وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه اندلعت انتفاضة الخامس عشر من خرداد أثر اعتقال الإمام الخميني (رض) بعد خطبته العارمة ضد نظام الشاه في يوم عاشوراء بالمدرسة الفيضية في قم المقدسة، اندلعت في قم وطهران وورامين ومدن اخرى في ايران واتسعت نطاقها حيث استدعى نظام الشاه الدبابات والمدرعات وقام بتعبئة القوات المسلحة كلها لسحق الانتفاضة وقتل الشعب.
في عاشوراء ذلك العام - يوم 3 حزيران- ألقى الإمام العظيم خطاباً تاريخياً ومصيرياً في المدرسة الفيضية. بعدها، أُلقي القبض على الإمام. وفي 15 "خرداد"/ 5 حزيران تحركت في "طهران"، بشكل رئيسي، وفي "قُم" وغيرهما من البلدات الإيرانية الأخرى، جموع غفيرة من الناس، فأقدَمَ النظام الطاغوتي بكلّ مكوناته، بجيشه، بشرطته، وأجهزته الأمنية، على قمع هذه الحركة الشعبية. فقد حدثت انتفاضة شعبية في 15"خرداد"، دلت على وجود لُحمة متينة بين أفراد الشعب الإيراني ورجال الدين والمرجعية الدينية، المُتمظهرة في شخص الإمام العظيم.
المهم هنا، أنّ هذه اللحمة هي الضامن لتقدُّم النهضة، ووصولها إلى الذروة والانتصار. في أي مكان يحدث حراك ما، نهضة ما، مستندة إلى الشعب فيجاريها، ستستمر وتدوم. لكن إن لم يلتحم الشعب مع ذلك الحراك المعارض، فسوف يفشل. كالأحداث التي جرت بعد "المشروطية" في إيران. فقد بدأ نضالٌ، من قبل اليساريين والوطنيين لكن مصير كل هؤلاء، وعلى مدى تاريخ النهضات في إيران، كان الفشل والهزيمة، ذلك أن الشعب لم يكن معهم.
عندما ينزل الشعب إلى الساحة، فيدعم نهضة ما، بمشاعره وفكره ومشاركته، عندها ستستمر هذه النهضة ويُكتب لها النجاح. هذا ما أظهرته حادثة 15 "خُرداد"، لقد أظهرت بأنّ الشعب يدعم رجال الدين. فبإلقاء القبض على الإمام العظيم، جرت انتفاضة كُبرى في طهران وفي بعض المدن الإيرانية الأخرى، دفعت الجهاز الأمني إلى التدخل وقمع الانتفاضة بعنف شديد، فقتل عدد غير مُحددٍ- عدد كبير جداً- من الناس وصُبغت شوارع طهران بدماء عباد الله والمؤمنين وشباب هذا الشعب الأبطال.
في 15 "خرداد"، ظهر وجهه الدكتاتور الخشن (العنيف)، ووجه النظام الطاغوتي عديم الرحمة بكل وضوح. لكن هناك نقاط أخرى في حادثة 15 "خرداد"- وعلى شبابنا، وشعبنا العزيز أن يلتفت إليها، فهي مهمة - وهي أنّ أيّ من المنظمات العالمية، وما يُسمى بمنظمة حقوق الإنسان، لم تحرك ساكناً أمام المجازر الوحشية التي جرت دون شفقة أو رحمة في "طهران"، وفي غيرها من المناطق الإيرانية الأخرى.
لم يعترض أحد، وبقي الشعب ورجال الدين وحدهم في الساحة. حتى أنّ الماركسيين والدول الإشتراكية واليساريين، أدانوا تحركات الخامس عشر من "خرداد" الشعبية، ووصموها بالإقطاعية، والوطنيون الذين كانوا ينادون للنضال، أدانوا هذه الحركة وقالوا أنّها حركة عمياء بلا هدف، حركة مُتطرفة.
ففي كل مكان يطلب الناس فيه الرخاء والراحة، ولا يشقون لأنفسهم مكاناً في ساح الكفاح، ولا يتقبلون خوض المخاطر، تراهم يتهمون المؤمنين والمناضلين بالتشدد والتطرف. قالوا هؤلاء متطرفون، وأنّ حركتهم حركة متطرفة. بقي الإمام وبدعم من هذا الشعب، وحيداً في الساحة. لكنه ظهر للناس كافةً وللتاريخ، وبكلّ ما للكلمة من معنى، كقائد سماوي ومعنوي، قاطع ومصمم.
/انتهى/