أكد مسؤول العلاقات اللبنانية لحركة الجهاد الإسلامي الاستاذ "محفوظ النمور"، أن الحديث المتكرر عن الدخول البري لغزة هو بسبب الفشل المتكرر، مشيراً إلى أن العدو يحاول ان يسجل انتصارا "صوريا". مضيفاً: "ومع ذلك هو عاجز والمقاومة تنتظره بفارغ الصبر للمنازلة والمواجهة المباشرة مع جنوده".

وكالة مهر للأنباء _ وردة سعد: نحن أمام سقوط أخلاقي وانسان مدوي للعالم الغربي واعداء الإنسانية، حيث يستمر كيان العدو الدموي المؤقت بارتكاب أفظع المجازر.

وقد أثبت جيش الاحتلال أنه أقوى جيش بالمنطقة على مستوى ارتكاب المجازر وقتل الاطفال والأبرياء و المدنيين، لم نشهد جيشاً جزارا دموياً على مدى التاريخ مثل الكيان الصهيوني الدموي.

وإلى حين كتابة هذه السطور لاتزال المجازر ترتكب واحدة تلو الأخرى، وهناك عائلات بأكملها تم حذفها من السجل المدني.

ورغم هذا كله، إلا أن أهل غزة متشبثون بأرضهم، وأثبتو للعالم أجمع أنهم لا ينكسرون، وبإيمانهم بالله وبوعده تمكّنوا من إذابة حديد هذا الكيان الغاصب.

وللحديث أكثر عن هذا الجانب، من معجزة أهل غزة، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع مسؤول العلاقات اللبنانية لحركة الجهاد الإسلامي الاستاذ محفوظ النمور، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

فيما يخص الهجوم البري المزعوم وفتكهم وابادتهم لساكني غزة مع قطع المياه والكهرباء والأنترنت وفصلوا غزة كليا عن العالم، كيف تقرأون هذا الاجتياح الفاشل رغم كل عددهم وعتادهم؟

اولا" الهجوم حصل اكثر من مرة ومنذ الايام الاولى للعدوان على غزة وباءت جميعها بالفشل وتكبد الاحتلال خسائر كبيرة وكعادته لا يعلن عن خسائره، اما الحديث المتكرر عن الدخول البري لغزة هو بسبب الفشل المتكرر وهو يحاول ان يسجل انتصارا "صوريا" ومع ذلك هو عاجز والمقاومة تنتظره بفارغ الصبر للمنازلة والمواجهة المباشرة مع جنوده وهو فعل كل شيئ من حيث التمهيد للهجوم البري الواسع كما يدعي لكننا ننتظره والكلمة الفصل للميدان ،
الحاضنة الشعبية في غزة هي نفسها المقاومة ولا يمكن ان نتجاهل ما يقوم به شعبنا المضحي والذي يدرك ان صموده ورفضه التخلي عن الارض والوقوف خلف المقاومة سندا" حقيقيا"( انه المقاومة بحد ذاتها).

بعد هذا الاجتياح الفاشل ظهر على الاعلام ابو عبيدة وتحدث بكل رصانة وبكل ثقة وشجاعة ومقاومة بالحق وعن انتظاره لدخول الصهاينة الى غزة، وتبين من خلاله لا بل اكد ان ترسانة صواريخ المقاومة لم تتأثر ، والدليل على ذلك استمرار وبشكل اكثر كثافة الرشقات الصاروخية على المستوطنات ردا على جرائم العدو بحق المدنيين، ما تأثير ذلك على مجريات العملية العسكرية وعلى نفوس البيئة الحاضنة للمقاومة؟

اما المقاومة فهي بخير وتدير المعركة بإقتدار وشجاعة، وان صواريخ المقاومة ما زالت تدك المدن والمغتصبات الصهيونية في ارضنا المحتلة ، وما هو الا تأكيد ان المقاومة حاضرة وقوية وقد هيئت نفسها لمعركة طويلة.

اسطورة اذلال المقاومة لجبروت جيش الاحتلال لا يوازيها الا معجزة صمود اهل غزة في مواجهة الة القتل والدمار الصهيونية!! كيف تقيمون سير المعارك الدائرة في هذه المواجهة حتى الان؟ وما هي عناصر القوة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني في التصدي لهذا العدوان؟

دائما" ما كنا نقول ان هذا الكيان اضعف مما تظنون وان مقولة الدولة التي لا تهزم والجيش الذي لا يقهر اكذوبه ارادوا منا ان نصدقها لنقبل بالامر الواقع والقبول بما يعرض علينا من فُتات حقوقنا، لكننا شعب عصي على الاذلال والتركيع ولا يقبل بأقل من حقه الكامل غير المنقوص، ولو استمرينا قرنٌ آخر من الزمن بالمقاومة وهذا واحد من اهم عناصر القوة للشعب الفلسطيني، وكل المعارك الجارية اليوم تؤكد ان نظرية حق القوة لا يستطيع ان ينتصر على قوة الحق لذلك نحن نعتبر انفسنا قد انتصرنا على عدونا منذ لحظة البدء بعملية طوفان الاقصى وما بعدها هو عدوان على اهلنا نتعامل معه على حدة ونحن نؤكد من خلال سير المعركة ان اعلان النصر ما هو الا صبر ساعة.

اهل غزة لا يفتأون يستغيثون ويناشدون الأمة تقديم الدعم والمساندة والجماهير استجابت وملأت شوارع المدن الغربية والاسلامية بالمظاهرات الصاخبة تنديدا بالعدوان وجرائمه البشعة.. ولكن هل هذا كاف برأيكم؟ وما المطلوب عربيا واسلاميا لوقف هذه المذبحة التي ينفذها جيش الاحتلال في غزة؟

الشعوب العربية والاسلامية وعلى مستوى العالم تقوم بما عليها من مؤازرة ودعم للشعب الفلسطيني وتستنكر وتدين العدوان على غزة وتطالب بوقف اطلاق النار..
على مستوى الانظمة الصمت واللامبالاة وعدم اتخاذ المواقف الحاسمة ساهم في تمادي العدوان، ونستطيع ان نقول انه وصل الى ان يصبح شريكا" في سفك الدماء وقتل الابرياء لذلك يمكن للدول العربية والاسلامية ان يكون لها مواقف مؤثرة خاصة امام حالة الغضب التي تعم العالم من رفض العدوان الى تأييد الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ويستطيعون ان يأثروا على العالم اجمع وان يوقفُوا العدوان وان يمدوا غزة بكل مقومات الحياة، وهذا لن يحصل ما لم يكن لهذه الامة ارادة حياة وربما اكثر مَن يحتاج هذا الموقف هم انفسهم حفاظا" على تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم ومستقبل الاجيال القادمة، ان سقطت لا سمح الله غزة فعليهم جميعا "السلام ".