نشرت صحيفة الوفاق، مقابلة أجرتها مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الحاج "زياد نخالة" أكد خلاله أن العمل جارٍ على تشكيل كتائب مقاتلة في الضفة الغربية وكافة المدن الفلسطيني.

وكالة مهر للأنباء_ صحيفة الوفاق: شهدت التطورات في فلسطين خلال الأعوام الأخيرة، تحولات أدت إلى نقلة نوعية للمقاومة في فلسطين، حيث شهدنا تفعيل قدرات المقاومة في الضفة الغربية وتسليحها، الأمر الذي يشكل اليوم تهديداً أمنياً كبيراً للعدو الصهيوني إلى جانب الأزمات الأخرى التي يعاني منها هذا الكيان الغاضب.

كما حققت المقاومة هذه الأعوام انتصارات كبرى، حيث شهدنا أن الحروب من أسابيع وصلت إلى أيام معدودة وساعات والكيان يلتمس الهدنة، مما يؤكد على نمو قدرات المقاومة الفلسطينية التي تعتمد على شبابها الباسل والمقاوم والواعي.

لبحث آخر التطورات في فلسطين، التقت صحيفة "الوفاق" أمين عام حركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة، وفيما يلي نص الحوار:

بعد الحروب في قطاع غزه خلال الأعوام الأخيرة، والانتصارات التي حققتها المقاومة، نسمع عن غرفة عمليات مشتركة، ما اهمية نشاطاتها وماذا تفعل؟

غرفة العمليات المشتركة في الحقيقة هو تعبير عن تنسيق قوى المقاومة مع بعضها البعض، في ميدان المعركة، في احداثيات رمي الصواريخ، في الدعم المتبادل، لكن مفهوم غرفة العمليات في اذهان الناس، أن هذا يعني مركز قيادة، وتوجيه، وسيطرة و..، لكن هو بالحقيقة ليس بالضبط هكذا، ولكن إذا كنا نريد أن نعطي التوصيف الدقيق، هو تنسيق العلاقات الميدانية بين قوى المقاومة بشكل مباشر ومتابعة الاشتباكات التي تجري على الأرض، وهذا هو التوصيف الدقيق، لكن أحياناً تحدث بعض المبالغات في المسألة.

هل هذا التنسيق موجود في كافة الساحات؟

غالباً المناطق الذي تتواجد فيها أجنحة عسكرية هي التي يتم فيها التنسيق، والمناطق التي لا تتواجد فيها اجنحة عسكرية متنوعة ومتعددة، يكون فيها الحاجة اقل للتنسيق، في غزة على وجه الخصوص، مسألة التنسيق دائماً حاضرة باستمرار، وانفتاح القوى الفلسطينية مع بعضها البعض، موجود، وأيضا هناك عنوان يجمع الفصائل باسم غرفة العمليات المشتركة، لكن هذا لا يعني ان غرفة العمليات لديها مقر دائم، وتدير الشؤون العسكرية بشكل مستمر، ومتابعة مستمرة، لكن هذا يطلق على موضوع التنسيق المستمر حسب الضرورة والحاجة.

هناك مناطق فيها مقاومة فلسطينية، ولكن لا يمكن أن يقوموا بمثل هذا التنسيق الموجود بغزة مثلاً، في الضفة الغربية توجد مجموعات عسكرية وأجنحة بطريقة أو أخرى، على سبيل المثال كمخيم جنين هناك توجد بشكل مركزي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، ويوجد هناك مجموعات عسكرية أقل بكثير من الفصائل ولكن التيار الأساسي والعسكري الموجود في مخيم جنين هو كتيبة جنين التابع لسرايا القدس، .. هذا لا يعني أنه لا يوجد فصائل أخرى، ومن الممكن أن تستفيد من كتيبة جنين في التسليح والتنقلات أيضاً.

خلال حروب السبعينات والستينات كنا لا نرى تحقيق انتصارات في الحروب ضد الكيان الصهيوني، ولكن الآن برغم من أن الكيان الصهيوني هو نفسه، وطوّر نفسه عسكرياً، لكن نرى اليوم ان الحروب أصبحت ساعات، وايام قليلة، والكيان الصهيوني يلتمس الهدنة، ما الذي حدث في هذه الساحة، وما حدث من تطور حتى وصلنا اإى عصر الانتصارات؟

في واقع الحال تاريخياً، الشعب الفلسطيني واجه تحديات كبيرة، وأيضاً خضع لسلطات متعددة ومتنوعة عبر التاريخ، وبعد الهجرة من فلسطين، وعلى سبيل المثال الضفة الغربية كانت تخضع لسلطة النظام الأردني وفي قطاع غزة كانت تخضع لسلطة النظام المصري، وبعد عام 1967 تم احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل الاحتلال الصهيوني واستقرت قوات الاحتلال فيها لسنوات طويلة، بالتدريج حصلت مقاومة بشكل أو بآخر، وأحدثت المقاومة بوجود تنظيمات متعددة، بحضور منظمة التحرير الفلسطينية لكن هذه المقاومة ذهبت بالفلسطينيين إلى مشروع التسوية باتفاق اسلو ومنظمة التحرير وقّعت على هذا الاتفاق، فأصبح هناك طرف فلسطيني فتح طريقاً على التفاهمات مع الاسرائيلي، لكن بالتدريج، ومع الوقت اكتشف الفلسطينيون انه لا جدوى من المفاوضات، و"إسرائيل" لم تلتزم باتفاق اسلو بما وقعت عليه، وأصبحت لدى الشعب الفلسطيني قناعة بأنه لا فائدة بالحوار مع الصهاينة ونشأت في هذه الأثناء فصائل مقاومة فلسطينية مثل جهاد وحماس وتعززت هذه الفصائل وبدأت تعمل في موضوع المقاومة، نستطيع ان نقول اليوم أن فصائل المقاومة على وجه الخصوص حركة الجهاد وحركة حماس وإلى حد ما الجبهة الشعبية وبعض الفصائل الأخرى، وأيضا لا ننكر أن هناك تطور الفعل العسكري الفلسطيني نتيجة اكتساب خبرات، إن كان ميدانياً والتجربة وموضوع الانفتاح على الجمهورية الاسلامية بعد الثورة الاسلامية حيث اكتسب الشعب الفلسطيني تجارب وخبرات كثيرة من الثورة الاسلامية وتطورت المسألة، ونحن نتحدث منذ قيام الثورة الاسلامية منذ أكثر من أربعين عاماً حتى اللحظة، تطورت العلاقات الفلسطينية مع الجمهورية الاسلامية حتى وصلت إلى الحد الذي تراكمت فيه الخبرات واكتسبت من الثورة الاسلامية خبرات أخرى في مستوى التصنيع والتسليح، فاليوم نرى فعل المقاومة أخذ أدوار مختلفة عن السابق واصبح الفلسطيني لديه خبرات اكثر من السابق واليوم الفلسطيني يصنع الكثير من الأسلحة التي يواجه بها الاحتلال ويصنعها محلياً باستثناء الأسلحة الرشاشة، أما الصواريخ ومضادات الدروع والعبوات تصنع محلياً، هذه الخبرات جزء مهم منها اكتسبها الشعب الفلسطيني من إخواننا في الجمهورية الاسلامية، وهذا له تأثير كبير، وما نشاهده اليوم من فعل مقاوم يستخدم فيه الصواريخ لضرب المدن المحتلة، وعلى وجه الخصوص تل أبيب، وكل المدن المركزية الاسرائيلية، هذه الخبرات استفادت منها المقاومة والشعب الفلسطيني من الجمهورية الاسلامية، بالإضافة لذلك خبرات مدافع الهاون والعبوات و…

إذا انتقلت المقاومة الفلسطينية من مرحلة إلى مرحلة وتراكمت هذه الخبرات هو بفعل انفتاح المقاومة الفلسطينية على الجمهورية الاسلامية والتعاون الذي قدم على المستوى الفني والخبرات العسكرية للشعب الفلسطيني، هذا هو الذي أحدث الفرق.

نرى التطورات في جنين والضفة، هل تحققت سياسة تسليح الضفة؟

في واقع الحال يوجد تعقيد كبير في الضفة الغربية، حتى نكون أكثر دقة، عندما دعا سماحة القائد لتسليح الضفة الغربية، حقيقة وضع يده على منطقة حساسة جداً فيما يتعلق بالصراع مع العدو، وبناءً على هذا التوجيه رغم ادراكنا أهمية الضفة، لكن هذا التوجيه كان له اثر كبير على المستوى المعنوي والاهتمام من قبل اخواننا المعنيين بهذه الملفات، بالإضافة إلى قوى المقاومة نفسها، وتم تعاون الجميع من أجل إحداث تغيير ونقلة نوعية في الحالة الفلسطينية وتم وضع برامج من أجل ذلك، إن كان عبر تهريب الأسلحة أو عبر شراء الاسلحة من الاسرائيلي نفسه، المهم حصل تركيز كبير من أجل أن تنتقل الضفة الغربية من حالة المساكنة والهدوء لحالة المقاومة التي نراها اليوم، وهذا طبعاً كان يتطابق تماماً مع توجيهات سماحة القائد عن امكانية تسليح الضفة الغربية، على أي حال في زيارتنا الى ايران وخلال اللقاء مع سماحة القائد، أكد سماحته مرة أخرى على تطوير تسليح الضفة الغربية، وتطوير العمل المقاوم في الضفة الغربية، وأنا أعتقد أيضاً نحن كفلسطينيين وقوى وحركات مقاومة ندرك أهمية الضفة الغربية ولكن أيضاً هذا يحتاج جهد من الفلسطينيين أنفسهم وأيضاً مساعدة من إخواننا في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

هل هناك دول أو أنظمة تريد وقف تسليح الضفة؟

مشروع السلام في المنطقة وكل الدول التي تسعى لمشروع السلام هي تقف ضد موضوع الضفة الغربية وضد المقاومة بشكل عام، إن كان في غزة أو في الضفة الغربية، يعني نحن عندما نتحدث عن مشروع سلام مع "إسرائيل" ومشروع التسوية مع العدو هذا يعني كل الذين يسعون لمشاريع التسوية والمصالحة مع العدو هو ضد برنامج المقاومة، وكل الذين لا يعترفون بــ" إسرائيل" هم يدعمون المقاومة، هناك تياران في المنطقة، يوجد تيار عربي كبير ذهب مؤيداً وممارساً لموضوع التسوية والسلام مع "إسرائيل"، لكن إرادة الشعب الفلسطيني تلعب دوراً كبيراً في عرقلة مشروع التسوية، واذا نجح مشروع التسوية هذا يعني أن الشعب الفلسطيني فقد حقوقه، وهذا حتى ولو بدأ في بعض الاحيان وفي بعض الدول العربية فإن له تأثيراً في هذا المجال بالتأكيد لن تنجح، لأن واقع حال كل الشعب الفلسطيني عنده قناعة بأن أرض فلسطين وسيقاتل لاستردادها، أحيانا تمر سنوات نتيجة ظروف وضغوطات اقليمية واعتبارات اقليمية يضعف الشعب الفلسطيني أو يفقده القدرة على المقاومة نتيجة الظروف المحيطة ونتيجة الضغوط من دول عربية لديها برامج، لكن عندما يتخلص من هذه الضغوط على المستوى النفسي والعملي ويجد من يدعمه على المستوى السياسي والمعنوي والتسليحي هو يتجه نحو المقاومة، لأنه لا يوجد أي فلسطيني حقيقي يسلّم أو يقر بوجود "إسرائيل" وأي فلسطيني عنده قليل من الكرامة والاحساس بوطنيته لا يعترف بـ"إسرائيل"، وكل من اعترف بـ” اسرائيل” هو أمر استثنائي، وربما اعترف نتيجة ظروف ضغوط وعربية، ولكن طالما نحن موجودين في الأرض وطالما القدس تحت الاحتلال وأراضينا وبيوتنا تحت الاحتلال تكون المقاومة قائمة، ولكن الأهم أنه نحن نعزز المقاومة، نحن على قناعة تامة بأنه سينتهي يوماً ما وجود” اسرائيل”، ولكن اذا كنا ضعفاء ربما تنتهي بعد ١٠٠عام، لكن اذا كنا أقوياء ونمتلك القدرة والمقاومة والمثابرة والاستعداد بالتضحية ممكن أن تنتهي في 20 عاما، كل شيء مرتبط بنا، لكن لدينا قناعة تامة أن” اسرائيل” الى زوال حتما ولكن الفترة الزمنية هذه مرتبطة باستعداداتنا وجهدنا المبذول في المقاومة، ممكن أن يكون ظرفنا جيد ونقلب كل الموازين خلال عشر سنوات، واذا كان ظرفنا سيّء ممكن أن نحتاج 50 عاما، هذه المسائل لها علاقة باستعدادنا وقدرتنا على المقاومة، أنا اعتقد أننا في السنوات الأخيرة أصبحنا في نقلة نوعية مهمة في موضوع المقاومة، وهذا أيضاً يتعزز يوماً بعد يوم واستعداد الشعب الفلسطيني والتضحية قائم وموجود وإن شاء الله نستطيع خلال فترة قصيرة أن يكون لنا تهديد كبير على المشروع الصهيوني، فنحن متفائلين وسننتصر حتى لو مضت عشر سنوات أو 15 عاماً ولكن متفائلين بأنه اذا بذلنا جهداً أكبر فإن المشروع الصهيوني سيتفكك، لأن حقيقة اليهود في فلسطين هم حضروا الى هذه البلاد حتى يعيشوا بسلام واستقرار وفرصة حياة، أما عندما لا تتوفر فرصة الحياة والسلام وعندما يجد اليهودي فقط المكان الذي يُقتل فيه هو فلسطين فسوف يرحل حتما، هو أتى لفلسطين حتى يعيش في أمان واستقرار وعندما لا يجد هذا الاستقرار والسلام فهو يعود من حيث أتى، لأنه لا يوجد يهودي في العالم اليوم حياته مهددة كما اليهود في فلسطين أما اليهود في الدول الأخرى فهم في عيش ورفاه، أما اليهودي الذي يقتل فهو فقط في فلسطين، لذلك نحن عندما نستمر في هذا القتال ثم تغير قناعتهم أن قدومنا إلى هذا المكان حصل خطأ وخطأ تاريخي بأننا قدمنا الى هنا، يجب أن نعمل لنغير قناعة الاسرائيلي بأن فرصة الحياة هنا له معدومة والمكان الذي الوحيد الذي يقتل فيه اليهودي هي فلسطين، ولذلك يجب أن يرحل من هذه البلاد.

الآن رأينا تطوراً بالضفة، لكن قبل عامين رأينا خروج أبناء الداخل المحتل، هل سنرى يوما هناك تشكل كتائب مقاومة، وهل سنرى مفاجآت جديدة للعدو الصهيوني من جانب المقاومة؟

نحن في حركة الجهاد الاسلامي عملنا ونعمل على تشكيل كتائب مقاتلة في كافة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية حجم وقدرة هذه الكتائب تتفاوت من مكان إلى مكان آخر، حسب قدرتنا على التسليح وتوفير الامكانيات الأكثر لهذه الكتائب، بدون شك كتيبة جنين كانت مميزة لأنها الأولى، ولأن الذين قاموا عليها هم شجعان والكثير منهم استشهد وجزء كبير كان له سابقة في السجون الصهيونية ولكن هي التي برزت كأساس، ولكن في كل الأحوال تم تشكيل كتائب ومجموعات عسكرية في كل المدن الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص حركة الجهاد تحملت مسؤولية هذا الموقف، ولكن هذا لا ينفي وجود مقاتلين من حماس وايضاً من التنظيمات الأخرى، وأيضا أنا أقول أننا استفدنا من أننا انفتحنا على قواعد حركة الفتح، في قواعد حركة فتح هناك شرائح تعارض التسوية والسلطة وأيضا لها نفوذ في المناطق، ونحن قررنا الانفتاح على هذه الشرائح وتقديم مساعدات لهم وتسليح هذه المجموعات وحضورها ساعد في تمدد حالة المقاومة، لأنها أصبحت بشكل أو بآخر تعارض السلطة، وانت خلقت مشكلة والسلطة من جهة، لأن هناك مجموعات في نفس السلطة تعارضها، وفي نفس الوقت خلقت حالة من الوحدة الوطنية في مجتمع بحيث أنه لا يحدث تناقض لأنه في وقت ما كانوا يدافعون عن السلطة واصبحوا ينحازون الى المقاومة، ونحن انفتحنا عليهم و قدمنا لهم التسليح والمساعدات وحافظنا أن يبقوا هم في إطار حركة فتح.

هناك مجموعات شهداء الأقصى، واستشهد قبل ايام اثنان من الجهاد الاسلامي، وكان معهم واحد من شهداء الأقصى، هذا يجعلك تكتسب قاعدة شعبية أكثر، تخلف حالة من التفاعل بين الشبيبة أكثر.

عملية الانفتاح داخل المجتمع الفلسطيني هذه مهمة، الدعوة المستمرة للوحدة الوطنية وتقديم المساعدة حيث ما أمكن، أنا اعتقد أن هذه ساعدتنا كقوى مقاومة وعلى وجه الخصوص كحركة الجهاد الاسلامي بانه نتقدم خطوة لنسبق الآخرين قليلاً.

نحن نتابع ايضاً ونقدم خبرات ميدانية في عملية تصنيع المتفجرات، وايضا نقدم مساعدات كبيرة ومستمرة للمقاتلين في الميدان، في حركة الجهاد ، اذاً حالة المقاومة أخذت جهداً كبيراً على مستوى الأموال ومستوى التسليح ومستوى الكوادر وعلى مستوى تقديم عدد كبير من الشهداء أيضاً.

وقدمت حركة الجهاد الاسلامي خلال العامين الماضيين عشرات الكوادر الذين أصبحوا شهداء والذي كان لهم دور كبير في المجتمع، وتأثير كبير في المجتمع، لذلك كل هذا جعل حضور الجهاد الاسلامي عنواناً كبيراً في جنين والضفة الغربية.

بعد الحروب الأخيرة في قطاع غزة كيف كانت الاوضاع المعيشية والاقتصادية فيها؟

نحن نتحدث عن قطاع غزة الآن لا يوجد فيه جيش احتلال مباشر في قطاع غزّة، لكن يوجد تأثير الحصار على قطاع غزة، الحياة لا اقول غير ممكنة في قطاع غزة لكن الحياة قاسية، فيها حصار اولاً وهذا الحصار ماذا يعني، يعني تمنع من جلب أي شيء من خارج نطاق الاقتصاد الاسرائيلي، لكن الفلسطينيين في قطاع غزة كل حياتهم قائمة ومرتبطة بالاقتصاد الإسرائيلي بمعنى لا يستطيع الفلسطيني أن يشتري اي شيء مما يحتاجه إلا من المجتمع الاسرائيلي، أيضا الإسرائيلي يضع مواصفات لكل الحاجات الفلسطينية، يعني مثلاً في مئات او آلاف من أنواع المواد الذي يعتقد أن يمكن أن يستفاد منها في عملية المقاومة يمنع بيعها لقطاع غزة، فإن أنت تضطر في اشياء كثيرة ممنوعة، ولكن المستوى الحياتي هو مثل اي مجتمع بالعالم يوجد مستويات، لأنه عندما تكون فرص العمل محدودة تكون هناك مستويات الفقر مرتفعة، عندما لا يكون هناك دعم و…، ايضاً مستويات الحياة منخفضة، لكن في كل الاحوال أنا اعتقد أن الحياة ممكنة في قطاع غزة، وايضاً في شرائح تستطيع الحياة هناك، ووجود المقاومة بقدر أو بآخر يفتح افق للناس بالحياة بطريقة أو أخرى، لكن نحن كشعب فلسطيني، مررنا بظروف صعبة على مدار التاريخ.

وفي وقتٍ ما كان الفلسطيني يسكن في خيمة في ظروف بائسة، والآن ظروف الفلسطينيين أفضل في كل الاحوال، لا يمكن أن نقول حياة الفلسطيني بائسة ولا نجد الطعام، الحمد لله الحياة أفضل من السابق .

يدعي بعض المحللين بأن الشعب الفلسطيني وبسبب الوضع الاقتصادي أصبحوا الآن لا يتحملون الحروب الطويلة؟

كل الشعوب لا تتحمل الحرب، الحرب صعبة والحرب قاسية، انت تتحدث عن ضحايا وعن هدم بيوت وتتحدث عن ظروف صعبة، لا يوجد شعب يحب الحرب، ونحن كشعب فلسطيني نحب السلام، ولكن السلام يجب ان يكون سلام عزّ وكرامة، عند ما لا تتوفر ظروف سلام حقيقية، فانت تذهب للحرب، ولكن الحرب ليس هوايتنا، نحن نحارب من اجل ان ندافع عن انفسنا من العدوان الصهيوني، نحارب من أجل حقنا في ارضنا، نحارب لنحمي ابناءنا من القتل الاسرائيلي، وبالتأكيد الحرب لها ايضاً وجه سلبي آخر يؤثر في الحياة الاجتماعية، يؤثر في الاقتصاد، لكن هذا لا يعني بأننا لا نحارب لان هناك تضحيات، وفي معاناة والمعاناة موجودة، فلذلك بدون شك هناك فيه معاناة نتيجة الحروب ونتيجة الحصار ونتيجة الضرب، لكن نحن ندفع هذا ثمن مطالبتنا بالحّرية .

من يدّعي هذا التحليل يقول ان قطاع غزة لا يتحمل أكثر من اسبوع، هل هذا صحيح أم لا؟

اي مجتمع يوجد فيه وجهات نظر كثيرة وآراء متعددة، وليس كل الشعب على نفس المفهوم الواحد والرؤية الواحدة، بالتأكيد ليس كل الشعب الفلسطيني يؤيد الحرب، والحروب، وتوجد شرائح تقول نحن تعبنا من الحرب مثلاً، هذا الخطاب موجود، ولكن ليس الخطاب الغالب، ولكن الغالبية الكبرى من الفلسطينيين ذهبوا للمقاومة من اجل الدفاع عن انفسهم، وأصبحت حالة شبه اجماع فلسطيني بانه إذا نحن نريد أن نعيش بكرامة، وأن لا يكون هناك احتلال، يجب أن يكون هناك مقاومة، المسألة ليست حباً، نحن مجبرين على المقاومة، لأنه اذا لا تكون مقاومة هذا يعني أن الاحتلال باقي والاسرائيليون يصادرون الأراضي وكل الممتلكات، إذاً نحن لا نذهب للحرب لأننا نحب الحرب، نحن نذهب للحرب لأنه نريد أن ندافع عن انفسنا ونمنع اليهود ان يقتلوننا ونحمي أطفالنا وبيوتنا وأهلنا، انا لا أحب الحرب ولكن احارب لأنني مجبر على الحرب، لأنه فيه اعتداء واحتلال وأي شعب يقع تحت الاحتلال فهو يدافع عن نفسه ، والشعب الفلسطيني واقع عليه احتلال وهو يدافع عن نفسه.

هل هناك برنامج لجبهة مقاومة اقتصادية لتخفيف معاناة الشعب؟

التعقيد حقيقة في الجغرافيا الفلسطينية، واذا تحدثنا عن غزة ومساحة جغرافيا غزة هي مساحة محدودة، ونحن نتكلم عن 360 كيلومتراً مربعاً يسكن فيها ٢مليون ونصف مليون فلسطيني، ويمكن بعض الدراسات تتحدث انه أكثر مكان مزدحم بالعالم هو قطاع غزة وهي مساحة محدودة ومساحات الارض المزروعة فيها محدودة جدا، ايضا الموارد الاقتصادية محدودة جدا، يعني بالنهاية ان مجتمع قطاع غزة مستهلك اكثر مما يكون منتج، لذلك النظريات الاقتصادية لا تستطيع ان تساعد حتى ولو في الحد الأدنى المجتمع الفلسطيني في غزة، ظروف صعبة أولاً وعدم وجود اراضي زراعية تلبي حاجات الناس، لا يوجد قطاع صناعي نتيجة الاحتلال ومنع الاحتلال من توفير المواد الأولية وحتى الماكنات، الاسرائيلي يقوم بحصار غزة من كل الجهات بما فيها السوق التجارية، لذلك فرصة تحسين الاقتصاد في قطاع غزة ضعيفة جداً، وهناك توجد دائما معاناة اقتصادية مستمرة وموجودة، المقاومة يمكن ان تساعد في بعض المناحي البسيطة ولكن لا يمكنها ان تخرج الشعب الفلسطيني من المعاناة الاقتصادية إلى أوضاع أفضل وهذا صعب.

بعد اتفاق طهران والرياض، كيف تقيمون مسار الحركة التطبيعية هل هي توقفت بعد الاتفاق الايراني-السعودي؟

بدون شك اتفاق طهران-الرياض ترك أثراً إيجابياً على المنطقة، وخاصة أخرج من كانوا يستفيدون من الشحن المذهبي بما فيه موضوع السنة والشيعة، اولاً المتطرفون كانوا يستفيدون من هذا المناخ، أيضاً الإعلام والخطاب الاسرائيلي كان يستفيد من هذا المناخ ويحاول ان يقول الاختلاف بين إيران والسعودية خلاف مذهبي والصحافة والاعلام الغربي كله كان يوظف المسألة على قاعدة الخلاف المذهبي، ولكن في الحقيقة هو ليس خلافاً مذهبياً، هو في الحقيقة خلاف مصالح وخلاف تأثيرات خارجية، والإعلام الإسرائيلي والنفوذ السياسي الاسرائيلي والأمريكي كان له أثر كبير على الخلافات، عندما تم الاتفاق بين طهران والرياض، هذا ترك مناخ ايجابي على كل الذين كانوا متأثرين بالقطيعة، فشهدت المنطقة راحة نفسية، وهذه الراحة فتحت آفاقاً أمام كل دول الاقليم كونها تتأثر بالمملكة العربية السعودية، وأن تخطوا بخطوات ايجابية باتجاه اعادة العلاقات الطبيعية بين ايران ودول الخليج الفارسي، وأنا اعتقد سيكون لها تأثير أكبر في المستقبل على أغلب المنطقة العربية.

كيف تقيمون وضع الكيان الصهيوني بعد موجة كبيرة من المظاهرات، نظراً لهذه الخلافات الداخلية الكبيرة التي نراها داخل كيان العدو؟

ما يحدث داخل كيان العدو الصهيوني من خلافات داخلية هو بدون شك يشكل تهديداً كبيراً على مستقبل الكيان الصهيوني، اذا كانت هذه الخلافات في مجتمع العدو الداخلية واضيف لها قوة المقاومة هذا يعطي قوة ودافعاً للمقاومة أن تعزز اوضاعها وما اود التأكيد عليه هو أن ما نراه هو خلاف حقيقي وتهديد حقيقي وهذا من المتوقع أن يكون له تأثيرات على بنية المجتمع الاسرائيلي من ناحية القوانين المدنية والقوانين العسكرية ومن ناحية الانقسامات في المجتمع الاسرائيلي إن كان على مستوى الحياة المدنية أو الحياة الأمنية والعسكرية، وخاصة ان من ينحى منحى اليمين او التيار الأصولي وهو الأكثر تطرفاً، تيار أصوله العرقية شرقية، والتيار الآخر هو تيار ليبرالي أصوله العرقية غربية، فأصبح يوجد هناك شريحتان مختلفتان وهذه الشريحتان يوجد بينهما تناقضات كبيرة، وحتى هي في أصول الدين، حتى انه يوجد تفرقة عنصرية في المجتمع الاسرائيلي ليس نحن من نتكلم بل هم يتحدثون عن هذه التفرقة مثلاً بين اليهود الأمريكان واليهود من أصول عربية او يهود من اصول إفريقية أو من اصول غربية وترى ان هذه الفوارق العنصرية حادة جداً في المجتمع الاسرائيلي، لكن لان اوضاعه الاقتصادية افضل من الدول المحيطة ويوجد فرص عمل لكل الناس هذا يخفف من حدة الصراع، لكن عندما يصبح هناك من تأثيرات سياسية وتأثيرات تغيير بالقوانين لصالح اليمين المتطرف وتحدث هناك خلافات، يزداد الشرخ داخل المجتمع الاسرائيلي، لذلك انا اتوقع أن هذا على المدى القصير يكون لهذه الخلافات تأثيرات كبيرة في داخل المجتمع الصهيوني وانتم تلاحظون اسبوعياً مئات آلاف اليهود يقيمون مظاهرات ضد التعديلات القضائية في الحكومة التي تريد أن تنزع” اسرائيل” من صفتها كدولة علمانية إلى صفتها كدولة دينية قومية أكثر تطرفاً، اذاً هناك يوجد انقسام في الرأي العام الاسرائيلي وهذا سيكون له تداعيات حسب كل المحللين والمراقبين سيكون له تداعيات سلبية على الكيان الصهيوني وبالفعل نحن نستفيد من هذا الخلاف أيضاً.

إحدى المستجدات على الساحة الفلسطينية، إطلاق بعض الصواريخ من جنوب لبنان تجاه العدو، هل هذه معادلة جديدة للمقاومة؟

اولاً لبنان لا تقيم سلاماً مع” اسرائيل”، ثانياً في لبنان هناك اراضي لبنانية تحت الاحتلال الاسرائيلي، ثالثاً هناك توجد مقاومة في لبنان تعزز اوضاعها بهدف استعادة الارض اللبنانية المحتلة، المقاومة في لبنان لها موقف ورؤية بأن هذه فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني والمشروع الصهيوني أقيم على أرض فلسطين بالظلم وهذه المقاومة الموجودة في لبنان تتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذاً مقاومة متحالفة مع الشعب الفلسطيني بموقفه ومقاومة ترى في احتلال الاراضي اللبنانية سبب في البقاء على وجود المقاومة، العدو الصهيوني يشكل تهديداً دائماً للبنان في كل شيء، فلذلك للمقاومة في لبنان دور كبير في هذا الصراع وبالتالي يجب أن لا نستغرب أن تخرج صواريخ من لبنان على الأقل كتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والتضامن مع حراك الشعب الفلسطيني في الدفاع عن المسجد الاقصى وتعطي رسالة معنوية للشعب الفلسطيني بأن المقاومة في لبنان تقف مع الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.

إذاً صواريخ لبنان حتى ولو كانت قليلة تعطي معنى ودلالة كبيرة وتفتح أفق إمكانية انه إذا كان الاسرائيلي يسيطر ويتنمر ويحاول بجرائم القتل ضد الشعب الفلسطيني، انه ممكن للمقاومة في لبنان أن تتدخل لصالح الشعب الفلسطيني، رسالة الصواريخ كانت مهمة جداً وأعطت معنويات للمقاومة الفلسطينية، وأعطت موقف ورسالة للعدو الصهيوني بأن المقاومة في لبنان لن تترك الفلسطينيين وحدهم.

رأينا مؤخراً العملية التي قام بها الجندي المصري، المراقبون يعتقدون ان هذا يعود الى روح القتال لدى الجندي المصري والعربي والمسلم، كيف تقيمون وجود هذه الروح في المنطقة؟

واقع الحال أن كل الشعوب العربية هي ضد” اسرائيل”، في واقع الحال لايوجد عربي أو مسلم يقر بوجود” اسرائيل” بدل فلسطين، وعلى وجه الخصوص هذا الارث الديني والاسلامي يعني المسجد الاقصى والقدس في عقيدتنا، لايوجد مسلم حقيقي أو لديه احساس وطني أن يسلم بوجود” اسرائيل” بدل الشعب الفلسطيني وهذه المسألة أصبحت مسألة فطرية في كل شعوب المنطقة عرباً ومسلمين وأجانب في بعض الاحيان.

مجرد وجود هذا الاحتلال، إذاً يوجد مقاومة طبيعية لهذا الاحتلال، ماحدث على الحدود المصرية أمر طبيعي و هو تعبير عن مشاعر مواطن يرى أن” اسرائيل” هي عدواً لكل الناس، عرباً ومسلمين، يرى في سلوك” اسرائيل” والاحتلال هو أن” اسرائيل” نظام قتل واجرام، عندما يهدمون البيوت في الضفة الغربية ويصادرون الاراضي ويقتلون الناس، بالتالي ردة الفعل الطبيعية لدى أي مواطن عربي ومسلم بانه اذا تمكن من الدفاع عن الفلسطينيين فهو لايتأخر، لذلك ما حصل على الحدود المصرية هو أمر طبيعي ومتوقع من أي انسان في الدول العربية.

كيف الان ترون وضع اتفاقية اوسلو ووضع السلطة، خاصة بعد ما حققته المقاومة من انتصارات في الميدان، وكيف الان علاقة المقاومة مع السلطة؟

اتفاق اوسلو أصبح ميتاً، ليس انا من أقول ذلك، حتى السلطة التي وقعت عليه تقول هذا الاتفاق ميت، لانه يوجد طرف أساسي في الاتفاق لايقر فيه، ولن يلتزم ولايعترف به، ولهذا فإن اتفاق اوسلو أصبح خلفنا، الان كل المحاولات الاسرائيلية هي محاولة خلق وقائع جديدة للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية، الذي على الأقل كان يأمل الفلسطينيين ان يقيمون دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الان الاستيطان سيطر على اكثر من ٦٠% من الضفة الغربية وباقي ٤٠% وهذه الـ40% هي مجموع الاراضي التي يسكن فيها المواطنون في الضفة الغربية وبعض المناطق التي لا قيمة لها، لذلك فاتفاق اوسلو انتهى، ويتم المشروع الاسرائيلي القائم على فكرة الاستيطان وفكرة إما أن يعمل الفلسطيني كعامل في خدمة المجتمع الاسرائيلي او لا يوجد لهو فرصة حياة فيرحل، هذا هو البرنامج الاسرائيلي القائم الان، لذلك تجد عندما نتحدث اليوم عن أكثر 700 ألف مستوطن في الضفة الغربية وتقريباً مجموع الاستيطان في القدس والضفة الغربية وفق الحديث الرسمي في حدود 800 ألف مستوطن، القدس هي من ضمن الضفة، هناك 300 ألف مستوطن في القدس الشريف بعد احتلال الضفة 1967، وهناك يوجد 500 ألف مستوطن في الضفة الغربية، هؤلاء أقاموا مدناً وبنية تحتية وطرقاً وشركات ومواصلات وأراضي زراعية و..فهذه السيطرة يعني معناه أن لا يوجد أي صيغة للتفاهم عليها بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأفق أي تسوية معدومة والسبب أن” اسرائيل” لاتريد، بعض الفلسطينيين اقدموا على اتفاق اسلو واعترفوا بها وقدموا ما لم يكن يحلم به أحد، مصيبتنا نحن أنه في جزء من الفلسطينيين اعترفوا، لكن رغم ذلك الاسرائيلي يتحدث عن دولة يهودية في الضفة الغربية، لذلك لايوجد أفق للسلام، أي اتفاقات مع الفلسطينيين ماتت، للأسف هناك يوجد حالة اذلال عربي نتيجة ضغوط أمريكية ونتيجة وجود هذه الأنظمة الغير شرعية في الدول العربية و.. وهم أستسلموا أمام” اسرائيل”، لذلك تجد كل النظام العربي المحيط بـ” اسرائيل” تقريباً يقيمون علاقات مع ” اسرائيل” إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والغير مباشرة هو عملياً معترف بـ” اسرائيل” ومن يعترف بها يمنع أي فلسطيني من المقاومة، وأيضاً النظام العربي بمجمله يطارد الفلسطينيين، حتى نحن محاصرين وفي غزة محاصرين من العرب واليهود، لذلك لاسلام مع المشروع الصهيوني، لكن من واجبنا نحن ايضاً نخترق كل هذه الظروف الصعبة ونخلق حالة مقاومة في الظرف الذي متاح لنا وهو القائم الان،ان شاء الله الامور ستكون افضل مع حالة المقاومة،ما يجري من حالة مقاومة ومايجري من أن النظام العربي أصبح يائساً من فرصة أن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية، فلذلك انا اعتبر أن الحديث عن مشروع سلام مع” اسرائيل” تلاشى في المنطقة وما بقي هو بعض أحلام الأنظمة حتى ترضي الامريكان فقط، ولكن عملياً لايوجد مشروع تسوية مع” اسرائيل”.

كيف تصفون الشهيد الحاج قاسم سليماني؟ نظرا ان الشهيد الحاج قاسم سليماني ليس موجوداً جسدياً ولكن مازالت روحه موجودة في ساحة محور المقاومة ؟

اذا أردنا أن نتحدث عن الجمهّورية الاسلامية وما قدمته للشعب الفلسطيني، اولاً من موقف سياسي وهذا مهم جداً وهو عدم الاعتراف بـ” إسرائيل” وليس هذا فقط بل عملت وسعت على المستوى الدولي وعلى مستوى الفلسطيني ان تعلن ان هذا الكيان غير شرعي وأن هذا الكيان الصهيوني قام على أنقاض حق الشعب الفلسطيني.

من جهة اخرى تبنت الجمهورية الاسلامية دعم الشعب الفلسطيني في كافة الاحوال، اذاً هناك موقفان للجمهورية الاسلامية، موقف سياسي وانا أعتبر ان الجمهورية الاسلامية دفعت ثمن لموقفها السياسي مع الشعب الفلسطيني من تحملها الحصار والعقوبات، والثاني موضوع المقاومة حيث وضعت الجمهورية الاسلامية في موقفها وسياستها وفي رؤيتها وضعت برنامج لدعم الشعب الفلسطيني، من حسن الحظ ان الحاج قاسم سليماني كان هو الشخص الأكثر حضوراً وبروزاً وحماساً في موضوع تجسيد هذه المفاهيم وتجسيد موقف الجمهورية الاسلامية في كيف يمكن دعم الشعب الفلسطيني على كل المستويات، على مستوى المقاومة أنا اقول: ان الحاج قاسم سليماني كان حاضراً في الميدان الفلسطيني، والجمهورية الاسلامية قدمت مساعدات جيدة للشعب الفلسطيني، لكن أنا اريد ان أشير إلى أنه قد يمكن ان أحداً يفكر ان الشعب الفلسطيني كل شهر يأخذ مئات الملايين من المساعدات، يمكن أن أحداً يفكر هكذا، أنا أقول بأقل الامكانيات الممكنة وباقتصاد المساعدة نفسها تم خلق المقاومة وحالة المقاومة في فلسطين، بدون شك نحن نقر بأن الجمهورية الاسلامية قدمت مساعدات للمقاومة الفلسطينية منها خبرات وتدريب ومساعدات اقتصادية، لكن ممكن العالم أن يفهم بأن كم هؤلاء الفلسطينيين يتلقون المساعدة من الجمهورية الاسلامية، نعم نحن لا ننكر هذه المساعدة و لكن لايجب ان يبالغ بالمساعدة الاقتصادية فيها أحد،توجد مساعدة أمنية -عسكرية وهذه هي الأهم.

هناك مساعدات انسانية لعوائل الشهداء ولعوائل الأسرى، وهناك مستوى من المساعدات الانسانية وباقي المساعدات تقدمها ايران هي من الخبرة العسكرية والقدرة على التسليح وهي في هذا الاطار.

انا اقول ذلك حتى يطمئن الناس لانه ممكن أن يفكروا بأن الشعب الفلسطيني أخذ كل أموال الجمهورية الاسلامية، المساعدة لأسر الشهداء والاسرى هي انسانية، والمساعدة الأخرى في الخبرات العسكرية وفي مراحل متعددة هي تقديم بعض الاسلحة والمساعدات وهذا كان مكلف في ايصالها لقطاع غزة والضفة الغربية.

ولكن الأهم هي الفكرة والحضور والمتابعة، متابعة الحاج قاسم، لان الحاج قاسم كان حاضراً دائماً وكان يتابع شخصياً كل شيء، حتى تدريب المقاتلين وموضوع المساعدات وكان يسهر ويقلق ويتابع ويسأل، القيمة الانسانية في هذا الحضور كانت عالية جداً، ونحن كنا نقول دائماً أن الحاج قاسم سليماني كان فلسطينياً اكثر من الفلسطينيين وكان يحب القدس أكثر من المقدسيين، ولذلك نستطيع أن نقول عنه شهيد القدس، وان كل القادة الفلسطينيين كانا يعرفونه وكم كان حاضراً في كل الملفات المرتبطة بفلسطين.

هل هذه العلاقة مستمرة على نفس الطريق مع الحاج اسماعيل قاآني؟

بالتأكيد مع الحاج اسماعيل، أنا تحدثت عن الجمهورية الاسلامية، في الجمهورية الاسلامية الايرانية يوجد من يمثل برنامجها، الحاج قاسم والحاج اسماعيل، هؤلاء هم الذين يمثلون الجمهورية الاسلامية و لكن في الاصل الشعب الايراني المسلم وهمة الشعب الإيراني ومن يمثل همة الشعب الإيراني وقناعته في المساعدة ومن يجسدها هو الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني و الحاج اسماعيل قاآني، وهؤلاء يمثلون سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهذا يحفظ لايران ولسماحة القائد، هذا الدعم والاسناد، كل الشعب الايراني يشارك في هذا الدعم.

هل هناك جهات أو أنظمة طلبت منكم ان تقطعوا العلاقات مع إيران؟

ج/طبعا هم طلبوا بدون شك، ولا نظام عربي يرغب أن يكون علاقة لفلسطين مع إيران، لان برنامجهم السياسي مختلف عن برنامجنا، برنامجهم هو أنه نحن لا نريد مشاكل مع” اسرائيل” حتى لو بقي الفلسطينيون تحت الاحتلال، وجميعهم بطريقة وأخرى لايرغبون بأن يكون للشعب الفلسطيني علاقة وطلبوا بانه يجب ألا يكون علاقة لحركات المقاومة بايران.

لكن لم يقولوا انه إذا قطعتم العلاقة مع إيران نحن نمدكم بالمساعدة، هم فقط يريدون ان نقطع العلاقة مع إيران.

اليوم نرى حرباً ثقافية ونفسية من جانب العدو، وهناك انتاجات تلفزيونية وسينمائية للمقاومة، هل هذه الحرب مهمة بالنسبة لكم، وما هي التحديات برأيكم في هذه الحرب؟

الشعب الفلسطيني مثل اي شعب في العالم، يتعرض لحملات اعلامية، يتعرض لتحديات، والكثير من اولادنا يتأثر بالتلفزيون والدعاية، البعض منهم متحمسان ويتأثر بالإعلام ويتحمس للهجرة لأنه يتعايش بشكل أو بآخر مع” اسرائيل”، هذه الشرائح موجودة، ولكن الغالبية الاكبر من الشعب الفلسطيني عنده قدر كبير من الوعي لعدالة قضيته، لموقفة، للدفاع عن ارضه، وحمايتها، لكن هذه بالنهاية حرب مفتوحة، تترك أثراً على الفتية الناشئين الذين ليس عندهم حصانة أو مناعة، لكن بالنهاية هؤلاء يكتشفون انفسهم بأنهم ضد شعبهم وضد ارادتهم وببعض الثقافة وببعض الجهد الكل يعود لطبيعته، لذلك ترون الشباب كلهم،من يشارك في المقاومة اليوم، هم فتية في العشرينات وأقل من الثلاثين، هذه الشرائح يمكن التأثير عليها في وسائل التواصل الاجتماعي وفي التلفزيونات والاخبار ولكن انتم ترون هذه الشرائح التي يمكن التأثير عليها نراها تحمل السلاح وتقاوم وتقاتل وتستشهد، انا اعتقد بانه يوجد قدر كبير من الوعي لدى الفلسطينيين في عدالة قضيتهم، لان هؤلاء الشبان يعيشون المعاناة وجهاً لوجه مع الاستيطان، ووجهاً لوجه مع الاحتلال، وكل يوم الاستيطان يتمدد في اراضيهم وحولهم ويمارس القمع والاضطهاد ضدهم ويحرق البيوت ويحرق المزارع ويقتلعون الاشجار، لذلك الحرب يومية مع الناس وهذه الحرب اليومية تخلق ثقافة المقاومة وتعطي للناس أفقاً انه لا يمكن التعايش مع الاحتلال بهذه الطريقة، نحن نستطيع ان نتحدى الصعاب.

في فترة من الفترات كانت هناك احصائيات دولية تقول إن أكثر شعب متعلم ونسبة التعليم مرتفعة فيه هو الشعب الفلسطيني، هناك يوجد وعي ويستطيع أن يتعلم، ولا يوجد له خيار الا التعلم في الحياة، لذلك في كل دول الخليج الفارسي ترون كان عشرات الآلاف من المدرسين والمهندسين الفلسطينيين خدموا فيها، ولكن للأسف طرد جزء كبير منهم، ولكن كان لهم دور كبير في التعليم.

طالما هناك ناس متعلمون ومدركون ويعرفون قضيتهم وحقوقهم، لا يوجد قلق، المسيرة مستمرة ونحن واجباتنا مستمرة بقتال” اسرائيل” والدفاع عن حقوقنا في الحياة.

/انتهى/