جاء في منشور لوزير الخارجية الإيراني، بما يتعلق بليلة "يلدا" التي يحتفل فيها الإيرانيون ليلة اليوم: "ليلة يلدا هي رمز النور الذي يتغلب على الظلام وفرصة للصداقة والمحبة".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن الوزير الإيران قال: "الليلة، نجتمع نحن الإيرانيون مع عائلاتنا للاحتفال بهذه الطقوس القديمة، ولنتشارك اللطف والصداقة والأمل مع بعضنا البعض، ونتذكر في هذه الليلة أجدادنا الراحلون، وندعوا من أجل صحة عائلاتنا، وطول عمر آباءنا وأمهاتنا وبالفخر المستدام لبلادنا".

وقال وزير الخارجية: في ليلة يلدا، أتمنى لجميع الإيرانيين الأعزاء داخل البلاد وخارجها السعادة إلى جانب أحبائهم.

ماذا تعرفون عن ليلة يلدا

تعتبر ليلدة يلدا هي أطول ليلة في السنة يحييها بعض الأقوام منذ آلاف السنين. ففي إيران والبلدان التي تتقاسم معها نفس الثقافة يُطلق على أول ليلة من فصل الشتاء اسم«شب چله» أو «شب يلدا» [ليلة يلدا]، وهي التي تتزامن مع ليلة الانقلاب الشتوي. وفي التقويم الإيراني، الذي يتطابق مع التقويم الطبيعي، كان هذا الانقلاب الشتوي على الدوام، وعبر كل العصور، يوافق ليلة الثلاثين من الشهر الإيراني آذر (الموافق لـ 21 دیسمبر) وصباح اليوم الأول من الشهر الإيراني دى (الموافق 22 ديسمبر).

وعكس الانقلاب الشتوي هو الانقلاب الصيفي الذي يحدث في الأول من شهر "تير" الإيراني، (الموافق 22 يوليو) وتشرق الشمس من أقصى موضع ممكن شمال شرق وتغرب في أقصى موضع ممكن شمال غرب. يعتبر اليوم الأخير من فصل الخريف، مهمًا وعزيزًا في الثقافات المختلفة، وتعود جذور يلدا وعيد الميلاد والحانوكا (عطلة يهودية) إلى هذا اليوم.

ماذا تعني كلمة يلدا؟

يلدا كلمة سريانية تعني الولادة والإنتاج. ويرى العالم الإيراني الشهير، أبو ريحان البيروني أن يلدا تعني "ولادة الشمس" وما زال لا أحد يعرف كيف ومتى دخلت هذه الكلمة إلى اللغة الفارسية.

وبحسب معتقد الإيرانيين القدماء، كان الظلام مظهراً وممثلاً للشيطان، وفي ليلة يلدا، بسبب طوله، يزداد هذا الظلام. لذلك اعتاد الإيرانيون على إشعال النار في هذه الليلة لدرء الظلام والشيطان، ويجتمعون إلى جانب بعضهم البعض، خاصة ذوى الأقرباء.

الأطعمة المألوفة في ليلة يلدا

ما يميز ليلة يلدا عن العديد من الأعياد القديمة الأخرى هو عاداتها، وهي جميلة جدًا وبالطبع في أجزاء مختلفة من العالم يتم تكريمها بطرق مختلفة، وفي هذه التجمعات كان يقوم الإيرانيون بإعداد مائدة ويطلقون عليها اسم "ميزد" "والتي كانت النسخة القديمة من مائدة يلدا الحالية، ووفقًا لعادات ليلة يلدا، تشمل هذه المائدة جميع أنواع الفواكه الطازجة والجافة أو الأطعمة الخاصة بـ يلدا وفقًا لفلسفة طعام يلدا التي احتفظوا بها.

بالإضافة إلى الاستمتاع بأطعمة ورموز ليلة يلدا وتناول البطيخ الأحمر، كان الإيرانيون يرقصون ويهتفون ويتحدثون ويقرأون طالع حافظ ويقرأون قصائد أسطورية. عند إعداد الأطعمة الخاصة بليلة يلدا، عادة ما تجذب نقطتان الانتباه؛ وجود المنتجات الخريفية كالرمان والبنجر والقرع في الأطعمة والحلويات، ومن ثم الاهتمام بالقيمة الغذائية للطعام، فهو مناسب لموسم الشتاء البارد من خلال توفير الطاقة اللازمة للجسم.

ولذلك جرت العادة على استخدام جميع أنواع البذور والمكسرات عموماً في طعام يلدا. إن وجود مرق "فسنجان" كواحدة من أقدم وأصيلة المرقات الإيرانية على مائدة العشاء في يلدا هو دليل على هذا الادعاء. الطعام الذي يتم تحضيره من مزيج الرمان والجوز ويوفر الطاقة اللازمة للجسم للتعامل مع البرد إلى حد ما.

ولكل مدينة وبلد أيضًا عاداتها واستعداداتها الخاصة لمائدة هذه الليلة الطويلة والجميلة. وفي هذه الأثناء، تكون بعض الأطعمة معروفة أكثر من غيرها، وفي بعض الأحيان تُعرف باسم مدينة معينة.

قراءة الشعر وقراءة الشاهنامة في ليلة يلدا

هذه العادة ليست قديمة، لكنها تقليد منذ العصور القديمة أنه بعد أن يجتمع أفراد الأسرة معًا، تجمع الأسرة حول بعضهم البعض ويقرؤون القصائد الإيرانية القديمة.

تنتمي هذه القصائد إلى كتاب الشاهنامه للفردوسي، وقصائد حافظ، وأشعار السعدي والأمثال القديمة والشعبية، حيث يجب أن يجلس أفراد العائلة بجانب بعضهم البعض في صمت ويستمعوا جيدًا إلى القصائد القديمة لأن هذا التقليد من أكثر تقاليد يلدا سحرًا وصدقًا.

إشعال النار في ليلة يلدا

منذ القدم، كان إشعال النار في ليلة يلدا أحد التقاليد، لكن مع مرور الوقت، وخاصة في الفترة الحالية، تلاشت هذه العادة واصبح من الماضي. بالطبع، لا تزال هناك عائلات إيرانية مستقرة وتصر على هذا التقليد الأصيل، ولكن نظرًا للثقافات الحضرية الأخرى، فإن هذه الثقافة أقل ظهورًا في المدن الكبرى، ولكن ليس من السيئ إشعال النار كما في الأيام القديمة.

/انتهى/