وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه استقبل قائد الثورة الإسلامية، اليوم الإثنين، حشدا من أهالي محافظتي "سيستان وبلوشستان" و"خراسان الجنوبية" في حسينية الإمام الخميني (ره).
وأكد سماحة قائد الثورة خلال خطابه في هذا اللقاء: "انه قلنا إن العالم على عتبة أو بداية التحول؛ ما هو هذا التحول وما الذي يحدث في العالم والذي نفسره على أنه تحول"، مبينا: "تشمل الخطوط الرئيسية لهذا التحول عدة قضايا، بما في ذلك إضعاف القوى الاستكبارية في العالم".
ووصف الحكم الاستعماري البريطاني في القرن الثامن عشر لمناطق مهمة في آسيا، بما فيها شبه القارة الهندية، وحكم الغربيين لمناطق واسعة من غرب آسيا بعد الحرب العالمية الأولى، بأنه نتيجة لنوم وإهمال الدول والحكومات، مضيفا: "إن شعوب المناطق المذكورة لاحقاً عانت كثيراً من أجل التحرر من هيمنة المستعمرين المفترسة".
وتابع سماحته: "إن قوة غطرسة أمريكا وبعض الدول الأوروبية ضعفت وستضعف، وهناك خطوط رئيسية أخرى للتحول تتمثل في ظهور قوى إقليمية وعالمية جديدة". واعتبر سماحته مؤشرات السلطة الأمريكية، بما في ذلك في مجال الاقتصاد، بالتراجع، مستشهدا بكلام بعض المصادر الغربية، وقال: "إن قدرة أمريكا على تغيير الحكومات تراجعت أيضاً بشكل ملحوظ".
وفي السياق ذاته قال قائد الثورة الإسلامية: "انه في يوم من الأيام ارسلت الولايات المتحدة عميلاً يحمل حقيبة أموال إلى إيران وهذا الشخص قام بتنظيم انقلاب في إيران، لكن اليوم لا يمكن لها إظهار هذه القوة في أي بلد. ولهذا السبب لجأت إلى حرب مشتركة مكلفة، ولكن في هذا المسار فشلت أيضاً".
ووصف هزيمتها في سوريا والهروب المهين من أفغانستان بأنهما مثالان واضحان على تراجع القوة الأمريكية، وقال: "بقية المستكبرين اصيبوا أيضًا بنفس المسار، حيث تشكلت هذه الأيام في مختلف البلدان الأفريقية انتفاضة ضد فرنسا، باعتباره المستعمر منذ زمن طويل لهذه القارة، ويدعم الشعوب هذه الانتفاضات".
وشدد قائد الثورة: "بالطبع القول بأن العدو ضعف، لا يعني أنه غير قادر على المكر والخدعة والحاق الضرر؛ لذلك علينا جميعا كالمسؤولين والشعب، أن نكون يقظين وحذرين".
ولم يعتبر آية الله خامنئي خطط أمريكا منحصرة على إيران وصرح: "أمريكا اليوم لديها خطط في المنطقة للعراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان وحتى لدول الخليج الفارسي، وهي أصدقائها القدامى والتقليديين".
وشدد آية الله خامنئي: "ان العدو جدي في عداوته ومخططاته ضدنا، ونحن أيضاً جادون للغاية في مواجهة هذا العدو"، مضيفا: "ان معلوماتنا الإستخباراتية تفيد بأن الحكومة الأمريكية أنشأت مجموعة تسمى بمجموعة الأزمات، مهمتها خلق الأزمة في الدول بما في ذلك إيران وإثارة الثغرات التي يعتقدون أنها ستؤدي إلى خلق الأزمة".
وأوضح: "انهم ومن خلال التفكير والدراسة، توصلوا إلى استنتاج مفاده أن في إيران عدة نقاط يمكن الإستفادة منها لخلق الأزمات، وهي الاختلافات العرقية، والاختلافات الدينية، ومسألة الجنس والمرأة، والتي ينبغي استفزازها لخلق الأزمة".
وفي جانب آخر من كلمته قدم سماحته خالص الشكر والتقدير للحكومة والشعب والقوى الامنية والعسكرية والحشد الشعبي في العراق لاستضافة 22 مليون زائر في مراسم الاربعين.
وفي اشارة الى اهمية الوحدة الوطنية طالب قائد الثورة بالحفاظ عليها والتمسك بها لمواجهة مخططات العدو الهادفة لزعزة الامن القومي وتفكيك وحدة الشعب موضحا بأن الذين يهددون الأمن القومي هم أعداء الوطن و يعملون لصالح العدو سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا ذلك.
وأشار إلى تصريحات بعض الأميركيين بأنهم يريدون خلق وضع في إيران يشبه اوضاع سوريا واليمن، وقال: "بالتأكيد لا يمكنهم أن يفعلوا مثل هذا الشيء، بشرط أن نكون حذرين ويقظين، وان لا نسير في الطريق الخطأ، ولا نخلط بين الحق والباطل، كما يجب ان نعرف أساليب العدو، حتى لانساعده بأي قول أو فعل أو تحرك".
وأوضح سماحة آية الله خامنئي المعايير القرآنية لتمييز طريق الحق من الباطل، وقال: "يقول القرآن "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ" ولذلك، إذا كان اتباع طريق ما يسعد الكفار، فهذا الطريق ليس طريق مواكبة النبي (ص)، أما إذا كان المسار والفعل يسببان انزعاجاً وغضباً للاستكبار والقوى المعادية للدين والإسلام، فهو سبيل حسن ومواكب للنبي (ص).".
ودعا الجميع إلى الاهتمام التام بكلامهم وسلوكهم وتجنب الانحياز إلى مخططات العدو، مشيرا إلى فشل الأعداء منذ أربعين عاما بسبب اتباع الأمة الإسلامية الإيرانية لتوجيهات الإمام الخميني، واعتبر توجيهات الإمام مهمة لاستمرار مسيرة الحركة الإيرانية الناجحة، وقال: "العدو قد استهدفت نقطتان أساسيتان هما "الوحدة الوطنية" و"الأمن القومي" للإيرانيين".
ووصف آية الله خامنئي الوحدة بأنها تعني الالتقاء مع مختلف الأمم والأديان ووضع الخلافات السياسية والدينية والعرقية والجماعية جانبا عندما تكون المصالح الوطنية على المحك وأضاف: "لا تسمحوا للعدو ان يدمر الوحدة الوطنية".
واعتبر الأمن القومي هدفاً آخرا للعدو، وقال: "أولئك الذين يهددون الأمن القومي هم أعداء الأمة ويعملون لصالح العدو عن علم أو بغير علم".
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: "الحمدلله أن شعبنا مستيقظ، وأنا متفائل جداً بهذه اليقظة للشعب، وطبعاً هذا التفاؤل ليس شعارات وهتافات، بل بسبب أربعين عاماً أو نحو ذلك من الخبرة، والملاحظات ووجود علامات بارزة وواعدة مثل قدرات الشباب ومحبة الناس والوفاء والإخلاص وحسن الحضور خلال أربعين عاما".