وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: رغم كل الضغوط الغربية والعربية والعبرية من داخل لبنان وخارجه، ورغم كل الضغوط الإقتصادية والمعيشية المفروضة على الشعب اللبناني، لكن نتائج الانتخابات تظهر أن اللبنانيين ما زالوا متمسكين وأوفياء لمحور المقاومة في هذا البلد، ولا ننسى أن العنوان المكرر الذي ركزت عليه التحركات والمزاعم طوال الأعوام وخاصة خلال الأشهر الأخيرة، كان ضرورة نزع سلاح المقاومة.
ويرى محللون سياسيون أن المقاومة بجدران الدفاع التي خاضت علی أساسها الإنتخابات التشريعية في لبنان، نجحت بحماية وجودها. فيما يوضح آخرون أن المرتكز الأول في إنتصار المقاومة هو المستوی الشعبي المرتفع عن 2018 بأعداد الأصوات التفضيلية التي نالتها المقاومة.
وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر حواراً صحفياً مع الكاتب والمحلل السياسي "حسين محمد الديراني"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** الإنتخابات هزت الهیکل السیاسیه وأحدثت خلل فی تکوینها. کیف تری هذه الإنتخابات وهل هي مرضية للشعب اللبناني ؟ ومن هو الخاسر الأکبر في هذه الإنتخابات ؟
الإنتخابات النيابية اللبنانية لعام 2022 كانت أكثر حساسية وإثارة وإهتمام عن الإنتخابات السابقة، ولذلك نرى الإهتمام الدولي من كبيره الى صغيره، والإستنفار الإعلام العالمي لتغطية نتائج الإنتخابات حسب ما تهواه الدول الممولة للقنوات الإعلامية الفضائية.
الحملات الإنتخابية النيابية لعام 2022 تم التعبير عنها بأنها حرب تموز سياسية لشراستها وأهدافها، أُريد لها أن تكون تعويضاً عن هزيمة الكيان الصهيوني العسكرية في عدوانه على لبنان في شهر تموز عام 2006 وجاءت النتيجة مخيبة لآمال من أعدوا الحملات الإنتخابية تحت شعار إسقاط سلاح المقاومة، والتعويل على تعب بيئة المقاومة.
وإذا قارنا النتيجة مع شراسة الحملة ضد مشروع المقاومة نراها إنتصاراً لا يقل عن إنتصار حرب تموز العسكرية العدوانية، ومرضية جداً لجمهور وبيئة المقاومة، وهزيمة نكراء لجمهور خصوم المقاومة في لبنان وخارجه، والخاسر الأكبر في الإنتخابات هم مدراء حملة نزع سلاح المقاومة السفيرة الأمريكية " دوروثي شيا " والسفير السعودي " وليد البخاري " اللذان كانا محور الحملة الإنتخابية للفريق " المعادي " للمقاومة في لبنان.
** كيف تبدو صورة توزّع القوى السياسية في البرلمان الجديد ؟
حتى هذه اللحظة صورة توزيع القوى السياسية في البرلمان اللبناني على النحو التالي:
- القوى المؤيدة لشرعية المقاومة من تحالف حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر، والمردة، والطاشناق 60 مقعداً مئة بالمئة.
- القوى التي أعلنت عن مواقفها ضد المقاومة وسلاحها وهي القوات اللبنانية وحلفائها من الكتائب وغيرهم 40 مقعداً.
- 8 مقاعد للحزب التقدمي الإشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط، و20 مقعداً مستقلاً وسطياً. ومن بين الـ 20 مستقلاً هناك 8 نواب يميلون إلى قائمة المقاومة وبذلك يصل العدد الى 68 نائباً.
وهذا التوزيع يصل إلى حد النتيجة النهائية أو ناقص واحد أو زائد واحد.
** كيف فشل مشروع اسقاط المقاومة وحلفائها؟
الذي أفشل مشروع إسقاط المقاومة وحلفائها هوالمشاهد التي شاهدناها في تجمعات الحملة الإنتخابية للمقاومة، والحضور الجماهيري الذي كان يشبه الطوفان البشري، هذه الجماهير التي عبرت عن ولائها لقيادة المقاومة ودعمها لسلاح المقاومة الذي حرر لبنان من الإحتلال الصهيوني، والسلاح الذي دافع عن لبنان من الغزو التكفيري الإرهابي الداعشي. بهذا الحضور وهذا الحماس مقابل الحملات الإنتخابية المعادية للمقاومة وحضور أعداد قليلة من الناس رغم هول ما أنفقته القوى المعادية من أموال أجنبية لا حصر لها.
فالمقاومة حاضرة في كل بيت من الجنوب إلى البقاع إلى الشمال، وهناك الآلاف من هذه البيئة الحاضنة لم يتثنى لهم المشاركة في الإنتخابات لأنهم استشهدوا على كافة الجبهات ليتثنى لأهلهم المشاركة في الإنتخابات بكل فخر وعز وأمن وأمان.
والسبب الآخر أن الفريق المعادي للمقاومة ليس لديه مشروع إنتخابي إصلاحي أو إنمائي للبلد، بل كل خطابه ومشروعه السياسي " نزع سلاح المقاومة "، وهذا مشروع إسرائيلي صهيوني خليجي أمريكي للسيطرة على لبنان دون الخوض في حرب عسكرية مصيرها محتوم لصالح المقاومة.
** ما حقيقية فضائح التدخلات السياسية والمالية الخارجية؟
فضائح التدخلات السياسية والمالية الخارجية حدث عنها ولا حرج لأنها كانت علنية في وضح النهار، كان السفير السعودي البخاري والسفيرة الأمريكية شيا يصولون ويجولون في كافة المناطق اللبنانية دعما للائحة زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع السجين السابق المدان بإغتيال رئيس وزراء لبنان الشهيد رشيد كرامي، والذي خرج بعفو عام بعد إتفاق الطائف، ولم يقتصر الأمر على التدخل السياسي والمالي بل وصل الأمر الى التهديد بالتصفية للرئيس سعد الحريري إذا لم يوجه جمهوره لإنتخاب لائحة سمير جعجع. هذه التهديدات يمكن إستنتاجها من الهجوم العنيف عليه من قبل صحيفة عكاظ السعودية الرسمية.
ومن دون شك وبعيداً عن أكاذيب الإعلام الأمريكي والخليجي الذي يروج لهزيمة المقاومة في الإنتخابات من خلال خسارة بعض مقاعد حلفاء لها في المجلس النيابي، وحدها الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني يعلمون حجم الهزيمة التي أصيبوا بها في هذه الإنتخابات المصيرية في لبنان، وأعتقد أن سماحة السيد حسن نصر الله سوف يلقي الضوء عليها خلال كلمته الجمعة المقبل.
وأستطيع القول عن حجم الأموال التي صرفها أعداء المقاومة والتي تتجاوز مليارات الدولارات بالإستعانة بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾؛ صدق الله العظيم./انتهى/
تعليقك