أكدت الاعلامية والكاتبة التونسية، فاديا الحسيني، أن شخصية الشهيد سليماني ليست عابرة سبيل او عابرة ذاكرة بل هي شخصية لها اثر كبير في التكوين الفكري والثوري التحرري والعقائدي بين الشباب والأجيال الناشئة.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: يقول الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله عن الشهيد الكبير القائد الحاج قاسم سليماني انه :"شهيد يتجاوز المكان والزمان، فهو ليس شهيداً للعراق أو ايران أو سوريا بل هو شهيد بمستوى العالم" ، مؤكداً أن تأثيره سيبقى لأجيال.

ويذكر الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الحاج زياد النخالة أن :" المقاومة قصفت تل أبيب لأول مرة بصواريخ وصلت الى غزة بإشراف مباشر من القائد سليماني".

كذلك صرح المتحدث باسم سرايا القدس، أبو حمزة، ان " الحاج الشهيد سليماني أشرف؛ وعلى امتداد عقدين من الزمن، على الدعم المباشر لفلسطين ونقل الخبرات العسكرية والأمني لمجاهديها".

وعند نعي الشهيد سليماني قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:" إن الشعب الفلسطيني لن ينسى دور سليماني المبادر والبارز في تجسيد موقف الجمهورية الإسلامية بدعم حقوقه ونضاله ضد العدو الصهيوني ودعم قوى المقاومة وتطوير قدراتهم".

وتزامناً مع الذكرى السنوية الرابعة، لاستشهاد الشهيد قاسم سليماني ورفاقه، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الاعلامية والكاتبة فاديا الحسيني، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

الشهيد القائد اللواء قاسم سليماني، ظاهرة ثورية تركت بصمتها على مشهد الصراع في المنطقة.. ما هي العناصر التي ساهمت في نجاح هذه التجربة؟ وما هي العوامل الذاتية في شخصية هذا القائد التي جعلته يفعل ما عجزت عنه قيادات عديدة سبقته لقيادة حركة التحرر في المنطقة؟

شخصية الشهيد سليماني ليست عابرة سبيل او عابرة ذاكرة بل هي شخصية لها اثر كبير في التكوين الفكري والثوري التحرري والعقائدي بين الشباب والاجيال الناشئة.
ومن اهم العناصر التي كانت مساهمة لهذا النجاح والوقع والتأثير الايمان بالشباب الناشئ. فالشهيد سليماني كان طفلا مع الاطفال وشابا مع الشبان ورجل قيادي ميداني حامل للمسؤولية امام عدو تكفيري صهيوني مزدوج الاهداف. كان الشهيد قمة في الذكاء والفطنة وسرعة البديهة، كما كان هادئ ومتزن لحظة اتخاذ اي قرار. فكان يهابه العدو ومشغلي العدو، هذه الرصانة والاتزان العمق العقائدي جعل من الشهيد سليماني مثل اعلى للكثير من الشباب والمجاهدين.

وبالنسبة للعوامل الذاتية في شخصيته وميزته عن باقي القيادات هو التواضع الاخلاقي، الاحتواء للمجاهدين، فكان ابا حنونا وقائدا ذا صيت ناصع، مثال يحتذى به فالشهيد سليماني كان رجل في امة رجل مقدام لا يهاب الموت بل كان الموت يخافه.

حركة القائد الشهيد جاءت في مرحلة تراجع خطيرة على صعيد المواجهة مع الاستكبار والصهيونية، حيث هيمنت دعوات السلام الاميركي والمصالحة مع العدو الصهيوني، وسقوط بعض القيادة في فخ التطبيع مع كيان الاحتلال.. الى اي مدى يمكن القول ان الشهيد سليماني قلب الطاولة على المشروع الاميركي الصهيوني، واعاد الصراع الى وجهته الحقيقية من اجل التحرير واستعادة الحقوق السليبة ؟

في ظل مراحل السباق الذي يتزاحم عليه البعض نحو التطبيع مع العدو الصهيوني والكم الهائل من المطبعين، كانت "اسرائيل" تعتبر كل من طبع معها لا يستطيع احدا منهم ان يحقق حلمها في التوسع حتى لو تنازلوا عن اوطانهم واراضيهم وعروشهم للكيان الصهيوني ما دام هناك قائد ثوري يدعى قاسم سليماني
ف"إسرائيل" تعتبر ايران العسكرية مختصرة في شخص الشهيد سليماني ولم تكن تدرك ايمان القادة بدولة الفقيه وليس بالاشخاص ومنهم الشهيد سليماني.
وكان الشهيد سليماني يعي هذا الامر بأن استمرار ثورته على التكفير ودحر التكفيريين والارهاب ومشغلهم الاول العدو هو سلاح ذو حدين سلاح القضاء عليهم وسلاح الشهادة الذي كان حلمه وتحقق.
وخلال استشهاد سليماني فرح البعض ممن يشغلهم العدو لكن الوحيد الذي لم يفرح هو العدو بحد ذاته لان هذا العدو تأكد بأن ثورة الحسين لم تمت بل خرج ملايين حاملي لواء الحسين عليه السلام وهكذا الشهيد سليماني الذي تخرج من تحت لواءه الاف الالاف من القادة والمجاهدين.

هل استطاع الشهيد القائد رحمه الله ان يجسد مشروع الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه، في ما يتعلق بالتصدي للهيمنة الاميركية، والعمل الجاد لتحرير القدس واستعادة مقدساتها؟
الشهيد سليماني لم يحمل فقط لواء الامام الخميني (ره) بل حمل لواء الامام الحسين عليه السلام كما حمله الامام الخميني قبله وسيحمله المجاهدين وكل من يؤمن بالعدل والانصاف بعدهم.
الشهيد سليماني ترك اثر كبير وغموض اكبر بعد استشهاده لدى العدو والمستكبر الاكبر الامريكي، هذا التوتر لدى العدو ممن سيخلفه ومما تركه خلفه من ايمان بالعقيدة والانتماء لثورة حمل لواء العدل ما هو الا انتصار اخر من انتصارات حققها في حياته وبقيت مثال يحتذى به بعد استشهاده ومرجع لأي انتصار قادم
رحم الله الشهداء البررة ممن سبق ولحق ومن ينتظر فكل قطرة دم ترتقي هي ثورة عطاء لأمة محمد وآل محمد.

/انتهى/