وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: القاعدة العامة في القانون الدولي تؤكد انه لا يحق لدولة ذات سيادة التدخل بشؤون دولة اخرى، ولكن في متابعة لممارسات بعض الدول نرى الكثير من التدخل في شؤون الآخرين تحت عناوين ومسميات مختلفة، حيث تُختلق الذرائع أحيانا للتدخل في بعض الملفات وقد نرى إحتلالا لدولة من قبل أخرى بحجة العمل على مساعدتها.
واليوم في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية وما يجري من أخذ ورد يمكن ملاحظة تدخلات كثيرة من قبل بعض الدول سواء إيجابا أو سلبا، واللافت ان غالبية الدول تدعي حرصها على استقلالية القرار اللبناني وان الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لا يجوز التدخل فيه، إلا ان العديد من الدول تحاول دفع المسار الرئاسي قدما بشكل او بآخر لحث اللبنانيين على إنجاز الاستحقاق، بينما هناك بعض الدول تهدد صراحة بفرض عقوبات وإتخاذ تدابير بحق فئات او شخصيات او قوى تصنفها على انها “معرقلة” للانتخابات الرئاسية، وعلى رأس من يرفع سلاح التهديد بالعقوبات هي الولايات المتحدة الاميركية.
وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع النائب السابق الدكتور "نزيه منصور"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** السؤال الذي تردد كثيرا في بيروت في الايام الماضية: هل غيرت فرنسا من موقفها؟ وهل تراجعت عن مبادرتها المتعلقة بالصفقة الخاصة بانتخاب رئيس للبنان والاتفاق على مناصب اخرى؟ فما تقديركم على ضوء الجولة التي اجراها الوزير لو دريان في بيروت... هل هناك مستجدات في الموقف الفرنسي؟
ظنت باريس في مبادرتها بتبني سليمان فرنجية لملء كرسي بعبدا ونواف سلام لكرسي الحكومي بأن الجميع سيسارعون الى تبني هذا المقترح وانها اللاعب الوحيد على الساحة اللبنانيين وان الافرقاء بحاجة لانهاء أزمة السلطة التنفيذية براسيها الماروني والسني وان قسمة قالب الحلوى بعبدا من نصيب فرنجية المحسوب على حزب الله وحلفائه والسراي الكبير من نصيب نواف سلام.. قاسم مشترك بين فرقة كل من يده له واذ بهذه المبادرة تموت قبل ان تولد من قبل شركائها وفي المقدمة واشنطن.
** يبدو ان الكثيرين لم تقنعهم عبارة ان الوزير الفرنسي السابق والخبير في الشأن اللبناني جاء ليستطلع مواقف الفرقاء اللبنانيين.. فما حقيقة الامر؟ وماذا يعني انه جاء مستمعا وليس حاملا لمبادرة؟
تحاول باريس ان تثبت انها لاعبا دوليا وما زالت بيروت إحدى العواصم التي تعتبرها من اتباعها لذلك تسعى بكل الوسائل من خلال سفيرها في بيروت وحضور الرئيس الفرنسي شخصيا لحل أزمة الحكومة قبل انتهاء ولاية الرئيس عون وها هو اليوم يرسل مندوبا عنه عله يحقق ما عجز عنه في اختيار رئيس.
** هل تعتقد ان هناك مشروع تسوية او حل للازمة السياسية في لبنان تم الاتفاق عليها بين ألرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي ؟ وهل يمكن لهذين الطرفين فرض تسوية على الاطراف اللبنانيين؟
فرنسا تحاول تمرير رئيس قادر على التعاطي مع كل المكونات اللبنانية بالهوية والمتعددة المشارب خارجيا وهي الأكثر خبرة بالواقع اللبناني وعلى يقين انه لا يمكن لأي رئيس إدارة الازمات إذ لم يحظ بدعم من حزب الله لذلك تتعاطى بدبلوماسية سلسة لتأمين وصول فرنجية الى سدة الرئاسة.
** الى اي حد تعتقد ان زيارة لودريان الى لبنان اثرت على فرص الوزير سليمان فرنجيه للفوز في انتخابات الرئاسة؟ وفي اي اتجاه؟
الان جال وزير الخارجية الأسبق على كل القوى والشخصيات وهو على يقين بكل ما يكونه من افكار وما شابه ولكنه لايثير مسألة فرنجية بانتظار ان تستوي الطبخة محليا واقليميا ودوليا وبدأ الحديث عن سلة كاملة تشمل كل المواقع الشاغرة والتي ستشغر، السفيرة الفرنسية في لبنان تملك كل المعطيات من ألفها الى يائها.
** ما هي النتائج التي خلص اليها الموفد الفرنسي بعد جولته الموسعة على الاطراف اللبنانية بخصوص الازمة الرئاسية ؟ وما هو مدى الهامش المعطى لباريس من قبل واشنطن بخصوص هذه الازمة؟*
يستحيل على الفرنسي والسعودي انجاز تسوية دون بصمة اميركية فالسفيرة الأميركية غائبة عن المسرح نظريا الا ان شياطينها حاضرة منها ما هو محلي ومنها ما هو إقليمي وهي تمارس لعبتها من خلال قطر وبعض دمى الداخل من هنا لا صفقة شاملة يشارك فيها الجميع مع الاخذ بعين الاعتبار وجهة نظر وقرار حزب الله والمحسوم بإسم واحد أحد الحرف الأول من اسمه سليمان فرنجية.
/انتهى/