وكالة مهر للأنباء - جهاد أيوب: لم يعد هنالك أي شك بأن إسرائيل هي عبارة عن جيش إرهابي عنصري منظم، صُنعت له دولة وظيفية تحركها مصالح أميركا وبريطانيا، ومع الوقت أخذة بالانحدار، وجل ما تقوم به عسكرياً أو تفاوضياً مع المنبطحين عربياً لا يصب في مصلحة استمراريتها بخوف وقلق ما دام أهل الحق يقاومونها.
وقبل دخول السفينة اليونانية الصهيونية إلى بحر لبنان قامت إسرائيل بمناورات "عربات النار" بالتعاون المقصود مع قبرص، ورغم عدم ارتياح القيادات العسكرية الصهيونية لنتائج المناورات، كانت الصدمة الكبيرة حينما لمح السيد حسن نصرالله رغم كل هذا الصخب والضجيج الإعلامي الذي رافق "عربات النار" لمح إلى إنكشافها كلياً أمام المقاومة.
وهذا ولد الكثير من الاهتزازات في ميزان المواجهة المقبلة بكل مقايسها، ومراحلها، ومفرداتها العسكرية الخاصة، وأهمها خيار المواجهة في حال وقوع أي خطأ من قبل العدو، والسفينة في " كاريش" رغم حضورها بطلب أميركي أوروبي سيتكشف إنها خطأ استراتيجي إسرائيلي، ومصلحة تُمسك في وجود المقاومة التي ستؤمن حماية خيرات لبنان البحرية وحدوده التي سترسم رغم كل الشعارات المتقطعة والمنقطعة عن الواقع من قبل بعض زعامات لبنانية تابعة وغير وطنية.
تتعامل المقاومة مع هذه القضية بهدوء، وروية وصلابة وثقة، وهي بعيدة عن الضجيج المعتاد في لبنان إعلامياً وسياسياً، وهذه الثقة نابعة من جهوزيتها، ومن حسمها للقرار الذي أخذته بشكل واضح،
حسمت قيادة المقاومة قرارها، وأصبحت على يقين أن الصدام وارد بعد 12 سنة من التفاوض غير النزيه والعدو يستخرج النفط ولبنان في غيبوبة، والصدام السياسي مستبعد، ولكنها لن تتركه يبرد، ولن تترك العدو يشعر بالراحة، لهذا فتحت باب اجتماعاتها دون انقطاع، وتستعد إلى كل الاحتمالات والخيارات.
قد تصل الأمور إلى حرب مباشرة و"متدحرجة"، وضرب السفينة الصهيونية اليونانية الراسية في " كاريش" وارد، وقد تم أخذ القرار العسكري بذلك، ولكن المراقبة الدقيقة تقتضي التروي المرحلي
قد تصل الأمور إلى حرب مباشرة و"متدحرجة"، وضرب السفينة الصهيونية اليونانية الراسية في " كاريش" وارد، وقد تم أخذ القرار العسكري بذلك، ولكن المراقبة الدقيقة تقتضي التروي المرحلي.
نعم قد تصل الأمور إلى حرب، والمقاومة جاهزة بكل فصائلها بالقدرات العلمية، وبهذه القدرات تبني على الأسوأ بعد أن تم دراسة كل الاحتمالات، واستيعاب دقيق لواقع العدو ونقاط قوته وضعفه، خاصة أن مناورات " عربات النار" التي تغنت بها إسرائيل كُشفت كلياً أمام المقاومة، والأخطر أن الإعلام الصهيوني تعامل معها باستخفاف مضحك، وانتقاداته للخطة العسكرية والأمنية لا تنقطع، وهو حدث معقد في الداخل الصهيوني يزيد الضغط على الجيش الصهيوني!
المقاومة جاهزة إلى حرب مفتوحة أو متقطعة مع الصهاينة بعد سفينة " كاريش"، وتفاقم الأوضاع إلى الأسوأ، والحرب هنا ليست نزهة، ولا تنتمي إلى زرع الضغوطات على فريق معين، هي حرب الدخول إلى الحسم، ومن ثم وضع النقاط العسكرية على خط الوطن!
من هنا وضعت المقاومة أكثر من خطة لهذه الحرب التي تنطلق أولاً من حرب "التدحرج" بالنسبة لها، وتعني: قتل بقتل، وغارة بغارة، وضربة بضربة...وبالمفهوم العسكري المقاوم يعني الجهوزية تامة من خلال قتال مع فرصة.
أيضاً تضع المقاومة في حسبانها "قتال بلا فرصة" والمقصود هنا " قتال بمن حضر"، وهذا ينطلق من خلال أن يبادر العدو الصهيوني بالحرب المفاجئة، وقد ينتقد العدو إنها الحرب المباغته، وستكون صعبة في بداياتها كما فعل في حرب تموز، ولكنه غير مدرك لجهوزية المقاومة، وللمفاجأت المؤلمة التي تنتظره من رد فعل العسكري الحربي من قبل المقاومة، ومن ظهور سلاح جديد في يد المقاومة، وبالأساليب القتالية المكتسبة، وعلينا أن نضع أكثر من خط تحت كلمة " المكتسبة"، وإسرائيل المؤقتة تفهم جيداً معنى الكلمة، وستتعرف عليها في أرض المعركة إن وقعت.
الحرب إن وقعت هي خيار وقرار إسرائيلي مراهن بما سيصيبها من ضرر سياسي واقتصادي واجتماعي، لذلك مغامرتها مرهونة بالتدمير الداخلي.
الحرب بالنسبة للمقاومة الحاضرة لكل أنواعها رد فعل، وجهوزية تصل إلى حق خوضها بكل ما تملكه من عتاد واستراتيجيات عسكرية وداخلية وحتى خارجية...الحرب إن وقعت ستغير الكثير مما نحن عليه./انتهى/