وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان في عشية أسبوع الدفاع المقدس، حضر صباح اليوم الأربعاء، حشد من أسر الشهداء والفنانين والكتاب والمحاربين القدامى ونشطاء الدفاع المقدس، حسينية الامام الخميني (قدس سره) للقاء قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي.
وفي هذا اللقاء، إلى جانب أسر الشهداء والفنانين والأدباء والعاملين في مجال الإغاثة والمحاربين القدامى ونشطاء الدفاع المقدس، حضر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، والقائد العام للجيش، اللواء موسوي، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمدباقر قاليباف، وقائد القوات البرية في حرس الثورة الإسلامية، العميد محمد باكبور.
قال قائد الثورة الاسلامية خلال هذا اللقاء: "إن فترة الدفاع المقدس (الحرب المفروضة التي شنها نظام صدام ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترة 1980-1988) هي فترة بارزة ومهمة في تاريخ الثورة الإسلامیة وعلینا أن نعرف عظمة هذه الفترة".
وأعتقد أنه إذا عرفت أجيالنا المتعاقبة الجوانب المهمة والهادفة للدفاع المقدس، فإنها ستعرف كيف تمكن الشعب الإيراني من الوصول إلى منصة النصر والوقوف هناك بقوة في هذا الحدث المهم. وبكل فخر، ستكون هناك دروس عظيمة لهم في هذا المعرفة.
وأضاف: "لم نتمكن من معرفة تفاصيل هذه اللوحة الضخمة والملونة للدفاع المقدس وتقديمها للآخرين، متسائلا: عن ماذا دافعنا في فترة الدفاع المقدس؟ يمكن فحص ودراسة الدفاع المقدس من أربعة جوانب. الدفاع عن ماذا؟ الدفاع عن من؟ الدفاع على يد من؟ وماذا كانت نتيجة هذا الدفاع؟"
ووصف قائد الثورة قمع وتدمير الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية وفصل أجزاء من البلاد بأنها الأهداف الرئيسية للأعداء في الحرب المفروضة وأضاف: "الثورة الإسلامية الكبرى كانت ظاهرة فريدة من نوعها لأنه قبلها لم تکن ثورة فی العالم تنتج عنها حكومة دينية وشعبية فی نفس الوقت ، وأراد المستکبرون فی العالم إزالة هذه الكلمة الجديدة، أى الجمهورية الإسلامية والديمقراطية الدينية، والذي ما زالوا يسعون إلى نفس الهدف".
واعتبر آية الله خامنئي الحروب على الحدود لفصل جزء من الدول أمرا شائعا وقال: "على عكس مثل هذه الحروب، الهدف من شن الحرب المفروضة ضد إيران كان هو تدمير كيان الدولة وهوية الأمة وانجازتها الناتجة عن تضحياتها".
واعتبر قائد الثورة أنه من الضروري الانتباه إلى طبيعة الغزاة لإيران لفهم عظمة الدفاع المقدس وقال: "كل القوى البارزة في العالم يومها أصبحت جبهة واحدة ودعمت هجوم صدام على الشعب الإيراني".
وأشار إلى التقارير التي تعتبر الأمريكيين هم الحافز الرئيسي لصدام في مهاجمة إيران، وأوضح: "بالإضافة إلى المساعدة الاستخباراتية المستمرة، قام الأمريكيون بتعليم المعتدين أساليب تكتيكية للمعركة، كما قدم الفرنسيون لصدام بأحدث المعدات الجوية، وجهزه الألمان لإنتاج أسلحة كيميائية كارثية، وزودت الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق صدام بكل المرافق البرية والجوية التي أرادها، وأعطاه العرب في المنطقة مبالغ لا حصر لها من الأموال".
وأشار قائد الثورة إلى ان الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني كان وحيدا في المعركة ضد جبهة الاستكبار وصدام ودول المنطقة العربية، وقال: "وقفت الشعب على منصة النصر في مثل هذا الوضع غير المتكافئ وأظهرت عظمتها ومجدها".
وصف الحفاظ على وحدة الأراضي وعدم فصل ولو جزء واحد من أرض إيران العزيزة أحد إنجازات الدفاع المقدس وقال: "الكشف عن قدرات الشعب العظيمة و ازدهار مواهب آلاف الشباب هو من أهم انجازات الدفاع المقدس و بالاعتماد على هذه القضايا نؤكد بكل ثقة أن شباب البلاد قادرون على حل كافة المشاكل".
وكان تعزيز وتحصين إيران إحدى النتائج الأخرى لثماني سنوات من الحرب المفروضة، والتي أشار إليها قائد الثورة وقال: "لقد تمت حماية البلاد من الهجمات المحتملة إلى حد كبير بفضل الدفاع القوي عن الشعب، وكما رأينا، فقد قالوا مرات عديدة إن الخيار العسكري مطروح على الطاولة، لكنهم لم يتجرؤو لتنفيذه، لأنهم كانوا يعرفون قدرات الشعب الإيراني في الحرب وكانوا يعلمون أنهم قد يبادرون بالحرب، ولكن الشعب الإيراني هو من ينهيها".
وأشار إلى ظهور القوة والقدرات الواسعة والذكاء والمبادرة والابتكار على التغلب على المستكبرين العالميين خلال ثماني سنوات من الحرب، وأضاف: "عندما تتجلى هذه القدرات الوطنية فإنها تزيد الأمل والحيوية لتحقيق النصر والتقدم في المجالات الأخرى".
ووصف قائد الثورة ظهور وترسيخ ثقافة الثقة بالنفس بأنه معجزة الدفاع المقدس وقال: "إن المستكبرين العالميين يطمعون في منطقتنا المهمة لأسباب مختلفة، ولهذا السبب الحضور الروحي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة وصعود ثقافة المقاومة، أثار غضب الأمريكيين والغرب؛ لأن مقاومة الأمم منعت أنانيتهم".
واعتبر آية الله خامنئي نمو وقوة المقاومة داخل البلاد بأنه نتيجة سنوات الدفاع المقدس وقال: "في الثلاثين سنة التي تلت الحرب، شهدنا هجمات وفتن مختلفة، وكلها باءت بالفشل بسبب تجذر ثقافة المقاومة في الأمة".
وصرح سماحته: "ان القوات المسلحة من الأركان الأساسية لكل مجتمع وإن من أهداف العدو الإضرار بقيمة القوات المسلحة وشرفها وكرامتها".
وأشار آية الله خامنئي إلى ضرورة تكريم القوات المسلحة، وأضاف: "أمن المجتمع والوطن هو كل شيء، وإذا لم يكن كذلك فلا اقتصاد ولا راحة بال. ولذلك ينبغي الاهتمام بالقوات المسلحة بطرق مختلفة، وتقدير وجودها، واحترام جهودها".
/انتهى/
تعليقك