وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أنّ بريطانيا تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة، ستتعمّق إذا لم تحدث تحولات كبرى في السياسة، مشيرةً إلى أنّ هناك شعوراً ضئيلاً بهذه الأزمة بين النخبة في البلاد، خاصة السياسيين.
وقال سيمون تيلفورد، مدير شراكة "أوراكل"، في مقال له إنّ قوة السرد الذي يخفي سوء الحال الاقتصادي في المملكة المتحدة تسبّب في الاتساع إلى درجة الانهيار في الفجوة، بين واقع بريطانيا كما يصوّره السرد السائد لأداء اقتصادها، وبين الحياة الحقيقية كما يختبرها المواطن العادي.
وأوضح تيلفورد أنّ بريطانيا كانت متخلفة نسبياً عن النمو خلال السبعينيات، إلا أن هذا لم يكن شيئاً مقارنة بالانهيار الحالي في مستويات المعيشة اليوم، فمتوسط الأجور الحقيقية في المملكة المتحدة الآن أقل مما كان قبل 18 عاماً، وهو أمر غير مسبوق في التاريخ الاقتصادي للبلاد في زمن السلم.
وأشار إلى أنّ بريطانيا هي أقل الدول من ناحية الرعاية الاجتماعية مقارنةً بأي دولة متقدمة، حتى الولايات المتحدة، والنتيجة هي أنّ الأسر العاملة تتحمل مخاطر أكبر من أي وقت مضى.
كما كشفت مؤسسة "ريزوليوشن" مؤخراً، أنّ الشباب البريطانيين اليوم يواجهون دفع أموال كضرائب أكثر بكثير مما سيحصلون عليه في أي وقت من الأوقات من حيث المعاشات التقاعدية والمزايا الأخرى، والعكس صحيح بالنسبة للفئات الأكبر سناً، بحسب المقال.
وعدّد الكاتب أوجه السوء في الاقتصاد البريطاني ليقول إنّ هناك أزمة سكن غير مسبوقة، وتتعرض الخدمات العامة، خاصة الرعاية الصحية، لضغط غير مسبوق أيضاً، حيث ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر مما هو متوقع. كما أنّ بريطانيا أصبحت الدولة الوحيدة في أوروبا التي تعاني من انخفاض متوسط العمر المتوقع.
كذلك، تعاني المملكة المتحدة أيضاً من عجز تجاري هيكلي كبير، وتواجه أزمة نمو اقتصادي عميقة، لأسباب ليس أقلها أنّ الاستثمار في الأعمال التجارية يجري عند أدنى مستوى في مجموعة السبع، وفق المقال.
ويلفت الكاتب إلى أنّ بريطانيا لا تزال واحدة من أكثر البلدان المتقدمة التي تعاني من عدم المساواة الاقتصادية، أو ما يُطلق عليه الفوارق الطبقية، وفقاً لمنظمة "إيكواليتي تراست" (Equality Trust).
وأكد تيلفورد أنه كلما كبرت الفجوة بين الرواية السائدة والواقع الذي يعاني منه معظم الناس، زادت المخاطر السياسية، داعياً الحكومة البريطانية إلى أن تكون صادقة بشأن التحديات التي تواجهها وأن تضع استراتيجيات طويلة الأجل للتغلب عليها.
كما أوضح أنّ الناخبين لا يتوقعون المعجزات، لكن يجب أن يشعروا بالثقة في أنّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الطريق سيكون مفتوحاً أمام الاضطرابات الاجتماعية وفقدان احترام المؤسسات السياسية وتنامي عدم القدرة على الحكم.
المصدر: المیادین
/انتهی/