وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: لقي التقارب "الايراني الاماراتي" و"الايراني السعودي" ترحيب عربي كبير، فالاتفاقية الناتجة بنظر الجمهورية الاسلامية ودول المنطقة ستلعب دورا فعالا في زيادة الاستقرار والسلام والتنمية الإقليمية وتعزيز النهج القائم على الحوار في المنطقة.. وتمنت الدول العربية استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين الدول العربية ، وعدّت ان هذا التقارب يحمل ثمارا ايجابية للمنطقة.
في مقابل الترحيب العربي الكبير، عبّرت وسائل إعلام إسرائيلية عن القلق الإسرائيلي من التقارب الإيراني مع دول المنطقة، ورأت أنّ الاتفاق ضربة قوية لمشروع التطبيع لا يمكن الحد منه.. واكدت ان تجديد العلاقات بين دول المنطقة والجمهورية الاسلامية تطور خطير بالنسبة إلى للكيان الصهيوني، وانتصار سياسي لإيران، وفشل مدوٍّ لحكومة الكيان الصهيوني...
وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية، الخبير في الشؤون الإيرانية الأستاذ "مختار حداد"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** كيف تقرأون ابعاد الحوار القديم الجديد مع السعودية، رغم ان إيران دائما تسعى لعلاقات نزيهة مع دول الجوار، وهذا الحوار سبقه خمس جلسات في العراق وتوج بتبادل السفراء والعلاقات الديبلوماسية؟
الجمهورية الاسلامية الايرانية وخاصة الحكومة الثالثة عشر كانت تتابع بجدية تعزيز العلاقات مع دول الجوار
الجمهورية الاسلامية الايرانية وخاصة الحكومة الثالثة عشر كانت تتابع بجدية تعزيز العلاقات مع دول الجوار وهذا كانت السياسة التي اعلنتها، من هذا المنطلق رأينا متابعة جادة من ايران لتحقيق هذا الهدف، ورأيناه يتحقق في تعزيز العلاقات مع دول المنطقة، يعني هناك دول في المنطقة أعادت السفراء مثل عودة العلاقات كاملة بين ايران والامارات التي كانت منخفضة على مستوى القائم بالاعمال.. والان نرى تحقيق ذلك من خلال الحوار بين ايران والسعودية.
وبإعتقادي هذا الحوار ونتيجته هي صفعة في وجه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني اللذين يسعيان الى بث الفتن بين دول المنطقة وخلق المشاكل لكي يكون لديهما حضور ووجود في هذه المنطقة، الكيان الصهيوني هو بالاساس يعيش على استمرار الازمات، بإعتقادي كان هذا رد قوي في وجه هذا المخطط.
** تواجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية عاما جديدا من عمر ثورتها المستمرة منذ 44 عاماً.. تواجه فيه تحديات جمة داخلية وخارجية، وعلى كافة المستويات.. ولكنها حققت ايضا جملة من الانجازات التاريخية في سياق هذه المواجهة… هل لنا ان نتعرف على أهم هذه التحديات اليوم؟
الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الكيان الصهيوني ومن كان يقف معهما فشلوا في هذه الحرب المركبة
اهم هذه التحديات هي الحرب المركبة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي من ضمنها اعمال الشغب، والقيام بعمليات ارهابية، الحرب الثقافية الاجتماعية والاقتصادية، وبإعتقادي ان الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الكيان الصهيوني ومن كان يقف معهما فشلوا في هذه الحرب المركبة، هم ما زالوا يسعون للتأثير على ايران ولكنها تواجه هذا التحدي الكبير من خلال السياسات التي تتبعها الجمهورية الاسلامية الايرانية سواء في الجوانب السياسية، السياسة الخارجية الداخلية، في الاقتصاد، خاصة من خلال متابعة سياسة الاقتصاد المقاوم..
وكذلك من خلال السياسات الاجتماعية والثقافية للحكومة الايرانية وللجمهورية الاسلامية التي استطاعت ان تواجه هذه التحديات التي كانت مكثفة في الاشهر الاخيرة وقد فشلت المؤامرة ضد الجمهورية الاسلامية.
** كثيرا ما نسمع عن الحصار الاميركي الغربي لإيران.. وهو حصار ظالم مستمر منذ اربعة عقود.. ولكن في المقابل هل نجح هذا الحصار في عزل إيران كما فعل مع كوبا مثلا او كوريا الشمالية المحاصرتين على مدى عقود ايضا؟ وهل استطاع التحالف الاميركي الصهيوني من منع الحضور والدور السياسي والثقافي للجمهورية في المنطقة والعالم؟
الجمهورية الاسلامية أذلت العدو الذي اصبح ذليلا امام ايران.. العدو استخدم سياسة الضغوط القصوى، ونهاية هذه السياسة كانت الفشل
الحصار فشل، ايران قد استغلت هذه الفرصة وعززت اقتصادها واصبحت دولة مكتفية ذاتيا وعززت قطاعاتها الاقتصادية، هي دولة صناعية منتجة، ايران لا يستطيعوا من خلال الحصار ان يحاصروها او اذلال الجمهورية الاسلامية، بل بالعكس الجمهورية الاسلامية أذلت العدو الذي اصبح ذليلا امام ايران، لان العدو استخدم سياسة الضغوط القصوى، ونهاية هذه السياسة كانت الفشل..
التحالف "الاميركي_الصهيوني" لم يستطع منع حضور ايران والدور الثقافي للجمهورية في المنطقة والعالم، هم ارادوا فرض العزلة على ايران، ولكننا نرى من الان يعيش بعزلة، فإن معظم دول العالم لم تتبع الولايات المتحدة في هذا الموضوع والان تريد تعزيز علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في جميع المجالات.
** بين الفترة والاخرى يخرج الضجيج من داخل الكيان الصهيوني للتهديد بشن حرب على إيران! كما ان الادارات الاميركية المتعاقبة تفعل الامر ذاته بالتلويح بان الخيار العسكري قد وضع على الطاولة!! ما هي احتمالات انفجار الازمة بين إيران والامبريالية الاميركية الصهيونية عسكريا؟ وما هي الصورة لو - لا سمح الله - نفذ الصهاينة هذا التهديد بالعدوان؟
هذه مجرد حرب اعلامية نفسية، هم يعرفون تماما انه اذا ارادوا القيام بمثل هكذا حماقة ماذا ستكون ردة فعل ايران، يعني لا سمح الله اذا نفذوا مثل هكذا حماقة فإن خبرائهم ومؤسساتهم الامنية والعسكرية قد نشروا في نهاية السنة الماضية سيناريوهات كان واضح من سينتصر وهي الجمهورية الاسلامية، وبأن الكيان الصهيوني في مرمى الجمهورية الاسلامية، وايضا المعسكرات المقرات الاميركية في المنطقة هي في مرمى الصواريخ الايرانية، وهم يعرفون أن ايران تمتلك قدرات عسكرية عالية التقنية.
** العلاقات الإيرانية العربية من اكثر القضايا الحاضرة بقوة في المشهد السياسي الإقليمي.. ولقد بذلت القيادة الإيرانية جهودا كبيرة وقدمت العديد من المبادرات لتوطيد العلاقات بين ضفتي الخليج الفارسي.. لماذا لم تنجح هذه الجهود في اخماد الفتنة التي لا يزال ينفخ في أوارها بعض الدول الخليجية؟ والى اين تسير العلاقات بين إيران والسعودية بشكل خاص؟
ايران الان ستعزز العلاقات مع السعودية ومع كثير من دول المنطقة، تعزيز العلاقات بين الجمهورية الاسلامية ودول الخليج الفارسي ستكون فشل للمساعي الاميركية والصهيونية، ان كان من خلال التطبيع، او من خلال بث الفرقة بين دول المنطقة، والان ايران من خلال تتبعها تعزيز العلاقات مع دول المنطقة استطاعت ان تفشل هذه المؤامرة الصهيونية والاميركية.
** اسمح لي ان نعود قليلا الى الشأن الداخلي في إيران الذي شهد محاولات حثيثة لاثارة الاضطرابات في بعض المدن الايرانية، وظهر اخيرا في عمليات غامضة لتسميم الطلاب في المدارس والجامعات الإيرانية!! كيف نفهم هذه المحاولات؟ وهل هي جزء من صراع داخلي ام هي احد وجوه الحرب الخارجية الاميركية على إيران؟
هذه المحاولات تأتي في اطار الحرب الخارجية الأمريكية والحرب المركبة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وفي هذا السيناريو الذي جاؤوا به مؤخرا فشلوا، والتجربة اثبتت ان هؤلاء لم يأخذوا بالحسبان ولاء الشعب الإيراني للثورة الاسلامية، الشعب الايراني خلال العقود الاربعة واجه مؤامرات كبيرة، ولكن بالنهاية من فشل؛ هي تلك المؤامرات الغربية.
** في جزئية ربما كانت لها دلالاتها السياسية المعبرة استضاف تلفزيون المعارضة في الخارج إيران انترناشيونال رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتنياهو.. فكيف نقرأ هذا الحدث في ضوء العلاقة بين اطراف من هذه المعارضة مع اجهزة الكيان الصهيوني؟ وعلى صعيد التوقيت بينما يترأس نتنياهو حكومة ارهابية تثير اشمئزاز العالم اجمع؟
بنيامين نتنياهو ونظامه الارهابي يعاني من ازمات داخلية فالمقاومة مرغت انف الكيان في التراب
هذه القناة مصنفة في قائمة الارهاب لدينا، هذه القناة الارهابية طبيعي ان تستضيف اكبر شخص ارهابي في العالم، خاصة ان هذا الشخص نظامه نظام ارهابي محتل غير شرعي..
وثانيا هو يعاني من ازمات داخلية فالمقاومة مرغت انف الكيان في التراب، الى جانب ذلك هو يعاني من مشكلة في داخل الكيان الصهيوني ونرى المظاهرات ضده، فهو لا يستطيع ان ينقذ نفسه فكيف يمكن ان يساعد هؤلاء الارهابيين الذين استضافوه وارادوا من خلال استضافته ان يقولوا انهم مع هذا الارهابي، فهذا اجتماع ارهابي في قناة إرهابية.
/انتهى/