دعا رئيس المجلس الإسلامي الإيراني ورئيس مجلس الأمة الجزائري في إشارة لضرورة تطوير العلاقات بين البلدين في القطاع الاقتصادي ، إلى مزيد من تفعيل وتعزيز مجموعات الصداقة البرلمانية بين البلدين لإزالة العقبات امام تنمية العلاقات.

والتقى محمد باقر قاليباف ، رئيس مجلس الشورى الإسلامي اليوم الاحد مع "صالح قوجيل" ، رئيس مجلس الأمة الجزائري ، على هامش الاجتماع السابع عشر للاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، والذي سيعقد في العاصمة الجزائر.

وفي مستهل هذا اللقاء ، صرح قاليباف أن جيل الثورة في ايران يعرف الجزائر بسبب الثورة التي حدثت في هذا البلد ، وقال: نحن نعرفك كمقاتل ومجاهد في السنوات البعيدة واليوم بصفتك رئيس مجلس الشيوخ الجزائري (مجلس الأمة) ولذلك أنا سعيد بهذا الاجتماع الذي أتحدث إليكم فيه بمنظور جهادي وثوري.

وتابع رئيس مجلس الشورى الإسلامي: إن إيران حكومة وبرلمانًا وشعبًا ذاكرتها إيجابية تجاه الشعب الجزائري ، وكما ورد في جنازة وزير الخارجية الجزائري في طهران في الستينيات ، فإن الأجواء في إيران لا تزال إيجابية تجاه الشعب الجزائري.

وأضاف: طبعا من الممكن هذا التساؤل وهذا الاشكال ان يكون موجها لي وإليكم ، انه ونظرا الى أن البلدين ثوريين وتعتبران قضية فلسطين بانها القضية الاولى لها ، وتسعيان إلى وحدة الدول الإسلامية وتربطنا علاقات سياسية جيدة ووثيقة ونظر الى أن الموضوع الاقتصادي مهم جدا فكيف لايتجاوز حجم التبادل بين البلدين الـ 100 مليون دولار؟

ومضى قاليباف يقول إنه رغم اجراءات الحظر الأمريكية الجائرة على إيران ، فإن لدينا اليوم أكثر من 70 مليار دولار من التجارة في مختلف القطاعات ، بينما هذا المبلغ مع الجزائر هو 100 مليون دولار فقط ، وهو أمر غير مقبول ، وقال: أعتقد أن هذا هو اهم موضوع و يجب أن نعمل حتى تصبح هذه العلاقة بين البلدين والتجار وخاصة في مجال الشركات المعرفية والتبادلات التجارية بين البلدين حقيقة.

وأشار قاليباف إلى أن دولة الجزائر تتمتع بموقع جغرافي خاص بين الدول الإسلامية والعربية والأفريقية ويمكن أن تكون مؤثرة للغاية ، وقال ان الجيل الصاعد يولي اهمية لحقل العلاقات الاقتصادية والثقافية ويمكن أن تضمن هذه العلاقات العلاقات السياسية وتنمية الأخوة والمحبة بين البلدين. وإذا لم تتعمق العلاقات الاقتصادية فقد تكون هناك فجوة بينهما في المستقبل.

في إشارة إلى حديثه مع بوغالي ، رئيس البرلمان الجزائري ، قال: يجب أن تبدأ مجموعات الصداقة البرلمانية واللجان المشتركة بين البلدين أنشطتها بسرعة ، ويجب ألا تمنعنا اجراءات الحظر الجائرة وغير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة من التواصل الاقتصادي ، خاصة وأننا نتاجر مع قطر والإمارات وباكستان والعراق وروسيا والصين والعديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية بكميات كبيرة ، لذلك من المؤسف أن لا تكون لدينا هذه العلاقات مع الجزائر التي لدينا الكثير من الأمور المشتركة في مجال العلاقات الإقليمية والدولية .

وفي السياق ذاته ، أكد: إن إستراتيجية ورغبة قائد الثورة الاسلامية هي أن نوسع العلاقات مع دول الجوار والدول الإسلامية الأخرى من خلال التضامن والسلام والتعاون وألا نكون خطرا على بعضنا البعض ، وان نكون جميعا مع بعضنا البعض تهديدا للكيان الصهيوني غير الشرعي .

وتابع قاليباف أن قضية فلسطين اليوم هي بلا شك القضية الأولى للعالم الإسلامي ، ويجب أن تتحد جميع الدول الإسلامية في هذا الصدد وأن تساعد الشعب الفلسطيني في جميع المجالات وقال: على كل الدول الإسلامية أن تحاول توحيد الفصائل الفلسطينية وتقويتها ، وجعلها تقف ضد الكيان الصهيوني باقتدار ، لأن هذا الكيان لا يفهم سوى لغة القوة.

كما شدد على أنه يجب علينا جميعاً ، نحن الدول الإسلامية والعربية ، أن لان نسمح للكيان الصهيوني بالنجاح في إقامة علاقات مع الدول والدول الإسلامية ، وقال: يجب على جميع الشعوب والدول الإسلامية أن ترفع تكلفة هذه المهمة ، حتى لايجد الكيان الصهيوني الجرأة للتواصل مع الحكومات الإسلامية.

وبدوره أشار صالح قوجيل في هذا اللقاء إلى تبلور العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ عام 1979 وعندما كان الإمام الخميني (رضي الله عنه) في باريس وقال: منذ ذلك الحين ، كانت لجبهة التحرير علاقة معه وعندما عاد الإمام الخميني إلى إيران ، تم اقرار علاقات جيدة بين إيران والجزائر.

في إشارة إلى تفجير الطائرة التي كانت تقل وزير خارجية الجزائر آنذاك في سماء إيران من قبل حزب البعث في العراق عام 1960 ، قال رئيس مجلس الأمة الجزائري: في ذلك الوقت كنت مسؤولاً عن نقل جثة وزير خارجية بلادنا الى الجزائر. وأثناء نقل جثمانه ، كان رجال ونساء إيرانيون يشاركون في التشييع وحمل ضباط من الجيش الإيراني الجنازة على اكتافهم ، وشارك في ذلك الحفل أكثر من مائة ألف شخص في تلك المراسم، إلى جانب دبلوماسيين من دول مختلفة.

وشدد على أنه: في هذه المرحلة من تاريخ العالم الإسلامي ، نحتاج إلى تكريس الوحدة ، ويجب التركيز على النقاط المشتركة والتأكيد على كل ما يقود الى التوافق .

وتابع قوجيل بالقول إن العالم الإسلامي يتمتع بطاقات وقدرات عالية ، بما في ذلك الطاقة والاقتصاد ، ومن الناحية الجغرافية يتمتع أيضًا بموقع جيوسياسي خاص وقال: نأمل أن يكون لاجتماع اتحاد البرلمانت الذي يعقد بين الدول الإسلامية ان يثمر عن مواقف واضحة تجاه مستقبل العالم الإسلامي.

واعتبر رئيس مجلس الأمة الجزائري فلسطين القضية الأساسية والرئيسية لجميع الدول الإسلامية ، وأضاف: "في الجزائر ، نشهد خطة مبتكرة وفريدة من نوعها وتاريخية لرئيس هذا البلد ، الذي جمع كل الفصائل الفلسطينية في بلادنا خلال اجتماع جامعة الدول العربية.

وقارن بين نضال الشعب الفلسطيني ونضال الشعب الجزائري خلال ثورة هذا البلد وأوضح: هاتان الثورتان متشابهتان في أننا وحدنا كل مجموعاتنا التي حاربت الاستعمار وعندما اتحدنا استطعنا أن ننتصر على الاستعمار.

كما اعتبر قوجيل أن هدف استعمار الجزائر الذي كان استعمارًا استيطانيًا هو نية الإبادة الجماعية لأبناء هذا البلد وقال: لقد أرادوا استبدال مسلمي بلادنا بأمة أخرى ، ما يعني أنهم حتى استعمروا دين الشعب الجزائري وان خطب الجمعة كانت تتلى من قبل أئمة عينهم المستعمرون وكانوا يعطوهم نص الخطابات .

ومضى رئيس مجلس الأمة الجزائري يقول إننا بكفاحنا حررنا ليس أرضنا فقط بل إسلامنا أيضًا ، مذكّرًا: بعد الاستقلال وضعنا الدستور الأول الذي أكدت مادته الأولى أن الإسلام هو الدين الأساس للجزائر وهذه تجربة الثورة الجزائرية التي نتمنى ان تكون تجربة لفلسطين ايضا ونتمنى ان يكلل هذا اللقاء بالنجاح كما كان اجتماع الجامعة العربية ناجحا.

وأضاف: "إن زيادة العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيران ، وخاصة العلاقات بين البرلمانين ، أمر في غاية الأهمية ، ويجب أن نكون قادرين على تعزيز مجموعة الصداقة البرلمانية بين البلدين ، حتى يمكن التحدث بصراحة مع بعضهما البعض".

/انتهى/