وكالة مهر للأنباء، ان بهذه المناسبة نستعرض جانبا من فصول الانتفاضة: الامام الخميني(رض) ألقى خطبة ثورية أمام آلاف طلبة العلوم الحوزة العلمية والمواطنين المحتشدين في مدرسة فيضية للعلوم الدينية بمدينة قم المقدسة في (3/6/1963)نصح الشاه محمد رضا بهلوي بالكف عن الخضوع للاميركان ومناهضة الاسلام وقمع علماء الدين والشعب.
بعد هذا الخطاب اصدر الشاه امرا باعتقال الامام الخميني(رض) مع عدد كبير من أنصاره في مساء (1963/6/4)، و في الساعة الثالثة والنصف من صباح (1963/6/5) حاصر عناصر الامن بيت الإمام و اعتقلوه اثناء الصلاة ومن ثم نقلوه إلى طهران، وتم اخبار السافاك "منظمة المخابرات والأمن القومي" بهذه العملية، وفي صباح 1963/6/5 وصل الخبر إلى مدن البلاد.
وبعد سماع الشعب نبأ الاعتقال عمّت مدن البلاد تظاهرات احتجاجية واجهتها السلطات باطلاق الرصاص الحي ما أسفر عن مصرع مئات الشهداء ولم يكتف رجال السلطة بقتل المحتجين بل قاموا بدفنهم مع الجرحى وهم أحياء في مقابر جماعية وقمعت الانتفاضة وتم إخمادها بالحديد والنار.
ونقل الإمام الخميني (رض) إلى معسكر عشرت آباد في طهران بعد احتجازه في سجن بالعاصمة 19 يوماً.
وحاولت السلطة التحقيق مع الإمام الخميني(رض) في المعتقل لكنه رفض الرد على أسئلة المحققين واصفا النظام الحاكم والجهاز القضائي بأنه يفتقد للشرعية.
واضطرت السلطات الى إطلاق سراح الإمام الخميني (رض) يوم 1964/4/7 دون إعلان مسبق وتم نقله إلى مدينة قم .
وعمت اجواء السعادة والفرح المدن الايرانية حيث اقيمت احتفالات كبيرة في المدرسة الفيضية عدة أيام.
وأصدر الإمام الخميني ومراجع الدين والحوزة العلمية في قم بيانات في الذكرى سنوية لانتفاضة 1964/6/5 واعلنوه يوم حداد.
وأطلق الامام الخميني (رض) شرارة جديدة للانتفاضة باحتجاجه الشديد على توقيع نظام الشاه قانون الحصانة القضائية للاميركيين المقيمين في ايران حيث أصدر بيانا ثورياً في 1964/10/26 ورد فيه:
ليعرف العالم كله أن كل مصائب الشعب الإيراني و الشعوب المسلمة هي من الغرب واميركا، إن الشعوب الإسلامية تكره الغرب واميركا لأنها تدعم إسرائيل وتمنحها أدوات القوة لاضطهاد المسلمين وطردهم من ديارهم.
وفي صباح 1964/10/27 حاصر رجال الامن منزل الإمام في قم منتصف الليل واعتقلوه ومن ثم نقلوه إلى مطار مهرآباد في طهران ليتم نفيه الى تركيا .
ورغم حملات الاختناق والقمع التي شنتها السلطات انتشرت الاحتجاجات والتظاهرات وسط طهران لاسيما منطقة البازار وأغلقت الحوزة العلمية أبوابها ووجّه علماء الدين والمرجعيات الدينية رسائل احتجاج إلى المنظمات الدولية و مراجع الدين في النجف الاشرف.
واستمر نفي الإمام الخميني (رض)في تركيا نحو 11 شهراً فيما مارست السلطات قمعا وتنكيلا شديدا ضد المعارضين.
وبعد تركيا تم نقل الامام الخميني (رض) الى النجف الاشرف في العراق واستمر نفيه نحو 14 عاماً ومنها أصدر البيانات الثورية في معارضة الشاه وألف كتاب الحكومة الاسلامية حيث أوضح أسس نظرية ولاية الفقيه وقاد الثورة الاسلامية الى الانتصار في 11 شباط/ فبراير 1979 وانهار النظام الملكي السابق وتم تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية.
/انتهى/
تعليقك