كشف السفير الايراني في العراق محمد كاظم آل صادق، أن طهران قدمت اكثر من سبعين وثيقة للعراق حول تواجد الجماعات الارهابية المسلحة في منطقة كردستان العراق.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه اضاف آل صادق خلال برنامج "لقاء خاص" على قناة العالم الاخبارية، أن طهران طلبت من الجانب العراقي نزع سلاح المجموعات العنصرية الإرهابية وإبعادها عن الحدود؛ والذهاب إلى عمق كردستان العراق في مخيمات اللجوء؛ كما يدعون أنهم يحملون صفة لاجئين.

وكشف السفير الايراني في العراق ايضا، عن اتفاق ايراني مع الحكومة الفدرالية وسلطات كردستان على نشر قوات عراقية على حدود كردستان لكن الاتفاق لم ينفذ.

ولفت الى ان قائد قوة القدس في حرس الثورة اسماعيل قاآني اعرب عن استعداد طهران لدعم الحكومة العراقية بمشاريع كبيرة وتعزيز العلاقات مؤكدا على وحدة وسيادة العراق، ونفى آل صادق اتخاذ إيران خطوات عسكرية للتحرك البري باتجاه هذا البلد.

وثمن السفير الإيراني في العراق؛ محمد كاظم آل صادق؛ العلاقات مع التيار الصدري؛ وأشار إلى أن طهران لم تكن ترغب بانسحابه من الحكومة. وأعرب عن رغبته في عودة التيار الصدري إلى العمل السياسي، خدمة للشعب العراقي.

واليكم نص المقابلة:

** العالم: على ضوء التطورات الجارية في العراق زار قائد فيلق العميد اسماعيل قاآني العراق مؤخرا وعقد عدة لقاءات مع كبار المسؤوليين العراقيين، هل ممكن تحدثنا تفاصيل وهدف هذه الزيارة؟

السفير آل صادق: كما تعلمون ان السيد قاآني هو مسؤول ملف العراق في الجمهورية الاسلامية ومن الطبيعي بين الفينية والاخرى ان يزور العراق، معظم زيارته، بل كل زياراته هي بشكل رسمي وبالتنسيق مع المسؤولين العراقيين يصل الى بغداد ويعقد اجتماعات مع الرؤساء الثلاثة ومع زعماء الكتل.

** العالم: وفي هذه الزيارة هل اجتمع مع رؤساء السلطة العراقية الثلاث؟

السفير آل صادق: مع رئيس الجمهورية، مع دولة رئيس الوزراء مع رئيس مجلس النواب وسائر المسؤوليي، انه كلما ياتي الى العراق يناقش الامور ذات الاهتمام المشترك، المسائل الثنائية والاقليمية، وفي بعض الاحيان الامور الدولية، حسب الضرورة، المواضيع المطروحة على طاولة الحوار، هذه المرة زيارته جاءت اول مرة بعد تسلم السيد محمد شياع السوداني مسؤولية رئيس الوزراء، لذا قدم التهاني له بهذه المسؤولية والمهمة، واعلن دعم الجمهورية الاسلامية للشعب والحكومة العراقية بمشاريع كبيرة تساعد العراق على النهوض خروجه من ازماته والوصول الى تقديم خدمات افضل الى الشعب العراقي.

** العالم: بعض وسائل اعلام تحدثت على انه خلال اللقاء الذي جرى بين العميد قاآني مع كبار المسوليين العراقيين وعلى ضوء الاحداث التي تجري في ايران طالب الحكومة العراقية بان تقوم بمنع الجماعات المسلحة الانفصالية التي تتخذ كردستان العراق مقرا لها، باخراج هذه العناصر وكبح جماحها وتحيديها، وتحدث وسائل الاعلام بان كان هناك تحذير بان اذا لم تقم الحكومة العراقية بهذه المسرولية فان ايران سوف تتخذ خطوات عسكرية للقيام بهذه الخطوة أي تحرك بري بتجاه العراق، ما مدى صحة هذه التقارير؟

السفير آل صادق: ابدا، موضوع التحرك البري لم يتطرق اليه وغير وارد اساسا، نحن نحترم سيادة العراق وقدمنا الكثير من اجل ثبات العراق ووحدة العراق ارضا وشعبا ومن اجل ازدهار العراق، ان العراق بلد جار كبير وتربطنا معه علاقات سياسية تاريخية جغرافية عقائدية شريط حدودي طويل، وهذا يحتم علينا التداخل الاجتماعي الموجود بين العشائر سواء بين منطقة كردستان كرديا او في جنوب العراق وجنوب ايران عشائر متداخلة ربما نصفها في ايران ونصفها في العراق، التزاور موجود وحتى التزاوج موجود علاقة حميمية وقوية جدا بين الشعبين العراقي والايراني لذا هذا غير واردو تقوم الجمهورية الاسلامية بدخول بري، اننا كثيرا مع اخواننا في منطقة كردستان وشكلت لجنة امنية مشتركة سابقا بين منطقة كردستان وبين المسؤوليين في الجمهورية الاسلامية على ان يوضع حلول.

** العالم: سعادة السفير تحدثت على ان التحرك البري غير وارد اذن من اين تستقي هذه المعلومات التي اشارت اليها بعض وسائل الاعلام على انه سيكون هناك تحرك بري ايراني وهناك تحذيرات، يعني حتى التحرك البري الموضوعي على سبيل المثال عمليات محدودة عند الحدود العراقية الايرانية او حتى بشكل عمليات انزال جوي غير واردة نهائيا؟

السفير آل صادق: ابدا، نحن نسعى لحل المشاكل التي تطرأ من خلال الحوار وتبادل وجهات النظر مع اخواننا في العراق.

هذه المجموعات العنصرية الارهابية، منذ القدم و منذ انتصار الثورة الاسلامية ربما موجودة كانت تستخدم اراضي منطقة كردستان كمقرات ومعسكرات تدريبية، وتستقطب الشباب الكردي الايراني من الشباب والشابات لاستخدامهم لاغراض عسكرية تخريبية، نحن نتحدث مع اخواننا في منطقة كردستان العلاقة الوطيدة القوية يجب ان لا تصل الى هكذا امور، ان يتم تسلل عناصر انفصالية الى الاراضي الايرانية وتقتل قواتنا الامنية وتفجر مراكزنا الامنية، الحورات طالت كثيرا ولم نحصل على نتيجة في هذا المجال ، اتصور في بعض الاحيان النظرة القومية تطغي على المسأل السياسية او الدبلوماسية والجيرة، لذلك اضطررنا ان نطلب من الحكومة المركزية العراقية ان تتدخل في هذا الجانب.

** العالم: متى طلبتم من الحكومة العراقية؟

السفير آل صادق: مؤخرا في الاشهر الاخيرة تحدثنا مع اخواننا في الحكومة المركزية على ان نضع حل، لان كلما كنا نتحدث لم نصل الى نتيجية، وعلى ضوء هذا الكلام زار وفد رفيع سياسي امني من الجمهورية الاسلامية العراق.

** العالم: متى تحديدا؟

السفير آل صادق: قبل شهر ونصف.

** العالم: يعني بعد مجئ السيد السوداني؟

السفير آل صادق: لا قبل ان يأتي السوداني، وكان على رأس الوفد العراقي للتفاوض وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وكان بحضور مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي.

** العالم: وعلى الجانب الايراني؟

السفير آل صادق:مسؤولين من الوزارة الخارجية ومن الاجهزة الامنية، حيث تطرقوا الى الامور ذات الاهتمام المشترك، وتم الاتفاق على ان تردة الزيارة، وفعلا قام السيد الاعرجي على رأس وفد بزيارة الجمهورية الاسلامية وهناك تم الاتفاق على عدة بنود، اولها ان تمسك الحكومة المركزية الحدود بين ايران ومنطقة كردستان العراق، وهذا تم الاتفاق عليه.

** العالم: منطقة كردستان العراق ردت على هذا الطلب بانها لم تسمح للقوات العراقية ان تمسك حدود شمال العراق وايران.

السفير آل صادق: لا وافقت، حتى في حواراتنا السابقة عندما كنا نتباحث مع منطقة كردستان العراق، كانوا يقولون ان مسك الحدود من مسؤوليات الحكومة المركزية، لم تكن هناك مشكلة بهذا الجانب، طلبنا من اخواننا في العراق نزع سلاح هؤلاء وتجريدهم من السلاح وابعادهم من الحدود والذهاب في عمق منطقة كردستان العراق، في مخيمات للجوء، لانهم يصنفونهم لاجئين، اللاجئ لا يحمل السلاح ويتدرب عسكريا ويخرب.

** العالم: يعني لا مانع ان يبقوا في منطقة كردستان العراق؟

السفير آل صادق: حتى لو معارضة سياسية المفروض ان يكونوا غير مسلحين ولاجئين في منطقة كردستان وبهذا ليست لدينا اي مشكلة، هم طلبوا فترة زمنية لتهيئة جدول زمني لهذا الموضوع وفي المناسبة الفترة كانت محددة.

** العالم: كم هذه الفترة، يعني كان المفروض خلال عشرة ايام يقدم جدول زمني لهذا الموضوع، وهذا الكلام قبل اكثر من شهر او اكثر من شهر ونص.

السفير آل صادق: الموضع الثالث لدينا مذكرات تفاهم بين الجهات الايرانية والعراقية.

** العالم: ولم يحدث هذا الموضوع بعد عشرة ايام وحتى هذه اللحظة.

السفير آل صادق: حتى الان هذا لم يحدث، نحن الان في حوار مع اخواننا في الجانب العراقي لتفعيل هذه المادة، والحكومة المركزية ارى انها جادة في وضع حلول لهذه المسألة لان الدستور العراقي لا يسمح لاي تجاوز او أي تعدي على بلدان الجوار من اراضيه،وهذه نقطة ايجابية جدا فنحن نتأمل حتى تنهي المشكلة، يتم مسك الحدود من قبل الحكومة المركزية والذهاب الى تجريد سلاح هؤلاء وفقرة تبادل المجرمين على ضوء اتفاق بمذكرات تفاهم بين البلدين ونحن نتابع ذلك.

** العالم: سعادة السفير تتحدث علة ان الحكومة المركزية جادة، لكن التجربة في العراق تشير ان الحكومة المركزية في بغداد لا تمتلك القدرة والسيطرة الامنية في اقليم كردستان، هكذا تقول التجربة، حتى بالنسبة للمناطق الحدودي الفعالة اقتصادية تمسكها حكومة منطقة كردستان العراق، وعليه المراقبين يرون بان الحكومة المركزية ربما لا تتمكن من المطالب الايرانية، واولا بمسك الحدود وثانيا بتجريد هذه الجماعات المسلحة من السلاح، تحدثتم عن تجارب الحكومة المركزية لكن ماذا عن سلطات منطقة كردستان العراق هل هم متجاوبين مع المطالب الايرانية؟

السفير آل صادق: هذا الموضوع جديدا طرح على الطاولة ونلمس جدية من الحكومة المركزية، ونتمنى ان يحصل هذا.

** العالم: اذا اردنا ان نتحدث عن تواجد هذه الجماعات في كردستان العراق هل قدمتم الى الحكومة المركزية وكذلك سلطات حكومة منطقة كردستان العراق احصائية بالقواعد والمعسكرات والمخيمات، بعدد عناصرها ومن هم اساسا، وما هي الاحزاب الفاعلة، والتي تستهدف الامن الايراني؟

السفير آل صادق: بالتاكد قدمنا اكثر من 70 وثيقة لمقرات ومراكز التدريب وتجمعاتهم وفصائلهم المسلحة واستلم الجانب العراقي هذه الوثائق وعلى اساس ان يتابع المسألة.

** العالم: على ضوء كل هذه المعطيات والمطالب لماذا يعترض العراق، وقام باستدعاء القائم بالاعمال ويعتبرذلك بانه انتهاكا لسيادته، علما بان الجمهورية الاسلامية الايرانية دافعت دوما على سيادة العراق، وقفت ضد "داعش"، ضد الجماعات الارهابية وقدمت شهداء في هذا السياق، وهي حريصة على السيادة العراقية، وقدمت هذه الوثائق الى الحكومة الفدرالية وكذلك سلطات منطقة كردستان العراق، كيف نفسر هذا انتهاك للسيادو بينما الحكومة الفدرالية وسلطات منطقة كردستان العراق تبدو عاجزة عن تجريد السلاح من هذه الجماعات ويبقى استهداف الامن الايراني كيف يمكن تفسير هذا؟

السفير آل صادق: اسمح لي ان افرق بين انها عاجزة واو قادرة او لاتريد، انا اظن ان سلطات منطقة كردستان العراق لديها من القدرة على كبح هؤلاء وعلى انضابطهم وتنظيهم ومن خلال الحوار سنصل الى هذا.

** العالم: استهدفت الجمهورية الاسلامية الايرانية مقرات الاحزاب الكردية الانفصالية، يبدو انها ماضية في استهدافها حتى يتم اخلاء وتجريد اسلحة هذه الجماعات المسلحة كيف تنظر الى افق هذه الازمة اذا اردنا ان نسميها بازمة كيف يمكن حلها على ضوء هذه المعطيات هل تتوقع ان تقوم الحكومة العراقية والفدرالية وسلطات منطقة كردستان العراق باتخاذ موقف حازم لانهاء هذه الازمة، نعلم انه في السابق كان هناك معسكر أشرف، التي كانت جماعات خلق الارهابية تتخذ منه مقرا لاستهداف الامن في ايران، ولكن عندما انتهى هذا الوجود انتهى وجود هذه الجماعة في معسكر أشرف في شمال بغداد في ديالة لم يتهم استهداف هذه المعسكرات هل يمكن تطبيق هذا في كردستان العراق لانهاء هذه الازمة والاشكالية التي تخيم على العلاقات بين البلدين؟

السفير آل صادق: اشرتم الى نقطة جيدة نعم، حينما خرجت عناصر مجاهدين خلق الارهابيين من العراق لم تحدث أي مشكلة، لذلك نطمن اخواننا في العراق، انه اذا تمت استجابة مطالبنا المشروعة، وبالمناسبة هي ليست مطالب تعجيزية ومسائل مشروعة، اذا طبقت هذه الامور، وبهذا متأملين بان الحكومة العراقية المركزية جادة في متابعة هذا الموضوع ونتأمل بأن المشكلة تنتهي.

** العالم: كيف تصف لنا العلاقة حاليا بين الجمهورية الاسلامية وبين السلطات في منطقة كردستان العراق؟ العلاقات دوما كانت حميمية..

السفير آل صادق: ومازالت، تربطنا علاقات قديمة معها، من زمن مقارعة النظام العراقي البائد صدام حسين، كانوا يحضون بالدعم، والايواء والاستضافة، والان توجد علاقات وطيدة سواء بين السلطات او بين الشعبين، وكذلك هناك علاقات اقتصادية، سياحة طبية، لكن هناك اشكالية المفروض من الاخوة في منطقة كردستان العراق يكونون جادين في حلها حتى ترفع هذه الاشكالية ايضا.

** العالم: يتوقع ان يعقد البرلمان العراقي جلسة لمناقشة هذه الاشكالية موضوع القصف الذي يستهدف الجماعات المسلحة في كردستان العراق هل لديكم رسالة توجهونها الى هذه الجلسة؟

السفير آل صادق: من حق البرلمان العراقي ان يناقش هذا الشأن داخليا ووضع هذه الفقرة على جدول اعماله، سواء ايران او اي دولة مجاورة اخرى، لكن المفروض ان يبين الحقائق والوثائق والامور التي قدمت الى الجانب العراقي، ونأمل ان يكونون على مستوى من الروية الصائبة في تشخيص الحالات التي تحصل بين البلدين.

/انتهى/