور التمويلي لهذه الحركات لتشويه الصورة.
هذه الدول تريد أن تعرف رهانها إلى أين وصل، وإن شاء الله هو رهان على سراب، وصناديق الإقتراع إن كان عند المغتربين أو بـ 15 أيار ستظهر ذلك، لأن المعركة الإنتخابية ستكون معركة خاسرة وفاشلة ضد المقاومة، لأن من يدعم المقاومة يدعمها عن عقيدة وعن قناعة ومبدأ.
كل هذا التشويه، وكل هذه الحملات التحريضية والتكالب على المقاومة إن شاء الله سيرتد عليهم سلباً، والمقاومة ما زالت راية ترفرف عالية شامخة غير مكترثة وغير آبهة لكل محاولات التهشيم الذي تتعرض له، وهم يعلمون أن رهانهم خاسر ولن تتأثر المقاومة بما يحيكون لها وذلك بحسب الإحصاءات وبحسب الـ NGO’s الذين يدعمونها، وغيرها.
** ما هي أهم المهام الملقاة على عاتق المجلس النيابي الجديد؟، وكيف ستؤثر تركيبة المجلس على هذه المهام وإتجاهات الوضع الداخلي في لبنان ؟
لبنان خلال الأزمة الإقتصادية والحصار المالي الذي يعاني منه أثبت أنه مؤسساتياً لديه ترهّل خدماتي، وحتى على صعيد الأزمة الإقتصادية وأزمة المصارف والنقد، فأهم الأعباء والضغوطات المٌلقاة على عاتق المجلس النيابي الجديد هو ترتيب البيت الداخلي اللبناني، هذا بالنسبة للسياسيين الغيورين على مصلحة البلد، وأما بالنسبة للمراهنين على إحداث إنشقاقات فهمّهم نزع سلاح المقاومة، وهذا حلمٌ لن يستطيع أحد الوصول إليه، لأنه مدعوم بشعبية شرعية وشرعية جماهيرية.
أهم الأعباء والضغوطات المٌلقاة على عاتق المجلس النيابي الجديد هو ترتيب البيت الداخلي اللبناني
أما بالنسبة لتركيبة المجلس النيابي، بطبيعة الحال لبنان له تركيبة خاصة أي التركيبة الطائفية، لا يمكن أن نقول أن هذا المكون حاز على أكثرية نيابية، وهذا المكون حاز على أقلية نيابية.
نرى أن هناك بالإنتخابات تحالفات متراصة متماسكة لكن بعد الإنتخابات وفي المجلس نرى أن لكل مكون رأي مختلف عن الآخر. هناك الشق المتعلق بالقضايا اللبنانية الداخلية.
وهناك رهان الدول الخارجية على وضع العصي بالدواليب وطرح موضوع السلاح، ولكن هذا السلاح سيبقى إلى الأبد كراية مرفرفة شامخة لن يستطيع أحد أن يطالها، لأن هذا السلاح سيبقى بيد الشرفاء حتى تحرير فلسطين وسنصلي بالقدس بإمامة سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله)، وإمامة القائد الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله الشريف)./انتهى/