قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الايرانية حول آخر المستجدات في مفاوضات رفع العقوبات وسبل تنفيذ التزامات إيران: "ما زلنا في مسير المفاوضات وحاليا لم نحصل على أي رد من قبل أمريكا.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي صباح اليوم (الاثنين)، في إشارة إلى الذكرى السنوية الأولى للحكومة الثالثة عشرة: "عانينا من عقوبات وأزمات إقليمية وأوضاع دولية معقدة. ولكن تبني سياسة خارجية متوازنة وتفاعل ذكي ودبلوماسية ديناميكية أظهرت آثارها ونتائجها في الممارسة إلى حد كبير للغاية.

وذكر أن السياسة الخارجية للحكومة تقوم على سياسة العلاقة مع دول الجوار ونحو آسيا مع التركيز على النظر إلى الشرق وكذلك الدبلوماسية ايضا ركزت على التوجه الاقتصادي، مضيفًا: وزارة الخارجية انطلاقا من سياسات الحكومة سارت في هذا الاتجاه و بناء على النتائج نرى ظروفا جيدة .

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: أظهرت النتائج أن اتخاذ هذه السياسات كان صحيحًا وحكيمًا، وشهدنا نتائج جيدة في المجال الاقتصادي، وزيادة حجم العلاقات الخارجية والتبادلات، وزيادة العلاقات مع دول الجوار حدوديًا وإقليميًا.

وذكر كنعاني: عضوية إيران في بعض المنظمات الإقليمية المهمة والنتيجة الناجحة لجهود الحكومة مع بعض الجيران والشركاء الإقليميين في حل الأزمات الإقليمية المعقدة وإدارة الحالات التي حدثت في مناطقنا الإقليمية والتي يمكن أن تسبب تحديات. مضيفا انه ستعرض وزارة الخارجية، بصفتها عضوا في الحكومة، تقرير أدائها بطرق مختلفة الأسبوع المقبل.

وردا على سؤال حول آخر المستجدات في المفاوضات الخاصة برفع العقوبات وتنفيذ التزامات إيران، قال: بشكل عام يمكن القول إننا ما زلنا على مسار المفاوضات ودعوني ان لا اتكلم عن التفاصيل.

وأضاف كنعاني في الجولة الأخيرة من المفاوضات في فيينا، قدمت مقترحات من قبل الاتحاد الأوروبي إلى الأطراف المفاوضة، بما في ذلك إيران. وقد أعطى الجانب الإيراني القائم على نهج بناء ومسؤول رده على المقترحات في الوقت المحدد.

لم نتلق ردا من أمريكا بعد

وأكد: حتى الآن لم نتلق رداً من الطرف الآخر وتحديداً الحكومة الأمريكية على مقترحات الجانب الأوروبي. ويجب ألا ننتبه إلى الروايات غير الرسمية حول المفاوضات .

وأوضح كنعاني أننا أحرزنا تقدمًا جيدًا نسبيًا حتى الآن: "المفاوضات سلسلة ويجب الاتفاق عليها". وإلى أن يتم الاتفاق على جميع القضايا، لا يمكننا أن نقول إننا توصلنا إلى اتفاق ونحكم مسبقًا على الخطوة التالية، أو نرحب بالخطوة التالية.

وتابع القول: على الرغم من قلة القضايا المتبقية، إلا أن هذه القضايا المتبقية مهمة ويجب اتخاذ قرارات وصياغة اتفاق بشأنها.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: لقد كانت إيران على الدوام تحضر في المفاوضات سواء في الفترة الماضية أو في الفترة الأخيرة، وبعد تلقي مقترحات الجانب الأوروبي استجابت في الوقت المناسب و أظهرت المرونة اللازمة من أجل تحقيق اتفاق يحقق مصالح الاطرا ف.

وقال كنعاني: أعتقد أن الحكومة الأمريكية هي المسؤولة عن الأوضاع الحالية لخطة العمل الشاملة المشتركة، وبعبارة أخرى، فهي مسؤولة عن عدم تنفيذ الاتفاق حتى الآن والوضع الحالي.

إيران لن تنتظر الطرف الآخر

وأكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان الجمهورية الإسلامية الايرانية لن تنتظر الجانب الآخر، كما انه أعلن كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية مرارًا وتكرارًا أننا لن نربط عملية معيشة الشعب الايراني والاقتصاد بعملية المفاوضات .

وأضاف كنعاني: أؤكد أن تأخر الولايات المتحدة في تقديم إجابة، أو تقاعس الجانب الأوروبي، أو القضايا الداخلية للحكومة الأمريكية، أو ضغوط المتطرفين داخل هذا البلد، أو ضغط اللوبي الصهيوني على الولايات المتحدة كل هذه الامور لن تمنع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من متابعة أولوياتها.

وقال: إذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحاجة إلى اتفاق، فلا بد أن يكون الطرفان الأمريكي والأوروبي بحاجة إليه أكثر من الجانب الإيراني.

المحادثات بين إيران والسعودية ستفيد الطرفين

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية حول المفاوضات الإيرانية السعودية: لدينا العديد من القضايا المشتركة مع السعودية في المجالات الثنائية والإقليمية، ومحادثات استئناف العلاقات الرسمية بين البلدين توفر مصالح كلا الجانبين.

وأوضح كنعاني أن هناك خلافات في الآراء والقضايا المعقدة، وقد خطينا خطوات جيدة الى الأمام وعملية التفاوض كانت إيجابية، وقال: إن استئناف العلاقات لن يتم بسرعة. هناك إرادة سياسية ورأينا خطوات متبادلة من الجانب السعودي، ويجب أن نكون متفائلين بأننا يمكن أن نخطو خطوة إلى الأمام في طريق التواصل والمحادثات الدبلوماسية.

وشدد على أن "الأوضاع في المنطقة إيجابية ويمكن أن تبعث الأمل في أننا نسير إلى الأمام في العلاقات مع جيراننا ودول المنطقة".

ونوه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن آخر الأوضاع في سوريا وقال نشهد تشكيل ظروف جديدة في سوريا، والحكومة السورية تغلبت على الأزمة وظروف عدم الاستقرار وحققت نجاحًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن إلى المناطق الحساسة في سوريا والحفاظ على سيادة البلاد ونحن نشهد العودة التدريجية للدول التي غادرت دمشق وأغلقت سفاراتها خلال السنوات الماضية نتيجة حسابات خاطئة.

وأضاف كنعاني: الوضع يتغير حاليا وفتحت بعض الدول سفاراتها وأرسلت بعض الوفود إلى هناك.

على الحكومة التركية تصحيح وجهة نظرها بشأن التطورات في سوريا

وردا على سؤال حول العلاقات بين سوريا وتركيا، أكد کنعانی: على الحكومة التركية أن تصحح وجهة نظرها بشأن التطورات في سوريا وأن تلعب دورها القيم والفعال من أجل إعادة السلام والاستقرار والطمأنينة إلى سوريا. ان التصريحات التي نسمعها من كبار المسؤولين في الحكومة التركية مشجعة، ونأمل أن تحدث امور سارة في المستقبل في المجال العملي وسنرى بداية علاقات بناءة بين سوريا وتركيا.

وأضاف كنعاني إن إعادة بناء العلاقات بين البلدين وحل الخلافات واتخاذ خطوات نحو المحادثات الثنائية واستئناف العلاقات الرسمية بمصلحة البلدين وتبشر باستقرار السلام في المنطقة.

تبادل المعتقلين لا علاقة بها بعملية التفاوض

وبشأن تبادل المعتقلين بين إيران والولايات المتحدة، أكد كنعاني: نظرنا إلى موضوع المعتقلين في سياق قضية إنسانية ولم نربط مصيرهم بعملية مفاوضات رفع العقوبات، وفي هذه الحالة ناقشنا مع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في إطار خارج خطة العمل الشاملة المشتركة، وكان من الممكن تنفيذ التبادل، وكانت وجهات نظرنا واضحة في هذا الصدد.

وأكد كنعاني: انه اعتقل عدد من الايرانيين بتهم كاذبة وأساس فرض عقوبات على الشعب الإيراني هو أمر غير قانوني، ومن الطبيعي أن أي إجراء من قبل أي شخص يتم في سياق تجاهل العقوبات الأحادية للولايات المتحدة، يتم اعتقاله وهذا الامر يظهر السلوك غير القانوني لامريكا.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أننا أعلنا استعدادنا لبحث التبادل وأضاف: "مصير الرعايا الإيرانيين مهم بالنسبة لنا، وكنا مصرين على عودتهم إلى أحضان عائلاتهم". هذه القضايا لا علاقة لها بعملية مفاوضات رفع العقوبات وهي قضية مستقلة. نواصل جهودنا ونأمل أن نرى إجراءات إيجابية في هذا المجال.

وحول دبلوماسية المياه قال كنعاني: المياه من أهم القضايا بالنسبة لإيران ولجميع الدول. لدينا علاقات ثنائية مع دول الجوار في هذه الأمور، ويمكن النظر الى هذه القضية في إطار إقليمي لها.

وذكر أنه في الشهر الماضي عقدنا اجتماعًا لوزراء ومسؤولين بيئيين رفيعي المستوى من 11 دولة في طهران، وأضاف: "قضية المياه مهمة جدًا لإيران وستتم متابعتها في إطار ثنائي وإقليمي".

متابعة القضايا الدولية ضد الرعايا الإيرانيين بالخارج

وبشأن القضايا الدولية ضد الرعايا الإيرانيين في الخارج، قال كنعاني في موضوع حجز الطائرة في الأرجنتين، المهم بالنسبة لنا هو وضع المواطنين الإيرانيين الخمسة. في كل المفاوضات السياسية في طهران وفي المفاوضات بين سفارتنا والسلطات الأرجنتينية، تم التأكيد على أن المواطنين الإيرانيين لم يرتكبوا أي جريمة ويجب على الحكومة الأرجنتينية أن تظهر حسن النية في الإفراج عنهم.

وأكد: بالنسبة للسيد النوري والسيد أسدي فقد يتم متابعة امرهم ولن نترك امرهم.

حول زيارة أمير عبداللهيان إلى إفريقيا

وحول العلاقات مع الدول الإفريقية قال كنعاني: إن علاقات إيران مع إفريقيا وتوسيع العلاقات كانت مهمة بالنسبة لنا. لقد شهدنا علاقات إيجابية في الأشهر الماضية. تظهر المحادثات والمفاوضات والوفود المتبادلة توسع العلاقات. كما تم التوقيع على وثائق جيدة خلال زيارة وفد موريشيوس لطهران الأسبوع الماضي.

وذكر أنه في إطار استمرار هذه العملية، سنشهد بداية زيارة وزير خارجية بلادنا إلى دولتين مالي وتنزانيا، وأضاف: زيارة أمير عبد اللهيان إلى مالي تتماشى مع دعوة وزير هذا البلد. ستكون هناك مفاوضات مع كل من السلطات السياسية والاقتصادية في هذا البلد وسنعقد المنتدى الاقتصادي للبلدين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: تلقينا دعوة من وزير خارجية تنزانيا، وستتم هذه الرحلة أيضًا بعد مالي.

وأعلن كنعاني أنه ستكون هناك رحلة إلى زنجبار وجمهورية تنزانيا المتحدة في المستقبل، وقال: مع الأسس التي تم إنجازها، نشهد توسع التبادلات الرسمية مع الوفود الأفريقية، وحجم العلاقات الاقتصادية الإيرانية مع هذه البلدان أيضا.

وبشأن العلاقات بين إيران والسعودية بعد الاتفاق النووي، قال: لا نرى علاقاتنا مع السعودية في إطار الملف النووي. نحن دولتان في المنطقة يمكنهما لعب دور مكمل وبناء في القضايا الإقليمية.

وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: أنشطة إيران النووية مشروعة ومعروفة وقائمة على قواعد وأنظمة الوكالة، ولدينا قضايا مهمة مع السعودية يمكننا التعاون معها ومناقشتها والتوصل إلى نقاط مشتركة.

وقال كنعاني إن السفير الجديد للكويت قد وصل الى إيران وإعادة إرسال سفير الإمارات مرة أخرى الى إيران يعتبر خطوة مهمة لإيران ودول المنطقة، ويبشر باعادة علاقات بعض الدول مع ايران.

/انتهى/