وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: تقترب عقارب الساعة من الذكرى السنوية الثالثة لذكرى الارتقاء الى السماء لسيد شهداء محور المقاومة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه وحبيب عمره مهندس الانتصارت الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما، وليس من الغرابة والعجب أن نفرح بالانتصارات التي يحققها أبطالنا الشرفاء في كل الجبهات العلمية والعسكرية والجهادية والوطنية، ومن حق كل عربي وسلم وحر أن يبتهج بهذا النصر وان يتوجه بالشكر لله عز وجل قولا وفعلا وعملا، وان للجمهورية الاسلامية الايرانية فضلاً لا يمكن انكاره لما قدّمته في سبيل هذا النصر العظيم ولمجاهديها الشرفاء الاحرار، في كل المجالات.
إن ثقافة التضحية تمهّد الطريق لتحقيق الوعد الالهي بالنصر والفوز، وسیبقی الشهید سلیماني في تاریخ الشعب الایراني وشعوب المنطقة وأذهان المنادین للحریة في العالم، وسیشاهد الأمیرکیون تداعیات هذه الجریمة طوال الأعوام القادمة، فقد کان أعداء الشعب الایراني غاضبین من اجراءات وبرامج اللواء سلیماني في مسار احلال السلام والاستقرار في المنطقة، فقد کان اللواء سلیماني قائداً عسکریاً کبیراً ومخطّطاً للعملیات الکبیرة بل سائساً وخبیراً استراتیجیاً لم يعرف العالم له مثيل.
واعتقد مُنفذي عملية استهداف الشهيد سليماني ورفاقه، بأنه بالإمكان إخماد نهجه وذكره، بتصفيته جسدياً، لكن جرت الرياح بما لاتشتهي سفن الصهاينة وقوى الاستكبار، فبعد استهدافه ذاع صيته أكثر وزادت شهرته، وتشرّبته قلوب الأحرار في العالم الإسلامي والعالم ككل نهجه، وتحوّل إلى مدرسة عظيمة في مقاومة الظلمة.
وفي هذا الشأن أجرت وكالة مهر، حواراً صحفياً مع أمين سر المجلس السياسي الاعلى في اليمن الدكتور "ياسر يحيى الحوري"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات على استشهاد الحاج قاسم سليماني... كيف ترى مشهد احياء ذكرى قادة النصر في المنطقة؟
باستشهاد "قادة النصر" ارتفع مستوى الوعي في المنطقة وادرك احرارها حجم المؤامرة الامريكية الصهيونية
مشهد يؤكد الوفاء والامتنان لما قدموه من اجل الامة وقضيتها؛ نعم فباستشهاد الحاج قاسم سليماني ورفيقه المهندس ومن سبقهما ومن لحقهما من شهداء محور المقاومة ارتفع مستوى الوعي في المنطقة، وادرك احرارها حجم المؤامرة والعداوة التي يحملها الامريكي والصهيوني وحلفائهما لكل من خالفهم وقاومهم ورفض وصايتهم.
وقد انطلق في ذات الدرب الاف الشباب لانه درب الانبياء والاولياء والصالحين درب الجهاد والوفاء مع الله ونهجه ومع ارادة الامة الاسلامية التي يشع نور نهضتها من جديد باذن الله لترفع راية الحق وتنتصر على الباطل واهله المتجسد في هيمنة وغطرسة الامبريالية الامريكية الصهيونية وعربدتها في العالم.
** باغتيالها لقادة النصر هل نجحت امريكا بإيجاد التغييرات الجيوسياسية في المنطقة؟
"امريكا" ان اعتبرت اغتيال وتصفية الخصوم نصرا او نجاحا فانها تخدع نفسها لاغير، وقد تبتهج للحظة، لكنها لن تغير في المعادلة ولن تفلح بتغيير شئ في المعادلة الاستراتيجية
لا؛ لم تنجح ولن تنجح فمفهومنا للنجاح وللنصر يختلف عن مفهومها، فالشهادة نعتبرها نجاح ونصر، كما ان النضال والكفاح والمقاومة للظلم نعتبره نجاح ونصر، فيما هي ان اعتبرت اغتيال وتصفية الخصوم نصرا او نجاحا فانها تخدع نفسها لاغير، وقد تبتهج للحظة، لكنها لن تغير في المعادلة ولن تفلح بتغيير شئ في المعادلة الاستراتيجية في مواجهة محور المقاومة...
اما الواقع الجيوسياسي فقد بات بعيد المنال من ان يخضع لعبثها، وقد ادركت الشعوب الحرة ان النصر حليف كل من يذود عن الدين والعرض، وان الارض تحمي كل من يدافع عنها، وان عرى محور المقاومة تتعزز كل يوم، وستسخر الجغرافيا لصالح سياساتها التي تؤكد على السيادة والاستقلال والتحرر من وصاية وتبعية الخارج.
** ما هي الثقافة التي زرعها الحاج قاسم سليماني فينا وما هو ارثه؟
ترك الشهيد قاسم سليماني بصمته الخالدة، وتجاوز كل الحدود المُصطنعة والمفاهيم الضيقة
لقد ترك الشهيد قاسم سليماني بصمته الخالدة في كل ساحة من ساحات محور المقاومة في مواجهة الامريكي والصهيوني، فقد تجاوز الشهيد ورفاقة الحدود المصطنعة والمفاهيم الضيقة التي قسم الاستعمار من خلالها المنطقة الى دول ودويلات ضعيفة ومتصارعة...
لقد احيا الشهداء جذوة الجهاد والاستشهاد، وكانوا بالفعل قادة للنصر في كل ساحة، وبعد استشهادهم حملوا الامة وكل من امن بالمقاومة وسار على دربهم حملوه مسئولية المواصلة واجتراح الخطوب لتنتصر ارادة الامة وتتحرر فلسطين وتنكسر الارادة الامريكية والصهيونية التي عبثت في المنطقة واشعلت فيها الحرائق والحروب وزرعت فيها الخلافات والاحقاد...
فهنيئا لهم الشهادة؛ والاجيال من بعدهم ستحمل مشاعل النصر حتى ترتفع راية الحق باذن الله.
/انتهى/