ووفقاً لمراسل وكالة مهر للأنباء، حضر الحفل المُقام في العاصمة طهران، حشداً كبيراً من الطلاب الأجانب المقيمين في إيران من مختلف الجنسيات.
وأكد الحضور على أهمية التواصل الثقافي بين الأمم باعتباره جسراً قصيراً يربط بين الشعوب.
ويحتفل الإيرانيّون بما يسمّونه "ليلة يلدا" أو "شب يلدا "، وبحسب عاداتهم القديمة يسهرون هذه الليلة، وهم ينتظرون بزوغ الشمس.
وتعني "یلدا" الولادة، ويُعتقد بأنها ولادة الشمس. فيزيّن الإيرانيون هذه الاحتفالات والطقوس بالضوء والنور ويعتبرون الشمس رمزاً للمحبة. هذا وتسمى هذه الليلة في إيران والدول المجاورة والتي لها ثقافات مشتركة معها بليلة "بدء الشتاء" أو "يلدا" أو "ليلة المربعانية". ويذكر أن هذه الليلة تصادف ليلة الانقلاب الشتوي.
وتعتبر "ليلة يلدا" أطول ليلة بالسنة الفارسية، وفي التقاليد القديمة، تُجّهز طاولة بلحاف مزركش، یجلس خلفها أفراد الأسرة جمیعاً. ویعتبر الإیرانیون أن في "شب یلدا" هناك دقیقة إضافیة عن باقي اللیالي یستغلونها بالسهر مع عائلاتهم.
كما أن تناول الفواكه والأطعمة منها الرمان الذي يعتبر سيد المائدة ثم البطيخ الأحمر والعنب والكاكي والزعرور الجرماني والمكسرات والشاي، وكل ما يميل لونه إلى الأحمر لون الشمس، وإقامة مراسيم وحفلات أخرى هي مما يجعلهم يسهرون هذه الليلة.
ومن الضروريات التي تصحب هذا التجمّع الأسري هي مشاركة الأقارب وخاصة كبار السن، وذلك يرمز إلى شيخوخة الشمس في نهاية الخريف. يقوم الفرد الأكبر سنًّا في العائلة، وفي العادة يكون الجدّ بأخذ الفأل لجميع أفراد العائلة من ديوان حافظ حافظ الشيرازي، وهم يقرأون أبياتاً من أشعاره وقصائده، وذلك من أجل أن ينتابهم السرور والحظ السعيد في الحياة.
ويعدّ الشاعر حافظ الشيرازي من الشعراء المحبّبين لدى الشعب الإيراني، إذ يعتقدون بفأله و يزورون قبره في شيراز. ويُذكر أنه سمي حافظ نسبة لحفظه للقرآن الكريم واستلهامه أبياته وقصائده الشعرية منه، ولهذا يلجأ الإيرانيون إلى فأله ويصدقونه.
هذه الليلة تعد ليلة تراثية قومية من تراث الحضارة الفارسية والاحتفالات الفارسية القديمة من أيام الديانة الزردشتية،وفي بعض أرجاء إيران، يقبل الناس على قراءة أشعار من كتاب «الشاهنامة» (أي سيرة الملوك) للشاعر الملحمي الإيراني الفردوسي. بإلإضافة إلى سرد القصص والذكريات من لسان الآباء والأجداد في الأسرة. ولا يزال يُحتفل بها إلى اليوم، إلى جانب عيد النيروز.